تخطى إلى المحتوى

ابن لادن أسامة في ميزان أهل السنة والجماعة 2024.

تفاصيل الكتاب

اسم الكتاب
ابن لادن أسامة في ميزان أهل السنة والجماعة
المؤلف
حمد بن عبدالعزيز العتيق
نبذة عن الكتاب
تاريخ الإضافة
30/5/1432
عدد الزوار
1571
رابط التنزيل
إضغط هنا

جزاكم الله خيرا
وجزى الله المؤلف حمد بن عبدالعزيز العتيق خير الجزاء

أخي جمال البليدي
قرأت هذه الوريقات للمدعو حمد بن عبدالعزيز بن حمد ابن عتيق فلم ينصف المرحوم أسامة بن لادن

و من باب العدل و الإنصاف حيث يقول الحق تبارك و تعالى : و لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى

هذا مع غير المسلمين فما بالك بأهل الإيمان و أنا أدعوك بأن تقرأ هذا المقال و هو مكتوب وفق منهجية السلف رحمهم الله في نقد الرجال كالذهبي و ابن حجر

و إليك الرايط :

https://www.altareekh.com/Pages/Subje…5326&cat_id=67

اريد أن أسألك سؤالا أخي جمال
هل من أثنى على الشيخ اسامة بن لادن لا يعد من أهل السنة والجماعة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة karim h الجيريا
اريد أن أسألك سؤالا أخي جمال
هل من أثنى على الشيخ اسامة بن لادن لا يعد من أهل السنة والجماعة

نعم ! من أثنى على أهل البدع ، فهو منهم .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة -روميو- الجيريا
أخي جمال البليدي
قرأت هذه الوريقات للمدعو حمد بن عبدالعزيز بن حمد ابن عتيق فلم ينصف المرحوم أسامة بن لادن

و من باب العدل و الإنصاف حيث يقول الحق تبارك و تعالى : و لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى

هذا مع غير المسلمين فما بالك بأهل الإيمان و أنا أدعوك بأن تقرأ هذا المقال و هو مكتوب وفق منهجية السلف رحمهم الله في نقد الرجال كالذهبي و ابن حجر

و إليك الرايط :

https://www.altareekh.com/pages/subje…5326&cat_id=67

أولا:.أخي الفاضل لا علاقة بما ذكرت بمحل البحث في شيء .
لأن أهل السنة والجماعة يفرقون بين مقام الترجمة فيذكرون للشخص ماله وما عليه وبين مقام النقد والتبديع فيقتصرون على ذكر المساوئ والضلالات للتحذير منها وهذا هو الإنصاف والعدل الحقيقي.
وكلا الأمرين جاء عن السلف فانظر مثلا إلى عمل الإمام الذهبي رحمه الله في كتابه السير وكتابه الكاشف ففي السير يذكر ما للمترجم وما عليه لأن المقام مقام الترجمة وأما في كتاب الكاشف فلا يذكر الراوي إلا بالنقد.
لذا قال رافع بن أشرس رحمه الله « كان يقال من عقوبة الكذاب أن لا يقبل صدقه وأنا أقول : من عقوبة الفاسق المبتدع أن لا تذكر محاسنه »
فهذا نص من هذا الإمام في محل النزاع وعلى هذا جرى العلماء قاطبة في القديم والحديث وقد انبرى شيخنا الفاضل الذي جعله الله شوكة في حلوق المبتدعة في هذا الزمن ألا وهو الشيخ ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله تعالى-للرد على هؤلاء في كتابين له الكتاب الأول »منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف » والكتاب الثاني : « المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء من زلات أهل الأخطاء وزيغ أهل الأهواء »
أبان فيهما-وفقه الله-بطلان هذا المبدأ وخطورته فجزاه الله خيرا على هذا الدفاع والبيان فأغناني عن تكلف الرد على هذه الفرية.
وقد جاء كلام أهل العلم في هذا العصر موافقا تماما لما سطره الشيخ ربيع في ذلك :
أن سئل الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله فقال السائل : فيه أناس يوجبون الموازنة :أنك إذا انتقدت مبتدعا ببدعته لتحذر الناس منه يجب أن تذكر حسناته حتى لا تظلمه ؟

فأجاب الشيخ رحمه الله :لا .ما هو بلازم .ما هو بلازم

ولهذا إذا قرأت كتب أهل السنة .وجدت المراد التحذير ,اقرأ فى كتب البخارى ((خلق أفعال العباد))
,
فى كتاب الأدب فى ((الصحيح )) ,كتاب ((السنة))لعبد الله ابن أحمد ,كتاب ((التوحيد ))لابن خزيمة
((رد عثمان بن سعيد الدارمى على أهل البدع ))..الى غير ذلك يوردونه للتحذير من باطلهم ,ما هو المقصود تعديد

محاسنهم ..المقصود التحذير من باطلهم , ومحاسنهم لاقيمة لها بالنسبة لمن كفر ,

إذا كانت بدعته تكفره .بطلت حسناته ,وإذا كانت لا تكفره فهو على خطر .فالمقصود هو بيان الأخطاء

والأغلاط التى يجب الحذر منها.(من مقدمة كتاب النصر العزيز على الرد الوجير).

ثانيا:الكاتب الذي أشرت إليه في الرابط يبدوا أنه يخلط بين حكم الدنيا وحكم الآخرة فهو يعسى جاهدا لذكر فضائل ابن لادن-بزعمه- ويحكم عليه بأنه رجل صالح و……….و………..
والصواب أن بيان خطأ المخطئ, والكلام في النّاس تعديلا ومدحا أو تجريحا وقدحا؛ لا علاقة ‏له‎ ‎بمقاديرهم عند الله, ولا بمصائرهم في الدّار الآخرة؛ فهذا للّه وحده, وبيان الخطأ‎ ‎والكلام جرحا وتعديلا ‏عند الحاجة واجب على أهل العلم ممّن توفّرت فيهم شروطه, وحقّ‎ ‎للأمّة في أعناق أهل العلم لا يسعهم – ‏أعني أهل العلم – عدم أدائه, لا علاقة للكلام‎ ‎في بيان خطأ المخطئ وبدعة المبتدع بغفران الله ربّ العالمين ‏للمخطئ أو للمبتدع, ولا‎ ‎بمصيره عند ربّه, هذا بمعزل عن الكلام فيه؛ أمر يعلمه الله ربّ العالمين‎.
ذكر‎ ‎الخطيب في ((الكفاية)) أنّ عبد الرحمن بن أبي حاتم دخل عليه يوسف بن الحسين الرازيّ‎ ‎وهو ‏الصوفيّ, وكان عبد الرحمن يقرأ في كتابه في ((الجرح والتعديل)), فقال له يوسف‎ ‎الصوفيّ‎: (‎كم من هؤلاء ‏القوم قد حطّوا رحالهم في الجنّة منذ مئة‎ ‎سنة أو مئتي سنة وأنت تذكرهم وتغتابهم؟‎) ‎فبكى عبد الرحمن‎.
وذكر ابن‎ ‎الصّلاح رحمه الله في كتابه ((معرفة أنواع علم الحديث)) المعروف بـ((مقدّمة ابن‎ ‎الصّلاح)): (قال ‏يحيى بن معين رحمه الله‎: (‎إنّا‎ ‎لنطعن على أقوام لعلّهم حطّوا رحالهم في ‏الجنّة منذ أكثر من مئتي‎ ‎سنة‎)).
نطعن عليهم ونبيّن أخطائهم ونحذّر الأمّة من بدعتهم واجب‎ ‎ذلك وإلاّ فهو الدّخول في إثم الكتمان, وهو ممّا ‏يستوجب العذاب بالنيران‎.‎

بين العدل والظلم:

‏ قال ابن فارس في كتابه : "مجمل اللغة" في مادة "عَدَلَ" :

‏(( العدل : خلاف الجور )).

قال الأزهري في مادة : عَدَلَ :

‏(( والعدل هو : الحكم بالحق، يقال : هو يقضي بالحق ويعدل، وهو ‏حكم عادل، ومعدلة في حكمه )) .
قال الدكتور ربيع المدخلي في كتابه(المحجة البيضاء في حماية السنة ‏الغراء) ‏‎:‎

فالعدل ـ كما ترى ـ خلاف الجور، وهو الحكم بالحق .

فإذا جرح العالم الناقد من يستحق الجرح ببدعة، وحذر من بدعته؛ ‏فهذا من أهل العدل والنصح للإسلام والمسلمين، وليس بظالم، بل هو ‏مؤدٍ لواجب .

فإن سكت عمن يستحق الجرح والتحذير منه فإنه يكون خائناً، غاشاً ‏لدين الله وللمسلمين .

فإن ذهب ذاهب إلى أبعد عن السكوت، من الذب والمحاماة عن البدع ‏وأهلها فقد أهلك نفسه، وجَرَّ من يسمع له إلى هوة سحيقة، وأمعن ‏بهم في نصر الباطل ورد الحق .

وهذه من خصائص وأخلاق اليهود، الذين يصدون عن سبيل الله وهم ‏يعلمون .

وقـال أبـو الحسين أحمـد بن فـارس في كتابه : "معجم مقاييس ‏اللغة":


‏)) "ظَلَمَ" الظاء واللام والميم أصلان صحيحان :

‏1 ـ أحدهما : خلاف الضياء والنور .

‏2 ـ والآخر : وضع الشيء غير موضعه تعدياً .

فالأول "الظلمة"، والجمع : ظلمات، والظلام : اسم الظلمة . . .

والأصل الآخر : ظلمه يظلمه ظلماً، والأصل : وضع الشيء في غير ‏موضعه، ألا تراهم يقولون:"من أشبه أباه فما ظلم" أي: ما وضع ‏الشبه غير موضعه (( .

وقال الجوهري في صحاحه، في مادة : "ظَلَمَ" : (( ظلم يظلمه ظلماً ‏ومظلمة، وأصله : وضع الشيء في غير موضعه، ويقال : "من أشبه ‏أباه فما ظلم" ، وفي المثل : "من استرعى الذئب ظلم" (( .

