السلام عليكم و رحمة الله
بسم الله الرحمآن الرحيم
بقلم الأستاذ الدكتور: زغلول النجار
من الدلالات العلمية للآية الكريمة
درج الناس على أن مدة حمل الجنين البشرى هي في حدود تسعة شهور قمرية أو (266)يوما من لحظة الإخصاب، وعلى ذلك اتهموا كل وضع قبل تلك المدة بالزنا، كما حدث في الحادثة التي رواها محمد بن إسحاق عن معمر بن عبد الله الجهنى قال: «تزوج رجل منا امرأة من جهينة، فولدت له لتمام ستة أشهر، فانطلق زوجها إلى عثمان رضي الله عنه فذكر ذلك له، فبعث إليها، فلما قامت لتلبس ثيابها بكت أختها، فقالت: ما يبكيك؟ فو الله ما التبس بى أحد من خلق الله تعالى غيره قط، فيقضى الله سبحانه وتعالى في ما يشاء؛ فلما أُتى بها عثمان رضي الله عنه أمر برجمها، فبلغ ذلك عليا رضي الله عنه فأتاه فقال له: ما تصنع؟ قال: ولدت لتمام ستة أشهر وهل يكون ذلك؟ فقال له على رضي الله عنه: أما تقرأ القرآن؟ قال: بلى، قال: أما سمعت الله عز وجل يقول: (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) (الأحقاف:15)، وقال: (حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) (البقرة:233) فلم نجده بقى إلا ستة أشهر، فقال عثمان رضي الله عنه: والله ما فطنت بهذا، على بالمرأة، فوجدوها قد فرغ منها؛ قال: فقال معمر: فو الله ما الغراب بالغراب، ولا البيضة بالبيضة بأشبه منه بأبيه، فلما رآه أبوه قال: ابنى، والله لا أشك فيه…».
وجاء علم الأجنة فى القرن العشرين ليؤكد لنا أن أقل مدة للحمل هى ستة أشهر قمرية (أى177 يوما) من لحظة الإخصاب، وأن الحمل إذا ولد لستة أشهر فإنه قابل للحياة، لأن كافة أجهزة وأعضاء جسمه يكون قد اكتمل خلقها مع نهاية الأسبوع الثامن من لحظة الإخصاب (أى بعد 56 يوما)، وأن مرحلة إنشائه خلقا آخر تبدأ من اليوم السابع والخمسين من عمر الجنين وتستمر حتى لحظة ميلاده فى فترة تتراوح ما بين الستة والتسعة شهور قمرية (أى 177 يوما إلى 266 يوما بعد لحظة الإخصاب) تتم خلالها عملية تحديد الملامح الشخصية.
يقول ربنا تبارك وتعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) (البقرة:233).. ويقول جل جلاله: (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ) (لقمان:14).. ويقول تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) (الأحقاف:15).
وواضح من هذه الآيات القرآنية الثلاث أن تمام الرضاعة يكون فى حولين كاملين، وأن أقصر مدة الحمل هى ستة شهور قمرية (أى 177 يوما من لحظة الإخصاب)، وأن الحمل إذا ولد لستة أشهر فإنه يكون قابلا للحياة إذا لقى الرعاية اللازمة، ومنها أن تطول مدة رضاعته لسنتين قمريتين كاملتين، وأن أتم مدة للحمل هى تسعة أشهر قمرية (أى 266يوما من لحظة الإخصاب)، فإن ولد الحمل لتسعة أشهر قمرية كان كافيا لإرضاعه واحدا وعشرين شهرا قمريا حتى لا يتجاوز مجموع فترتى الحمل والرضاعة ثلاثين شهرا قمريا.. وعلى ذلك فإن إتمام إرضاع المولود من أمه أو من أم بديلة لمدة حولين كاملين ليس ملزما، ولكن الملزم هو الثلاثون شهرا التى يجب أن تغطى فترتى الحمل والرضاعة على أقل تقدير.
