تخطى إلى المحتوى

اختلاف النية 2024.


يحكى أن !
يحكى أنه كانت توجد هناك في الماضي مدينة كبيرة تعيش حياة الرفاه الاجتماعي و الدعة و الطمأنينة و الامان, وكان يأتيها رزقها رغداً, اذ يتعاون الناس فيما بينهم , تضللهم رعاية الله حيث يتعاملون فيما بينهم بالحسنى و بسماحة الدين الحنيف.
وعلى حين غرة غزى هذه المدينة جيش جرار قادماً اليها من خارج حدودها , فسقطت كل المدينة في قبضت هذا الجيش. وكان قائد هذا الجيش رجلاً ذا حنكة و دهاء , وله باع و تجربة في ممارسة حكم البلدان التي تسقط في امرتة , و بعد مرور وقت ليس بالقصير على حكمه لهذه البلدة , لم يصادف الحاكم ان يأتي اليه احد ليشتكي من جاره او شريكه او صاحبه. ولم تحدث اية منازعات او خصومات لتطرح عليه.
عندها ارسل هذا الحاكم الى وجوه القوم و زعماء القبائل يطلبهم وحين حضروا سألهم :
كيف لهم ان يتدبروا كل شؤون مدينتهم الكبيرة هكذا و يعيشوا هذا الرغد و الدعة والامان فيما بينهم بحيث لا توجد شكاوات و لا خصومه و لا عداوات فيما بينهم ؟
فأجابوه بلسان واحد : نحن قوم اذا جاع فينا احد اشبعناه ,
واذا افتقر احد فينا اغنيناه ,
واذا ترمل احدنا او كان اعزباً زوجناه ….. يرحم كبيرنا صغيرنا , ويوقّر صغيرنا كبيرنا !!!
فسألهم : مالي ارى ابوابكم مفتوحة حتى الصباح و بدون حراسة ( حتى اني لا اجد عندكم من يمتهن مهنة الحراسة ) ؟ اما تخافون السرقة ؟
فأجابوه : لا يوجد فينا من هو بحاجة الى السرقة او اكل المال الحرام , واذا صادف ان وجد مثل هكذا معتوه او ناقص عقل فنحن نحرس بعضنا بعضاً !
فسألهم : مالي ارى قبوركم امام بيوتكم ؟
فأجابوه : لنتذكّر الموت بمشاهدتها فنزهد في الدنيا !!!
فقال لهم : لقد جئت لمساعدتكم و انقاذكم و تنظيم اموركم وهذا قصري و مضافتي و أبوابي مشرعة لخدمتكم في كل الاوقات.
فاجابوه : لنا قادتنا و زعمائنا و علمائنا و لا حاجة لنا بك !
من كل ذلك حز في نفس هذا الحاكم واراد ان يلقن هؤلاء القوم درساً يجعلهم يحتاجون اليه و يرضخون لسطوته , فقال لهم : انكم قوم من الله عليكم بالخير و البركة وفي حال وجود مناطق فقيرة و محرومة جواركم فالواجب المساعدة منكم , وابلغهم أن لديه مشروعاً خيرياً لمساعدة دولة تجاورهم فقيره , و اقترح عليهم ان يساهم الجميع بهذه المساعدات وان يجلب كل واحد منهم بيضة وكف طحين .
واصبح الصباح التالي فاتي كل واحد منهم ومعه بيضة وكف طحين الى مكان التجميع .
و بعد فترة من التجميع قام باستدعائهم ليقول لهم : لقد انتنفت الحاجه الى بيضكم و طحينكم , فقد سبقكم الى نجدت جاركم قوماً غيركم , فهلمّوا ارجعوا بيضكم وطحينكم فلا حاجة لهم به أو لنا به .
و بالفعل رجع كل واحدمنهم ليسترجع بيضته من البيض الذي جلبوه و كفّاً من الطحين الذي جلبه .
ولكن الذي حصل بعد ايام من ارجاعهم للبيض و الطحين ان بدأت المشاحنات و العداوات تنخر بمجتمعهم .
اتدري لماذا حصل ذلك يا عزيزي القارئ الكريم :
ذلك لان الحرام وسوء النوايا دخلت الى مجتمعهم , فذلك ان الذي اتى ببيضة كبيرة اذا استرجع لنفسه اصغر منها فقد ظلم نفسه, واذا استرجع اكبر منها فقد ظلم غيره , و كذلك الحال في كفّ الطحين .

( حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا … وزنوها قبل ان توزنوا … فليس منا من بات و لم يحاسب نفسه ) .

أتمنى أن يفهما الجميع

مشكوووووووووووور أخي أحمد على القصة الرائعة

هذا الملك شيطان في هيئة انسان و للاسف فامثاله كثيرون في وقتنا هذا.
شكرا لك اخي على القصة جزاك الله خيرا.

شكرا لك نور
شكرا لك أختي الدكتورة

مشكور أحمد على هذه القصة
انشاء الله يفهمها كل من راك موجهله الرسالة

قصة خيالية و جميلة مشكووووووووووووووووووور اخي احمد على هذا الموضوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.