تخطى إلى المحتوى

أيتها المرأة هذا هو المعيار 2024.

  • بواسطة

ذكر الذهبي : في سير أعلام النبلاء (11/238) أن الإمام أحمد قيل له ـ أيام المحنة ـ :
[ يا أبا عبد الله ! أوَلا ترى الحق كيف ظهر عليه الباطل ؟
قال : كلا ، إن ظهور الباطل على الحق ، أن تنتقل القلوب من الهدى إلى الضلالة، وقلوبنا بعد لازمة للحق] انتهى .
ما أحوجنا إلى استحضار هذا المعيار الدقيق في بيان حقيقة ظهور الباطل على الحق ، خصوصاً في هذا الزمن الذي تقلبت بقلوب كثيرٍ من أهله الفتن بنوعيها : الشبهات ،والشهوات ـ أعاذنا الله منهما ـ .
إن من أعظم أنواع الفتنة : أن تختل حقيقة انتصار الحق في النفس ؛ بسبب عارضٍ ما ؛ لأن اختلال المعايير حينئذٍ يؤدي إلى خلل في المنهج ولا بد ، ويصبح السائر ـ في طريقه إلى الله ـ مضطرباً لاضطراب معاييره ، فهي ـ حيناً ـ تربط الحقّ بالكثرة ! وحيناً تربطها بغلبة السلطان ! وحيناً بظهور أهل الباطل ،وحيناً بأمور أخرى ،وكلّ ذلك لا يجدي على صاحبه شيئاً.
إن هذه القوة العجيبة من الإمام أحمد : في ردّ تلك الشبهة التي عرضها بعضُ أصحابه لم تكن ردّة فعل حاضرة ، بل هي نتيجةُ فهم الإمام العميق لكتاب الله تعالى ،وسيرة رسوله صلى الله عليه وسلم ، واستقرائه لتاريخ أهل الحق في صراعهم مع الباطل وأهله.
قال تعالى : }لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ{ (الأنفال/8) ،وقوله تعالى : }وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا{ (الإسراء/81) ، وقوله تعالى:}بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ{ (الأنبياء/18) ،وغيرها من الآيات = إن من يتأمل الآيات السابقة ـ وما في معناها ـ لا يمكن أبداً أن تهتز عنده حقيقة غلبة الحق ،وظهوره على الباطل وأهله الظهور الحقيقي لا الصوري !
وما دام الحديث موجهاً إلى الأخت المسلمة ، فما أحوجها أن تستصحب هذه الحقيقة خصوصاً في هذا الزمن الذي انبهرت فيه كثير من النساء ببهرج الباطل ،وضعفت فيه القناعة بالحق الذي أراده الله للمرأة ، لسبب من الأسباب التي أشرت إلى بعضها.
وهذا يؤكد على المرأة أن تعرف الحق بدليله حتى يبقى عقيدةً راسخة في القلب ، لا تزلزله العوادي ،ولا تعصف به الفتن ـ بإذن الله ـ لأن الحق حين ينمو بنفسه "فإن الله يجري سنته ، فيقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ، إن على الحق أن يوجد ومتى وجد الحق في صورته الصادقة الكاملة ، فإن شأن الباطل هين ، وعمره كذلك قريب "[1].
إن الفتنة الخفية في هذا الباب ـ فيما أرى ـ تتمثل في أمرين :
الأول : التباس الحق بالباطل بسبب كثرة دعاة الباطل ،وقوة أساليبهم في التسويق له.
الثاني : أن كثيراً من النساء المسلمات قصّرن في تلمس الحق المقرون بدليله ـ الذي يجعل المرأة قوية بعقيدتها ،ودينها ـ فإن الدليل كالسلاح للداخل في المعركة ، فمن دخل الحرب بغير سلاح ، فماذا يتوقع أن يصيبه ؟!.
ونتيجة لذلك ، ستصبح المرأة ـ مع هشاشة حجتها بصحة ما هي عليه ـ في حالة دفاع عاطفي فقط ، من غير قدرة على بيان الحجة ،والاستعلاء بالحق ـ وهو ما يمكن أن نصطلح عليه هنا بالهجوم ـ وبالتالي فإن السهام إذا كثرت على هذا النوع من الناس ،فيوشك أن تصاب بمقتل ،وهذا المقتل ،هو أن تضعف ، فتصبح في حالة استقبال وتلقٍّ ،وهنا الكارثة ، إذ مؤدى ذلك الاستسلام ،ومن ثم الانتكاس ـ والعياذ بالله ـ .

وخلاصة القول : أن المرأة المسلمة ـ اليوم ـ أحوج ما تكون إلى أن تتسلح بسلاح العلم المقرون بالحجة ؛ ليس فقط لتكون هي على بيّنة من أمرها ،ويقينٍ من دينها ، بل لتنقل هذا اليقين إلى بنات جنسها ، قبل أن يجرفهنّ السيل العاتي ،وقبل أن تنقلب موازين انتصار الحق وقوته في نفوسهن ، والأمر لله من قبل ومن بعد }مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا{ (الكهف/17).


شكــــــــــــرآ وبآرك الله فيــك
ووفقك الله فيما يحبه ويرضآه

بااااارك الله فيك
وفقك الله

شكــــــــــــرآ وبآرك الله فيــك
ووفقك الله فيما يحبه ويرضآه

شكرا على المرور

ربي يباركككككككككك مليحه هذا

بارك الله فيك

موضوع قيم
بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.