التأتأة لدى الأطفال . . أسبابها وطرق علاجها
محمود طافش
مشرف أكاديمي بمجموعة مدارس الحكمة والكرامة
يعجز بعض الأطفال عن مجاراة أقرانهم في الحديث ، وذلك بسبب عدم قدرتهم على التعبير عن أفكارهم بطلاقة ، مما يجعلهم موضع غمز ولمز من قبل هؤلاء الأقران . ومن أبرز عيوب النطق لدى الأطفال التأتأة ، وهي اضطرابات في التعبير قد يترتب عليها آثار نفسية سلبية لدى الطفل كالشعور بالنقص ، والذي قد ينجم عنه انطواء الطفل على نفسه أو تسربه من المدرسة . فما المقصود بالتأتأة ؟ وما أسبابها ؟ وكيف يمكن مساعدة الطفل على تجاوزها أو التخفيف من وطأتها على نفسه ؟
مفهومها :
التأتأة Stammer واحدة من اضطرابات الكلام التي تصيب الطفل وتتمثل في عدم قدرته على نطق الكلمة التي يريد أن يتلفظ بها بطريقة سوية عادية ، فتراه يكرر الحرف الأول من الكلمة عدة مرات قبل أن يتمكن من النطق بها ، مثل : تـ ..تـ .. تـ .. تلعب .
أسبابها :
يرى علماء النفس أن التأتأة ترجع إلى عوامل تكوينية وبيئية إضافة إلى بعض عوامل الاتصال ، وتلعب العوامل الوراثية وعوامل البيئة دوراً مهماً في نشوئها ، ورغم أنه من الصعوبة بمكان تحديد السبب المباشر للتأتأة إلا أنه يمكن ردّها إلى واحد أو أكثر من الأسباب الآتية :
ـ إصابة الطفل بمرض ينجم عنه إصابة مركز الكلام المسؤول عن اللغة في المخ بتلف أو التهاب ، يترتب عليه حدوث ضعف في أداء الأعصاب المتحكمة في الكلام .
ـ وجود خلل في توقيت حركة أجهزة النطق أثناء التلفظ بالكلمة .
ـ وجود خلل لدى الطفل في التغذية السمعية الراجعة .
ـ وجود ضعف عقلي لدى الطفل .
ـ ضغوط نفسية يتعرض لها الطفل في البيئة التي يتواجد فيها .
ـ شعور الطفل بالخوف أو بالقلق الناجم عن صدمة نفسية يتعرض لها .
ـ الحرمان العاطفي ، والعواطف المكبوتة .
ـ ضعف ثقة الطفل بنفسه أثناء تعرضه لمواقف حرجة أو بسبب تكرار الفشل .
ـ التفكك الأسري الناجم عن الخلافات بين الزوجين .
ـ التسلط والقسوة الزائدة التي يتعرض لها الطفل في البيت .
ـ التدليل الزائد ، وشدة اهتمام الوالدين بالطفل وإشعاره بقلقهما عليه .
ـ سوء التكيف مع البيئة التي تتعدد فيها اللهجات .
ـ اختلاف أساليب التدريس التي تمارس أثناء تعلم الطفل .
ـ قلة معلومات الطفل حول الموضوع الذي يدور النقاش حوله .
خطوات العلاج :
هناك العديد من الطرق التي يمكن بوساطتها مساعدة الطفل على تخفيف حدة التأتأة لديه . ويرى الخبراء أن هذه الطرق يمكن تصنيفها تحت عنوانين : العنوان الأول : " التأتأة بسهولة أكثر" ، أي تخفيف حدة التأتأة ، والعنوان الثاني : " التحدث بطلاقة أكثر " والطريقة الأولى تهدف إلى مساعدة الطفل المصاب على تخفيف حدة التوتر والقلق لديه وتعديل أوقات التأتأة بحيث لا تؤثر على قدرته على الكلام . وأما الطريقة الثانية فيكون الاهتمام فيها منصباً على تدريب الطفل على مهارات الطلاقة اللفظية مثل : تنظيم التنفس ، البداية السهلة ، التحدث ببطء .
وبوجه عام فإنه يمكن ترتيب خطوات العلاج كما يلي :
ـ عرض الطفل المصاب على الطبيب لتتبع الأسباب العضوية ومعالجتها إن وجدت .
ـ عرض الطفل على المرشد النفسي لتخليصه من الضغوط النفسية ، والانفعالات الحادة إن وجدت .
ـ وضع الطفل في بيئة مريحة خالية من المشكلات والضغوط .
ـ العمل المتواصل على تنمية ثقته بنفسه ؛ وذلك من خلال تخليصه مما قد يشعر به من خوف أو خجل .
ـ التعزيز المتواصل للنجاحات التي يحرزها في الحديث أو في الأعمال المدرسية.
ـ عدم السخرية من الطفل المصاب أو الضجر منه أثناء الحديث .
ـ تدريب الطفل المصاب على الاسترخاء وعلى التحدث ببطء ، ابتداءً بالألفاظ السهلة ، ومخاطبته بألفاظ سهلة ومفهومة .
ـ إعطاء الطفل فرصة كاملة للتعبير عن نفسه ، وتجاهل معاناته .
ـ التحدث إليه حول موضوعات يعرفها وبأسلوب فيه إثارة وتشويق .
ـ إشباع حاجته إلى الحب والحنان .
ـ اجتناب كثرة التوجيهات والانتقادات .
ـ تبصير الوالدين بضرورة تحاشي المشاحنات والخلافات وأساليب القمع والقسوة ، والتدليل الزائد وإظهار الاهتمام والقلق المبالغ فيه تجاه الطفل .
ومن النصائح التي يمكن توجيهها للوالدين وللمعلمين أثناء التحدث إلى طفل مصاب بالتأتأة ما يلي :
ـ التحدث معه ببطء والتوقف قليلاً بعد كل جملة ، وهذا الأسلوب قد يساعده على التقليل من سرعته في الكلام ، وربما يزيد قدرته على الطلاقة اللغوية .
ـ عدم مقاطعته أثناء الكلام .
ـ عدم اللجوء إلى مساعدته بإتمام الكلام الذي يريد قوله .
ـ تركه على سجيته وعدم محاولة تقديم النصح له أثناء الكلام ؛ لأن ذلك من شأنه أن يشعره بعجزه .
ـ عدم إشعاره بالضجر منه بسبب عدم قدرته على التعبير .
ـ التركيز على ما يقوله ، واجتناب التركيز على كيفية قوله .
فإذا أخذ الوالدان والمعلمون هذه الملاحظات بعين الاعتبار فإنهم بالتأكيد سينجحون في وقف تطور التأتأة عند الأطفال الصغار ، أما الراشدون فإن بإمكانهم التدرب على مهارات إخفاء التأتأة والتعايش معها .
وجدت معلومات لم اسمع عنها من قبل
فبارك الله فيك
شكرا اخي الكريم لهذه النصائح القيمة