ما تمر به الجزائر من أزمات في شتى المجالات أمر لا يخفى عن ذي عقل، وقد تتعدد التحليلات والرؤى في تحديد الأسباب ولكلٍ قبلة هو موليها في طرحه للمسببات والحلول. ما نريد أن نطرحه في هذا المقام هو أزمة التعليم في الجزائر وما يتهدد مستقبل الأجيال القادمة. عندما نتكلم عن مستقبل هذه الأجيال هنا نقصد حقهم في تعليم سليم يؤمن مستقبل هذا الوطن ومنه مستقبلهم.
ـ بقلم : الدكتور جمال ضو جامعة الوادي
قد نتفق أو نختلف مع الرجال الذين حكموا الجزائر منذ الاستقلال إلى بدايات التسعينات، لكن ما تم إنجازه في ميدان التعليم شيء يحسب لتلك المرحلة. فلقد كانت المدرسة الجزائرية تحظى بمستوى محترم، أكان ذلك خلال مرحلة ما قبل التعريب أو ما بعدها أو كان في فترة التعليم قبل إصلاح السبعينيات أو بعده (الأساسي).
كما قطع التعليم الجامعي في الجزائر أشواطا لا بأس بها في ميدان التكوين مع أنه لم يقطع أشواطا مماثلة في مجال البحث العلمي. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تواجد نية خلال تلك الحقبة في النهوض بالتعليم بغض النظر عن الاجتهادات والإخفاقات. ولعل النقائص التي شهدها مجال التعليم والبحث العلمي في تلك المرحلة لها ما يبررها، ويمكن تفهمها في سياقها الزمني. لكن الذي يشهده التعليم منذ عقدين لا يمكن وصفه إلاَ بعملية الهدم المنظم سوى كان ذلك بحسن أو سوء نية.
يلاحظ المتتبع لحالة انهيار التعليم في الجزائر أن إرهاصاته بدأت في منتصف التسعينات إلى أن تجلت فيما يعرف بـ"إصلاحات بن زاغو" وما تخللها من تقلبات في تغيير البرامج والمنظومات، حيث تم الانتقال من منظومة إلى أخرى في بضع سنين. والحقيقة الأخرى التي تدعو إلى الاستغراب أن إصلاحات بن زاغو -والتي يتم تنفيذها على أرض الواقع- لا يعلم تفاصيلها ونصوصها أحد، بمن فيهم أعضاء البرلمان. ولم يتم نشرها إلى يومنا هذا.
والأغرب أن خليدة تومي (الناطقة آنذاك باسم الحكومة) صرحت أنه من حق الحكومة أن تخفي ورقة الإصلاحات عن الرأي العام، وهو شيء يدعو إلى الاستغراب فعلا. إن المرء ليس بحاجة اليوم إلى أن يطلع على محتوى هذه الإصلاحات أو المنظومة التعليمية السائدة ليبدي رأيا فيها لأن النتيجة نعيشها بأم أعيننا من تجهيل لأبنائنا وتسطيح للتعليم بحيث أصبح مستوى نسبة كبيرة من حاملي شهادة الباكلوريا يقارب مستوى المسجلين في برنامج محو الأمية.
كيف لا ونتائج الباكلوريا أصبحت تحدد بقرار سياسي ووصلت أرقاما قياسية في السنوات الأخيرة، وهو ما ينمّ عن عدم وجود أية نية في رفع مستوى التعليم إذ ينصب الاهتمام على إيهام الرأي العام بأن الإصلاحات تؤتي أكلها، وذلك من خلال رفع نسب النجاح في الباكلوريا وكذلك في باقي شهادات التعليم. وعلى الرغم من ذلك هناك شبه إجماع على أن الحقيقة بعيدة عن ذلك تماما حتى بين عامة الناس من متوسطي المستوى التعليمي، ناهيك عن وسط الأكاديميين.