وقال الأزهري في مادة : "ظَلَمَ" ، نقلاً عن ابن السكيت :

‏)) يقال : ظلمت الحوض إذا عملته في موضع لا تعمل فيه الحياض، ‏قال : وأصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه، ومنه قوله: "واليوم ‏ظلم" أي : واليوم وضع الشيء في غير موضعه (( .

فقد تَبَيَّنَ لك أن الظلم هو : وضع الشيء في غير موضعه .

فمن انتقد مبتدعاً، أو كتاباً فيه بدع، أو جرح من يستحق الجرح، ‏وقَدَحَ فيمن يستحق القدح؛ من راوٍ، وشاهد زور، وظالم، وفاسق ‏معلن فسقه؛ فليس بظالم، لأنه وضع الأمور في نصابها ومواضعها .

والظالم المعتدي من يتصدى للطعن فيه، والتأليب عليه، وهو في الواقع ‏الذي يضع الشيء في غير موضعه، حيث يزكي المجروحين الدعاة إلى ‏أبواب الجحيم، ويطعن في الناصحين للمسلمين، الداعين إلى سلوك ‏الصراط المستقيم، وأتباع السلف الصالحين، ومنه :

النقد والتحذير من المبتدعين .

بل من يدافع عنهم، ويجادل بالباطل عنهم؛ من أحق الناس بقول الله ‏ـ تعالى ـ :

‏{ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خواناً ‏أثيماً * يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ ‏يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً ها انتم ‏هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم ‏من يكون عليهم وكيلاً } .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة karim h الجيريا
اريد أن أسألك سؤالا أخي جمال
هل من أثنى على الشيخ اسامة بن لادن لا يعد من أهل السنة والجماعة

نعم بعد قيامة الحجة على من أثنى عليه لأن " الأرواح جنود مجندة؛

فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف،

ولا يمكن أن يكون صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا من النفاق".
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة – رحمه الله -فيمن يدافع عن أهل البدع :

" ويجب عقوبـة كل من انتسـب إليهم،

أو ذب عنهم،

أو أثنى عليهم

أو عظم كتبهم،

أو عرف بمساندتهم ومعاونتهـم،

أو كـره الكـلام فيهم،

أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يُدرى ما هـو،

أو من قال إنه صنف هذا الكتاب،

وأمثال هذه المعاذير، التي لا يقولها إلا جاهل، أو منافق؛

بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم،

فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان،

على خلق من المشايخ والعلماء، والملوك والأمراء،

وهم يسعون في الأرض فساداً،

ويصدون عن سبيل الله. "

[مجموع الفتاوى ( 2/132 )]

رحم الله الشيخ المجاهد قاهر الامريكان

نعم اسامة في جبين العز شامة

شامخا كالطود فينا ما حنا للكفر هامة

لقن الباغين درسا شاهرا فيهم حسامه

لا يفرح باستشهاد الامام اسامة بن لادن الا منافق احب الكفار واهله وكره الاسلام واهله


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

أولا:.أخي الفاضل لا علاقة بما ذكرت بمحل البحث في شيء

بل هو محل البحث و بيت القصيد، بل أنت من ترى هذا خارجا عن موضوعنا

لأن أهل السنة والجماعة يفرقون بين مقام الترجمة فيذكرون للشخص ماله وما عليه وبين مقام النقد والتبديع فيقتصرون على ذكر المساوئ والضلالات للتحذير منها وهذا هو الإنصاف والعدل الحقيقي.

و هذه القاعدة المفتراه و المنسوبة للسلف و هم منها براء
جاء بها البعض اليوم لإسقاط بعض الأعلام اليوم


وكلا الأمرين جاء عن السلف فانظر مثلا إلى عمل الإمام الذهبي رحمه الله في كتابه السير وكتابه الكاشف ففي السير يذكر ما للمترجم وما عليه لأن المقام مقام الترجمة وأما في كتاب الكاشف فلا يذكر الراوي إلا بالنقد.
لذا قال رافع بن أشرس رحمه الله «كان يقال من عقوبة الكذاب أن لا يقبل صدقه وأنا أقول : من عقوبة الفاسق المبتدع أن لا تذكر محاسنه»
فهذا نص من هذا الإمام في محل النزاع وعلى هذا جرى العلماء قاطبة في القديم والحديث

أنظر إلى صنيع الحافظ ابن حجر في التقريب يقوم على الموازنة، فإن أصل التقريب المطول تهذيب التهذيب قد يذكر فيه للرجل عشرة أقوال أو أقل أو أكثر و قد يكون في بعضها جرح و في بعضها الآخر تعديل، فيأتي الحافظ ابن حجر على تلك الأقوال ككلها فيختار منها أو ينشء قولا قائما على الموازنة التامة بين تلك الأقوال.
يقول الشيخ أحمد الراشد حفظه الله في كتابه العوائق نقلا عن ابن قيم في مفتاح دار السعادة :
و من قواعد الشرع و الحكمة أيضا أن من كثرت حسناته و عظمت، و كان له في الإسلام تأثير ظاهر فإنه يحتمل منه ما لا يحتمل لغيره، و يعفى عنه مالا يعفى عن غيره، فإن المعصية خبث و الماء اذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث بخلاف الماء القليل فإنه لا يحتمل أدنى خبث.
وقد انبرى شيخنا الفاضل الذي جعله الله شوكة في حلوق المبتدعة في هذا الزمن ألا وهو الشيخ ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله تعالى
قال عنه علامة الحجاز فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله و طيب ثراه رادا عليه و على من كان في شاكلته ممن يتصيدون زلات الجهابذة من أهل العلم على قلتهم ( و هو مقطع من رد الشيخ أبو زيد على المدخلي الذي طلب من استاذه أن يقرض له كتاب أضواء إسلامية ) وفي الختام فأني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب "أضواء إسلامية" وأنه لا يجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التحامل الشديد والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء، وتشذيبهم، والحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم.. واسمح لي بارك الله فيك إن كنت قسوت في العبارة، فإنه بسبب ما رأيته من تحاملكم الشديد وشفقتي عليكم ورغبتكم الملحة بمعرفة ما لدي نحوه… جرى القلم بما تقدم سدد الله خطى الجميع..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [أخوكم بكر أبو زيد] عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية

فلا تغلوا في ربيع بعدما سمعتم قول شيخه و أستاذه
فربيع ساقط إن طبقنا عليكم منهج الموازنة
-للرد على هؤلاء في كتابين له الكتاب الأول »منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف » والكتاب الثاني : «المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء من زلات أهل الأخطاء وزيغ أهل الأهواء »
أبان فيهما-وفقه الله-بطلان هذا المبدأ وخطورته فجزاه الله خيرا على هذا الدفاع والبيان فأغناني عن تكلف الرد على هذه الفرية.
وقد جاء كلام أهل العلم في هذا العصر موافقا تماما لما سطره الشيخ ربيع في ذلك :
أن سئل الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله فقال السائل : فيه أناس يوجبون الموازنة :أنك إذا انتقدت مبتدعا ببدعته لتحذر الناس منه يجب أن تذكر حسناته حتى لا تظلمه ؟

فأجاب الشيخ رحمه الله :لا .ما هو بلازم .ما هو بلازم

ولهذا إذا قرأت كتب أهل السنة .وجدت المراد التحذير ,اقرأ فى كتب البخارى ((خلق أفعال العباد))
,
فى كتاب الأدب فى ((الصحيح )) ,كتاب ((السنة))لعبد الله ابن أحمد ,كتاب ((التوحيد ))لابن خزيمة
((
رد عثمان بن سعيد الدارمى على أهل البدع ))..الى غير ذلك يوردونه للتحذير من باطلهم ,ما هو المقصود تعديد

محاسنهم ..المقصود التحذير من باطلهم , ومحاسنهم لاقيمة لها بالنسبة لمن كفر ,

إذا كانت بدعته تكفره .بطلت حسناته ,وإذا كانت لا تكفره فهو على خطر .فالمقصود هو بيان الأخطاء

والأغلاط التى يجب الحذر منها.(من مقدمة كتاب النصر العزيز على الرد الوجير).


ثانيا:الكاتب الذي أشرت إليه في الرابط يبدوا أنه يخلط بين حكم الدنيا وحكم الآخرة فهو يعسى جاهدا لذكر فضائل ابن لادن-بزعمه- ويحكم عليه بأنه رجل صالح و……….و………..
والصواب أن بيان خطأ المخطئ, والكلام في النّاس تعديلا ومدحا أو تجريحا وقدحا؛ لا علاقة ‏لهبمقاديرهم عند الله, ولا بمصائرهم في الدّار الآخرة؛ فهذا للّه وحده, وبيان الخطأوالكلام جرحا وتعديلا ‏عند الحاجة واجب على أهل العلم ممّن توفّرت فيهم شروطه, وحقّللأمّة في أعناق أهل العلم لا يسعهم – ‏أعني أهل العلم – عدم أدائه, لا علاقة للكلامفي بيان خطأ المخطئ وبدعة المبتدع بغفران الله ربّ العالمين ‏للمخطئ أو للمبتدع, ولابمصيره عند ربّه, هذا بمعزل عن الكلام فيه؛ أمر يعلمه الله ربّ العالمين.
انسب الكلام لقائله بارك الله فيك

