تخطى إلى المحتوى

البرامكة 2024.

البرامكة

البرامكة أو كما يسمون بالفارسية (برمكيان) يرجع نسبها إلى برمك بن جاماس بن يشتاسف المجوسي من مدينة بلخ.

قال الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي في كتابه (سير أعلام النبلاء) : – الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو العَبَّاسِ الفَارِسِيُّ، جَدُّ الوَزِيْرِ جَعْفَرِ بنِ الوَزِيْرِ يَحْيَى البَرْمَكِيِّ العِرَاقِيِّ.
قَالَ الصُّوْلِيُّ: كَانَ يُتَّهَمُ بِدِيْنِ المَجُوْسِ، وَكَانَ يَخْتلِفُ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الإِمَامِ، ثُمَّ إِلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيْمَ ابْنِ الإِمَامِ.
وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ: وَزَرَ خَالِدٌ لِلسَّفَاحِ بَعْدَ حَفْصٍ الخَلاَّلِ.
حَكَى عَنْهُ: ابْنُهُ يَحْيَى، ثُمَّ إِنَّهُ وَزَرَ لِلْمَنْصُوْرِ سَنَةً وَأَشْهُراً، ثُمَّ وَلاَّهُ إِمْرَةَ بِلاَدِ فَارِسٍ، وَاسْتَوْزَرَ بَعْدَهُ: أَبَا أَيُّوْبَ المُوْرِيَانِيَّ.
قُلْتُ: كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ مِنْ أَفرَادِ الرِّجَالِ رِئَاسَةً، وَدَهَاءً، وَحَزماً، وَخَلَفَهُ فِي ذَلِكَ أَوْلاَدُه.
مَاتَ: فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، عَنْ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.

وقال خير الدين الزركلي في كتابه (موسوعة الأعلام) : -( 90 – 163 ه‍ = 709 – 780 م ) خالد بن برمك بن جاماس بن يشتاسف: أبو البرامكة، وأول من تمكن منهم في دولة بني العباس. كان أبوه ( برمك ) من مجوس بلخ، وتقلد خالد قسمة الغنائم بين الجند في عسكر قحطبة ابن شبيب بخراسان. وكان قحطبة يسشيره ويعمل برأيه. ولما بويع السفاح ودخل خالد لمبايعته توهمه من العرب، لفصاحته، وأقره على الغنائم، وجعل إليه ديوان الخراج وديوان الجند بعد ذلك، وحل منه محل ( الوزير ) وبعد وفاة السفاح أقره المنصور نحو سنة ثم صرفه عن الديوان وقلده بلاد فارس ( الري، وطبرستان، ودنباوند وما إليها ) فأقام – بطبرستان – سبع سنين، وعزله ونكبه. ثم رضي عنه وأمره على الموصل. ولما ولي المهدي أعاده إلى إمارة فارس، ووجهة مع ابنه هارون ( الرشيد ) في صائفة سنة 163 ه‍. ومات بعدها، وقيل: بعد أوبته منها. وكان سخياً سرياً عاقلاً فيه نبل، قال المسعودي: لم يبلغ مبلغ خالد أحد من ولده، في جوده ورأيه وبأسه وعلمه، لا يحيى في رأيه ووفور عقله، ولا الفضل بن يحيى في جوده ونزاهته، ولا جعفر في كتابته وفصاحة لسانه، ولا محمد بن يحيى في شرفه وبعد همته، ولا موسى في شجاعته وبأسه .

وقد كان للبرامكة منزلة عاليه وأستحوذوا على الكثير من المناصب في الدولة العباسية وكان لهم حضور كبير في بلاط الخليفة العباسي هارون الرشيد، الذي أرضعته زوجة يحيى البرمكي الذي حفظ لهارون الرشيد ولاية العهد بعد أن أراد الخليفة الهادي خلع هارون الرشيد.

في زمن هارون الرشيد، قوي ساعد البرامكة وهم أصلا من الفرس ويعودون إلى جدهم برمك المجوسي. تولى يحيى بن خالد البرمكي تربية الرشيد ،وقامت زوجة يحيى بأرضاع هارون الرشيد طفلاً، فأصبح (أخاً بالرضاعة) لأبنها "الفضل بن يحيى البرمكي وجعفر بن يحيى البرمكي" الذي حظي بمكانة خاصة عند الرشيد، ويقال بأنه كان الحاكم الفعلي لبعض أمور الدولة العباسية.

