تخطى إلى المحتوى

أين أنت يا زوجي الغالي؟ سامحني 2024.

أين أنت يا أحمد؟
غصة تلجم حلقها فتمنع تلاحق الكلمات، تلتقط أنفاسها …
هي "ج" حين شاءت أن تحكي لنا حكايتها لعل "أحمد" أين كان يقرأ رجاءها …
تقول "ج" ..:
سنتان مرّتا أكابد فراق أحمد، عددت الأيام والليالي … فتبا لي فقد حرمت نفسي الخير، لحظة التفت لأنانيتي … لتردف قائلة:
عرفت أحمد في مؤسسة خالي شريكه أبي، موظف من خيرة الموظفين عزما وعفة وحياء،
تجاهلته كبقية الموظفين فأنا ابنة صاحب الشركة؛ وقلت هو مجرد تطفل من نفسي لا يفتأ سيخبو … غير أني رأيته من حيث لا يراني، استرقت السمع إليه دون علمه … رأيت خالي كيف يقربه منه ليس عطفا على فقره ولكن لأمانته وعزة نفسه فقد كان يمقت الإشفاق عليه … حسدت كل موظفة تحاول التقرب منه، فما كنت أرى منه إلا الابتسامة والانكباب على عمله … ومرت سنة على ذلك حتى لتحايلت على أبي أن يدعوه إلى بيتنا ليكرمه … فكان غطاؤه الحياء الذي أدهش والدتي وكم ترك الأثر الطيب في نفسها …
وحتى لا أطيل عليكم فقد شقيت حتى اقتربت منه فعرفته خير رجل حافظا لي، خائفا من نفسه علي … فتحت له أبواب طبيعتي حتى يتجاوز حاجز غناي فكنت لأراه وجلا مترددا وهو الموظف البسيط الغالي برجولته، العزيز بعفته.
تزوجت أحمد، نعم تزوجته …، بعد أن مزقت حجاب التردد والخوف الذي كان يحول بينه وبيني وكم أفصح؛ يا "ج" أخاف أن يحضر في حياتنا واقعي الذي تزوجتني فيه، وإنّ ذلك ليؤلمني، ليقتلني …
سعدت جدا فقد باركتني أمي وسعد بي أبي موصياني: يا بنيتي يا غالية؛ حافظي على زوجك فقد عرفناه شابا طيبا، مراعيا لربه في حياته، معتزا بنفسه؛ حتى لهي أنفاسه التي تتردد في جسده.
عشت في كنف سي "أحمد" عيشة عز، زوج بحق هدية من السماء عقالها الحمد والشكر؛ وزادني الله شرفا مع "أحمد" أن رزقت منه بطفلة أسماها على أمه الكريمة الراحلة، عاش بطباع العزيز منكفء على عمله بكل تفان وكأني الغريبة عنه في الشركة … وكم زاد والدي وخالي به عجبا وتقديرا … فما عرفته طامعا في ترقية أو علاوات …
عشنا في بيت فاخر أهداه أبي لنا وكم كان يناشدني زوجي أن أعيش معه حيث يختار … غير أني أطمئنه فترتاح نفسه … كنت أعرف أنه يشقى حتى يعولني ولا يريد تكرم أحد عليه … فكان يزداد إكبارا في نفسي شاعرة بفخر لا يناظره فخر.
كل بيت لا يخلو من ملح الحياة الزوجية هي اختلافات في الرأي تزيد الزواج السعيد سعادة … ولا أعرف كيف تسلل الشيطان إلى قلبي ذات صبيحة من نهاية أسبوع ولحظة تلاوم كنت لأقدر على رده؛ طرقت بابا كنت قد عاهدت نفسي أن لا أطال مقبض بابه لأفتحه، لكن عميت.
نعم عميت فتطاولت وذكرته بحاله وكيف انتشلته من براثن "المزيرية" … وإذ بي أرى قرة عيني "أحمد" يقف جامدا واجما، مرتجف الشفتين … متراجعا خطوات متلمسا موقع الأريكة ثم ما فتئ جلس مجانبا لها على البلاط … ولم وجهه في كفيه، عندها دارت بي الأرض؛ كيف لي يا غبية أن أطاوع نفسي على قول هذا! اقتربت منه راجية، علّي ألحق الباقي المتبقي … لكنه أشاح عني غير نابس ببنت شفة، قام "عماد حياتي" وكأنه يلملم نفسه فقد علمت أني أصبت "حبيبي" في مقتل … وإذ دموعة تبلل خديه مقتربا من ابنتنا التي كنت أحملها ليأخذها في حضنه شادا عليها شاهقا … ليقول: يا روعة حياتي أوصيك بأمك خيرا … سامحيني سامحيني يا بنيتي … اطمأن على جلوسها، ثم قصد الباب منتعلا نعله فقد كان ناويا الوضوء … وسمعت الباب يوصد من ورائه، عندها ضاقت أنفاسي سمعت أصواتا في أرجاء رأسي تريد أن تفجره … جريت لا أعلم كيف، لكن جريت لعلي أمسك بـ "زوجي أحمد" فأركع عند قدميه … لكن لا أثر له وكأنه استحال هواء … بحثت في كل أرجاء البيت باكية تارة وأخرى منادية حتى خارت قواي …
وحتى اليوم سنتان مرتا على فراق "سكني، شرفي .." لم ألحق أن أعرف له طريقا … وها أنذا أناديه "أحمد، حبيبي أشتاقك وابنتك … إني كل ليلة ألتحف ثيابك حتى أني ما شئت أن أغسلها مستأنسة برائحتك … أخطأت في حقك وإني أرجوك مسامحا …"
لحظتها خرت "ج" مطأطئة برأسها وهي تذرف دموعها … وبين الحين والآخر تضم ابنتها الجميلة مقبّلة إياها بشدة، مرددة: أعدك يا عزيزتي أن أجوب الأرض لأجد أباك … فاطمئني …

