قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله “تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل”
وهو تكلّف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور .
والحسن البصري رحمه الله يقول: “ما زال التغافل من فعل الكرام“
ليس الغبي بسيد في قومه *** لكن سيد قومه المتغابي
إن التغافل عن الأخطاء ليس تأكيدا للخطأ أو عدم اهتمام بل ليس سذاجة ولا غباء ولا ضعف بل هو الحكمة بعينها.
وقال عثمان بن زائدة ، قلت للإمام أحمد : العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل، فقال : “العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل ”
لأن الناس جبلوا على الخطأ ومن الغباء والحماقة أن ننتظر من الناس أن يفعلوا ما نريد أو أن يقولوا ما نريد … بل يجب أن نتعامل مع الناس معاملة واقعية مرنه تأخذ في حسبانها طبيعة الناس التي جبلت وتعودت على الخطأ
لذلك فإن الإيمان بأن كل بنو آدم خطاء يقتضي أن نتغافل عن تلك الأخطاء ما لم تجر مفاسد.
كثرة العتاب تنفر وتفرق .. ولا تنسى ان تلتمس العذر وتحسن الظن وتقبل الاعتذار
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -: “لا تظنَّ بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيراً ، وأنت تجد لها في الخير محملاً“
قال الإمام ابن القيم: “من أساء إليك ثم جاء يعتذر من إساءته ، فإن
التواضع يوجب عليك قبول معذرته ، حقاً كانت أو باطلاً ، وتكل سريرته إلى الله .. “.
ثم قال: “وعلامة الكرم والتواضع أنك إذا رأيت الخلل في عذره لا توقفْه عليه ولا تحاجَّه، وقل: يمكن أن يكون الأمر كما تقول، ولو قضي شيء لكان، والمقدور لا مدفع له ونحو ذلك“.
قال الإمام الشافعي: “الكيس العاقل؛ هو الفطن المتغافل“
وكفانا قول المصطفى ((يُبْصِرُ أَحَدُكُمْ الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ وَيَنْسَى
الْجِذْعَ فِي عَيْنِهِ))
قالوا في خلق التغافل ..
قال الحسن -رضي الله عنه-: “ ما استقصى كريم قط؛ قال الله تعالى: ** عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن
بَعْضٍ }[التحريم:3]
و قال عمرو المكي -رحمه الله- : “ من المروءة التغافل عن زلل الإخوان “
وقال الأعمش -رحمه الله- : “ التغافل يطفئ شراً كثيراً “
و قال جعفر -رحمه الله- : ” عظموا أقدراكم بالتغافل “
انتهى
منقول
بارك الله فيك أخي العربي كيف هي الأحوال أسأل الله أن تكون في تمام الصحة و العافية..التغافل:هو اعراضك عن امر صدر من عدو او صديق وانت تتيقن غرضه السيء منه ، وتطبيقه بالتحلم او التسامح في التعامل معه .
قال أبو علي الدقاق رحمه الله: جاءت امرأة فسألت حاتماً عن مسألة ، فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة فخجلت ،فقال حاتم : ارفعي صوتك فأوهمها أنه أصمّ فسرّت المرأة بذلك ، وقالت : إنه لم يسمع الصوت فلقّب بحاتم الأصم. انتهى. [ مدارج السالكين ج2ص344 ] .
هذا الأدب الذي وقع من حاتم الأصم يمكن أن نسميه " أدب التغافل " ، وهو من أدب السادة ، أما السوقة فلا يعرفون مثل هذا الآداب ، ولذلك تراهم لدنو همتهم يحصون الصغيرة ، ويجعلون من الحبة قبة ، ومن القبة مزاراً ، وهؤلاء وإن أظهروا في الإحصاء على الآخرين فنون متنوعة من ضروب الذكاء والخداع ، ولكنه ذكاء أشبه بامارات أهل الحمق الذين تستفزهم الصغائر عند غيرهم ، ولا يلقون بالكبائر عند أنفسهم،و أمثال هؤلاء لا يكونون من السادة في أقوامهم الذين عناهم الشاعر بقوله :
ليس الغبي بسيد في قومه **** لكن سيد قومه المتغابي.
لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ونفع بعلمه
___________
الإمام محمد ابن علي ابن الحسين رحمه الله تعالى قال : جميع التعايش والتناصف والتعاشر في مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل.
التعايش والتعاشر مع الناس هذا لا ينفك عنه أحد، الإنسان كما يقولون مدني بطبعه يحتاج إلى أنه يعاشر، يعاشر في بيته والديه، يعاشر إخوانه، أهله، أبناءه يعاشر زملاءه في العمل، في منطقته، في حارته في مسجده …إلخ
هذا التعاشر لا بد، لا ينفك منه أحد، ولذلك الله جلّ وعلا أدّب المؤمنين بآداب التعاشر فقال سبحانه : (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً) والنبي صلى الله عليه وسلم قال :"وخالق الناس بخلق حسن"
محمد بن علي بن الحسين ماذا قال ؟
يقول: إنك تحتاج في التعاشر مع الناس والتعايش معهم لكي تكون مخالقاً للناس بخلق حسن، تكون معك صفتان حتى تنجح
هذه الصفتان: ثلث: صفة وثلثان صفة الفطنة والتغافل
التغافل ما معناه ؟
التغافل هو عدم إقصاء الأمور بحثاً وتنقيبا
ربما يقول لك واحد كلمة تعرف أنه غير صادق فيها، ما تأتي تلاحيه حتى تُثبث له أنه غير صادق، يأتي يقول شي من هواه ما تأت تثبت أنه خطأ، لا بد من الفطنة حتى تدرك الأمور في تعاشرك وتعاملك لكن لابد من التغافل، ما يكون المرء مصادما، التعاشر مع الناس يحتاج إلى من هو فطِن ومتغافل، فطن حتى لا يُلعب عليه، حتى لا يُضحك عليه، حتى لا يأتي أشياء يُظن معها أن المؤمن أو الرجل الصالح أو هذا أنه لا يفهم شيئاً هو فطن ، لكنه لا يُقصي الأمور إلى نهايتها يتغافل.
لذلك تأتي هنا في التعاشر لا بد لك من التغافل وهذه وصية لكي نحصل على أعظم ما يوضع في الميزان يوم القيامة وهوالخلق الحسن .
أعظم ما يوضع في الميزان يوم القيامة الخلق الحسن
لكن الخلق الحسن ليس دَرْوشة ، غفلة ، بمعنى عدم انتباه أو عدم فطنة
لا
فطِن ولكنه مربّي
الإمام أحمد قيل له إن فلاناً من أئمة الحديث أو من رواة الأحاديث إنه مريض وله عشرة أيام لم يخرج من بيته. قال: نذهب لزيارته فإن من حق المسلم على المسلم أن يعوده إذا مرض.
هذا تغافل ، تغافل فيه حكمة .
أتت الجارية لهذا الراوية أتت له وقالت : لقد أتاك أبو عبد الله ولم تنزع الشراب فقال : إذا كنت لا أستحِ من الله فكيف أستحي من أبي عبد الله ؟ ولكني أتركه من الساعة أريقي تلك القوارير .
الموقف له تأثيره ولكن لكل مقام مقال
المؤمن فطن ، كيّس فطن يدرك الأمور ويعرفها لكن لايقصي الأمور إلى نهايتها ، في بيتك ، أنت ترى أشياء ، تصرّف ابنك ، يتصرف أخوك ، يتصرف صديقك بأشياء لا بد فيها من التغافل يقول كلمة لا تعجبك تُمَرِّرْها
إذا أتى كلام يؤذيك تقول فلان يقصدني هذا يقصدني، لا تعتبر أنه يقصدك ولا تكون أنت المراد به لكن إذا واجهت الكلام أصبح عليك وأصبح وأصبح الخ وزاد .
ولذلك في كثير من المواجهات تزيد، أصلا الخلافات تزيد بالمواجهات لأنهابدأت المواجهة لكن لو مرّرها المسلم وكان فطناً فيها لكن تغافل عنها ، نجح كثيرا في ذلك.
شكرا لكم على الإظافات الرائعة والمفيدة للموضوع
مرحبا بك أخي أبو عمر وينك من زمن إن شاء الله تكون بخير
على الموضوع المفيد و الجميل
بارك الله فيك
موضوع مفيد
بارك الله فيك