تعاظم نفوذ البرامكة في عهد هارون الرشيد ،لدرجة أن بعض حاشية الخليفة بدأت تضمر لهم شراً، وأحتدم الصراع بين البرمكيين وخصومهم. إلى أن تمكن خصوم البرامكة بعد حشد كل طاقاتهم من اقناع الخليفة بالتخلص منهم. ولقد سمم البرامكة موسى الكاظم بن جعفر الصادق بعد رحلة لهارون الرشيد الذين قد وشو وفتنو على موسى بانه يريد الأنقلاب عليه، بكى هارون على أبن عمه وعرف هارون مخطط البرامكه. فقد كان هارون الرشيد ذكياً، وكان يعرف نفوذ البرامكة في الدولة، وأدرك أن التخلص منهم ليس بالأمر السهل. وقرر في سنة (803 م) القبض على جميع أفراد العائلة البرمكية، وصادر أموالهم وممتلكاتهم، وشرد بعضهم، وقتل البعض، بينما دخل الكثيرون منهم إلى السجون وفر بعضهم إلى البادية ودخلوا في حماية قبائل بني لام وطيء، وهكذا في غضون ساعات أنتهت أسطورة البرامكة وأنتهت سلطتهم داخل الدولة العباسية. وسميت معركة الرشيد ضدهم بـ"نكبة البرامكة".

" بقايا البرامكة مع قبائل طي القحطانية "

البرامكة فر بعضهم إلى البادية ودخلوا في حماية قبائل بني لام وطيء..

قال المؤرخ القلقشندي في كتابه ( نهاية الأرب ) : قال في مسالك الأبصار: ويقول بنو ربيعة الآن: إنهم من ولد جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك، ولد له من العباسة بني المهدي أخت الرشيد، على ما زعموا أنه كان يحضر مع أخيها الرشيد مجلسه الخاص، وأنه كلمه في تزويجها ليحل له النظر إليها لاجتماعها بمجلسه، فعقد له عليها وشرط عليه ألاّ يطأها، فواقعها جفعر على حين غفلة من الرشيد، فحملت منه بولد، كان ربيعة هذا من نسله. قال: ويقولون في نسبه: هو ربيعة بن سالم بن شبيب بن حازم بن علي بن جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك. ويقولون: إن نكبة البرامكة إنما كانت بسبب ذلك).

ونسبوا لأبي نواس في العباسة قوله :

ألا قل لأمين الله وابن السادة الساسة
إذا ما خالف سرك أن تفقدوه رأسه
فلا تقتله بالسيــــف وزوجـه بعباسة

وقال الإمام الحافظ أبن كثير في ( البداية والنهاية 14/ 172) : (حسام الدين مهنا بن عيسى بن مهنا أمير العرب بالشام وهم يزعمون أنهم من سلالة جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي من ذرية الولد الذي جاء من العباسة اخت الرشيد فالله أعلم).

ويذكر المؤرخ السويدي في (سبائك الذهب) : ( آل ربيعة ينتسبون الى ربيعة بن سالم بن شبيب بن حازم بن علي بن جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك ، أي انهم من ذرية جعفر البرمكي من زوجته أخت هارون الرشيد وقد تزوجها سراً).

بنو ربيعة هؤلاء من قبائل بني لام وطيء. والبرامكة فر بعضهم إلى البادية ودخلوا في حماية قبائل بني لام وطيء ومن بقايا البرامكة هؤلاء الذين دخلوا في قبائل طي القحطانية ، هــم :– (آل الجربا شيوخ شمر – وبنو ربيعة – وآل مهنا).

أما آل (الجربا) فهم مشهورين أنهم من البرامكة الفرس وهم شيوخ قبيلة شمر وقد ذكرهم المؤرخ أبن فضل الله العمري القرشي في كتابة مسالك الأبصار وقد نسبهم إلى البرامكة الفرس.

خُلاصة البحث: ((آل الجربا – وبنو ربيعة – وآل مهنا .. يرجع نسبهم إلى يحيى بن خالد بن برمك بن جاماس بن يشتاسف البرامكة الفرس، وهم حلفاء قبائل بني لام وشمر وبني خالد الطائية القحطانية)).

والله تبارك وتعالى أعلم.

____________ المصـــــادر والمراجع ____________

البداية والنهاية: إسماعيل بن كثير الدمشقي- تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي- دار هجر للطباعة- القاهرة (1420 هـ = 1999م).

تاريخ بغداد: أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي- مكتبة الخانجي- القاهرة، المكتبة العربية- بغداد، مطبعة السعادة- القاهرة (1349هـ = 1931م).

الخليفة المجاهد هارون الرشيد: د. فاروق عمر فوزي- دار الشؤون الثقافية العامة- بغداد (1409 هـ = 1989م).

الدولة الإسلامية في العصر العباسي الأول: د. أحمد الشامي- مكتبة الأنجلو المصرية- القاهرة (1406 هـ = 1986م).

شذرات الذهب في أخبار من ذهب: عبد الحي بن العماد الحنبلي- دار إحياء التراث العربي- بيروت

خير الدين الزركلي في كتابه (موسوعة الأعلام).

الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي في كتابه (سير أعلام النبلاء).

المؤرخ أبن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ).

المؤرخ السويدي في (سبائك الذهب).

المؤرخ القلقشندي في كتابه ( نهاية الأرب ).

الأديب محمد أو محمود دياب الأتليدي (إعلام الناس بما وقع للبرامكة).

المؤرخ أبن فضل الله العمري القرشي (مسالك الأبصار).

—————————————–
بحث وتحقيق || هنيدس الروقي العتيبي
المدير العام لموقع قبيلة عتيبة الرسمي
والباحث والمحقق النسّاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.