إ
28/01/1957 إلى 04/02/1957
يعتبر إضراب الثمانية أيام التاريخي انطلاقة قوية للمد الثوري الذي أينعت ثماره بعد مؤتمر الصومام ، إذ أصبح كل الشعب الجزائري في مواجهة علنية ضد الاستعمار الفرنسي بالجزائري كما وضع هذا الإضراب حدا قاطعا أمام التردد والخوف والدسائس التي حاول من خلالها الاستعمار وعملائه إفشال الثورة بمختلف الوسائل..
التحضير للإضراب :
قررت لحنة التنـسيق والتنــفيذ (الهـيئة التنفيذية للمجلس الوطني للثورة الجزائرية) في اجتماعها المنعقد في بداية نوفمبر 1956 أن تجعل يوم 28 جانفي 1957 والمصادف لانعقاد الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة بداية لانطلاق الإضراب الوطني لمدة ثمانية أيام ، وقد كلفت قيادات الولايات الست للثورة بالقيام بعملية االتحضيرات للإضراب وتوزيع مناشير على مستوى كل الولاية لمباشرة التحضيرات على أن يحدد تاريخ بداية الإضراب في وقت لاحق .
وأنشئت لجان على مستوى كل ولاية تدعمها لجان فرعية على مستوى المناطق والنواحي ، كما شكلت لجان عمل لتسيير الإضراب بعد بدايته ووجهت دعوة إلى كل العائلات الجزائرية للتزود بالمواد الضرورية مدة الإضراب ومن جهة أخرى أعطيت الأوامر لجيش التحرير الوطني بغية تكثيف عملياته العسكرية عبر كامل التراب الوطني ، ولم تستثني قيادة الثورة الجزائريين المقيمين بالخارج (تونس – المغرب – فرنسا ) إلى المشاركة في الإضراب .
بالإضافة إلى قيام لجنة التنسيق والتنفيذ بإذاعة نداء إلى الشعب الجزائري عن طريق الإذاعة السرية (صوت الجزائر) تدعو فيه كل فئات الشعب للصمود خلال أسبوع الكفاح السلمي للأمة.
ردود الفعل الاستعمارية في مواجهة الإضراب:
عندما تأكدت السلطات الاستعمارية من وقوع الإضراب لا محالة سارعت إلى تكسير الإضراب باستعمال مختلف الوسائل منها :
1. إنشاء إذاعة سرية سميت بصوت الجزائر الحرة المجاهدة تقلد بها إذاعة الثورة (صوت الجزائر الحرة المكافحة) لإذاعة أوامر متناقضة مع أوامر جبهة التحرير الوطني لتغليط الشعب الجزائري أن الإضراب مناورة استعمارية يجب القضاء عليها في المهد.
2. قيام مصالح الدعاية الاستعمارية بطبع منشورات مزيفة تحمل اسم جبهة التحرير الوطني وصورة العلم الوطني الجزائري ، تحذر فيها من الوقوع في فخ الإضراب .
3. استدعاء مصالح الأمن الاستعماري التجار والعمال والموظفين الجزائريين لتحذيرهم من المشاركة في الإضراب وتهديدهم بالعقوبات.
4. إذاعة بلاغات رسمية لتهديد المضربين بأقصى العقوبات .
5. تكثيف الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال ماسو (في العاصمة) عمليات اعتقالات واسعة في صفوف الجزائريين وتوزيع مناشير كاذبة باسم جبهة التحرير تندد فيها بالإضراب .
وقائع الإضـــراب :
بدأ الإضراب في وقته المحدد يوم الاثنين 28 جانفي 1957 وشمل كل أنحاء الوطن ، وتحولت المدن المتميزة بالحركة والنشاط إلى مدن ميتة مشلولة وكأنها خالية من السكان ، ولم تستطع السلطات الاستعمارية بكل ما أتيت من القوة إجبار المواطنين على مغادرة منازلهم والالتحاق بأماكن عملهم ، وشلت كل المصالح الإدارية والمعامل والمتاجر والمدارس وغيرها ومن بين الوسائل التعسفية التي لجأ إليها المستعمر نذكر ما يلي :
1. تسخير العمال والموظفين : قامت السلطات الاستعمارية بإخراج العمال والموظفين عنوة من منازلهم ونقلهم إلى أماكن عملهم ، لكن هذا الإجراء لم يأتي بنتيجة تذكر لأن هؤلاء العمال والموظفين لازموا ورشاتهم ومكاتبهم دون أن يحركوا ساكنا.
2. تصعيد وتعميم عمليات القمع : لم يكتف جنود الاحتلال بمداهمة المنازل خلال أيام الإضراب ليلا نهارا للبحث عن المضربين ونقلهم إلى أماكن عملهم ، بل قام أيضا بحملة اعتقالات واسعة للموطنين دون تمييز بين الفلاح والموظف والطبيب …. بتهمة مطالبتهم باسترجاع الاستقلال الوطني .
