الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده اما بعد
فان الاسلام هو دين الله الحق الذي ارتضاه لعباده قال عزوجل قال تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {آل عمران:85}،
وقال سبحانه : إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ {آل عمران:19}،
والاسلام هو ماجاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم
والاسلام كامل لا يحتاج الى زيادة قال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا {المائدة:3}،
فكل قول خالف كتاب الله او سنة رسوله او اجماع الصحابة فانه ليس من الاسلام في شيئ
والاسلام واحد لا يتغير ولا يتبدل في اي زمان او مكان
والاسلام مصلح للزمان والمكان وليس كما يقول البعض صالح لكل زمان ومكان وواضح الفرق بينهما ..
والاسلام يامر بالالفة والاتحاد وينهى عن الفرقة والاجتماع
قال – تعالى -: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} سورة آل عمران (105)
ولا شك ان التفرق والاختلاف شر وعذاب وتمزيق للامة
قال عز من قائل: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} سورة الأنفال (46).
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}"عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله ونحو هذا" تفسير ابن كثير (3/365).
قال ابن عطية: وهذه السبل تعمّ اليهودية، والنصرانية، والمجوسية، وسائر أهل الملل، وأهل البدع والضلالات من أهل الأهواء والشذوذ في الفروع، وغير ذلك من أهل التعمق في الجدل والخوض في الكلام، هذه كلها عرضة للزلل، ومظنة لسوء المعتقد، والإشارة بـ{ذَلِكُمْ} إلى ما تقدّم {وَصَّاكُم بِهِ} أي أكد عليكم الوصية به {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ما نهاكم عنه" فتح القدير (2/ 499).
وقال سبحانه
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } سورة آل عمران (103).
وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} سورة الأنعام (159).
ودين الله واحد لاتضاد فيه
قال الله تعالى { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا } [سورة النساء: 82].
ونحن هنا لا نتحدث عن الاختلاف الذي يعذر فيه وهو اختلاف التنوع والاجتهاد كان يكون كلا القولين او العملين مشروعا
مثل الاختلاف الوارد في صيغ الاذان ومحل سجود السهو والتشهد وصلاة الخوف وتكبيرات العيد ونحو ذلك مما قد شرع جميعه، وإن كان بعض أنواعه أرجح وأفضل.
ومثل قوله صلى الله عليه وسلم « من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة »: البخاري : الجمعة (946) , ومسلم : الجهاد والسير (1770).
ومثال آخر: حديث: « إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر »البخاري : الاعتصام بالكتاب والسنة (7352) , ومسلم : الأقضية (1716) , وأبو داود : الأقضية (3574) , وابن ماجه : الأحكام (2314) , وأحمد (2/187).
وتنبه معي الى قوله صلى الله عليه وسلم اذا اجتهد فهذا يشير الى ان تكون هذه المسالة مما يسوغ فيه الاجتهاد
وان يكون المجتهد فيها ممن يسوغ في حقه الاجتهاد فلا يحق لكل احد ان يجتهد كما انه لا يحق الاجتهاد فيما في نص او اجماع
وانما نتحدث عن الاختلاف المذموم الذي يخالف به صاحبه الكتاب والسنة وهدي الصحابة رضي الله عنهم
ومع كل هذه الفرق والطوائف والاختلاف الحاصل
فان الحق واحد وهو ما وافق الكتاب والسنة واجماع الصحابة
فكل من اتبع الكتاب والسنة والصحابة فهو على الحق ومن خالف الكتاب والسنة و اجماع الصحابة
فقد خالف الحق وهو بعيد عن الحق بقدر بعده عن الكتاب والسنة
والمسلم مامور عن الاختلاف بالرجوع الى الكتاب والسنة وهدي الصحابة رضي الله عنهم
لكي يعصم من الزيغ والزلل
"قال الله تعالى: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59]
والرد الى الله هو الرد الى كتابه والرد الى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الرد الى سنته .
و ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي. وفي بعض الروايات: هي الجماعة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.
جاء عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: ((وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَوْماً بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافاً كَثِيراً، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ)) الترمذي (2600)، السلسلة الصحيحة (6/234)
وكل ما يدعو الى التفرق والاختلاف فهو من امر الجاهلية
تعالى -: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} "وقد ذكر محمد بن إسحاق بن يَسار وغيره: أن هذه الآية نزلت في شأن الأوس والخزرج، وذلك أن رجلاً من اليهود مَرَّ بملأ من الأوس والخزرج، فساءه ما هُمْ عليه من الاتفاق والألْفَة، فبعث رجلاً معه، وأمره أن يجلس بينهم ويذكرهم ما كان من حروبهم يوم بُعَاث وتلك الحروب، ففعل، فلم يزل ذلك دأبُه حتى حميت نفوس القوم، وغضب بعضهم على بعض، وتثاوروا، ونادوا بشعارهم، وطلبوا أسلحتهم، وتواعدوا إلى الحرة، فبلغ ذلك النبي – صلى الله عليه وسلم -، فأتاهم فجعل يُسكِّنهم ويقول: ((أبِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ وأَنَا بَيْنَ أظْهُرِكُمْ؟))، وتلا عليهم هذه الآية؛ فندموا على ما كان منهم، واصطلحوا وتعانقوا، وألقوا السلاح – رضي الله عنهم -، وذكر عِكْرِمة أن ذلك نزل فيهم حين تثاوروا في قضية الإفْك، والله أعلم" تفسير ابن كثير (2/90).
