تخطى إلى المحتوى

اختبار الثلاثي الثاني 2024.

قال فـــؤاد صـــــرّوف :
يقتضينا الإنصاف أن نقول إنّ النّصف الأول من هذا القرن ، شهد ارتقاءً مطّرداً ، ساعد على إنقاذ الملايين من الهلاك بالأوبئة ، و مدّ في أمد الحياة على الأرض ، و خفّف الآلام ، و قهر الأمراض بالعقــــاقير الجديدة العجيبة ، و يسّر انتشار التّربية و المعرفة ، و رفع مستوى العيش ، و خفّض من مساوئ التكتّل الصّناعي ، و حسّ+ن من أحوال العمال . . . و إنّ المرء ليقلّب نظره في ما حوله ، فيرى كيف قاس الإنسان بعلمه كتل الأجرام و مساراتها في رحاب الكون ، و كيف نفذ إلى قلب الذّرة ففلقه ، و أخرج منه هلاكا ، و ضياء ، و شفاء ، و قوّة محرّكة. و كيف بارى الطّبيعة ، فصنع مـا تصنعه و مـا لا تصنعه ، فيُعجَب به و يزهى.
إنّ المشكلات التي تعانيــها الإنسانيّة اليوم هي المشكلات التي لم تـــزل تعانيها منذ ( أن انشقّت الحجب )عن المعرفة الإنسانية و الضّمير الإنساني في فجرها الأول ، و إن تغيّرت مظاهرها : كيف نضمن قسطا من السّلام من دون جمود يتيـح للعقول أن تتفتّح و أن تزدهر ، و للهمم أن تتحفّز ، و أن تعمل ؟ كيف نسيطر على القوى الرّاعبة التي فتقها العلم ، و جعلتها الصّناعة في منال اليدين ، فننتفع بها من دون أن يتعرّض لنا خطر الهـــلاك في موجة من الضّغط الكاسح أو لفحة الإشعاع المميت ؟ كيف نحسن الانتفاع بموارد الأرض أجدى انتفاع من دون أن ندمّر البيئة الطبيعيّة التي تزكو فيها الموارد ؟
إنّ تاريخ الإنسان على الأرض ، و التّجارب التي بلاها ، و الوســائل التي أتــاحها العلم ، و الوفْـر الذي خلقته الصّناعة و الزّراعة الحديثـتان ، أو في وسعهما أن تخلقاه ، و اليقظات الرّوحية في بعض عصور التّاريخ ، إنّ كلّ ذلك خليقٌ أن يمهّــد للإنسان السّير إلى حلّ تلك المشكلات ، إذا عقل و مضى مستوحيا خير مـا ( أودع في سره ) مستعينا بربّه .
كلّ حلّ مرتقب لمشاكل الحياة التي نعانيها في هذا العصر، و لتوجيه مستقبلها على سطح الأرض ، إنما هو رهن بتثقيف العقول و النّفوس في آن ، أي بالتعليم و التربية معا . . . فإذا ( طلبنا التّوفيق ) في جعل الحياة حياة الفرد، و حياة الجماعة ، حياة أفضل و أكرم ، فعلينا بالمادّة الإنسانيّة ، نعالجها ، أي علينا بتربية الرّجال و النّساء الذين ينشدون الحقيقة ، و يبـرّون بالوعد ، و يفون للصّدق ، و يطيعون القانون ، و يؤثرون التّعاون ، و يتنادون إلى الحق ، و يعدلون في الحكم ، و يعترفُــون بالفضل.
و في تاريخنا لو استلهمناه ، أساس لهذا النّهج ، ففي الأديــان السّمحة التي أشرقت على الدنيا من هذه الرّقعةِ العريقة من الأرض ، أركان هذه النّظرة إلى الحياة ، و فيها قامت الحضارات ، كان العلم من أرسخ دعائمها ، فينبغي أن نستلهم منــابتنا ، فهي في الطّليعة بين منابت الإنسانيّة ، و أن نستخرج منها الحوافز التي تمكّننا من أن ننشئ المــواطن الصّالح الذي تندمج فيه قدرة العقل و فضيلة النفس.
الأسئـــــــــــــــلة

أ – البناء الفكريّ : [ 10 نقاط ]

1. ما الموضوع الذي يعالجه الكاتب في هذا النص ؟ و ما الهدف منه ؟
2. ما المشكلات التي تعانيها الإنسانيّة ؟ و ما هي أسبابها ؟ وضح.
3. ما الحلول التي اقترحها الكاتب لهذه المشكلات ؟بيّنها من خلال قرائن من النّص.
4. هل كان الكاتب موضوعيا في طرح أفكاره ؟ علل.
5. إلى أي نوع من النّثر ينتمي النّص؟ علّل .
6. لخّص مضمون النص محترما تقنية التلخيص.