تنكشف حقيقة مستوى حاملي شهادة الباكلوريا في العقد الأخير عند التحاق هؤلاء بالجامعة حيث نصطدم، نحن أساتذة الجامعة، بمستوى يدعو فعلا للدهشة ويجعلنا نتساءل: ماذا كان يدرس هؤلاء؟ أو كيف تمكنوا من تجاوز امتحان شهادة الباكلوريا وهم لا يملكون أية مؤهلات أو تحصيل علمي يمكنهم من مواصلة تعليمهم في الجامعة؟
قد يتفهم المراقب تدني مستوى نسبة صغيرة من حملة الباكلوريا لكن أن يصبح أغلبية حاملي هذه الشهادة بهذا المستوى فذاك أمر كارثي يدعونا للتوقف عنده. وفي الواقع ليس من الصعب فهم كيفية تسرب هذا العدد الهائل من الطلبة إلى الجامعة (على الأقل من وجهة نظرننا) : فكما أشرنا سابقا فإن نسب النجاح أصبحت تحدد بقرار سياسي مسبق، بل وصل الأمر إلى تحول الغش في امتحان الباكلوريا إلى ظاهرة يتم التغاضي عنها بشكل شبه رسمي، وهو ما حوَّل الجامعة إلى حاوية لتكديس الشباب، وإيهامهم بأنهم يستحقون صفة الطالب الجامعي.
والسبب الآخر الذي أدى إلى تدني مستوى الملتحقين بالجامعة هو ضعف تكوينهم في فترات التعليم المختلفة لأسباب متعددة. نشير من بين تلك الأسباب إلى تدني مستوى وتكوين الأستاذ المؤطر الذي هو الخريجين الجدد للجامعة الجزائرية؛ وهو ما يجعلنا أمام ظاهرة على درجة أعلى من التعقيد، ويقودنا إلى الحديث عن الجامعة.
الوضع في الجامعة أكثر تشابكا. فمن جهة تواجه الجامعة سيلا كبيرا من الطلبة جلهم تسلل إلى الجامعة في ظل "الكوطة السياسية" والبقية فإن تحصيلها العلمي ومهاراتها لا تؤهلها إلى تلقي تكوين جامعي سليم. ومن جهة أخرى، واجهت الجامعة منذ التسعينات نزيفا كبيرا في حملة شهادة الدكتوراه الذين تشتتوا بين بلدان الشرق والغرب. وجل هؤلاء هم من خريجي العصر الذهبي للمدرسة الجزائرية. هذا النقص في التأطير دفع بالدولة إلى الاستعانة بحملة شهادة الماجستير لسد العجز، وأصبح جل الكادر التدريسي في الجامعة من حملة شهادة الماجستير، وتمنح لهم رتبة أستاذ مساعد ويكلفون بإلقاء الدروس (المحاضرات) وهو ما لا يحدث في أية دولة في العالم بما في ذلك دول العالم الثالث.
لهذا فإننا نجد أنفسنا أمام دورة أو حلقة مغلقة غريبة جدا: طالب ضعيف التكوين وغير مؤهل يؤطره أستاذ غير مؤهل. ومن ثم فشلت الجامعة في أداء مهمتها…، أو ربما لم يرَد لها أن تقوم بدور الغربلة. ويمكن لنا أن نتصور نتيجة هذه الدورة وانعكاساتها، والتي أصبحنا نعيش نتائجها منذ سنوات. ما زاد في تدهور مستوى التعليم الجامعي هو دخول المنظمات الطلابية على الخط بشكل سلبي تماما، وأصبحت الجامعة ساحة لممارسة الضغوط السياسية والمزايدات وكذلك الابتزاز المالي.
تجدر الإشارة أيضا إلى ظاهرة خطيرة أصبحت تغزو الجامعات الجزائرية، وهي ظاهرة يمكن أن نطلق عليها اسم "تأنيث التعليم"، حيث أصبح مايقارب 75% من طلبة الجامعة من الإناث، بل بلغ الأمر أنه في بعض التخصصات العلمية وصلت النسبة إلى 95 % وهذا مؤشر خطير عن خروج نصف المجتمع الآخر من المنظومة التعليمية وتحوّله إلى طاقة معطلة على الرغم من ريادته للنهضات العلمية تاريخيا. أقول هذا ليس انتقاصا من دور المرأة بقدر ما هو واقع اجتماعي وتاريخي يستوجب الوقوف عنده.