ذكرالخطيب في ((الكفاية)) أنّ عبد الرحمن بن أبي حاتم دخل عليه يوسف بن الحسين الرازيّوهو ‏الصوفيّ, وكان عبد الرحمن يقرأ في كتابه في ((الجرح والتعديل)), فقال له يوسفالصوفيّ: (كم من هؤلاء ‏القوم قد حطّوا رحالهم في الجنّة منذ مئةسنة أو مئتي سنة وأنت تذكرهم وتغتابهم؟) فبكى عبد الرحمن.
وذكر ابنالصّلاح رحمه الله في كتابه ((معرفة أنواع علم الحديث)) المعروف بـ((مقدّمة ابنالصّلاح)): (قال ‏يحيى بن معين رحمه الله: (إنّالنطعن على أقوام لعلّهم حطّوا رحالهم في ‏الجنّة منذ أكثر من مئتيسنة)).
نطعن عليهم ونبيّن أخطائهم ونحذّر الأمّة من بدعتهم واجبذلك وإلاّ فهو الدّخول في إثم الكتمان, وهو ممّا ‏يستوجب العذاب بالنيران]

قال الشيخ بكر أبو زيد : ( ومن ألأم المسالك ما تسرب إلى بعض ديار الإسلام من بلاد الكفر ، من نصب مشانق التجريـح للشخص الذي يراد تـحطيمه والإحباط به بما يلوث وجه كرامته ويـجري ذلك بواسطة سفيه يسافه عن غيره ، متلاعب بدينه، قاعد مزجر الكلب النابح ، سافل في خلقه ، ممسوخ الخاطر ، صفيق الوجه ، مغبون في أدبه وخلقه ودينه ) [ ص 14 ] .
و قال : ( وإذا علمت فشوّ ظاهرة التصنيف الغلابة، وأنإطفاءها واجب، فاعلم أن المحترفين لها سلكوا لتنفيذها طرقاً منها:
أنك ترى الجراح القصاب كلما مر على ملأ من الدعاة اختار منهم (ذبيـحاً) فرماه بقذيفة من هذه الألقاب المرة تمرق من فمه مروق السهم من الرمية، ثم يرميه في الطريق ويقول: أميطوا الأذى عن الطريق فإن ذلك من شعب الإيمان!! وترى دأبه التربص والترصد : عين للترقب وأذن للتجسس، كل هذا للتـحريش وإشعال نار الفتن بالصالحين وغيرهم. وترى هذا "الرمز البغيض" مهموماً بمحاصرة الدعاة بسلسلة طويلٌ ذرعها، رديءٌ متنها، تجر أثقالا من الألقاب المنفرة والتهم الفاجرة، ليسلكهم في قطار أهل الأهواء، وضُلاَّل أهل القبلة، وجعلهم وقود بلبلة وحطب اضطراب!! وبالجملة فهذا (القطيع) هم أسوأ غزاة الأعراض بالأمراض ، والعضِّ بالباطل في غوارب العباد، والتفكه بها، فهم مقرنون بأصفاد: الغل، والبغضاء ،والحسد ، والغيبة ، والنميمة ، والكذب ، والبهت ، والإفك ، والهمز ، واللمز ، جميعها فينفاذٍ واحد .
إنهم بحق ( رمز الإرادة السيئة ) يرتعون بها بشهوة جامحة ، نعوذ بالله من حالهم لا رُعُوا ) [ص22/23] .
و قال : ( فيالله كم لهذه "الوظيفة الإبليسية" من آثار موجعة للجراح نفسه ؛ إذ سلك غير سبيل المؤمنين ، فهو لقىً منبوذ ، آثم جانٍ على نفسه وخلقه ودينه وأمته . من كل أبواب سوء القول قد أخذ بنصيب ، فهو يقاسم القاذف ، ويقاسم البهَّات والقتات والنمام والمغتاب ويتصدر الكذابين الوضاعين في أعز شيء يملكه المسلم " عقيدته وعرضه " قال الله تعالى :
{والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً} ) [ ص 23 ].

و قال عن آثارها كذلك : ( منها سقوط الجراح من احترام الآخرين ، وتقويمه بأنه خفيف طيّاش ، رقيق الديانة ، صاحب هوى ، جره هواه وقصور نـظره عـن تـمييز الحق من الباطل – إلى
مخاصمة المحق والهجوم عليه بغير حق .
بل وسوأة عظمى : احتساب المبتلى هذا السعي بالفساد من الدين ، وإظهاره بلباس الشرع المتين، والتلذذ بذكره ونشره . حقاً لقد أتعب التاريخ ، وأتعب نفسه ، وآذى التاريخ ، وآذى نفسه ، فلا هو قال خيراً فغنم ولا سكت فسلم .
فإلى قائمة الممقوتين في سجل التاريخ غيرَ مأسوف عليهم :

إن الشقي بالشقاء مولع *** لا يملك الرد له إذا أتى

وكم أورثت هذه التهم الباطلة من أذى للمكلوم بها من خفقة في الصدر ، ودمعة في العين ، وزفرات تظلم يرتجف منها بين يدي ربه في جوف الليل ، لَهِجاً بكشفها ماداً يديه إلى مغيث المظلومين، كاسر الظالمين …، وكم جرت هذه المكيدة منقارعة في الديار بتشويه وجه الحق، والوقوف في سبيله، وضرب للدعوة من ( حدثاء الأسنان )في ( عظماء الرجال ) باحتقارهم وازدرائهم، والاستخفاف بهم وبعلومهم، وإطفاء مواهبهم،وإثارة الشحناء والبغضاء بينهم، ثم هضم لحقوق المسلمين في دينهم، وعرضهم، وتـحجيم لانتشار الدعوة بينهم بل صناعة توابيت، تقبر فيها أنفاس الدعاة ونفائسدعوتهم. انظر كيف يتهافتون على إطفاء نورها فالله حسبهم وهو حسيبهم ) [ ص 24 / 26 ]
و قال: ( أطبق العلماء رحمهم الله تعالى على أن من أسباب الإلحاد : "القدح في العلماء" ) [ص27]
و قال: ( وفي عصرنا الحاضر يأخذ الدور في هذه الفتنة دورته فيمسالخ من المنتسبين إلى السنة، متلفعين بمرطٍ ( ينسبونه إلى السلفية ) – ظلما لها –فنصبوا أنفسهم لرمي الدعاة بالتهم الفاجرة المبنية على الحجج الواهية، واشتغلوا بضلالة التصنيف … وصدق الأئمة الهداة : إن رمي العلماء بالنقائص وتصنيفهم البائس من البينات فتـح باب زندقة مكشوفة . ويا لله كم صدت هذه الفتنة العمياء عن الوقوف في وجه المد الإلحادي، والمد الطرقي، والعبث الأخلاقي، وإعطاء الفرصة لهم في استباحة أخلاقيات العباد، وتأجيـج سبل الفساد والإفساد إلى آخر ما تجره هذه المكيدة المهينةمن جنايات على الدين، وعلى علمائه، وعلى الأمة وعلى ولاة أمرها، وبالجملة فهي فتنة مضلة، والقائم بها (مفتون) و (منشق) عن جماعة المسلمين ) [ ص 28 / 29 ] .
و قال : ( وبعد الإشارة إلى آثار (المنشقين) وغوائل تصنيفهم فإنك لو سألت الجراح عن مستنده وبينته على هذا التصنيف الذي يصك به العباد صك الجندل ، لأفلت يديه يقلب كفيه ، متلعثماً اليوم بما برع به لسانه بالأمس ، ولوجدت نهاية ما لديه من بينات هي : وساوس غامضة ، وانفعالات متوترة ، وحسد قاطع ، وتوظيف لسوء الظن والظن أكذب الحديث، وبناء على الزعم ، وبئس مطية الرجل زعموا . فالمنشق يشيد الأحكام على هذه الأوهام المنهارة والظنون المرجوحة ، ومتى كانت أساساً تبنى عليه الأحكام(1) ؟؟ ومن آحادهم السخيفة التي يأتمرون ويلتقون عليها للتصنيف :
* فلان يترحم على فلان وهو من الفرقة الفلانية ؟!!
فانظر كيف يتـحجرون رحمة الله ، ويقعون في أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة ، إضافة إلى التصنيف بالإثم .
* إنه يذكر فلاناً في الدرس وينقل عنه !!
والذي تـحرر لي أن العلماء لا ينقلون عن أهل الأهواء المغلظة ، والبدع الكبرى – المكفرة – ولا عن صاحب هوى أو بدعة في بدعته ، ولا متظاهر ببدعة متسافه بها ، داعية إليها . وما دون ذلك ينقلون عنهم على الجادة أي:على سبيل الاعتبار، كالشأن في سياق الشواهد والمتابعات في المرويات .
ومن مستندات ( المنشقين ) الجراحين : تتبع العثرات وتلمس الزلات والهفوات ، فيـجرح بالخطأ ويُتبع العالم بالزلة ، ولا تُغفَر له هفوة ، وهذا منهج مُرْدٍ ، فمن ذا الذي سلم من الخطأ غير أنبياء الله ورسله ؟ وكم لبعض المشاهير من العلماء من زلات ، لكنها مغتفرة بجانب ما هم عليه من الحق والهدى والخير الكثير .

