والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالاخلاق بين الطبع والتطبع
و هنا مسألة و هي :
أيهما أفضل ؟
رجل جبل على خلق حميد ، و رجل يجاهد نفسه على التخلق به فأيهما أعلى منزلة من الآخر ؟
و نقول جوابا على هذه المسألة : إنه لا شك أن الرجل الذي جبل على الخلق الحسن أكمل من حيث تخلقه بذلك ، أو من حيث وجود هذا الخلق الحسن فيه ، لأنه لا يحتاج إلى عناء ولا إلى مشقة في استدعائه ، و لا يفوته في بعض الأماكن و المواطن ، إذ أن حسن الخلق فيه سجية و طبع ، ففي أي وقت تلقاه تجده حسن الخلق ، و في أي مكان تلقاه تجده حسن الخلق ، و على أي حال تجده حسن الخلق ، فهو من هذه الناحية أكمل بلاشك.
و أما الآخر الذي يجاهد نفسه و يروضها على حسن الخلق ، فلا شك أنه يؤجر على ذلك من جهة مجاهدة نفسه و هو أفضل من هذه الجهة ، لكنه من حيث كمال الخلق أنقص بكثير من الرجل الأول.
فإذا رزق الإنسان الخلقين جميعا ، طبعا و تطبعا ، كان ذلك أكمل ، و الأقسام أربعة:
1- من حرم حسن الخلق طبعا و تطبعا
2- من حرمه طبعا لا تطبعا
3- من رزقه طبعا لا تطبعا
4- من رزقه طبعا و تطبعا
ولا شك أن القسم الرابع أفضل ، لأنه جمع بين الطبع و التطبع في حسن الخلق.
من كتاب : مكارم الأخلاق
لفضيلة الشيخ العلامة :محمد بن صالح العثيمين رحمه اللهفاللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت
وأصرف عنا سئ الأخلاق والأعمال لا يسقط عنا سيئها إلا أنت
اللهم وصلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين …
أحسنت أخي فتحون أحسن الله إليك
بارك الله بك
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا أخ فتحون