إن ما يحدث في الجزائر هو جريمة في حق هذه الأمة يجب أن تستوقف كل غيور عن هذا الوطن مهما كان توجهه السياسي أو إيديولوجيته. نؤكد على هذا لأنه لا يبدو أن أصحاب القرار في الجزائر يقرون بمصيبة التعليم في الجزائر لا على مستوى التربية الوطنية ولا على مستوى التعليم العالي، بل هناك تمادٍ وإصرار على نفس المنهج والاكتفاء بلغة الكم والأرقام.
ولغة الأرقام هنا تعطي صورة مغالطة تماما لحقيقة العملية التعليمية. فلو تمت المقارنة بدولة كسويسرا، التي تمتلك إحدى أرقى المنظومات التعليمية في العالم، نجد أن نسبة الطلبة الذين يتمكنون من الالتحاق بالجامعة من مجمل المنتظمين في الدراسة لا تتعدي 15 %. والواقع أن المنظومة السويسرية تستحق تفصيلا أكثر، ربما نعود إليها في وقت لاحق عند الحديث عن سبل إصلاح التعليم.
إن فساد التعليم يختلف في تأثيره عن الفساد السياسي أو الاقتصادي لأن فشل جيل أو جيلين في الحصول على تعليم سليم سيكون له أثر كارثي ومباشر على الأجيال القادمة، وعملية إصلاح الوضع قد تكون فاتورتها غالية جدا وتتطلب أجيالا. إن ما يتم إنجازه حاليا في الجزائر من بنية تحتية تتمثل في بنايات أسمنتية وطرقات قد لا نجد جيلا يستطيع استلامها مستقبلا ويكون قادرا على حسن تسييرها إن استمرت العملية التعليمية بهذه الوتيرة.
وما سيزيد الأمر تعقيدا بالنسبة للأجيال القادمة هو نفاذ المصادر البترولية التي يقوم عليها الاقتصاد الجزائري ما يجعل الجيل القادم يستلم بلدا دون مقدرات مالية أو بشرية. ومن ثم فالوضع سيؤدي حتما إلى انعكاسات سياسية واقتصادية كارثية، وربما انهيار اجتماعي قد يدخل البلاد في متاهات لا يعلمها إلا الله .
للأسف أن ما يخشاه كل غيور عن هذا الوطن قد حصل بالفعل. فلقد نجح وزير التربية الحالي، والذي يبدو أننا نسينا الوزير الذي سبقه، في الإتيان على المنظومة التربوية والتعليمية من القواعد وأخرج لنا جيلا لم تشهد له الجزائر مثيلا على الرغم من الأموال الطائلة التي يتم صرفها في هذا القطاع وبشكل غير مسبوق.
بينما لو سألنا التلاميذ أو أولياء أمورهم عن أهم إنجازات أو أي مشهد يستحضرونه من هذه العهدة فستكون الإجابة حتما إشكالية لون المآزر وتوحيد ألوانها التي أصبحت قضية جوهرية عند كل دخول مدرسي، وكابوس للعائلات الجزائرية عند كل دخول اجتماعي. وقد يستحضرون أيضا كمية الكتب التي تجاوز عددها 12 كتابا لتلميذ لم يتجاوز عمره 7 سنوات.
هذا يجعل الملاحظ يتساءل عن السبب من وراء بقاء هذا "الوزير الخالد" على رأس التربية في الجزائر لمدة تجاوزت المعقول. وأي إنجازات قام بها حتى تجعل حكام البلاد يتمسكون به على الرغم من تعاقب رؤساء وحكومات ووزراء على هذه البلاد؟
لا أريد أن أجتهد في الإجابة عن هذا السؤال ولكن أتركه للقارئ وللتاريخ لأن ما يحدث في الجزائر الآن يتجاوز حدود الاجتهادات، وربما يتجاوز ذلك بكثير ليصل درجة العمل المنظم والمؤامرة على مستقبل هذه البلاد!