قصتي يا إخوان أودها متفتحة معربة على أن الحياة فقاعة فعلينا أن نصورها قبل أن تنفجر … الحياة قصيرة لذا علينا تحري ما يحب وما يكره من حولنا … على الخصوص قاصدا كل من يعيش الحياة الزوجية فقد قال آباؤنا "لي فات كلمة فات روح" … مستيقنين أن عثرة الرجل تذهب القدم لكن عثرة اللسان قد تذهب النعم … فلنراعي ألسنتنا مع أحب الناس إلينا …

السلام عليكم

عبرة لمن يعتبر وحكمة لمن تفهم معناها و نصيحة لمن اصرت على خطئها

بارك الله فيك

وفقك الله
شكراا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العائدة الى الله الجيريا
السلام عليكم
عبرة لمن يعتبر وحكمة لمن تفهم معناها و نصيحة لمن اصرت على خطئها
بارك الله فيك

شكرا للعائدة وعودك محمود … الجيريا
شكرا على مرورك … تشرفت بذلك … بالتوفيق

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النجمة القطبية الجيريا
وفقك الله
شكراا

لتبقي سيدتي هادية لكل مسافر في الحياة تقطعت به السبل .. فكنت دليلا يتبين بآرائك خطاه ملتمسا وجهته، شاكرا جازل الشكر كلما رفع عينيه إلى حيث موضعك. بالتوفيق

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شولاك الجيريا

لتبقي سيدتي هادية لكل مسافر في الحياة تقطعت به السبل .. فكنت دليلا يتبين بآرائك خطاه ملتمسا وجهته، شاكرا جازل الشكر كلما رفع عينيه إلى حيث موضعك. بالتوفيق

نسال الله ان يهدينا جميعا فلكم نحتاج الى ذلك
اللهم نور بصيرتنا بالحق ولا تتركنا فى هذه الظلمة الحالكة

قصتي يا إخوان أودها متفتحة معربة على أن الحياة فقاعة فعلينا أن نصورها قبل أن تنفجر … الحياة قصيرة لذا علينا تحري ما يحب وما يكره من حولنا … على الخصوص قاصدا كل من يعيش الحياة الزوجية فقد قال آباؤنا "لي فات كلمة فات روح" … مستيقنين أن عثرة الرجل تذهب القدم لكن عثرة اللسان قد تذهب النعم … فلنراعي ألسنتنا مع أحب الناس إلينا …

كلام من ذهب عسى ان يجد عقولا واعية
بارك الله فيك اخي الفاضل وربي يوفقك.

بســـــــــــم الله

قصة فيها عبرة
حفظك الله ورعاك
و جعلنا جميعا
من
أهل الغرفات
آآآآآآميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
شكرا لك


ســـــــــــــــــــــــــلام

السلام عليكم اما بعد, والله يا أخي قرأت قصتك بتأثر شديد و هي تذكرة لكل زوجة غافلة و قد جعلتني أحاسب نفسي و اراقبها في معاملتي له و إذا لم يكن لك من الاجر غير هذا فيكفيك اجرا عند الله تذكرة الغافلين..جزاك الله خيرا عنا..

لسانك حصانك فان صنته صانك وان خنته خانك
اللهم اني اسلك الصبر والقنوان

المعذرة .. بحثت وفتشت فقرأت … أشكرك

الجيريا

قصة مؤثرة ومعبرة … فلتكن ذكرى

إنك تحكم الكلمة ما دامت لم تخرج منك فإن خرجت فإنها تحكمك

اللسان عضلة تكمن وراءها كل معضلة

والله قصة كلها معاني وحكمة وعبرة

استفدت منها الكثير والكثير

بارك الله فيك

فلنراعي ألسنتنا مع أحب الناس إلينا
والله العظيم غير جات في وقتها هاذ الهدرة
بارك الله فيك يا اخي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.