إنَّ : أداة نصب وتوكيد .
هذين : اسم إنّ منصوب بالياء لأنه مثنى .
لساحران : خبر إنّ مرفوع بالالف لأنه مثنى .
وقرأ حفص وابن كثير ( إن هذان لساحران ))
وقرأ الباقون ( إنَّ هذان لساحران )) بتشديد النون .
وعلى هاتين القراءتين أتى الاشكال ؛ لأن اسم إن وإنّ لابد أن يكون منصوبا وهنا أتى مرفوعا بالالف , فاستلزم التوجيه .
فممّا وجهوها به :
1- أنّ ((إن )) بمعنى نعم , و (( هذان )) مبتدأ .
2- أن (( إن )) مؤكدة واسمها ضمير الشأن محذوف , و (( هذان )) مبتدأ , و (( لساحران )) خبر , وجملة (( هذان لساحران )) في محل رفع خبر إن .
3 _ إن (( إن )) مؤكدة و (( هذان )) اسمها منصوب بالألف على لغة الحارث بن كعب الذين يلزمون المثنى الألف في كل حال , ومنه قول الشاعر هوير الحارثي :
تزود منا بين أذناه طعنة *** دعته إلى هابي التراب عقيم .
فجاء بالألف في (( أذناه )) في موضع الخفض .
تسلم يدك اخي
ربي يخليك
ويحفظك
ان شاء الله في ميزان حسناتك
[
ان هدان لساحران
[/quote]
لقد كثر الكلام في هذه المسألة و أحسن ما وجدته حولها ما يلي :
بسم الله الرحمن الرحيم
إعراب قوله تعالى : {إن هذان لساحران }للامام اللغوي النحوي جمال الدين بن هشام في كتابه { شذور الذهب في معرفة كلام العرب } وهو إعرابٌ كاف ٍ واف ٍ شاف ٍ ان شاء َ اللـــــه ُ
قال رحمه الله :
الأول – أن لغة بلحارث بن كعب ، وخثعم، وزبيد، وكنانة وآخرين استعمال المثنى بالألف دائما ً ، تقول : جاء الزيدان، ورأيت الزيدان، ومررت بالزيدان، قال شاعرهم :
تزوّد مـنـّا بين أذنـــاه طــعـنة دعــتـه إلى هــابي التراب عـقيم
وقال الآخر :
إن أبــــــاها وأبــــــا أبــــاها قد بلغا في المجد غايــتـــــاهــــا
فهذا مثال مجيء المنصوب بالألف، وذاك مثال مجيء المجرور بالألف.
الثاني – أن "إنَّ" بمعنى نعم مثلـُهَا فيما حكي أن رجلا سأل ابن الزبير شيئا ً فلم يعطه،
فقال : لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال : إنَّ وراكِـبَهَا، أي نعم ولعن الله راكبها، و"إن"
التي بمعنى نـَـعَـم لا تعمل شيئا ً، كما أن نـَعَـم كذلك، فـ ( هذان) مبتدأ مرفوع بالألف،
و(ساحران ) خبر لمبتدأ محذوف، أي : لهما ساحران، والجملة خبر (هذان) ولا يكون
(لساحران) خَبَرَ (هذان) لأن لام الابتداء لا تدخل على خبر المبتدأ.
الثالث – أن الأصل إنه هذان لهما ساحران، فالهاء ضمير الشأن، وما بعدها مبتدأ وخبر، والجملة في موضع رفع على أنها خبر "إنَّ" ثم حُـذف المبتدأ وهو كثير ،
وحذف ضميرالشأن كما حذف من قوله صلى الله عليه وسلم" إن من أشد الناس عذابا
يوم القيامة المصورون" ومن قول بعض العرب " إنَّ بك زيدٌ مأخوذ".
الرابع – أنه لما ثـُـنـِّيَ "هذا" اجتمع ألفان : ألـِـفُ هذا، وألف التثنية؛ فوجب حذف
واحدة منهما لالتقاء الساكنين؛ فمن قـَـدَّر المحذوفة ألف " هذا" والباقية ألف التثنية
قلبها في الجر والنصب ياء ، ومن قـَـدَّر العكس لم يغير الألف عن لفظها.
الخامس – أنه لما كان الإعراب لا يظهر في الواحد – وهو"هذا" – جــعـــل كذلك في التثنية ، ليكون المثنى كالمفرد لأنه فرع ٌ عليه.
وأختار هذا القول الإمام العلامة تقي الدين أبو العباس أحمد بن تـَيْــمِـيَّة رحمه الله ، وزعم أن بناء المثنى إذا كان مفرده مبنيا ً أفصح من إعرابه، قال : وقد تفطـَّــن لذلك غير واحد من حُـذاق النحاة. انتهى كلامه رحمه الله.