نشكر الدكتور كمال ضو على الموضوع الشامل لواقع المنظومة التربية في الجزائر . و نحييه على الحقائق التي أكد بها الموضوع.
بارك الله فيك أخي ناقل الموضوع وبارك الله في أستاذنا صاحب المقال
فهو كأمثاله يمثلون آخر رعشة تربوية خلفها زمن غابر هو الان يرثي لأحوالنا
أحيانا ينفض المرء حاله من الاكتئاب والاستسلام ليلبس ثوب المعرفة بأنه لا يزال هناك
من يرى الحقائق على حقيقتها مثل ما نراه نحن بداخلنا
والحمدلله انه مازال في بلدنا يريد نفض الغبار ويابى ان يرى الفساد حين نقرا نجد من ينتقد نقدا بناءا يريد من خلاله نهضة ووثبة نوعية لعلها تكون قريبا ان شاء الله في طريق الاصلاح الشامل
شكرا للدكتور على هذا التحليل المعاش .
ما الحل ؟
ضف إلى ذلك أين نحن من المنظومة القــانونيــة و المنظومــة الصحيـــة و القيــم الأخلاقيــة و الإجتماعيــة و الروحيــة و المهنيــة …. و البـوليسيــة….
مـا الحــــل ؟ نكتب … نتكلـــم … ماذا نكتــب ؟ ماذا نقــول ؟
تـوقعـات مستقبليــة : من سورة الجمعة الآية 5 بعد بسم الله الرحمن الرحيم. " مثل الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوهـا كمثل الحمار يحمل أسفارا…." صدق الله العظيم. هذا هو حال حمل العلم من دون روح.
يقول أنشطاين: « Une science sans conscience c’est ruine de l’âme »
اخواني لماذا نفس المطالب من2017 وحاولت ان اجيب على بعض الاسئلة
1/هل تخسر الوزارة شيئا اذا وضعت قانون اساسي منصف ومرضي لجميع الاسلاك
ج) المستفيد الاول الوزارة ليعم الاستقرار القطاع ويتفرغ موظفيه لاداء عملهم باحسن وجه ويتطور القطاع
للاحسن
2/لو حاربت الوزارة العبث بالخدمات الاجتماعية منذ مدة ولو بتعيين الوزارة مسيرين او اعطاء المؤسسات الاموال
لتسير عبر المؤسسات هل تخسر الوزارة شيئا
ج) لا والف لا تساهم في الاستقرار وتربح مصداقية الموظفين التابعين لها وتحسسهم بانهم اسرة واحدة
3/لو وفرت التقاعد المحترم لمعلم توقف عطاؤه اليس المستفيد هو التلميذ الذي تتشدق بمصالحه
بمناسبة وبدونها
4/هل تخسر شيئا الوزارة لو تتابع صحيا موظفيها وترفع الغبن على الموظف المريض اليس وساما لها
بعد تفكير وتساؤلات كثيرة وصلت الى قناعة اكيدة ان كل المشاكل مقصودة لنهتم بمشاكلنا المهنية ولا نلتفت
الى مشروع الاسلاخات لابنائنا وكل يدرك اين وصلت المنطومة التربوية من انحطاط مذهل
—–اخواني لو نتعهد جميعا لوزارتنا باننا لا نلتفت ولا نتكلم نهائيا على الاسلاخات لسيرت الخدمات
بشفافية ولوضعت لنا قانون اساسي يحلم به الاوربي ولوفرت لنا تقاعد100/100بعد25سنة عمل
ولسنت لنا قانون مثالي لطب العمل وحرصت حتى على تسوس اسنانا ولوفرت لنا كوطة في كل حصص السكن الاجتماعي والتساهمي والريفي………..لوفرت لنا كل شيء
–هدف وزارتنا خلق مشروع مجتمع على مقاسهم وبدات ملامحه في الظهور من لباس وسلوكات ابنائنا
ربي اجيب الخير لوطني ويحميه…..اصبحت اخاف على وطني اكثر فاكثر
هي الحقيقة المرة مشروع منظم يسير بوتيرة متسارعة لتخريب الوطن والمشروع اوشكت نهايته ونتائجه ظاهرة في كل الميادين شلل تام
وانتشار الفساد الى درجة مذهلة فاصبحت الجزائر بلد اشخاص وليس مؤسسات
الكل يتفرج وكل القنوات للتدخل مسدودة ……………………انها بوادر الانفجار
ربي يستر بلادي…………اصبحت خائفا
كيف أقدم موضوع في المنتدى
كل القطاعات مريضة وليس التعليم فقط لكن الحق يقال أن التعليم الذي لا يمد الجامعة بخيرة ابنائنا ويشحنهم بشحنات علمية وتربوية تجعلهم يسايرون التطور الذي يحصل في المجتمعات التي حولنا ويجعل الطالب محصنا من كل الهزات لا يعتبر تعليم (بحيث أصبح مستوى نسبة كبيرة من حاملي شهادة الباكلوريا يقارب مستوى المسجلين في برنامج محو الأمية.)
