عقب خروج التلاميذ إلى الشارع في عدة ولايات
وزارة التربية تؤكد أن استدراك الدروس يمس الأقسام النهائية
أفاد مصدر مسؤول بوزارة التربية لـ”الخبر”، أمس، أن الوصاية وجهت تعليمات صارمة لمدراء التربية عبر الولايات، دعتهم فيها لتنظيم مشاورات جادة مع الأساتذة والتلاميذ وأوليائهم، في إطار مجالس التنسيق، قصد اتخاذ ما يتناسب مع وضعياتهم الدراسية. وهو ما يعني، يضيف نفس المصدر، أن المؤسسات التي شهدت إضرابات للأساتذة هي فقط التي تستغل أيام السبت أو بعضا من أيام العطلة للاستدراك، أما بقية المؤسسات فهي غير معنية.
وقد ألحت وزارة التربية على الاستماع للتلاميذ والأخذ برأيهم، مراعاة لما عرفوه من قلق أثـر على حالتهم النفسية، يضيف المصدر. فيما طمأنت الوزارة الأساتذة أن الذين يقومون بحصص استدراكية سيتقاضون مقابلا ماديا.
وأضاف نفس المصدر أن وزارة التربية ألحت على عدم التسرع وعدم الحشو، فيما ذكرت بأن عتبة الدروس مفصول فيها، وهو أن الطلبة لا يمتحنون إلا فيما درسوه. بمعنى أن آخر درس مشترك بين جميع تلاميذ الوطن هو العتبة التي ستتوقف عندها لجنة إعداد امتحانات البكالوريا، وبالتالي قلق التلاميذ، يضيف مصدرنا، لا داعي له.
وفي برج بوعريريج خرج تلاميذ الثانويات، أمس، للاحتجاج على ما اعتبروه سياسة الحشو والتسرع في تقديم الدروس، مطالبين بإعادة النظر في البرنامج عقب الإضرابات الأخيرة، وقاموا بمسيرة جابت مختلف الثانويات، وانتهت بمقر مديرية التربية، حيث استقبلهم المدير بحضور رئيس فدرالية أولياء التلاميذ، للاستماع إلى مطالبهم خاصة منها المتعلقة بظروف التمدرس.
ومن بين أهم مطالب التلاميذ، رفض التعويض الارتجالي القائم على التسرع والحشو، ورفض دروس الاستدراك أيام العطل. كما طالب البعض الآخر بإلغاء امتحانات الفصلين الثاني والثالث، وتحديد عتبة الدروس لامتحان البكالوريا. وكان اللقاء فرصة لطرح باقي الانشغالات، كالكثافة وإهمال الجانب التطبيقي في الدروس العلمية.
وفي تيزي وزو، دخل تلاميذ الثانويات، أمس، في إضراب عن الدراسة لرفع بعض انشغالاتهم الناجمة عن حركة إضراب الأساتذة الأخير.
ودعا التلاميذ إلى ضرورة تعديل المقرر المدرسي وإعادة النظر في الدروس المقدمة وفقا للبرنامج، وحذف البعض منها. كما شددوا على ضرورة حصولهم على كشوف النقاط الخاصة بالثلاثي الأول والاطلاع على علامات الامتحانات.
من جهته، دعا المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، فرع تيزي وزو، إلى عدم الامتثال لأوامر الوزارة الوصية القاضية بتقديم الدروس الإضافية للتعويض عن التأخر المسجل في نسبة التقدم في البرنامج الدراسي، الذي عرف مستوى متقهقرا في عدد الدروس المنجزة. كما ألح على مواصلة مقاطعة الإدارة والعزوف عن المشاركة في مختلف الاجتماعات التقويمية ومجالس الإدارية، كرد فعل على التعامل الذي انتهجته وزارة التربية بشأن مسألة استئناف الدروس.
وفي سعيدة، اعتصم العشرات من تلاميذ أقسام الثانويات أمام مقر الولاية، احتجاجا على قرار مواصلة الدراسة أثناء الأسبوع الأول من العطلة الربيعية، وكذا تراكم الدروس بعد الإضرابات الأخيرة التي شهدها قطاع التعليم.
وطالب عدد من تلاميذ الأقسام النهائية، خلال حركتهم الاحتجاجية، بدورتين لشهادة البكالوريا، ملتمسين من السلطات الولائية تدخلها العاجل لرفع انشغالاتهم للوزارة المعنية. علما أن هذه الحركة الاحتجاجية هي الثانية لتلاميذ الثانويات بالولاية في ظرف 3 أيام.
مالم يحققه الكبار قد يحققه الصغار