وقد ثبت وجود ارتباط قوى بين اكتمال مدة الرضاعة الطبيعية من الأم وبين سلامة الرضيع من الإصابة بمرض الداء السكرى من النوع الأول؛ وكان تعليل ذلك بأن تمكين الرضيع من لبن الأم أو الأم البديلة للمدة الكافية (من 21 شهرا قمريا إلى 24 شهرا قمريا) يمد الرضيع بحماية فطرية ضد العديد من العوامل التى قد تؤدى إلى تدمير أعداد من الخلايا المهمة فى البنكرياس من مثل خلايا "بيتا" التى تقوم على إفراز مادة الأنسولين لدى الأطفال الرضع سواء كانوا مولودين باستعداد وراثى لمرض الداء السكرى أو لم يكونوا كذلك.
وثبت أيضا أن البروتين الموجود فى لبن الأبقار هو بذاته عامل فعال ومؤثر فى إصابة الأطفال الرضع بمرض الداء السكرى إذا استبدلت بالرضاعة الطبيعية اللبن الحيوانى مصنعا أو غير مصنع.
ويذكر الأخ الكريم الدكتور مجاهد أبو المجد أستاذ الأمراض الباطنة بكلية طب المنصورة أن دراسة أجريت تحت إشرافه فى سنة (1995م) أثبتت وجود أجسام مناعية مضادة لبروتينات لبن الأبقار فى مصل الأطفال الذين أرضعوا هذا اللبن (مصنعا أو غير مصنع) إلى نهاية العام الثانى من أعمارهم؛ أما الذين تناولوا هذا اللبن بعد تجاوز العامين الأولين من أعمارهم فلم يثبت وجود هذه الأجسام المناعية عندهم؛ ويفسر ذلك بعدم اكتمال نمو الغشاء المبطن للجهاز الهضمى عند الرضع، والذى لا يتم اكتمال نموه إلا بعد تمام العام الثانى بعد الميلاد، وبأن إنزيمات الهضم عند الرضيع لا تستطيع تكسير بروتينات ألبان الأبقار إلى مكوناتها من الأحماض الأمينية، فتمر تلك البروتينات المعقدة مباشرة إلى دم الرضيع مما يحفزه على تكوين أجسام مناعية مضادة.. ويستنتج من ذلك كله أن أقل مدة للحمل والرضاعة الطبيعية هى ثلاثون شهرا، وإن إتمام مدة الرضاعة للوليد هى حولان كاملان، وذلك يترك مدة ستة أشهر كأقل مدة للحمل، وهو ما أثبتته الدراسات الطبية مؤخرا.
وثبت أيضا أن إعطاء الرضيع الألبان الحيوانية المصنعة وغير المصنعة بديلا للبن الأم فى فترة السنتين الأوليين من عمره يؤدى إلى إصابته بالعديد من الأمراض، وإلى تركيز العديد من الأجسام المناعية الضارة فى جسمه، ولم يعرف ذلك إلا فى أواخر القرن العشرين؛ لذلك أنزل ربنا تبارك وتعالى من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) (البقرة: من الآية233).
وأنزل: (وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ) (لقمان:14).. وأنزل: (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) (الأحقاف:15).
وهذه الآيات الثلاث تشهد للقرآن الكريم بأنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية، بل هو كلام الله الخالق الذى أنزله بعلمه على خاتم أنبيائه ورسله، وحفظه بعهده الذى قطعه على ذاته العلية- ولم يقطعه لرسالة من قبل- وحفظه حفظا كاملا فى نفس لغة وحيه- اللغة العربية- وحفظه حرفا حرفا، وكلمة كلمة ليبقى حجة على جميع الناس إلى قيام الساعة.
فالحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله على نعمة القرآن، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووور
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووور
|
العفــــــــو ،، شكرا للمرور
للتوضيح : مشكـــور(ة)
و فيكـ بــآرك الرحمـآن ،، شكرا للمرور
القرآن الكريم موزون ومقفع