من ذا الذي ما ساء قط ؟ ***** ومن له الحسنى فقط ؟

ولو أُخِذ كل إنسان بهذا لما بقي معنا أحد ، ولصرنا مثل دودة القز تطوي بنفسها على نفسها حتى تموت !! وانظر ما ثبت في الصحيـحين عن جابر رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم أو يلتمس عثراتهم " ، هذا وهم أهل بيت الرجل وخاصته فكيف بغيرهم ؟ وما شُرِع أدب الاستئذان وما يتبعه من تـحسيس أهل البيت بدخول الداخل إلا للبعد عن الوقوع على العثرات فكيف بتتبعها ؟!!
ومن طرائقهم : ترتيب سوء الظن وحمل التصرفات قولاً وفعلاً على محامل السوء والشكوك ، ومنه التناوش من مكان بعيد لحمل الكلام على محامل السوء بعد بذل الهم القاطع للترصد والتربص ، والفرح العظيم بأنه وجد على فلان كذا وعلى فلان كذا ، ومتى صار من دين الله فرح المسلم بمقارفة أخيه المسلم للآثام ؟! ألا إن هذا التصيد داء خبيث ، متى ما تمكن من نفس أطفأ ما فيها من نور الإيمان وصيَّر القلب خراباً يباباً ، يستقبل الأهواء والشهوات ويفرزها نعوذ بالله من الخذلان ) [ ص30 – 32 ]
و قال : ( ومن هذا العرض يتبين أن ظاهرة التصنيف تسري بدون مقومات مقبولة شرعاً فهي مبنية على دعوى مجردة من الدليل …حينئذ يأتي السؤال : ما هي الأسباب الداعية إلى شهوة التجريـح بلا دليل ؟ والجواب : أن الدافع لا يخلو : إما أن يكون الدافع ( عداوة عقدية في حسبانه ) فهذا لأرباب التوجهات الفكرية والعقدية المخالفة للإسلام الصحيـح في إطار السلف ، وهؤلاء هم الذين ألقوا بذور هذه الظاهرة في ناشئتنا …. ولهذا كثرت أسئلتهم عن فلان وفلان ثم تنزلت بهم الحال إلى الوقوع فيهم . وكأن ابن القيم رحمه الله تعالى شاهد عيان لما يـجري في عصرنا إذ يقول(1) : " ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التـحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغير ذلك ويصعب عليه التـحفظ من حركة لسانه حتى ترى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب ! وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات لا يبالي ما يقول" انتهى .
أو يكون الدافع ( داء الحسد والبغي والغيرة ) وهي أشد ما تكون بين المنتسبين إلى الخير والعلم ، فإذا رأى المغبون في حظه من هبوط منزلته الاعتبارية في قلوب الناس وجفولهم عنه بجانب ما كتب الله لأحد أقرانه من نعمة – هو منها محروم – من القبول في الأرض ، وانتشار الذكر ، والتفاف الطلاب حوله، أخذ بتوهين حاله ، وذمِّه بما يشبه المدح : فلان كذا إلا أنه ….!
… ومن هنا تبتهج النفس بدقة نظر النُّقَّد ؛ إذ صرفوا النظر عما سبيله كذلك من تقادح الأقران ، ولهذا تتابعت كلمات السلف كما روى بعضاً منها ابن عبد البر رحمه الله تعالى بأسانيده في جامعه عن ابن عباس رضي الله عنهما ، ومالك بن دينار ، وأبي حازم رحمهم الله تعالى ، ومنها : " خذوا العلم حيث وجدتم ، ولا تـقـبلوا قول الفقـهاء بعـضهم على بعـض ، فإنـهم يتغـايرون تغـاير التيوس في الزريبة !! " ) [ ص 32 – 35 ] .
و قال : ( وإذا كانت هذه الظاهرة مع شيوعها وانتشارها واهية السند ، فمن هو الذي تولى كبرها، ونفخ في كيرها ، وسعى في الأرض فساداً بنشرها ، وتـحريك الفتن بها ، والتـحريش بواسطتها ؟؟! والجواب : هم أرباب تلك الدوافع ، ولا تبتعد فتبتئس ، وخلِّ عنك التـحذلق والفجور ، نعوذ بالله من أمراض القلوب . والنفس لا تتقطع حسرات هنا ، فإن من في قلبه نوع هوى وبدعة ، قد عُرِفَت هذه الفعلات من جادتهم التي يتوارثونها على مدى التاريخ ، وتوالي العُصُر ، وقد نبه على مكايدهم العلماء، وحذَّروا الأغرار من الاغترار ) [ ص 38 – 39 ] .
و قال : ( ولكن بلية لا لعاً لها، وفتنة وقى الله شرها حين سرت فيعصرنا ظاهرة الشغب هذه إلى من شاء الله من المنتسبين إلى السنة ودعوى نصرتها، فاتخذوا (التصنيف بالتجريـح) ديناً وديدناً فصاروا إلباً على أقرانهم من أهل السنة ، وحرباً على رؤوسهم وعظمائهم، يُلحِقونهم الأوصاف المرذولة، وينبزونهم بالألقاب المستشنعة المهزولة ، حتى بلغت بهم الحال أن فاهوا بقولتهم عن إخوانهم في الاعتقادوالسنة والأثر: (هم أضر من اليهود والنصارى !!) و( فلان زنديق! ) وتعاموا عن كل مايـجتاب ديار المسلمين، ويخترق آفاقهم من الكفر والشرك، والزندقة والإلحاد، وفتـح سبل الإفساد والفساد، وما يفد في كل صباح ومساء من مغريات وشهوات، وأدواء وشبهات تنتجتكفير الأمة وتفسيقها، وإخراجها نشأ آخر منسلخاً من دينه، وخلقه.
وهنا ومن هذا الانشقاق تشفى المخالف بواسطة ( المنشقين ) ، ووصل العدو من طريقهم ، وجندوهم للتفريق من حيث يعلمون أو لا يعلمون ، وانفضَّ بعضٌ عن العلماء ، والالتفاف حولهم ، ووهنوا حالهم ، وزهدوا الناس في علمهم .
وبهؤلاء (المنشقين) آل أمر طلائع الأمة وشبابها إلى أوزاع وأشتات ، وفرق وأحزاب ، وركض وراء السراب ، وضياع في المنهج ، والقدوة ، وما نــجا من غمرتها إلا من صحِبه التوفيق ، وعمر الإيمان قلبه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وهذا الانشقاق في صف أهل السنة لأول مرة حسبما نعلم يوجد في المنتسبين إليهم ممن يشاقهم، ويـجند نفسهلمثافنتهم، ويتوسد ذراع الهم لإطفاء جذوتهم، والوقوف في طريق دعوتهم، وإطلاق العنان للسانيفري في أعراض الدعاة ويلقي في طريقهم العوائق في ( عصبية طائشة ) .
فلو رأيتهم مساكين يرثى لحالهم وضياعهم لأدركتَ فيهم الخفة والطيش في أحلام طير ، وهذا شأن من يخفق على غير قاعدة ، ولو حاججتَ الواحد منهم لما رأيتَ عنده إلا قطعة من الحماس يتدثر بها على غير بصيرة ، فيصل إلى عقول السذج من باب هذه الظاهرة : الغيرة . نصرة السنة . وحدة الأمة.. وهم أول من يضع رأس المعول لهدمها ، وتمزيق شملها .
لكن مما يطمئن القلوب أن هذه ( وعكة ) مصيرها إلى الاضمحلال ، و ( لوثة وافدة ) تنطفي عن قريب ، وعودة ( المنشقين ) إلى جماعة المسلمين أن تعلم :
أن هذا التبدد يعيش في أفراد بلا أتباع ، وصدق الله : ( وما للظالمين من أنصار ) … وأن هؤلاء الأفراد يعيشون بلا قضية . وأن جولانهم هو من فزع وثبة الانشقاق ؛ ولهذا تلمس فيهم زعارة وقلة توفيق . فلا بد بإذن الله تعالى أن تخبوا هذه اللوثة ويتقلص ظلها ، وتنكتم أنفاسها ، ويعود ( المنشق ) تائباً إلى صف جماعة المسلمين ، تالياً قول الله تعالى : { رب نــجني من القوم الظالمين } ) [ ص 39 – 41 ].
و قال في رسالته إلى محترف التصنيف : ( … حفلت الشريعة بنصوص الوعيد لمن ظَلَمَ واعتدى تنذر بعمومها محترفي التصنيف ظلماً وعدواناً ، وظناً وبهتاناً ، وتـحريشاً وإيذاءً … والظالم لا يفلح ، وليس له من أنصار ، والله لا يـحب الظالمين ولا يهديهم ، وليس للظالم من ولي ولا نصير ، ودائماً في ضلال مبين ، وفي زيادة خسارة وتباب ، وعليه اللعنة ، وللظالم سوء العاقبة، وقُطع دابره ، والظالم وإن قوي فإن القوة لله جميعاً ، ولا عدوان إلا على الظالمين … وللظالم من الوعيد يوم القيامة : الوعيد بالنار ، وبويل ، وبعذاب كبير ، وسيعض على يديه ، وسيـجد ما عمل حاضراً ولا يظلم ربك أحداً، وتجريـح الناس وتصنيفهم بغير حق شعبة من شعب الظلم ، فهو من كبائر الذنوب والمعاصي ، فاحذر سلوك جادَّةٍ يمسك منها عذاب ) [ ص 48 – 52 ] . ثم ذكر عدداً من الأحاديث في الظلم وعاقبة الظالم يوم القيامة ثم قال : ( فيا محترف الوقيعة في أعراض العلماء اعلم أنك بهذه المشاقة قد خرقت حرمة الاعتقاد الواجب في موالاة علماء الإسلام ، قال الطحاوي رحمه الله تعالى في بيان معتقد أهل السنة في ذلك(1) : "وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين – أهل الخير والأثر ، وأهل الفقه والنظر– لا يُذكَرون إلا بالجميل ، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير سبيل " ) [ ص 53 ] .
وقال : ( وإني أقول : إن تـحرُّك هؤلاء الذين يـجولون في أعراض العلماء اليوم سوف يـجرُّون غداً شباب الأمة إلى مرحلتهم الثانية(2) : الوقيعة في أعراض الولاة من أهل السنة ) [ ص 54 ] .
و قال في رسالته إلى من رُمِـيَ بالتصنيف ظلماً : ( اتل ما أوحى إليك نبيك صلى الله عليه وسلم : [ ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم ] … وهذه سنة من الله ماضية لكل من سلك سبيلهم واقتفى أثرهم ، ألم تَرَ سير الصحابة والتابعين وأتباعهم في كل عصر ومصر إلى عصرنا الحزين كيف يقاومهم المبطلون ، ويشنع عليهم المبَطَّنون ؟! ) [ ص 61 ] .
ثم ذكر الشيخ حفظه الله عدداً من العلماء الذين ألصِقَت فيهم تهم هم منها براء كالتشيع والنصب والتجهم والخروج ومعاداة الأولياء والتنطع في الدين والاعتزال والإرجاء وغير ذلك ، ثم قال في وصيته لمن طعن فيه الناس ورموه بالتصنيف ظلماً :
( .. وعليه فألقِ سمعك للنصائح الآتية :
استمسك بما أنت عليه من الحق المبين ، من أنوار الوحيين الشريفين ، وسلوك جادة السلف الصالحين ، ولا يـحركك تهيـج ( المرجفين ) وتباين أقوالهم فيك عن موقفك فتضل …
لا تبتئس بما يقولون ، ولا تـحزن بما يفعـلون ، وخذ بوصية الله سبحانه لعبده ولنبيه نـوح عليه السلام : [ وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون ] …
3. ولا يثنك هذا (الإرجاف) عن موقفك الحق ، وأنت داعٍ إلى الله على بصيرة ، فالثبات الثبات متوكلاً على مولاك ، والله يتولى الصالحين ، قال الله تعالى : { فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل } .
4. ليكن في سيرتك وسريرتك من النقاء والصفاء والشفقة على الخلق ما يـحملك على استيعاب الآخرين ، وكظم الغيظ ، والإعراض عن عِرض من وقع فيك ، ولا تُشغِل نفسك بذكره واستعمل " العزلة الشعورية " ، فهذا غاية في نبل النفس وصفاء المعدن ، وخلق المسلم . وأنت
بهذا كأنما تُسِفُّ الظالم الملّ، والأمور مرهونة بحقائقها ، أما الزبد فيذهب جفاءً ) [ص 70 – 72].