ب – البناء اللّغوي ّ : [ 10 نقطة ]

1. بيّن دور التّكرار و الضمير في تحقيق الاتساق في تركيب فقرات النص.
2. ما نوع الأسلوب الغالب على النّص ؟ و ما غرضه البلاغي ؟
3. عيّن النمط السائد في هذا النص و اذكر مؤشرين له مع التمثيل.
4. أعرب ما تحته خط إعراب مفردات و ما بين قوسين إعراب جمل.
5. مـــا نوع الصورتين البيانيتين الآتيتين ، و ما وجه بلاغتهما : " و قهــر الأمراض ـ إنّ المرء ليقلّب نظــره " ؟

الموضوع الثاني

قال عبد السلام الحبيب الجزائري:

01 ـ اليوم يومك يــا جزائر فاقـــطفي طــاب الجنى و تــــــــدانت الأثمارُ
02 ـ يا من غرستِ ثرى النّضال جماجما إنّ الحصيــــد لعـــــــزّةٌ و فخـــارُ
03 ـ الـزّرع (أخـرج شطْأه ) و تضوّعتْ مسكاً عــــلى ربــــواتك الأزهـــــارُ
04 ـ حقّ الجلاءُ على عداتك و انْـطوت رايَـــاتُهم فـــالأرض لــــــي و الدّارُ
05 ـ نـوفمبر أشْـرقْ للعُـيون فطالمـــا عشِيَـت تحــنّ لنُـورك الأبصــــــــارُ
06 ـ قَـرنٌ من الآلام عشْنا فــي الدّجى مُتســـائِـلين أَ تسْـــطع الأنـــــوارُ ؟
07 ـ نوفمبر قُـل للــرّاحلين و رهْطَهم ( إنّ الحفــائظ مـــــــا شفـاها الثارُ )
08 ـ سنظلّ نحـقِد مــا طَــوت غبراؤنا رمـمــــــاً يُرفْــرف حولـــها التّذكارُ
09 ـ مضت الثّلاثُون العجَـاف و قبلها مــــــئةٌ تفضّتْ و النّفُــوس حـــرارُ
10 ـ يتبَـخْتر الدّخــلاء في جنّــــــاتنا صَلَـفاً فـــهُـم مَـا بيْنَــنا أُمّــــــــارُ
11 ـ أمِـنوا الزّمَــان مكابرين و فــاتَهم أنّ الزّمَـــــان علــى المــــــدى دوّارُ
12 ـ و ( توهّموا منّـا الخنوع ) و غرّهُـم يَـــــا شعبُ أنّـــك واجمٌ صبّــــــارُ
13 ـ ضلّوا السّبيل بنا و ســء حسابهم بعْــد السّكـــــون يُــدمْـدم الإعصارُ

تذليل الصعوبات اللغوية:
الشطأ: ورق الزرع ــ تضوّعت: انتشرت ــ الحفائظ (ج) حفيظة :الغضب ــ طوى: أخفى ــ غبراؤنا (الغبراء): الأرض ــ رميم: رمّ العظم: بلي و قدم
الأسئـــــــــــــــلة

أ – البناء الفكريّ : [ 10 نقاط ]
1. عمّ يتحدّث الشاعر في الأبيات الأربعة الأولى ؟ وضح.
2. لم خصّ الشاعر نوفمبر بالخطاب ؟ ما مضمون هذا الخطاب ؟
3. كيف كان حقد الشاعر على الدّخلاء ؟ و لماذا ؟
4. يعكس النّص الذي بين يديك ظاهرة " الالتزام " عند الشّعــراء المعاصرين. عرّف بهذه الظّــاهرة ، و اذكر اثنتين من خصائصها.
5. في النص عاطفتان بارزتان متباينتان. اذكرهما و حدّد الأبيات الدّالة عليهما.
6. تضمن البيت التاسع قيمة تاريخية هامّة ، أبرزها مع الشرح و التوضيح.

ب – البناء اللّغوي ّ : [ 10 نقاط ]

1. من الضمائر التي وظفها الشاعر (أنتِ ـ نحن ـ أنتَ ). حدد على من تعود في النص .
2. حدد نوع الأسلوب و غرضه الأدبي في :" أ تسطع الأنوار ؟ ــ إنّ الحفــائظ مـــــــا شفاها الثارُ "
3. ما النمط السائد في القصيدة ؟ اذكر مؤشرين له مع التمثيل من النص .
4. أعرب ما تحته خط إعراب مفردات و ما بين قوسين إعراب جمل.
5. في العبارتين الآتيتين صورتان بيانيتان ، بيّن نوعهما و بلاغتهما: " انطوت راياتهم ـ شفاها الثـــار ".

شكرا خاص غير الحل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.