أيُها الموتــــــــــــــــــــــــــــــــــ .. من يتحـداك ، ( صــــور )
——————————————————————————–
أيُها الموتــــــ
كم أسهرت من العباد ، ونغصت عيش الزهاد ، يهابك الملوك ،، وأهل القوةِ والجبروت
أنت قضاء ملك الملوك ،، تأتي خلسة فتكتم الأنفاس ،، وتفرق الناس ،،
كم من أب كريم ؟! ، وكم من أم حنون ؟! ، كم من أرملة ، وكم من يتيم ؟! ، كم أخ , وكم من صديقٍ حميم
إستوى أمامك الجميع ، الرفيع والوضيع ، الكبير والرضيع ، القوي والصريع ،
عندما تنزل بساحة ، فلا مجال ولا مساحة
شديد المحال ،، تُرغم المتغطرس المتعال ،، رغم السلطة والمال
حكم بك ربُك أنك لكل من عليها فان ، حتى يبقى وجهه ذو الجلالي والإكرام
كم شغلت بال الصالحين ، وأسهرت العالمِين ، وغدرت بالغافلين ، وحكمت على المتهاونين
كم غفل عنك المتعافين ، ونسيك المتوهمين ، حتى رؤك عين اليقين ،
لا تعرف طرق الأبواب ،، ولا الأعداء من الأحباب ، لا تُميز الأهل من الأصحاب ، ولو شفع فيهم أولي الألباب
تنزع الأروح نزعاً فتذوب الأكباد ، وتصفر الأجساد , وتشخص الأعين والأهداب ، ويبرد العظم واللُعاب
تذكرتك الأن فكتبت ويداي ترتعشان ، خوفاً من طول النزع ، وألم الصدع ، ويوم الفزع والرجع
متى تحِلُ ضيفاً ؟! ، هل سأتوب قبل حلولِك ؟! ، هل سأنطق بها عند غريرك ؟!
أين ستأتيني أفي مسجدي ..؟! ، أم في بيتي.. ؟! ، أفي لحظة سكوني لنومي .؟!
أم سيكون حظي الموت على معصيتي .؟!
أيُها الموت يا من أرغم بك ربُك أُنوف الطغات
إن أراد بي ربي وربُك خيراً ، سأتحداك ، مبتسماً ضاحكاً مما بعد لقياك
إن أرد بي ربي وربُك خيراً ، سأتحداك ، تائباً قبل ضيافتـك وملفــاك
إن أراد بي ربي وربُك خيراً ، سأتحداك ، ساجداً على الأرض لمن أنشاك
إن أرد بي ربي وربُك خيراً ، سأتحدك ، قارىءً للقرآن وأنا من ضحاياك
إن أراد بي ربي وربُك خيراً ، سأتحداك ، مستغفراً لذنبي مع وقبل رؤياك
إن أراد بي ربي وربُك خيراً ، سأتحداك ، متصدقاً لله ربي سيدك و مولاك
إن أراد بي ربي وربُك خيراً ، سأتحداك ، داعياً ربي وربُك مرسي الأفلاك
أن يجعل موتي على القرآن ، وبعده مع الخلان ، في روضاتٍ وجِنان ، على سررٍ إخوان ، ننظر لوجه ربي الرحمن ، لا خوفاً علينا ولا أحزان ، بفضل الرحيم الرحمن
……………….
مات ملبياً لربه مات بلبيك اللهم لبيك ،رافعاً يداه بالدعاء خاضعاً خاشعاً لملك الملوك
أطبق عليه حديد الموت ، وحاصره من كل مكان ، فرفع أصبع التوحيد بلا إله إلا الله محمد رسول الله
كان أخر ما يستطيع فعله ، هي الإشارة ونعم بها من إشارة إعلاناً للتوحيد ليلاقي بها الواحد الأحد
نعم المصرع ، ساجد لفاطر السماوات والأرض ، وفي مسجد صفوة الخلق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
………………….
لما رأت فاطمة رضي الله عنها ما برسول الله عليه الصلاة والسلام من الكرب الشديد الذي يتغشاه عند الموت قالت: واكرب أبتاه فقال لها ليس على أبيك كربٌ بعد اليوم
وهذا عبد الله بن جحش عندما خرج لمعركة أحد دعا الله عز وجل قائلاً: يا رب إذا لقيت العدو فلقني رجلاً شديداً بأسه، شديداً حرده فأقاتله فيك، ويقاتلني، ثم يأخذني ويجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك غداً،
قلت يا عبد الله من جدع أنفك وأذنك
فأقول: فيك وفي رسولك.. فتقول صدقت
وبعد المعركة رآه بعض الصحابة مجدوع الأنف والأذن كما دعا.
وطعن جبار بن سًلمي الكلبي عامر بن فهيرة يوم بئر معونة، فنفذت الطعنة فيه، فصاح عامر قائلا: فزت ورب الكعبة.
وكان بلال بن رباح يردد حين حضرته الوفاة وشعر بسكرات الموت قائلا: غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه فتبكي امرأته قائلة وابلالاه واحزناه فيقول : وافرحاه
ولما حضرت آدم بن إياس الوفاة ختم ما تبقى عليه من سور القرآن وهو مسجّى فلما انتهى قال: اللهم ارفق بي في هذا المصرع، اللهم كنت أؤملك لهذا اليوم وأرجوك ثم قال: لا إله إلا الله وقضى
و أبو الحسن النساج لما حضره الموت غشي عليه عند صلاة المغرب، ثم أفاق ودعا بماء فتوضأ للصلاة ثم صلى ثم تمدد وغمض عينيه وتشهد ومات.