(1) قال في الحاشية : انظر الفتاوى : ( 13 / 110 – 112 )

(1) قال في الهامش : الداء والدواء ( ص / 187 )

(1) قال الشيخ في الحاشية : العقيدة الطحاوية مع شرحها ( ص / 491 ) .

(2) قال الشيخ في الحاشية : وهي نتيجة حتمية لمنهجهم ، فلهم بالأمس أسلاف في حادثة الحرم ( السوداء ) عام 1400 هـ ، اختلفت الأساليب والغاية واحدة .

منقول

[b

اقتباس:
]بل هو محل البحث و بيت القصيد، بل أنت من ترى هذا خارجا عن موضوعنا.

كلا ليس هذا عشك فادرجي.
فصاحب الموضوع هو أدرى بمراده من غيره .
بل بيت القصيد ولبه هو كلام أهل العلم في مقام النقد لا مقام التقييم ولا مقام الترجمة فتأمل هذا يا رعاك الله.

اقتباس:
و هذه القاعدة المفتراه و المنسوبة للسلف و هم منها براء
جاء بها البعض اليوم لإسقاط بعض الأعلام اليوم

سبحان الله كيف تكون مفتراة وقد جئت بكلام السلف في ذلك؟ !!!
قال رافع بن أشرس رحمه الله «كان يقال من عقوبة الكذاب أن لا يقبل صدقه وأنا أقول : من عقوبة الفاسق المبتدع أن لا تذكر محاسنه»
هل بقي بعد هذا كلام؟ !!!!!!!!!!

ولكن هذا المنهج الجديد المسمة بمنهج الموازنات الهدام لم يخترعه هؤلاء الجراحون إلا من أجل حماية مشايخهم ‏فقط وإلا فلما لم يتسعملوه مع الصحابة الكرام لما طعن فيهم سيد قطب ‏رحمه الله؟
ولما لا يستعملوه في كذبهم على السلفيين؟ ‏‎!‎لا والله لم نراهم أبدا ‏يستعلمون هذا المنهج الذي أخترعوه مع مخالفيهم بل نراهم يستعلمون ‏كل الأساليب الماكرة الظالمة التي لا يقول بها مؤمن ولا يعتقد بها ‏منصف ,فدل هذا على أن المنهج الذي اخترعوه إنما فقط لحماية أقطابهم ‏وزعمائهم ‏
ألا ترى كيف يسقط أقطابهم والمُنَظِّرون لهم في العظائم ‏ولا يُحَرِّكون ساكناً‎ ‎غيرةً على الدين؟! إنما غيرتهم على ‏حزبهم وحركتهم!! ألا ترى كيف يُقيمون الدنيا ولا‎ ‎يُقعدونها إن سمعوا الشيخ عبد العزيز والشيخ الألباني ‏يقولان بترك المواجهة الدموية‎ ‎مع اليهود ريثما يتقوَّى ‏المسلمون؟! وهي فتوى من مجتهدَيْن حقيقةً. وأما إذا ‏أخطأ‎ ‎مُحرِّكوهم، فإنّ الواجب الحركي عندهم غضُّ ‏الطرف عنهم مهما كانت شناعتها، وما أكثر‎ ‎ما يُفتُون ‏في الدماء والأعراض والأموال فيُهدِرونها! مع أنهم لو ‏بلغوا درجة طلبة‎ ‎العلم لكان هذا أحسن الظنّ بهم‎!
ـ فهذا علي بن حاج يُفْتي بقتل آلاف من‎ ‎المسلمين ‏وبتشريد بقيتهم ويُرَوِّع بلداً آمناً، ويقول ما يقول من ‏الإشادة بالمذهب‎ ‎الديمقراطي وغير ذلك ، مع ذلك فلا ‏ينتقده ـ عندهم ـ إلا عميلٌ‎!!
ـ ويطعن من‎ ‎قَبْله سيّدُ قطب في بعض أنبياء الله تعالى، ‏ويطعن في جمع من الصحابة المشهود لهم‎ ‎بالجنة، ‏ويرى السياسة الشرعية متمثلة في المذهب الاشتراكي ‏الغالي، وغيرها من‎ ‎الدواهي التي بيَّنها الشيخ ربيع ‏المدخلي في كتبه الأخيرة، وقد قال الألباني‎: " ‎حامل ‏لواء الجرح والتعديل في هذا العصر: الشيخ ربيع "، ‏وهذه شهادة من متخصِّص!
ـ ويجيء الترابي بدولة الإسلام المزعومة في السودان ‏ليُنظِّم مؤتمرات لوحدة‎ ‎الأديان وليُشِيد بدين القبوريين ‏وليُشَيِّد عددا كبيرا من الكنائس ما كانت تحلم به‎ ‎أيُّ دولة ‏علمانية من قبله‎.
ـ ويقوم للأفغان كيان في دولتهم، فلا يغيِّرون من‎ ‎دين ‏القبورية والخرافة شيئا! بل يقتلون أهل التوحيد دفاعا ‏عن طواغيتها! وما‎ ‎مؤامرتهم على ولاية كنر الإسلامية ‏عنا ببعيد! مع أن هذه القرية هي الوحيدة في‎ ‎أفغانستان ‏التي أقيم للتوحيد فيها صرحه، وتقام فيها الصلاة أحسن ‏إقامة وكذا الحدود‎ ‎الشرعية، ولا تُعرَف هناك بلدة ‏تُحارَب فيها المخدِّرات مثلها … فجاءت دولة‎ ( ‎الإخوان ‏‏) لا تألوهم خبالاً؛ حتى خربوها واغتالوا أميرها الشيخ ‏السلفي: جميل الرحمن‎ ‎ـ رحمه الله ـ … فجمعوا بين أكبر ‏الكبائر على الإطلاق وهي: الشرك وقتل النفس بغير‎ ‎حقّ‎ …
كل هذا وغيره كثير جدا! ولا يضرّ إيمانَهم! ولا يُسقط ‏إمامتَهم!! بل‎ ‎الويل لمن يفكِّر في انتقادهم؛ لأنه يطعن في ‏مصداقية الجهاد!! بل أمّلوا ـ مع هذه‎ ‎المخازي والبدع ‏المكفّرة ـ أن تكون الدولة الإسلامية المنشودة هي التي ‏في أفغانستان‎ ‎والسودان!! كما في شريط سلمان العودة: ‏‏» لماذا يخافون‎
من الإسلام؟ «. وليس‎ ‎الأمر كذلك؛ لأن الله تعالى ‏قال:{ليس بأمانِيِّكم‎
ولا أَمانِيِّ أهل الكتاب مَن‎ ‎يَعمَلْ سوءًا يُجْزَ به ولا يَجِدْ لَهُ ‏مِن دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً

اقتباس:
أنظر إلى صنيع الحافظ ابن حجر في التقريب يقوم على الموازنة، فإن أصل التقريب المطول تهذيب التهذيب قد يذكر فيه للرجل عشرة أقوال أو أقل أو أكثر و قد يكون في بعضها جرح و في بعضها الآخر تعديل، فيأتي الحافظ ابن حجر على تلك الأقوال ككلها فيختار منها أو ينشء قولا قائما على الموازنة التامة بين تلك الأقوال.

هذا خارج محل البحث كذلك وذلك لأن صنيع ابن حجر في التقريب إنما كان في مقام التقييم فيأتي بكلام هذا العالم وذاك ثم يرجح ويبني حكمه في الرجال.
فهناك مقام الترجمة ومقام النقد ومقام التقييم وأراك تخلط بينهما.
قال الشيخ صالح آل الشيخ :
والمبتدعة في الجملة الحال معهم من جهة ما يكثر الخلط فيهم في هذا الزمن من الثناء عليهم أو من ذكر المَحاسن والمَساوئ ونحو ذلك …

مَقام أهل العلم مع أهل البدعة على حالتين:

الحالة الأولى: أن كون مقام ردّ عليهم وتحذيراً، أن يكون مقام ردّ عليهم ومقام تحذير منهم، فهذا لا يُناسب الثَّناء عليهم ؛ والمبتدع لا يستحق الثَّناء أصلاً ..!

فإذا كان المقام مقام ردود ومقام تحذير فلا يجوز الثَّناء على مبتدع ولا على من سلك سبيلهم.

– أما إذا كان المقام مقام تقييم له ليس رداً عليه، فإن أهل العلم يذكرون ماله من الخير وما عليه من الشر؛ بإجمال دون تفصيل ، مثل ما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله بعض محاسن المعتزلة حيث ردوا على اليهود والنصارى وعلى طائفة الدُّهرية وعلى كثير من طوائف الضَّلال من غير هذه الأمة، وأثنى على الأشاعرة مرة بردِّهم على المعتزلة ؛ لكن إذا ردّ على المعتزلة سامهم ما يستحقون ولم يُثنِ عليهم البتَّة.

