تخطى إلى المحتوى

الإمتحان الأكبر 2024.

الجيريا

«الورقات القاهرة»: الحمد لله قيوم السماوات والأرضين ومن فيهن، ملك السماوات والأرضين ومن فيهن، نور السماوات والأرضين ومن فيهن؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ صلَّى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، فقد قيل في الحكمة السائرة: «يوم الامتحان يُكرم المرء أو يُهان».


وقد رأيت طلاب العلم -دينيا أو دنيويا- إذا أقبل موعد امتحانهم؛ يتداعَوْن على كتبهم كما تداعَى الأَكَلَة إلى قَصْعَتها، وهم يتأهبون لامتحانهم -كلٌّ بطريقته-، والشائع -عند أكثرهم-: أنه يلخِّص منهجه الدراسي في صورة سؤال وجواب، حتى إذا دخل مكانَ امتحانه؛ كان في ترقُّب ووَجَل، وجعل يستحضر ما لخَّصه من أسئلة وأجوبة، وكأنه يستعد لمناظرة حاسمة ستقرر مصيره!!

فإذا كان هذا هو استعدادنا لامتحان الدنيا؛ فما بال امتحان الآخرة؟! هل تأهَّبنا لسؤال الملك الجبار -جل وعلا- كما نتأهَّب لسؤال لجنة الامتحان؟! إذا كان يوم الامتحان الدنيوي قد بلغ -عندنا- من الأهمية ما يُقال فيه: «يُكرم المرء أو يُهان»؛ فكيف بامتحان الآخرة؟!

إن أَسْوَأ عواقب الرسوب في امتحان الدنيا: أن يترك الطالب مكان دراسته، وليست هذه نهاية مطافه؛ فإنه لن يعدم فرصة للعمل وكسب قوته -بإذن الله-، وإن أعلى نتائج الاجتياز في امتحان الدنيا: أن ينتقل الطالب إلى مرحلة دراسية أعلى، ثم يترقَّى، ثم يعمل، ثم يشتغل بالدنيا، ثم يأتيه الموت -ولابد-، فلا يأخذ مما جمع شيئا.

وأما امتحان الآخرة؛ فإن الرسوب فيه يؤدي إلى النار، والنجاح يؤدي إلى الجنة؛ وما أدراك ما هما؟!

فعلى العاقل أن يقارن بين الامتحانين، فإذا تبين له أن امتحان الآخرة أشد، وأن عواقبه أخطر؛ وجب عليه أن يجعله أولى بالتأهُّب، ولا يشتغل عنه بامتحان الدنيا؛ فإن السائل غير السائل، والعاقبة غير العاقبة، والظروف غير الظروف؛ فلْيتفكَّر في حاله في عَرَصات القيامة، وقد دَنَتِ الشمس من الرؤوس، وألجم العرق الناس، واقتربت جهنم -بحرِّها وهَوْلها-، وسأله الجبار -سبحانه- عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أَبْلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به[1].

فلا تغفلنَّ -أُخَيَّ- عن هذا الموقف الرهيب، واحذر أن تشتغل بالدنيا عن الآخرة، ولا تكوننَّ من الغافلين، الذين يكون شأنهم في امتحان الآخرة: ﴿وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾[2].

كتبه
أبو حازم محمد حسني القاهري السلفي
السبت: 10/محرم/1434هـ
الموافق لـ24/نوفمبر/2016

الهوامش:
[1] كما في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن ابن مسعود -رضي الله عنه-، وله شواهد، صححه بها العلامةُ الألباني -رحمه الله- في «الصحيحة» (946).
[2] الزمر: 47.

شبكة الورقات السلفية

صحيح يوم الإمتحان يكرم المرء أو يهان
بارك الله فيك

بارك الله فيك أخيتي الفاضلة

الجيريا

الجيريا

باااااااااارك الله فيييييك
وجزااك خيييييييييراااااااا

الجيريا

شكرا لك يا أخي على هذه اللفتة المميزة

فالكثير منا يقوم بامتحانات الدنيا وينسى الآخرة

الجيريا

بوركتِ
و نفع الله بك

بارك الله فيكم جميعا

بارك الله فيك

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " سيد الاستغفار أن يقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك على و أبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " قال ومن قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يُمسِ فهو من أهل الجنة ، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة " رواه البخاري .

أتاني جبريلُ ، فقال : يا محمدُ عِشْ ما شئتَ فإنك ميِّتٌ ، وأحبِبْ ما شئتَ ، فإنك مُفارِقُه ، واعملْ ما شئتَ فإنك مَجزِيٌّ به ، واعلمْ أنَّ شرَفَ المؤمنِ قيامُه بالَّليلِ ، وعِزَّه استغناؤه عن الناسِ

الراوي: سهل بن سعد الساعدي و جابر بن عبدالله و علي بن أبي طالب المحدث:الألباني – المصدر: السلسلة الصحيحة – الصفحة أو الرقم: 831
خلاصة حكم المحدث: حسن بجموع الطرق

جزاكم الله خيرا واحسن اليكم

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.