لا شك أن أى أم حين تشاهد طفلها يتألم أو يشعر بالحزن أيا كان السبب يكون الأمر بالنسبة لها فى غاية الصعوبة. ودائما ما تريد الأم حماية طفلها من أى ضرر جسدى أو نفسى، حتى لو كان هذا الأمر يعنى ألا تقول له الحقيقة كاملة.
إن أى طفل بعد طلاق أو انفصال والديه قد يعيش مع أحدهما أو ينظم وقته بين الاثنين. وبالطبع فإن أى أم إذا كانت تمر – لا قدّر الله- بمرحلة طلاق أو انفصال فإنها ستكون قلقة حيال كيفية تأقلم طفلها مع الوضع الجديد والتغيير الذي قد يستمر. من الأفضل أن تكون عنايتك بطفلك واهتمامك به وبتربيته بالتعاون مع والده أو زوجك السابق لأن هذا سيعطى الطفل نوعا من الاستقرار وسينمى علاقته الجيدة بكل من والده ووالدته مع وجوب لفت الانتباه إلى أن هذا الأمر لن يكون بالأمر السهل.
ولكن بالرغم من التحديات العديدة التى قد تواجه أى أم فى مرحلة الطلاق فعن طريق بعض الأفكار والنصائح يمكنها الحفاظ على علاقة إيجابية مع طليقها أو زوجها السابق من أجل مصلحة الطفل والأبناء وفى سبيل التفكير فى مصلحتهم أولا.
وبالطبع فإن الحديث عن الطلاق أو الانفصال ليس أمرا صعبا على الطفل فقط بل إنه يكون صعبا أيضا على الأم. ولذلك فقبل أن تبدئي فى التحدث مع طفلك فعليك أن تفكرى فى مشاعرك جيدا وفى كل التغيرات التى طرأت على العائلة. وفى البداية عليك أن تفكرى جيدا فى الأشياء المهمة التى سيحتاج طفلك لسماعها مثل متى سيرى والده أو أين سيعيش، بالإضافة إلى أنك يجب أن تفكرى أيضا فى الطريقة التى ستتعاملين بها مع مشاعرك خلال حوارك مع طفلك.
أحيانا قد تظن الأم أنها يمكنها أن تخفف وقع الطلاق أو الانفصال على الطفل عن طريق استخدام كلمات أخرى غير الطلاق والانفصال، فمثلا هى قد تقرر أن تقول لطفلها أنها ووالده سيبتعدان عن بعضهما البعض لفترة حتى يفكرا فى بعض الأمور.
أو مثلا قد تقول الأم للطفل إن والده سيبدأ مشروعا جديدا فى العمل ولذلك فإنه سيحتاج للانتقال من المنزل حتى يكون أقرب لمكان العمل. ولكن على كل أم أن تنتبه إلى أنها إذا حاولت تفسير الأمور بطريقة مغايرة عن الحقيقة للطفل، فإنه سيتمسك بأمل أن الأمور بين والده ووالدته قد تعود لمسارها الطبيعى.
ولذلك فمن الأفضل أن تخبرى الطفل بما يحدث بطريقة واضحة ولغة مباشرة.ابتعدى عن تقديم أمر الطلاق أو الانفصال للطفل على أنه يحمل بعض المميزات بسبب أن كلا من الأم والأب سيعيشان فى منازل مختلفة وهو الأمر الذى قد يعنى احتفال الطفل بعيد ميلاده مرتين وحصوله على الكثير من الهدايا، فمن الأفضل أن يشعر الطفل بالحزن الطبيعى بعد طلاق أو انفصال والده ووالدته عن بعضهما البعض.