فتجد أنه في هذا الوقت خلط كثير من الناس بين المقامين مقام الرَّدّ والتَّحذير ومقام الموازنة.

التقييم هذا يكون على وجه الإجمال وأيضاً على قلِّة.

ومقام الرَّدّ هو الذي ينفع العامة فهذا هو الذي لا يجوز أن يثنى على مبتدع؛ فقد قال رافع بن أشرس فيما رواه ابن أبي الدنيا والخطيب في الكفاية وغيرهما قال: (( من عقوبة المبتدع أن لا تُذكر مَحاسِنُه )) .

يعني لأجل أن لا يقتدي الناس به.

إذا تقرر هذا فتبقى قاعدة المسألة:

وهي أنه لا يحكم على معيَّن بالبدعة إلا أهل العلم الراسخون .

ليس الحكم بالبدع لعامة الناس، أو لعامة طلبة العلم، إنما هو لأهل العلم الراسخين،

فإذا أثبت أهل العلم الراسخون أن فلاناً مبتدع ؛ فإنه ينطبق عليه أحكام المبتدعة الذين ذكرنا.

والكلام المجمل ربما ساغ يعني في غير المعين، الكلام على الطوائف والفئات بغير تعيين،

أما إذا الكلام بالتعيين صار المقام أصعب؛ لأن في ذلك حُكما والأحكام مرجعها العلماء،

والنَّاس في هذه المسالة بين طرفين، وطريقة أهل العلم وسط فيما بين الطرفين. والله أعلم.اهـــ.

اقتباس:
يقول الشيخ أحمد الراشد حفظه الله في كتابه العوائق نقلا عن ابن قيم في مفتاح دار السعادة :
و من قواعد الشرع و الحكمة أيضا أن من كثرت حسناته و عظمت، و كان له في الإسلام تأثير ظاهر فإنه يحتمل منه ما لا يحتمل لغيره، و يعفى عنه مالا يعفى عن غيره، فإن المعصية خبث و الماء اذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث بخلاف الماء القليل فإنه لا يحتمل أدنى خبث.

كذلك ما نقلته خارج محل البحث لأننا نتكلم عن المبتدع وليس عن العاصي لله تعالى فتأمل !!!

اقتباس:
قال عنه علامة الحجاز فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله و طيب ثراه رادا عليه و على من كان في شاكلته ممن يتصيدون زلات الجهابذة من أهل العلم على قلتهم ( و هو مقطع من رد الشيخ أبو زيد على المدخلي الذي طلب من استاذه أن يقرض له كتاب أضواء إسلامية ) وفي الختام فأني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب "أضواء إسلامية" وأنه لا يجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التحامل الشديد والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء، وتشذيبهم، والحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم.. واسمح لي بارك الله فيك إن كنت قسوت في العبارة، فإنه بسبب ما رأيته من تحاملكم الشديد وشفقتي عليكم ورغبتكم الملحة بمعرفة ما لدي نحوه… جرى القلم بما تقدم سدد الله خطى الجميع..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [أخوكم بكر أبو زيد] عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية
فلا تغلوا في ربيع بعدما سمعتم قول شيخه و أستاذه
فربيع ساقط إن طبقنا عليكم منهج الموازنة .

فكذلك نقلك لكلام فضيلة العلامة بكر أبو زيد رحمه الله هو خارج محل البحث.
لأننا نتكلم عن كتاب الشيخ الربيع )) منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف)) الذي قدم له الشيخ الراجحي حفظه الله ورعاه.
وليس عن شخص الشيخ ربيع هذا أولا.
ثانيا : كلام العلامة بكر أبو زيد ليس جرحا بل نقدا ولعلك لا تفرق بينهما كحال غلاة التجريح في هذا الزمن لا يفرقون بين النقد وبين الجرح !!
ثالثا : الجواب على ما احتججت به من الرسالة من أوجه :

الوجه الأول: الكتاب لم يبعثه للشيخ بكر أبو زيد فقط بل أرسله لكل من: سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني والشيخ عبدالمحسن العباد والشيخ محمد أمان الجامي، والشيخ زيد محمد هادي المدخلي والشيخ أحمد يحيى نجمي.
وكل هؤلاء أيدوا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في رده ذاك وفرحوا به واستبشروا,كيف لا وهو يذب عن دين الله بالحق والإنصاف ويبين الضلالات الشنيعة الموجودة في كتب سيد قطب رحمه الله رحمة واسعة وهؤلاء منهم من هو أعلم من الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله.

الوجه الثاني: العلامة بكر أبو زيد رحمه الله تبرأ من هذه الأوراق ولا يوجد دليل أنها له فقد قال العلامة ربيع المدخلي في كتابه الحد الفاصل بين الحق والباطلالجيريا فقد صدرت أربع ورقات قبل سنوات نسبت إلى الشيخ بكر أبو زيد فلما سألته عنها تبرم بها وبمن نشرها، وقال لي: هؤلاء يريدون أن يفرقوا بين الأحبة.
وسأله عنها الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي فسب من ينشرها، واعتذر لدى آخرين أنها سرقت منه ونشرت من غير رضاه.
وإلى الآن لم يعترف بها رسميا ولم يرض عن طبعها ونشرها، فهي إذن بمثابة لقيط ليس لها أب شرعي).

الوجه الثالث:هذه الوريقات المنسوبة للعلامة بكر أيو زيد خالية من الدليل العلمي والتأصيل الشرعي وقد رد عليها العلامة ربيع بن هادي المدخلي بالرد المفحم وإليك بعض ماجاء في هذا الردالجيرياسبحان الله، إن كل ماقاله الشيخ بكر ينطبق تمام الانطباق على خطابه هذا، فقد اشتملت على قلة أوراقها على عيوب مخجلة من افتقاد أصول البحث العلمي، ومن الحيدة عن منهج الحق، وعن أمانة النقل والعلم وخذلان الحق…، أما أدب الحوار فقد ابتعد عنه كل البعد في هذا الخطاب، فلعله لم يخطر على بال، أما سمو الأسلوب ورصانة العرض فسلوا العقلاء المنصفين عنهما في كتاباتي، وأحمد الله أن كتاباتي محببة عند أهل الحق جميعا تسر المؤمنين وتغيظ المبطلين، وتمتاز والحمد لله بجودة العرض وقوته ورصانته وقوة الحجة والبرهان بعيدة عن التشدق والتقعر ورص الألفاظ الغريبة والوحشية التي يظنها الجهلاء أنـها بلاغة وهي عي وفهاهة.).

الوجه الرابع: الشيخ بكر أبو زيد لَمْ يذكر فِي أوراقه المنسوبة إليه أن سيد قطب سلفي المعتقد والمنهج، وإنَّما غاية ما فِي أوراقه أنه لا يوافق الشيخ ربيع المدخلي على أسلوبه وبعض ما انتقده عليه، لا أنه مُبَرِّئ له بالكلية.

الوجه الخامس: أنه لو قدر أن الشيخ بكرًا مبرئ سيد قطب من الأخطاء العقدية الشنيعة، فإن أول من يرد عليه كتب سيد قطب؛ إذ سبه للصحابة مع شنائع أخرى كثيرة مزبورة مسطورة لا يُمكن أحدًا إنكارها.
واقرأ للمزيد كتاب الشيخ سعد الحصين "سيد قطب -رحمه الله- بين رأيين".
فالعبرة بالدليل أخي روميوا .

اقتباس:
انسب الكلام لقائله بارك الله فيك .

العبرة بالحجة لا بقائلها.

ق

اقتباس:
ال الشيخ بكر أبو زيد : ( ومن ألأم المسالك ما تسرب إلى بعض ديار الإسلام من بلاد الكفر ، من نصب مشانق التجريـح للشخص الذي يراد تـحطيمه والإحباط به بما يلوث وجه كرامته ويـجري ذلك بواسطة سفيه يسافه عن غيره ، متلاعب بدينه، قاعد مزجر الكلب النابح ، سافل في خلقه ، ممسوخ الخاطر ، صفيق الوجه ، مغبون في أدبه وخلقه ودينه ) [ ص 14 ] .
و قال : ( وإذا علمت فشوّ ظاهرة التصنيف الغلابة، وأنإطفاءها واجب، فاعلم أن المحترفين لها سلكوا لتنفيذها طرقاً منها:
أنك ترى الجراح القصاب كلما مر على ملأ من الدعاة اختار منهم (ذبيـحاً) فرماه بقذيفة من هذه الألقاب المرة تمرق من فمه مروق السهم من الرمية، ثم يرميه في الطريق ويقول: أميطوا الأذى عن الطريق فإن ذلك من شعب الإيمان!! وترى دأبه التربص والترصد : عين للترقب وأذن للتجسس، كل هذا للتـحريش وإشعال نار الفتن بالصالحين وغيرهم. وترى هذا "الرمز البغيض" مهموماً بمحاصرة الدعاة بسلسلة طويلٌ ذرعها، رديءٌ متنها، تجر أثقالا من الألقاب المنفرة والتهم الفاجرة، ليسلكهم في قطار أهل الأهواء، وضُلاَّل أهل القبلة، وجعلهم وقود بلبلة وحطب اضطراب!! وبالجملة فهذا (القطيع) هم أسوأ غزاة الأعراض بالأمراض ، والعضِّ بالباطل في غوارب العباد، والتفكه بها، فهم مقرنون بأصفاد: الغل، والبغضاء ،والحسد ، والغيبة ، والنميمة ، والكذب ، والبهت ، والإفك ، والهمز ، واللمز ، جميعها فينفاذٍ واحد .
إنهم بحق ( رمز الإرادة السيئة ) يرتعون بها بشهوة جامحة ، نعوذ بالله من حالهم لا رُعُوا ) [ص22/23] .
و قال : ( فيالله كم لهذه "الوظيفة الإبليسية" من آثار موجعة للجراح نفسه ؛ إذ سلك غير سبيل المؤمنين ، فهو لقىً منبوذ ، آثم جانٍ على نفسه وخلقه ودينه وأمته . من كل أبواب سوء القول قد أخذ بنصيب ، فهو يقاسم القاذف ، ويقاسم البهَّات والقتات والنمام والمغتاب ويتصدر الكذابين الوضاعين في أعز شيء يملكه المسلم " عقيدته وعرضه " قال الله تعالى :
{والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً} ) [ ص 23 ].

