تخطى إلى المحتوى

التربية الخلقية 2024.

التربية الخلقية بالعين لا بالأذن ، التربية الخلقية لماذا و كيف؟


إن أبسط احتكاك بالغير( لا أقول متى و أين ، ففي كل زمان وفي كل مكان ) يجعلك و في كثير من الأحيان تنطبع بانطباعات سلبية حول جدوى ما يصدر عن هذا الغير من سلوكات ، و ربما أصدرت أحكاما بقصد أو بغير قصد ، بوعي أو بغير وعي ، .. قائلا إن الأمر يتعلق بالقيم و الأخلاق …
و نحن في أيام ذكرى مولده عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام و هو القائل : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "لا نجد في هذه المناسبة أفضل من الحديث عن التربية الخلقية ، وضرورتها في البيت و في المدرسة.
في البداية كل التحية للذي فكر في التربية الأخلاقية و أقرها في مناهج التعليم الابتدائي بمنظومتنا التربوية ، و هو بدون شك يدرك الدور الفعال لهذا النشاط و الأهمية البالغة لما يرجى من هذا النشاط .
لكنني أتساءل عن كيفية إرساء موارد التربية الخلقية ؟ ، وعلى أيهما نركز على المعرفة ، السلوك، أم على المعارف السلوكية ؟ ، نظريا و بلغة المقاربة بالكفاءات نركز على الكل .
لكن الواقع غير منطبق مع هذه الحقيقة ، إذ يغيب الحامض الفعال كما سماه فيلسوف الإسلام محمد إقبال ، أو الإنزيم الضروري لتفاعل أقطاب العملية التعليمية التعلمية ( التلميذ ، المعلم ، المعرفة ) ففقدان الرابط بين البيداغوجبا و السيكولوجيا و الابستمولوجيا عند المعلم يفقد عوامل بناء التعلمات عند المتعلم ، والدليل و بعملية حسابية بسيطة توصلت إلى هذه النتيجة :-
إن تنشيط مقطع تعلمي (درس ، موضوع ، معنى ، قيمة..) واحد في التربية الخلقية يوميا تنجم عنه المجاميع التالية ، خمسة مقاطع في الأسبوع .. 5 (مقاطع x (28 (أسبوع)= 140 مقطعا تعلميا يأخذه التلميذ في السنة الدراسية الواحدة ومنه فإن 5 (سنوات دراسية x (140 (مقطعا تعلميا)= 700 مقطع تعلمي .
أليس العدد رهيبا ؟ أليست أرقامه كبيرة ؟ ، هذا بعيدا عن مناهج التربية الإسلامية و المدنية و التاريخ و اللغة العربية و غيرها من المناهج المقوية و المعززة لكل قيم التربية الخلقية..
لو أن التربية الخلقية قدمت في مدارسنا بالشكل المراد لها لأصبح المجتمع بعد سنوات قليلة مجتمع جمهورية أفلاطون المثلى ، أو مجتمع المدينة الفاضلة للفرابي ، أو قل المجتمع الرباني الذي يدعونا إليه ديننا الحنيف .
قناعتي في ذلك كله هو أن كثيرا من القيم و المعاني و المثل لا تستنفذ أغراضها ومبتغياتها لا بسبب المناهج و البرامج و المقررات بل بسبب طريقة تنفيذ هذه المناهج و البرامج و المقررات .
فيا قوم :
إن التربية الخلقية تدرس بالعين لا بالأذن.
إن التربية الخلقية تدرس بالفعل ، لا بالقول .
إن التربية الخلقية تدرس بالممارسة ، لا بالمعرفة.
إن التربية الخلقية تدرس بالسلوك و القدوة ، لا بغيرها من الأساليب .
أخي المعلم تذكر معي دوما :
فعل رجل في رجل خير من قول ألف رجل في رجل .
إذا جلست أنا من يقف .

بارك الله فيكم و جزاك عنا كل خير.

وانتم أيضا جزاكم الله ألف ألف خير على توفيركم هذا الفضاء الرائع الذي يرتاده حسب ما أعرف أغلب المعلمين و الأساتذة و أعضاء الأسرة التربوية
مشكور أخونا يوسف على تحملك عناء الاطلاع على كمثل هذا الموضوع.

جزاك الله خيرا وبورك فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.