تخطى إلى المحتوى

التحذير من الغضب مهما كان السبب 2024.

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

التحذير من الغضب مهما كان السبب

وما ذاك إلا لأن الغضب يجر صاحبه إلى موجبات العذاب كسفك الدم المحرم أو انتهاك العرض أو إتلاف المال أو قطع الإحسان ونحو ذلك من الأمور التي يجر إلى تعاطيها الغضب ، ويبعث على تحقيقها والتردي في مأثمها عدم الصبر والحلم ، ولأهمية ضرر الغضب وأنه مفتاح أبواب الشرور فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه وصية تنفعه في أمر دينه بل وفي شأنه كله فقال له :" لا تغضب " . وكرر السؤال فكرر النبي صلى الله عليه وسلم الجواب بقوله :" لا تغضب " . جاء ذلك فيما رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني . قال : " لا تغضب . فردد مرارا ، قال : لا تغضب " .
وجاءت نصوص كريمة في علاج الغضب منها :
1 ـ ما ثبت في الصحيحين من حديث سلمان بن صرد رضي الله عنه قال :" استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس ، وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . فقالوا للرجل : ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : إني لست بمجنون " .
2 ـ وخرّج الإمام أحمد والترمذي عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته : " ألا إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أفما رأيتم إلى حمرة عينيه ، وانتفاخ أوداجه ، فمن أحس من ذلك بشيء فليلصق بالأرض " . وهذا لفظ الترمذي .
3 ـ وخرّج الإمام أحمد وأبو داود من حديث أبي وائل قال : كنا جلوسا عند عروة بن محمد إذ دخل عليه رجل فكلمه بكلام أغضبه فلما أن غضب قام ثم عاد إلينا وقد توضأ فقال : حدثني أبي عن جدي عطية ـ وكان له صحبة ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ " . كما جاءت نصوص في الثناء على من إذا غضب ملك نفسه وكظم غيظه ، وعفا عمن أغضبه ، قال الله في وصف أهل الإيمان : (( وإذا ما غضبوا هم يغفرون )) [ سورة الشورى : 37 ] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " .
وقال عمر بن عبد العزيز :" قد أفلح من عُصم من الهوى والغضب والطمع " .
وقال الحسن :" أربع من كن فيه عصمه الله من الشيطان وحرمه على النار : من ملك نفسه عند الرغبة ، والرهبة ، والشهوة ، والغضب ."
قال الإمام ابن رجب :" فهذه الأربع التي ذكرها الحسن هي مبدأ الشر كله .
فإن الرغبة في الشيء : هي ميل النفس إليه لاعتقاد نفعه فمن حصل له رغبة في شيء حملته تلك الرغبة على طلب ذلك الشيء من كل وجه يظنه موصلا إليه وقد يكون كثير منها محرما ، وقد يكون ذلك الشيء المرغوب فيه محرما .
والرهبة : هي الخوف من الشيء ، وإذا خاف الإنسان من شيء تسبب في دفعه عنه بكل طريق يظنه دافعا له ، وقد يكون كثير منها محرما .
والشهوة : هي ميل النفس إلى ما يلائمها وتلتذ به ، وقد تميل كثيرا إلى ماهو محرم كالزنا والسرقة وشرب الخمر وإلى الكفر والسحر والنفاق والبدع .
والغضب : هو غليان دم القلب طلبا لدفع المؤذى عنه خشية وقوعه أو طلبا للإنتقام ممن حصل له منه الأذى بعد وقوعه ، وينشأ من ذلك كثير من الأفعال المحرمة كالقتل والضرب وأنواع الظلم والعدوان ، وكثير من الأقوال المحرمة كالقذف والسب والفحش ، وربما ارتقى إلى درجة الكفر ."
إلى أن قال ـ رحمه الله ـ :" والواجب على المؤمن أن تكون شهوته مقصورة على طلب ما أباحه الله له ، وربما تناولها بنية صالحة فأثيب عليها وأن يكون غضبه دفعا للأذى في الدين له أو لغيره انتقاما ممن عصى الله ورسوله كما قال تعالى الجيريا( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم )) [ سورة التوبة : 14 ـ 15 ] الآية .
وهذه كانت حال النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان لا ينتقم لنفسه ، ولكن إذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه شيء .
قلت : وبعد أن عرفت أيها المسلم ما يجر إليه الغضب لغير الله فإنه يتعين عليك أن تجتنب أسبابه أولا ، ثم إذا جاء سبب من أسبابه فعلا عليك وجب عليك علاجه بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والوضوء ، والهدوء والتفكر لما سيترتب على التمادي مع تيار الغضب من الندم بل والعقوبة العاجلة والآجلة .

المصدر :

الأفنان الندية لفضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله . [ ج 7 ص 328 ]

اللهم اجعلنا من الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس

موضوع جيد … بآرك الله فيك ونفع بما نقلت ….

و فيك بارك الله و جازاك الله خيرا على المرور

الجيريا
الجيريا

الجيريا

♪♫♪♪♫♪♪♫♪♪♫♪
الجيريا

█║▌│▌║║█│║▌║║▌│▌

:" لا تغضب " . وكرر السؤال فكرر النبي صلى الله عليه وسلم الجواب بقوله :" لا تغضب " . جاء ذلك فيما رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني . قال : " لا تغضب . فردد مرارا ، قال : لا تغضب " .
بارك الله فيك

بارك الله فيكم أجمعين و شكرا على المرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.