و قال عن آثارها كذلك : ( منها سقوط الجراح من احترام الآخرين ، وتقويمه بأنه خفيف طيّاش ، رقيق الديانة ، صاحب هوى ، جره هواه وقصور نـظره عـن تـمييز الحق من الباطل – إلى
مخاصمة المحق والهجوم عليه بغير حق .
بل وسوأة عظمى : احتساب المبتلى هذا السعي بالفساد من الدين ، وإظهاره بلباس الشرع المتين، والتلذذ بذكره ونشره . حقاً لقد أتعب التاريخ ، وأتعب نفسه ، وآذى التاريخ ، وآذى نفسه ، فلا هو قال خيراً فغنم ولا سكت فسلم .
فإلى قائمة الممقوتين في سجل التاريخ غيرَ مأسوف عليهم :
إن الشقي بالشقاء مولع *** لا يملك الرد له إذا أتى
وكم أورثت هذه التهم الباطلة من أذى للمكلوم بها من خفقة في الصدر ، ودمعة في العين ، وزفرات تظلم يرتجف منها بين يدي ربه في جوف الليل ، لَهِجاً بكشفها ماداً يديه إلى مغيث المظلومين، كاسر الظالمين …، وكم جرت هذه المكيدة منقارعة في الديار بتشويه وجه الحق، والوقوف في سبيله، وضرب للدعوة من ( حدثاء الأسنان )في ( عظماء الرجال ) باحتقارهم وازدرائهم، والاستخفاف بهم وبعلومهم، وإطفاء مواهبهم،وإثارة الشحناء والبغضاء بينهم، ثم هضم لحقوق المسلمين في دينهم، وعرضهم، وتـحجيم لانتشار الدعوة بينهم بل صناعة توابيت، تقبر فيها أنفاس الدعاة ونفائسدعوتهم. انظر كيف يتهافتون على إطفاء نورها فالله حسبهم وهو حسيبهم ) [ ص 24 / 26 ]
و قال: ( أطبق العلماء رحمهم الله تعالى على أن من أسباب الإلحاد : "القدح في العلماء" ) [ص27]
و قال: ( وفي عصرنا الحاضر يأخذ الدور في هذه الفتنة دورته فيمسالخ من المنتسبين إلى السنة، متلفعين بمرطٍ ( ينسبونه إلى السلفية ) – ظلما لها -فنصبوا أنفسهم لرمي الدعاة بالتهم الفاجرة المبنية على الحجج الواهية، واشتغلوا بضلالة التصنيف … وصدق الأئمة الهداة : إن رمي العلماء بالنقائص وتصنيفهم البائس من البينات فتـح باب زندقة مكشوفة . ويا لله كم صدت هذه الفتنة العمياء عن الوقوف في وجه المد الإلحادي، والمد الطرقي، والعبث الأخلاقي، وإعطاء الفرصة لهم في استباحة أخلاقيات العباد، وتأجيـج سبل الفساد والإفساد إلى آخر ما تجره هذه المكيدة المهينةمن جنايات على الدين، وعلى علمائه، وعلى الأمة وعلى ولاة أمرها، وبالجملة فهي فتنة مضلة، والقائم بها (مفتون) و (منشق) عن جماعة المسلمين ) [ ص 28 / 29 ] .
و قال : ( وبعد الإشارة إلى آثار (المنشقين) وغوائل تصنيفهم فإنك لو سألت الجراح عن مستنده وبينته على هذا التصنيف الذي يصك به العباد صك الجندل ، لأفلت يديه يقلب كفيه ، متلعثماً اليوم بما برع به لسانه بالأمس ، ولوجدت نهاية ما لديه من بينات هي : وساوس غامضة ، وانفعالات متوترة ، وحسد قاطع ، وتوظيف لسوء الظن والظن أكذب الحديث، وبناء على الزعم ، وبئس مطية الرجل زعموا . فالمنشق يشيد الأحكام على هذه الأوهام المنهارة والظنون المرجوحة ، ومتى كانت أساساً تبنى عليه الأحكام(1) ؟؟ ومن آحادهم السخيفة التي يأتمرون ويلتقون عليها للتصنيف :
* فلان يترحم على فلان وهو من الفرقة الفلانية ؟!!
فانظر كيف يتـحجرون رحمة الله ، ويقعون في أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة ، إضافة إلى التصنيف بالإثم .
* إنه يذكر فلاناً في الدرس وينقل عنه !!
والذي تـحرر لي أن العلماء لا ينقلون عن أهل الأهواء المغلظة ، والبدع الكبرى – المكفرة – ولا عن صاحب هوى أو بدعة في بدعته ، ولا متظاهر ببدعة متسافه بها ، داعية إليها . وما دون ذلك ينقلون عنهم على الجادة أي:على سبيل الاعتبار، كالشأن في سياق الشواهد والمتابعات في المرويات .
ومن مستندات ( المنشقين ) الجراحين : تتبع العثرات وتلمس الزلات والهفوات ، فيـجرح بالخطأ ويُتبع العالم بالزلة ، ولا تُغفَر له هفوة ، وهذا منهج مُرْدٍ ، فمن ذا الذي سلم من الخطأ غير أنبياء الله ورسله ؟ وكم لبعض المشاهير من العلماء من زلات ، لكنها مغتفرة بجانب ما هم عليه من الحق والهدى والخير الكثير .
من ذا الذي ما ساء قط ؟ ***** ومن له الحسنى فقط ؟
ولو أُخِذ كل إنسان بهذا لما بقي معنا أحد ، ولصرنا مثل دودة القز تطوي بنفسها على نفسها حتى تموت !! وانظر ما ثبت في الصحيـحين عن جابر رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم أو يلتمس عثراتهم " ، هذا وهم أهل بيت الرجل وخاصته فكيف بغيرهم ؟ وما شُرِع أدب الاستئذان وما يتبعه من تـحسيس أهل البيت بدخول الداخل إلا للبعد عن الوقوع على العثرات فكيف بتتبعها ؟!!
ومن طرائقهم : ترتيب سوء الظن وحمل التصرفات قولاً وفعلاً على محامل السوء والشكوك ، ومنه التناوش من مكان بعيد لحمل الكلام على محامل السوء بعد بذل الهم القاطع للترصد والتربص ، والفرح العظيم بأنه وجد على فلان كذا وعلى فلان كذا ، ومتى صار من دين الله فرح المسلم بمقارفة أخيه المسلم للآثام ؟! ألا إن هذا التصيد داء خبيث ، متى ما تمكن من نفس أطفأ ما فيها من نور الإيمان وصيَّر القلب خراباً يباباً ، يستقبل الأهواء والشهوات ويفرزها نعوذ بالله من الخذلان ) [ ص30 – 32 ]
و قال : ( ومن هذا العرض يتبين أن ظاهرة التصنيف تسري بدون مقومات مقبولة شرعاً فهي مبنية على دعوى مجردة من الدليل …حينئذ يأتي السؤال : ما هي الأسباب الداعية إلى شهوة التجريـح بلا دليل ؟ والجواب : أن الدافع لا يخلو : إما أن يكون الدافع ( عداوة عقدية في حسبانه ) فهذا لأرباب التوجهات الفكرية والعقدية المخالفة للإسلام الصحيـح في إطار السلف ، وهؤلاء هم الذين ألقوا بذور هذه الظاهرة في ناشئتنا …. ولهذا كثرت أسئلتهم عن فلان وفلان ثم تنزلت بهم الحال إلى الوقوع فيهم . وكأن ابن القيم رحمه الله تعالى شاهد عيان لما يـجري في عصرنا إذ يقول(1) : " ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التـحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغير ذلك ويصعب عليه التـحفظ من حركة لسانه حتى ترى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب ! وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات لا يبالي ما يقول" انتهى .
أو يكون الدافع ( داء الحسد والبغي والغيرة ) وهي أشد ما تكون بين المنتسبين إلى الخير والعلم ، فإذا رأى المغبون في حظه من هبوط منزلته الاعتبارية في قلوب الناس وجفولهم عنه بجانب ما كتب الله لأحد أقرانه من نعمة – هو منها محروم – من القبول في الأرض ، وانتشار الذكر ، والتفاف الطلاب حوله، أخذ بتوهين حاله ، وذمِّه بما يشبه المدح : فلان كذا إلا أنه ….!
… ومن هنا تبتهج النفس بدقة نظر النُّقَّد ؛ إذ صرفوا النظر عما سبيله كذلك من تقادح الأقران ، ولهذا تتابعت كلمات السلف كما روى بعضاً منها ابن عبد البر رحمه الله تعالى بأسانيده في جامعه عن ابن عباس رضي الله عنهما ، ومالك بن دينار ، وأبي حازم رحمهم الله تعالى ، ومنها : " خذوا العلم حيث وجدتم ، ولا تـقـبلوا قول الفقـهاء بعـضهم على بعـض ، فإنـهم يتغـايرون تغـاير التيوس في الزريبة !! " ) [ ص 32 – 35 ] .
و قال : ( وإذا كانت هذه الظاهرة مع شيوعها وانتشارها واهية السند ، فمن هو الذي تولى كبرها، ونفخ في كيرها ، وسعى في الأرض فساداً بنشرها ، وتـحريك الفتن بها ، والتـحريش بواسطتها ؟؟! والجواب : هم أرباب تلك الدوافع ، ولا تبتعد فتبتئس ، وخلِّ عنك التـحذلق والفجور ، نعوذ بالله من أمراض القلوب . والنفس لا تتقطع حسرات هنا ، فإن من في قلبه نوع هوى وبدعة ، قد عُرِفَت هذه الفعلات من جادتهم التي يتوارثونها على مدى التاريخ ، وتوالي العُصُر ، وقد نبه على مكايدهم العلماء، وحذَّروا الأغرار من الاغترار ) [ ص 38 – 39 ] .
و قال : ( ولكن بلية لا لعاً لها، وفتنة وقى الله شرها حين سرت فيعصرنا ظاهرة الشغب هذه إلى من شاء الله من المنتسبين إلى السنة ودعوى نصرتها، فاتخذوا (التصنيف بالتجريـح) ديناً وديدناً فصاروا إلباً على أقرانهم من أهل السنة ، وحرباً على رؤوسهم وعظمائهم، يُلحِقونهم الأوصاف المرذولة، وينبزونهم بالألقاب المستشنعة المهزولة ، حتى بلغت بهم الحال أن فاهوا بقولتهم عن إخوانهم في الاعتقادوالسنة والأثر: (هم أضر من اليهود والنصارى !!) و( فلان زنديق! ) وتعاموا عن كل مايـجتاب ديار المسلمين، ويخترق آفاقهم من الكفر والشرك، والزندقة والإلحاد، وفتـح سبل الإفساد والفساد، وما يفد في كل صباح ومساء من مغريات وشهوات، وأدواء وشبهات تنتجتكفير الأمة وتفسيقها، وإخراجها نشأ آخر منسلخاً من دينه، وخلقه.
وهنا ومن هذا الانشقاق تشفى المخالف بواسطة ( المنشقين ) ، ووصل العدو من طريقهم ، وجندوهم للتفريق من حيث يعلمون أو لا يعلمون ، وانفضَّ بعضٌ عن العلماء ، والالتفاف حولهم ، ووهنوا حالهم ، وزهدوا الناس في علمهم .
وبهؤلاء (المنشقين) آل أمر طلائع الأمة وشبابها إلى أوزاع وأشتات ، وفرق وأحزاب ، وركض وراء السراب ، وضياع في المنهج ، والقدوة ، وما نــجا من غمرتها إلا من صحِبه التوفيق ، وعمر الإيمان قلبه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وهذا الانشقاق في صف أهل السنة لأول مرة حسبما نعلم يوجد في المنتسبين إليهم ممن يشاقهم، ويـجند نفسهلمثافنتهم، ويتوسد ذراع الهم لإطفاء جذوتهم، والوقوف في طريق دعوتهم، وإطلاق العنان للسانيفري في أعراض الدعاة ويلقي في طريقهم العوائق في ( عصبية طائشة ) .
فلو رأيتهم مساكين يرثى لحالهم وضياعهم لأدركتَ فيهم الخفة والطيش في أحلام طير ، وهذا شأن من يخفق على غير قاعدة ، ولو حاججتَ الواحد منهم لما رأيتَ عنده إلا قطعة من الحماس يتدثر بها على غير بصيرة ، فيصل إلى عقول السذج من باب هذه الظاهرة : الغيرة . نصرة السنة . وحدة الأمة.. وهم أول من يضع رأس المعول لهدمها ، وتمزيق شملها .
لكن مما يطمئن القلوب أن هذه ( وعكة ) مصيرها إلى الاضمحلال ، و ( لوثة وافدة ) تنطفي عن قريب ، وعودة ( المنشقين ) إلى جماعة المسلمين أن تعلم :
أن هذا التبدد يعيش في أفراد بلا أتباع ، وصدق الله : ( وما للظالمين من أنصار ) … وأن هؤلاء الأفراد يعيشون بلا قضية . وأن جولانهم هو من فزع وثبة الانشقاق ؛ ولهذا تلمس فيهم زعارة وقلة توفيق . فلا بد بإذن الله تعالى أن تخبوا هذه اللوثة ويتقلص ظلها ، وتنكتم أنفاسها ، ويعود ( المنشق ) تائباً إلى صف جماعة المسلمين ، تالياً قول الله تعالى : { رب نــجني من القوم الظالمين } ) [ ص 39 – 41 ].
و قال في رسالته إلى محترف التصنيف : ( … حفلت الشريعة بنصوص الوعيد لمن ظَلَمَ واعتدى تنذر بعمومها محترفي التصنيف ظلماً وعدواناً ، وظناً وبهتاناً ، وتـحريشاً وإيذاءً … والظالم لا يفلح ، وليس له من أنصار ، والله لا يـحب الظالمين ولا يهديهم ، وليس للظالم من ولي ولا نصير ، ودائماً في ضلال مبين ، وفي زيادة خسارة وتباب ، وعليه اللعنة ، وللظالم سوء العاقبة، وقُطع دابره ، والظالم وإن قوي فإن القوة لله جميعاً ، ولا عدوان إلا على الظالمين … وللظالم من الوعيد يوم القيامة : الوعيد بالنار ، وبويل ، وبعذاب كبير ، وسيعض على يديه ، وسيـجد ما عمل حاضراً ولا يظلم ربك أحداً، وتجريـح الناس وتصنيفهم بغير حق شعبة من شعب الظلم ، فهو من كبائر الذنوب والمعاصي ، فاحذر سلوك جادَّةٍ يمسك منها عذاب ) [ ص 48 – 52 ] . ثم ذكر عدداً من الأحاديث في الظلم وعاقبة الظالم يوم القيامة ثم قال : ( فيا محترف الوقيعة في أعراض العلماء اعلم أنك بهذه المشاقة قد خرقت حرمة الاعتقاد الواجب في موالاة علماء الإسلام ، قال الطحاوي رحمه الله تعالى في بيان معتقد أهل السنة في ذلك(1) : "وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين – أهل الخير والأثر ، وأهل الفقه والنظر– لا يُذكَرون إلا بالجميل ، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير سبيل " ) [ ص 53 ] .
وقال : ( وإني أقول : إن تـحرُّك هؤلاء الذين يـجولون في أعراض العلماء اليوم سوف يـجرُّون غداً شباب الأمة إلى مرحلتهم الثانية(2) : الوقيعة في أعراض الولاة من أهل السنة ) [ ص 54 ] .
و قال في رسالته إلى من رُمِـيَ بالتصنيف ظلماً : ( اتل ما أوحى إليك نبيك صلى الله عليه وسلم : [ ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم ] … وهذه سنة من الله ماضية لكل من سلك سبيلهم واقتفى أثرهم ، ألم تَرَ سير الصحابة والتابعين وأتباعهم في كل عصر ومصر إلى عصرنا الحزين كيف يقاومهم المبطلون ، ويشنع عليهم المبَطَّنون ؟! ) [ ص 61 ] .
ثم ذكر الشيخ حفظه الله عدداً من العلماء الذين ألصِقَت فيهم تهم هم منها براء كالتشيع والنصب والتجهم والخروج ومعاداة الأولياء والتنطع في الدين والاعتزال والإرجاء وغير ذلك ، ثم قال في وصيته لمن طعن فيه الناس ورموه بالتصنيف ظلماً :
( .. وعليه فألقِ سمعك للنصائح الآتية :
استمسك بما أنت عليه من الحق المبين ، من أنوار الوحيين الشريفين ، وسلوك جادة السلف الصالحين ، ولا يـحركك تهيـج ( المرجفين ) وتباين أقوالهم فيك عن موقفك فتضل …
لا تبتئس بما يقولون ، ولا تـحزن بما يفعـلون ، وخذ بوصية الله سبحانه لعبده ولنبيه نـوح عليه السلام : [ وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون ] …
3. ولا يثنك هذا (الإرجاف) عن موقفك الحق ، وأنت داعٍ إلى الله على بصيرة ، فالثبات الثبات متوكلاً على مولاك ، والله يتولى الصالحين ، قال الله تعالى : { فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل } .
4. ليكن في سيرتك وسريرتك من النقاء والصفاء والشفقة على الخلق ما يـحملك على استيعاب الآخرين ، وكظم الغيظ ، والإعراض عن عِرض من وقع فيك ، ولا تُشغِل نفسك بذكره واستعمل " العزلة الشعورية " ، فهذا غاية في نبل النفس وصفاء المعدن ، وخلق المسلم . وأنت
بهذا كأنما تُسِفُّ الظالم الملّ، والأمور مرهونة بحقائقها ، أما الزبد فيذهب جفاءً ) [ص 70 – 72].

