تخطى إلى المحتوى

الأصول الشرعيَّـة في التعامل مع النَّاس تعامل الرجل مع زوجتـه والعكس 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
الأصول الشرعيَّـة في التعامل مع النَّاس

* تعامل الرجل مع زوجته *

النوع الثالث من التعامل تعامل الرجل مع زوجته.

الله جل وعلا أوجب على الرجل مثل ما أوجب على المرأة، فقال جل وعلا (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)[البقرة:228]، وجعل الله جل وعلا حق الرجل مقدما؛ ولكن جعل للمرأة من الحق كما للرجل من الحق، وقد قال الله جل وعلا في هذه الآية (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، أوصى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالزوجات كثيرا.

فمن الناس من يتزوج ولا يتعلّم أحكام معاشرة الزوجة، كيف يخاطبها؟ كيف يطلب منها؟ ما الواجب الذي يجب على الزوجة أن تؤديه؟ إنما يعاملها بمحض هواه، يعاملها بحسب رغباته، وتارة بحسب رجولته وبحسب قوته، ولا يأتي بما يجب عليه شرعا لا يتعلم أحكام الشرع في مسائل العشرة والتعامل مع الزوجات.

وما أحسن قول ابن عباس رضي الله عنهما على هذه الآية حينما قال في قوله جل وعلا (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) قال: إني لا أحب أن أستنظف كل حقي على امرأتي حتى لا يجب لها مثل الذي وجب عليها. وأيضا كان يأمر بالتزين -تزين الرجل لزوجته- وقال (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، فإذا كان الرجل يطلب من زوجته أن تتزين له وأن تقطع الروائح الكريهة وأن تكون معه بالحسنى ، كذلك هو يجب عليه أن يعاملها بما أوجب الله جل وعلا.

أنظر إلى حال النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ مع زوجاته حين طالبنه بالنفقة، قال لهن النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قولا حسنا طيبا، اعتزل نساءه مدة حكم الله جل وعلا في ذلك وأنزل في ذلك آيات من سورة الأحزاب.

إن تعامل الرجل مع زوجته كثير من الأحيان يكون على وفق الهوى وعلى وفق رغبات الرجولة؛ ولكن من الناس من يحرص على أن يكون تعامله مع أهله على وفق المقتضى الشرعي، وهذا الذي يجب وهو الذي أحببنا الإشارة إليه لأن هذا النوع من التعامل مما يفقده الكثير.

في طرف آخر في التعامل مع الزوجات ظن آخرون أن الحسنى مع الزوجات وأن التعامل بالحسنى أن يترك للمرأة الحبل على الغارب، وأن كل ما أرادت المرأة نفذه دون نظر هل هذا الذي طلبت منه مما يجوز أو مما لا يجوز مما لها الحق أو مما ليس لها الحق فيه، هل هو مما يصلحها أو مما لا يصلحها ؟ هل لها في ذلك مصلحة أم لا؟ ويتساهل في ذلك حتى صار النساء يتصرفن وكأنهن رجال.

لاشك أنهن صورتان متناقضتان:

1- صورة الذي يقسو.

2- والصورة الثانية الذي يترك للمرأة الحبل على الغارب وكأن المرأة صارت هي الرجل.

وجماع ذلك بل ميزانه وضابطه أن يسعى المرء أن يكون مع زوجه على وفق مقتضى الشرع، والله جل وعلا أمر للنساء بالحق، وكذلك أمر للرجال بالحق، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان من آخر وصاياه في حياته أن أوصى بالنساء، وكان في خطبته في يوم عرفة في خطبته العظيمة التي ودّع فيها الناس وقال «استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم» يعني أسيرات؛ ولكن هذا لا يعني أن يترك لها الأمر كما تريد، ولا يعني أن يكون المرء في أمر الله جل وعلا متساهلا؛ بل يكون على وفق مراد الله جل وعلا.