3. نهب الدكاكين والمتاجر الجزائرية : وجه الجنرال ماسو نداء عاجلا عبر الإذاعة يدعو فيه سكان الجزائر من مختلف الجنسيات إلى نهب الدكاكين والمتاجر التي يشارك أصحابها في الإضراب (تداولت الخبر مختلف الصحف الأجنبية مثل : جريدة مدريد الاسبانية ، جريدة الأمل لسان حال الأحرار الفرنسيين بالجزائر ، جريدة ليكودالجي …..وغيرها).
تجاوب وطني مع الإضراب :
رغم عمليات القمع والتعذيب التي تعرض لها الشعب الجزائري فإن الإضراب حقق إجماعا وطنيا باعتراف ممثلي وكالات الأنباء
ومراسلي الصحف الأجنبية في الجزائر ، إذ أكدت صحيفة لوبسيرفاتور الفرنسية بقولها [ أن الإضراب كان عاما وشاملا حيث بلغت نسبة الاستجابة 90% في مختلف الإدارات والمصالح …… ] ورغم استعمال السلطات الاستعمارية كل الوسائل القمعية إلا أن الإضراب استمر إلى نهايته في وقته المحدد من يوم 28 جانفي 1957 إلى يوم 04 فيفري 1957 .
ونشير إلى أن المهاجرين الجزائريين بفرنسا قد احتضنوا الإضراب من بدايته ، حيث ذكرت الإحصائيات الصادرة عن اتحادية جبهة التحرير الوطني بفرنسا أن نسبة المشاركة بلغت في اليوم الأول 40% وفي اليوم الثاني 75% وفي اليوم الثالث 80% ، واستمرت نفس النسبة إلى غاية نهاية الإضراب.
نتـائج الإضراب :
داخــليا :
1- تأكيد الشعب الجزائري من خلال الإضراب تمسكه بالثورة التحريرية وارتباط مصيره مع جبهة وجيش التحرير الوطني .
2- زوال الغموض لأول مرة في أوساط المهاجرين الجزائريين بفرنسا وتأكد أن من يقود الثورة بالجزائر هي قيادة جبهة التحرير الوطني دون غيرها.
3- تحقيق القطيعة النهائية بين النظام الاستعماري وبين كل فئات الشعب الجزائري .
4- تأكد كل من [ رئيس الحكومة الفرنسية غي موييله – الجنرال لاكوست و ماسو …] وغيرهم أن أساليبهم القمعية أصبحت لا تجدي نفعا أمام إصرار الشعب الجزائري على افتكاك حريته من قبضة العدو مهما كلفه ذلك من تضحيات من خلال التحدي الذي أبداه في أيام الإضراب .
5- اعتبر الإضراب استفتاء وطني عبر من خلاله الشعب الجزائري عن ثقته المطلقة في جيش وجبهة التحرير الوطني .
خــــارجيا :
1- تقديم وكالات الأنباء ومراسلو الصحف في الجزائر الصورة المعبرة للرأي العام الدولي عن مختلف الأساليب القمعية والإجرامية التي تمارسها فرنسا ضد الشعب الجزائري الذي قبل التضحيات الجسام من أجل استقلال وطنه .
2- إرسال برقية من اتحادية أحرار الجزائر إلى هيئة الأمم المتحدة أكدوا فيها أن الوفد الفرنسي في الهيئة لا يمثل الجزائريين بدليل الاستجابة الجماعية للإضراب الذي دعت إليه جبهة التحرير الوطني رغم التهديدات العلنية من قبل السلطات الفرنسية ، وختمت هذه البرقية بضرورة الاعتراف بحق الاستقلال لتسوية القضية الجزائرية .
3- خروج الدورة الحادية عشر للجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة بعد مناقشة القضية الجزائرية بتوصيات تعتبر المشكلة الجزائرية تندرج ضمن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة في حق تقرير المصير وبذلك تعزز موقف جبهة التحرير الوطني على الصعيد الدولي .
4- ازدياد اعتراف دول العالم بالكيان الجزائري.
المراجع المعتمدة :
– جريدة المجاهد (بالعربية) لسان حال جبهة وجيش التحرير الوطني . العدد 104 سنة 1961. وزارة الإعلام – الجزائر 1984.
– جريدة المقاومة الجزائرية لسان حال جبهة وجيش التحرير الوطني . العدد 20 سنة 1957وزارة الإعلام – الجزائر 1984.
– جريدة المقاومة الجزائرية لسان حال جبهة وجيش التحرير الوطني . العدد 08 سنة 1957.وزارة الإعلام – الجزائر 1984.
– جريدة المقاومة الجزائرية لسان حال جبهة وجيش التحرير الوطني . العدد 07 سنة 1957.وزارة الإعلام – الجزائر 1984.
– المنظمة الوطنية للمجاهدين [تقرير الملتقى الجهوي للولاية الرابعة لكتابة تاريخ الثورة] يومي 9-10 فيفري 1988.
شكراااااااااااااا
عضو جديد و شكراااااااااااااااااااااااااا كنت في حاجة اليه
[عضو جديد و شكراااااااااااااااااااااااااا كنت في حاجة اليه
بارك الله فيك
شكراااااااااااااااااااااااااااااااا
بارك الله فيك
موضوع قيم استفدت منه كثير
كل الشكر لك اخي ,, بوركت على ما قدمت
بارك الله فيك
بارك الله فيك