و ابن أبي مريم الغساني، لم يفطر مع أنه كان في النزع الأخير وظل صائماً فقال له من حوله: لو جرعت جرعة ماء، فقال بيده: لا، فلما دخل المغرب
قال: أذّن، قالوا: نعم، فقطروا في فمه قطرة ماء، ثم مات.
وكان أبو حكيم الخبري جالساً ينسخ الكتب كعادته
فوقع القلم من يده وقال: إن كان هذا موتاً فوالله إنه موت طيب فمات.
اللهم هون علينا سكرات الموت .. اللهم هيء لنا توبة قبل الغرغرة .. اللهم أجعل موتنا في سبيلك وعلى شهادة ألا إله إلا الله محمد رسول الله
اللهم أرحم ضعفنا اللهم قوي عزيمتنا ورفع صبرنا على نزعه وشده وجذبه لأرواحنا
اللهم ألطف بنا يارحمن الدنيا والأخرة ورحيمهما
اللهم أجعل خير أعمالنا خواتمها ، اللهم أجعل خير أعمالنا خواتمها ، اللهم أجعل خير أعمالنا خواتمها ، وخير أيامنا يوم نلقاك
……………………………..
ليـس الغريـب غـريب الشــام و اليمـن …… إن الـغــريب غــريب الـلـحـد و الـكـفن
إن الغـريب لــــه حـــق لـغـربـتـــــه …… على المقـيمين في الاوطــان و السكـن
لا تـنـهـرن غـريـبـاً حــال غـربـتة …… الـــدهـــر يـنـهـرة بــالــذل والـمـحـن
ســـفـري بعيد و زادي لـــن يبلغـــني …… و قــوتي ضـعــفـت و الـموت يطلبنــي
ولـي بـقـايـا ذنـوب لــست أعلـمـها …… الله يـعــلـمـهـا فــي الـسـر و الـعـلــن
مــا احـلـم الله عـنـي حـيث أمهلنــي …… و قـــد تـماديـت فـي ذنبـي و يســترني
تـمـر سـاعـات أيـامـي بــلا نــدم …… و لا بــكــاء و لا خـــوف و لا حـــزن
أنــا الـذي اغـلـق الابــواب مجتــهداً …… عـلى المـعاصي و عيـن الله تـنـظرنـي
يــا ذلـة كـبـتـت فـي غـفـلـة ذهبـت …… يــا حـسـرة بـقـيت في القلب تحرقني
دعنـــي أنــوح عـلى نفسـي و أنـدبها …… و أقــطـع الـدهـر بـالـتـذكير و الحزن
دع عنــك عذلي يا من كــان يعذلنـي …… لـــو كـنـت تعلم مــا بـي كنت تعذرنـي
دعنـي أسح دموعاـً لا أنقطـاع لـهــا …… فـهــل عـسـى عـبـرة مـنـها تخلصنـي
كـأنـنـي بـيـن تـلك الاهــل منطوحـاً …… عـــلى الـفـراش و أيـديـهم تـقـلـبـنـي
كــأنـنـي و حـولي مـن يـنـوح ومـن …… يــبــكــي عـلـي و يـنعـاني و يـنـدبني
و قــد أتـوا بـطـبـيب كـي يـعـالجني …… و لــم أر الـطـبـيـب الــيـوم يــنـفـعـني
وأشــتد نزعي وصـار المـوت يجذبهـا …… مـن كـل عــرق بــلا رفــق و لا هـــون
وأســتخرج الــروح منـي في تغرغرهـا …… و صـار ريقي مــريراً حــين غرغرنـي
وغمضــوني وراح الـكــل وأنـصـرفوا …… بعد الأيـاس و جــدوا في شـراء الكفـن
وقام من كـان أحـب الناس في عجـل …… نــحـو الـمـغـسـل يـأتـيـنـي يـغـســلني
وقـال يـا قـوم نبغي غـاسلاً حـذقـــاً …… حـــراً أديــبــاً أريــبــاً عــارفـاً فـطـنِ
فـجـاءنـي رجــل مـنـهـم فـجـردنـي …… مــن الـثـيـاب و أعــرانـي و أفــردني
و أودعـــوني عـلـى الالواح منطوحــاً …… و صــار فـوقـي خـرير الــماء ينظفـني
و أسكـب المـاء من فوقـي و غسـلني …… غـسـلاً ثـلاثـاً و نــادى الــقوم بالكفـن
و ألـبسـونـي ثـيـابـاً لا أكـمـام لـهـا …… و صـار زادي حـنـوطي حـين حنطـني
و أخرجوني مــن الدنيا فـوا أسـفـا …… عــلــى رحــيـل بــلا زاد يــبـلــغـنـي
و حـمـلـونـي عـلى الاكـتاف أربعـة …… مـن الـرجـال و خـلــفي مـن يـشـيـعني
وقـدموني الى المحـراب وأنصـرفوا …… خـــلـف الامــام فـصـلـى ثــم ودعـنــي
صـلـوا عـلـي صلاة لا ركــوع لـهـا …… و لا ســــجـود لــعــل الله يــرحـمـنـي