عباد الله إن من الدعوات العظيمة الجامعة لخيري الدنيا والآخره المأثورة عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ما رواه الطبراني وغيره بسند جيد عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا اكتنز الناس الذهب والفضة فاكتنز هذه الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفر مما تعلم، إنك أنت علام الغيوب".
وشرح الحديث كما في تحفة الأحوذي شرح الترمذي :
(( اللهم إني أسألك الثبات في الأمر )) : أي الدوام على الدين ولزوم الاستقامة عليه .
(( وأسألك عزيمة الرشد )) : هي الجد في الأمر بحيث ينجز كل ما هو رشد من أموره ، والرشد بضم الراء المهملة وإسكان الشين المعجمة هو الصلاح والفلاح والصواب ، وفي رواية لأحمد : أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد أي عقد القلب على إمضاء الأمر .
((وأسألك شكر نعمتك)) : أي التوفق لشكر إنعامك .
((وحسن عبادتك)) : أي إيقاعها على الوجه الحسن المرضي .
((وأسألك لسانا صادقا)) : أي محفوظا من الكذب .
((وقلبا سليما)) : أي عن عقائد فاسدة وعن الشهوات .
((أعوذ بك من شر ما تعلم)) : أي ما تعلمه أنت ولا أعلمه أنا .
((وأستغفرك مما تعلم)) : مني من تفريط .
((إنك أنت علام الغيوب)) : أي الأشياء الخفية التي لا ينفذ فيها ابتداء إلا علم اللطيف الخبير.
انتهى شرحه ، وهو منقول من تحفة الأحوذي .
_______
جزاك الله خيرا