إن الرجل يطلب من المرأة أشياء ولكن تعامله مع زوجته ينبغي أن يكون على وفق ما قال ابن عباس رضي الله عنهما قال إني لا أحب أن أستنظف كل حقي على امرأتي حتى لا يجب لها مثل ما طلبت منها من الحق. أو كما قال رضي الله عنهما.
الجيريا

في جهة أخرى

* تعامل الزوجة مع زوجها *

الله جل وعلا جعل الرجل له على المرأة درجة فقال (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) [البقرة:228] والله جل وعلا فضّل الرجل فيما أنفق، وفضل الرجل فيما جعل فيه من الخصائص فهو صاحب القوامة في الإنفاق وهو صاحب القوامة في الأمر والنهي، والمرأة الزوجة يجب عليها أن تطيع الزوج في طاعة الله، أن تطيعه في المعروف وأن لا تعصيه، وأن لا تدخل بيته من يكره، وأن لا تخرج من بيته إلا وقد رضي، والمرأة إذا حفظت حقوق الزوج عليها فإنها تكون قد أدت فرضها، وقد جاء في الحديث الصحيح «إذا صلّت المرأة خمسها وصامت شهرها وأطاعت زوجها قيل لها أدخلي الجنة من أي أبوابها شئت» ولاشك أن طاعة المرأة لزوجها فرض والمرأة يجب عليها أن تكون في تعاملها مع زوجها مطيعة راضية، وأن تكون هي المتنازلة هي التي تخضع، وأن لا تجعل الرجل هو الذي يخضع لها، وهو الذي يذل؛ لأن في فعل ذلك مفاسد، ومن تحدّث من القضاة عن مسائل طاعة الزوج لزوجته وما حصل من تسلط بعض النساء على الأزواج كان نهايتها أن المرأة لم تقتنع بزوجها الذي أطاعها والذي عمل معها ما عمل من أنواع التعاملات الطيبة؛ ولكن جعلته يطيع في كل ما تشتهي فكانت العاقبة أن كرهته؛ لأن المرأة بطبيعتها تحتاج إلى من يقوم عليها، وإذا قام الرجل عليها وأدّبها وسعى معها بما أمر الله جل وعلا فإن العاقبة لهما جميعا.
الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله-

الأعداد السابقة:
الأصول الشرعية للتعامل مع الناس (1) تعامل المرء مع نفسه
الأصول الشرعيّـة في التعامل مع النَّاس (2) تعامل المرء مع والديـه

الجيريا

………………….شكرا………………….
…………..بارك الله فيك……………

بارك الله فيك ونفعنا بما قرأنا بإذنه سبحانه

شكرا جزيلا لكم وجزاكم الله خيرا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله عنا خيرا أخيتي الطيبة على هذه السلسلة المباركة
جعلها الله في ميزان حسناتك
وجزى الله خيرا الشيخ صالح آل الشيخ
ولنا عودة لقراءة السلسلة بحول الله

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
الحمد لله أنّ شريعتنا تزخر بالنّصوص الدّاعية إلى إحسان العشرة
والعمل على تقوية دعامة الحياة الزّوجية على أصل أصيل من هدي القرآن الكريم
والسّنّة النّبويّة المطهّرة المتمثّلة في السّيرة العطرة
لكن ما يحزّ في القلوب أن أكثر النّاس عن هديها لغافلون
ولطريقة التّعامل الصّحيح الصّائب مجتنبون
لذلك لا نعجبُ إن رأينا المحاكم تعجّ بالخلافات التّافهة في كثير من الأحايين والله المستعانُ…
نسأل الله تعالى التّوفيق والسّداد لجميع المسلمين آمين..

بارك الله فيك اخي الكريم

جزاكِ الله خيرا اختي

جزاكم الله خيرًا جميعًا
نفعنا الله وإياكم

جزاكم الله خيرا اختي الفاضلة …………….وجعلنا الله ممن يستمعون القول ويتبعون احسنه

بارك الله فيك…

جزاك الله خيرا …….

بارك الله فيك أخي وجزاك الله خيرا

بارك الله فيك ..

جزاك الله الف خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.