وقال تعالى : اتبعوا ما أنزل إليكم ولا تتبعوا من دونه أولياء [الأعراف:3]
وقال تعالى: فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى [طه:123]،
وقال سبحانه ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ) [آل عمران:31-32].
وصور النبي صلى الله عليه وسلم سبيل الحق والواحد
وسب الباطل المتفرقة حينما خط بيده خطا وقال : ((هذا سبيل الله مستقيما، وخط خطوطا عن يمينه وشماله ثم قال : هذه السبل ليس منها سبيل الا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ: ( وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) [الأنعام:153])) رواه احمد والحاكم، وقال : صحيح، ولم يخرجاه.
فسبيل الحق واحد لايتعدد
وسبل الباطل كثيرة متشعبة ..
ومهما حاول دعاة الباطل واعداء الاسلام تشويه صورته او تحريف منهجه
او الابتداع فيه فانهم لن يفلحو
فدين الله محفوظ بحفظ الله
ومنصور باذن الله
قال الله عزل وجل : ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)) التوبة – الاية 33
نسال الله الهداية الى صراطه القويم والثبات عليه ..
امين امين والحمد لله رب العالمين
…………….
وكتبه حامدا مصليا محمد بن العربي التلمساني
الاسلام واحد لايتغير ولايتبدل
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده اما بعد
فان الاسلام هو دين الله الحق الذي ارتضاه لعباده قال عزوجل قال تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {آل عمران:85}،
وقال سبحانه : إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ {آل عمران:19}،
والاسلام هو ماجاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم
والاسلام كامل لا يحتاج الى زيادة قال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا {المائدة:3}،
فكل قول خالف كتاب الله او سنة رسوله او اجماع الصحابة فانه ليس من الاسلام في شيئ
والاسلام واحد لا يتغير ولا يتبدل في اي زمان او مكان
والاسلام مصلح للزمان والمكان وليس كما يقول البعض صالح لكل زمان ومكان وواضح الفرق بينهما ..
والاسلام يامر بالالفة والاتحاد وينهى عن الفرقة والاجتماع
قال – تعالى -: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} سورة آل عمران (105)
ولا شك ان التفرق والاختلاف شر وعذاب وتمزيق للامة
قال عز من قائل: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} سورة الأنفال (46).
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}"عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله ونحو هذا" تفسير ابن كثير (3/365).
قال ابن عطية: وهذه السبل تعمّ اليهودية، والنصرانية، والمجوسية، وسائر أهل الملل، وأهل البدع والضلالات من أهل الأهواء والشذوذ في الفروع، وغير ذلك من أهل التعمق في الجدل والخوض في الكلام، هذه كلها عرضة للزلل، ومظنة لسوء المعتقد، والإشارة بـ{ذَلِكُمْ} إلى ما تقدّم {وَصَّاكُم بِهِ} أي أكد عليكم الوصية به {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ما نهاكم عنه" فتح القدير (2/ 499).
وقال سبحانه
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } سورة آل عمران (103).
وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} سورة الأنعام (159).
ودين الله واحد لاتضاد فيه
قال الله تعالى { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا } [سورة النساء: 82].
ونحن هنا لا نتحدث عن الاختلاف الذي يعذر فيه وهو اختلاف التنوع والاجتهاد كان يكون كلا القولين او العملين مشروعا
مثل الاختلاف الوارد في صيغ الاذان ومحل سجود السهو والتشهد وصلاة الخوف وتكبيرات العيد ونحو ذلك مما قد شرع جميعه، وإن كان بعض أنواعه أرجح وأفضل.
ومثل قوله صلى الله عليه وسلم « من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة »: البخاري : الجمعة (946) , ومسلم : الجهاد والسير (1770).
ومثال آخر: حديث: « إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر »البخاري : الاعتصام بالكتاب والسنة (7352) , ومسلم : الأقضية (1716) , وأبو داود : الأقضية (3574) , وابن ماجه : الأحكام (2314) , وأحمد (2/187). وتنبه معي الى قوله صلى الله عليه وسلم اذا اجتهد فهذا يشير الى ان تكون هذه المسالة مما يسوغ فيه الاجتهاد
وان يكون المجتهد فيها ممن يسوغ في حقه الاجتهاد فلا يحق لكل احد ان يجتهد كما انه لا يحق الاجتهاد فيما في نص او اجماع
وانما نتحدث عن الاختلاف المذموم الذي يخالف به صاحبه الكتاب والسنة وهدي الصحابة رضي الله عنهم
ومع كل هذه الفرق والطوائف والاختلاف الحاصل
فان الحق واحد وهو ما وافق الكتاب والسنة واجماع الصحابة
فكل من اتبع الكتاب والسنة والصحابة فهو على الحق ومن خالف الكتاب والسنة و اجماع الصحابة
فقد خالف الحق وهو بعيد عن الحق بقدر بعده عن الكتاب والسنة
والمسلم مامور عن الاختلاف بالرجوع الى الكتاب والسنة وهدي الصحابة رضي الله عنهم
لكي يعصم من الزيغ والزلل
"قال الله تعالى: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59]
والرد الى الله هو الرد الى كتابه والرد الى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الرد الى سنته .
و ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي. وفي بعض الروايات: هي الجماعة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.
جاء عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: ((وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَوْماً بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافاً كَثِيراً، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ)) الترمذي (2600)، السلسلة الصحيحة (6/234)
وكل ما يدعو الى التفرق والاختلاف فهو من امر الجاهلية
تعالى -: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} "وقد ذكر محمد بن إسحاق بن يَسار وغيره: أن هذه الآية نزلت في شأن الأوس والخزرج، وذلك أن رجلاً من اليهود مَرَّ بملأ من الأوس والخزرج، فساءه ما هُمْ عليه من الاتفاق والألْفَة، فبعث رجلاً معه، وأمره أن يجلس بينهم ويذكرهم ما كان من حروبهم يوم بُعَاث وتلك الحروب، ففعل، فلم يزل ذلك دأبُه حتى حميت نفوس القوم، وغضب بعضهم على بعض، وتثاوروا، ونادوا بشعارهم، وطلبوا أسلحتهم، وتواعدوا إلى الحرة، فبلغ ذلك النبي – صلى الله عليه وسلم -، فأتاهم فجعل يُسكِّنهم ويقول: ((أبِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ وأَنَا بَيْنَ أظْهُرِكُمْ؟))، وتلا عليهم هذه الآية؛ فندموا على ما كان منهم، واصطلحوا وتعانقوا، وألقوا السلاح – رضي الله عنهم -، وذكر عِكْرِمة أن ذلك نزل فيهم حين تثاوروا في قضية الإفْك، والله أعلم" تفسير ابن كثير (2/90).
وقال تعالى : اتبعوا ما أنزل إليكم ولا تتبعوا من دونه أولياء [الأعراف:3]
وقال تعالى: فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى [طه:123]،
وقال سبحانه ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ) [آل عمران:31-32].
وصور النبي صلى الله عليه وسلم سبيل الحق والواحد
وسب الباطل المتفرقة حينما خط بيده خطا وقال : ((هذا سبيل الله مستقيما، وخط خطوطا عن يمينه وشماله ثم قال : هذه السبل ليس منها سبيل الا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ: ( وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) [الأنعام:153])) رواه احمد والحاكم، وقال : صحيح، ولم يخرجاه.
فسبيل الحق واحد لايتعدد
وسبل الباطل كثيرة متشعبة ..
ومهما حاول دعاة الباطل واعداء الاسلام تشويه صورته او تحريف منهجه
او الابتداع فيه فانهم لن يفلحو
فدين الله محفوظ بحفظ الله
ومنصور باذن الله
قال الله عزل وجل : ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)) التوبة – الاية 33
نسال الله الهداية الى صراطه القويم والثبات عليه ..
امين امين والحمد لله رب العالمين ……………. وكتبه حامدا مصليا محمد بن العربي التلمساني
|
والاسلام مصلح للزمان والمكان وليس كما يقول البعض صالح لكل زمان ومكان وواضح الفرق بينهما |
كيف يصلح الإسلام الزمان ؟هل يغير الوقت أو التأريخ
كيف يصلح الإسلام المكان؟ إذا كان مكان كثير الزلازل فكيف يصلحه الإسلام؟
كيف يصلح الإسلام الزمان ؟هل يغير الوقت أو التأريخ
كيف يصلح الإسلام المكان؟ إذا كان مكان كثير الزلازل فكيف يصلحه الإسلام؟ |
يهديهم من عبادة العباد الى عبادة رب العباد
ومن رجس المعصية الى طهر الطاعة
ومن ذل الدنيا الى عز الاخرة
ومن الظلم الى نور العدل ..
كان العرب قبل الاسلام ليس لهم دولة ولا شان قبائل متناحرة متفرقة متنافرة القوي يكال الضعيف
فجاء الاسلام فنقلهم من الذل الى العز ومن الفقر الى الغنى ومن التفرق الى الوحدة
هكذا يصلح الاسلام الزمان والمكان
الاسلام يصح الزمان والمكان والانسان
يهديهم من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن رجس المعصية الى طهر الطاعة ومن ذل الدنيا الى عز الاخرة ومن الظلم الى نور العدل .. كان العرب قبل الاسلام ليس لهم دولة ولا شان قبائل متناحرة متفرقة متنافرة القوي يكال الضعيف فجاء الاسلام فنقلهم من الذل الى العز ومن الفقر الى الغنى ومن التفرق الى الوحدة هكذا يصلح الاسلام الزمان والمكان |
إذا التعبيرالأصح هو الإسلامصالح لكل زمان ومكان
شكرا لك أخانا على الموضوع
أسأل الله أن يجزيك خيري الدّنيا والآخرة.