تخطى إلى المحتوى

الآية الجامعة لحسن الخلق مع الناس 2024.

[size="5"]الآية الجامعة لحسن الخلق مع الناس من درر تفسير الشيخ السعدي رحمه الله

قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن :
‏{‏خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ‏}‏‏.‏ سورة الأعراف آية 199

هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم، فالذي ينبغي أن يعامل به الناس،
– أن يأخذ العفو، أي‏:‏ ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق، فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به، من قول وفعل جميل أو ما هو دون ذلك، ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم، ولا يتكبر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره، بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال وتنشرح له صدورهم‏.‏

‏{‏وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ‏}‏ أي‏:‏ بكل قول حسن وفعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد، فاجعل ما يأتي إلى الناس منك، إما تعليم علم، أو حث على خير، من صلة رحم، أو بِرِّ والدين، أو إصلاح بين الناس، أو نصيحة نافعة، أو رأي مصيب، أو معاونة على بر وتقوى، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية أو دنيوية، ولما كان لا بد من أذية الجاهل، أمر اللّه تعالى أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابلته بجهله، فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه، ومن حرمك لا تحرمه، ومن قطعك فَصِلْهُ، ومن ظلمك فاعدل فيه‏.‏

وأما ما ينبغي أن يعامل به العبد شياطين الإنس والجن، فقال تعالى‏:‏

‏‏ ‏{‏وَإِمَّا يَنـزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ‏}‏‏. سورة الأعراف الآية 200-202‏

أي‏:‏ أي وقت، وفي أي حال ‏{‏يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ‏}‏ أي‏:‏ تحس منه بوسوسة، وتثبيط عن الخير، أو حث على الشر، وإيعاز إليه‏.‏ ‏{‏فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ‏}‏ أي‏:‏ التجئ واعتصم باللّه، واحتم بحماه فإنه ‏{‏سَمِيعٌ‏}‏ لما تقول‏.‏ ‏{‏عَلِيمٌ‏}‏ بنيتك وضعفك، وقوة التجائك له، فسيحميك من فتنته، ويقيك من وسوسته، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ‏}‏ إلى آخر السورة‏.‏

ولما كان العبد لا بد أن يغفل وينال منه الشيطان، الذي لا يزال مرابطًا ينتظر غرته وغفلته، ذكر تعالى علامة المتقين من الغاوين، وأن المتقي إذا أحس بذنب، ومسه طائف من الشيطان، فأذنب بفعل محرم أو ترك واجب ـ تذكر من أي باب أُتِيَ، ومن أي مدخل دخل الشيطان عليه، وتذكر ما أوجب اللّه عليه، وما عليه من لوازم الإيمان، فأبصر واستغفر اللّه تعالى، واستدرك ما فرط منه بالتوبة النصوح والحسنات الكثيرة، فرد شيطانه خاسئا حسيرا، قد أفسد عليه كل ما أدركه منه‏.‏

وأما إخوان الشياطين وأولياؤهم، فإنهم إذا وقعوا في الذنوب، لا يزالون يمدونهم في الغي ذنبا بعد ذنب، ولا يقصرون عن ذلك، فالشياطين لا تقصر عنهم بالإغواء، لأنها طمعت فيهم، حين رأتهم سلسي القياد لها، وهم لا يقصرون عن فعل الشر‏.‏ [/size]

مشكور أخي موضوع قيم

لك خالص الشكر على كرم مرورك

السلام عليكم
جزاك الله خيرا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالقادر100 الجيريا
السلام عليكم
جزاك الله خيرا

لك خالص الشكر على كرم مرورك

بارك الله فيك

لا يشكر الله من لا يشكر الناس.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد الموسي الجيريا
لا يشكر الله من لا يشكر الناس.

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

بارك الله فيك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lamia4ever الجيريا
بارك الله فيك

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

~ جزآك الله خيرآ ~~

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dôrsàfe ♥ الجيريا
~ جزآك الله خيرآ ~~

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

بارك الله فيك

اشكر لكم مرورك

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.