فلاحظ معي اخي نسبة النجاح في القاعده الأولى في الإبتدائي 99.99 وحدث في مؤسسة ما في ولايتنا نسبة النجاح في الدورهالأولى أقل من20 بالمئة والنسبة النجاح في الدوره الثانية 80 بالمئة فما معنى هذا هل نزل الوحي على أبناءنا في الدوره الثانية فمدير الإبتدائي في نهاية السنة أمام عجز هياكله لإستقبال التلاميذ يضطر الى دفع تلاميذه للمتوسط والملاحظ أن نسبة إعادة السنة والطرد في السنة أولى متوسط كبيره جدا حتى أن بعض المدراء في المتوسطات يلجؤون الى إجراء امتحان استدراكي شكلي والكل ينتقل مضطرا لضعف الهياكل وقلة التاطير وهكذا تغيب الرؤية المستقبلة لدى كل مسييرينا ويقومون ببرامج غير مدروسة العواقب ولا يسندون العمل لأهل الإختصاص فمتى رؤو مللا في برنامج كلفو لجنه بصياغة منهاج واللجنة تبحث في النت نسخ لصق ولا تراعي الخصوصية ولا الأصالة ولا غير ذلك وتستنفذ الغلاف المالي المخصص لها وتضيف ديونا………… الله يداوي الحال …
هناك ايقونة موضوع جديد اضغط عليها بعدها ضع عنوان الموضوع والموضوع مثل الرد وفقك الله
شكرا على الموضوع
بدأ الانهيار مع العشرية السوداء !!
و اذا كان الكاتب يرى هذا الانهيار بدا من المدرسة الجزائرية ..و أثر بالمقابل على الجامعة !!
فالواقع يؤكد العكس تماما !!
الانهيار بدأ من الجامعة و هو ما أثر تاثيرا مباشرا على المدرسة الجزائرية
فلا ننسى ان ابن زاغو الذي تحدث عنه الكاتب و اصلاحاته ..هو احد كوادر الجامعة و من فترتها الذهبية كما سماها هو و طاقمه !!!
——————
الجامعة الجزائرية انهارت عندما ….حاصرها النظام ابان العشرية السوداء و قام باخلائها تماما ..من روحها العلمية و النقابية !!!
و قام بتهجير كل كوادرها …و اختراق كل نقاباتها و تتنظيماتها …و تسليمها الى من يمشون بعقليته و لا يخلقون له المشاكل !!
اما الكوادر فقام بضخ كل الموالين له على حساب الكفاءة ..مما جعل المواد العلمية تختفي بالتدريج و تكثر المواد الادبية و بتساهل مقصود لتسهيل و تمييع الشهادة الجامعية و تمكين سيل اللصوص و ابناء النظام من الحصول عليها …و لا ينافسهم على مناصب الدولة احد !!
اما العمل النقابي ..فاصبح على شاكلة الرند و الافالان في الحياة السياسية …مصادر استنزاف و مراقبة في نفس الوقت ..و برمجة مجانية للطالب الذي هو في الاساس اطار المستقبل على ..الفساد و على موالاة النظام و ابتلاع كيف تمشي الجزائر !!