(1) قال في الحاشية : انظر الفتاوى : ( 13 / 110 – 112 )

(1) قال في الهامش : الداء والدواء ( ص / 187 )

(1) قال الشيخ في الحاشية : العقيدة الطحاوية مع شرحها ( ص / 491 ) .

(2) قال الشيخ في الحاشية : وهي نتيجة حتمية لمنهجهم ، فلهم بالأمس أسلاف في حادثة الحرم ( السوداء ) عام 1400 هـ ، اختلفت الأساليب والغاية واحدة .

منقول

هذا الكلام إنما ينطبق على غلاة التجريح وغلاة التصنيف فلا خلاف في ذلك بدليل أنه قال (( ( وإني أقول : إن تـحرُّك هؤلاء الذين يـجولون في أعراض العلماء)) أي العلماء وليس أهل البدع.
وقال)) "وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين – أهل الخير والأثر ، وأهل الفقه والنظر– لا يُذكَرون إلا بالجميل ، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير سبيل((.
فمن تأمل كلامه يجده ينطبق على الذين يطعنون في علماء السنة المخلصين وقد بينت في موضوعي(بيان منبع ثقافة التجريح )) من هم هؤلاء.
وليتك تطالع كتاب الرد على المخالف للشيخ بكر أبو زيد ليتبين لك ذلك.
فالشيخ رد على من اتهمه بالتصنيف المذموم تماما كما اتهموا الشيخ ربيع وغيره.
وعلى كل حال العبرة بما كان عليه السلف وليست العصمة لغير الأنبياء عليه الصلاة والسلام.

[/b]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.