————-
و هذا اثر سلبا و بشكل طبيعي على المدرسة ..و التي تستمد قوتها و كفاءتها و استقراراها من الجامعة باعتبارها الامتداد الطبيعي و النهائي لها !!
—————
السبب سياسي محض !! و حله سياسي كذلك !! لا اصلاحات و لا هم يحزنون !!
عندما يرفع النظام يده على الجامعة و تعود لها مكانتها …فستعود للمدرسة الجزائرية و بشكل عفوي قيمتها !!
بدأ الانهيار مع العشرية السوداء !!
و اذا كان الكاتب يرى هذا الانهيار بدا من المدرسة الجزائرية ..و أثر بالمقابل على الجامعة !! فالواقع يؤكد العكس تماما !! الانهيار بدأ من الجامعة و هو ما أثر تاثيرا مباشرا على المدرسة الجزائرية فلا ننسى ان ابن زاغو الذي تحدث عنه الكاتب و اصلاحاته ..هو احد كوادر الجامعة و من فترتها الذهبية كما سماها هو و طاقمه !!! —————— الجامعة الجزائرية انهارت عندما ….حاصرها النظام ابان العشرية السوداء و قام باخلائها تماما ..من روحها العلمية و النقابية !!! و قام بتهجير كل كوادرها …و اختراق كل نقاباتها و تتنظيماتها …و تسليمها الى من يمشون بعقليته و لا يخلقون له المشاكل !! اما الكوادر فقام بضخ كل الموالين له على حساب الكفاءة ..مما جعل المواد العلمية تختفي بالتدريج و تكثر المواد الادبية و بتساهل مقصود لتسهيل و تمييع الشهادة الجامعية و تمكين سيل اللصوص و ابناء النظام من الحصول عليها …و لا ينافسهم على مناصب الدولة احد !! اما العمل النقابي ..فاصبح على شاكلة الرند و الافالان في الحياة السياسية …مصادر استنزاف و مراقبة في نفس الوقت ..و برمجة مجانية للطالب الذي هو في الاساس اطار المستقبل على ..الفساد و على موالاة النظام و ابتلاع كيف تمشي الجزائر !! ————- و هذا اثر سلبا و بشكل طبيعي على المدرسة ..و التي تستمد قوتها و كفاءتها و استقراراها من الجامعة باعتبارها الامتداد الطبيعي و النهائي لها !! ————— السبب سياسي محض !! و حله سياسي كذلك !! لا اصلاحات و لا هم يحزنون !! عندما يرفع النظام يده على الجامعة و تعود لها مكانتها …فستعود للمدرسة الجزائرية و بشكل عفوي قيمتها !! |
شكرا سيدي على التحليل الصائب لقد وضعت اصبعك على الجرح
النظام السياسي المستبد الغشاش هذه نتائجه
رئيس الحكومة اول مزور جهارا نهارا لارادة المواطن فاصبح لا يحس بالمواطنة ومنه ترسم الغش في المجتمع على كل المستويات والمجالات
——انا لا انزعج عندما اجد تلميذا يغش فقط احاول اقناعه بانه على خطا وقد قالها لي تلميذ في امتحان البكالوريا عندما منعته من الغش وقلت له عيب فقال لي لماذا لا تقول هذا الكلام لاويحي…
اصبح الغش قاعدة والصدق استثناء وتبدلت المفاهيم والقيم
ربي اجيب الخير لوطني…..انا خائف جدا عليه
إن ما يحدث في الجزائر هو جريمة في حق هذه الأمة يجب أن تستوقف
كل غيور عن هذا الوطن مهما كان توجهه السياسي أو إيديولوجيته.
نؤكد على هذا لأنه لا يبدو أن أصحاب القرار في الجزائر يقرون بمصيبة التعليم
في الجزائر لا على مستوى التربية الوطنية ولا على مستوى التعليم العالي،
بل هناك تمادٍ وإصرار على نفس المنهج والاكتفاء بلغة الكم والأرقام.
عام آخر يمر وأنا غريب فيك يا وطني-للامانة الكلام لشاعر ليبي في الزمن اياه.