لا يختلف اثنان أن الثقة أمر هام في الحياة الزوجية حتى يستطيعا العيش بسعادة وهناء, لأن من بديهات الحياة الزوجية السعيدة أنه لا تقوم حياة على الشك، ولا تستمر حياة مع الشك.
(والثقة لا بد أن تكون متبادلة ومطلقة, لا تشوبها شائبة, وكل ذرة شك ينهار أمامها ذرة حب, يختل التماسك, يبدأ الهرم في الانهيار كثيرون لا يدركون هذه الحقيقة الخطيرة، إن أعظم هرم يمكن أن ينهار تدريجيًا هرم الثقة، تسقط ذرة يتبعها ذرة أخرى وهكذا، حتى يأتي مباح فلا تجد له أثرًا، هكذا يضيع الحب، وينهار الزواج, وهو ضياع لا نهائي, وانهيار لا رجعة فيه.
قد تتصور الزوجة مخطئة أنها بتحريك شكوك زوجها ستحرك عواطفه، وتجعله أكثر تشبثًا بها, ولعله يعرف قيمتها.
(وكذلك قد يلعب الرجل هذه اللعبة السخيفة فتبدي الزوجة غيرتها, وتبدي اهتمامًا بزوجها.
ولكن ثمة شك انزرع في داخلها, وأوهام انغرست في عقلها، ومرارة علقت بعواطفها …..وكذلك الزوج، قد يبدي غيرته الفعلية ويبدي اهتمامًا بزوجته…. ولكن يذهب من قلبه – ربما للأبد – براءة الحب وطهارة العلاقة.
وهكذا ينام الزوجان على فراش من شوك ويمشيان على أرض من نار, ويتنفسان هواء مسمومًا) [متاعب الزواج، د/ عادل صادق، ص273-275، بتصرف].
الثقة البعيدة:
لا تقتصر الثقة في شريك الحياة على هذا الأمر فقط، بل تتعداه إلى الثقة في قدراته، ومواقفه وقراراته، وتصرفاته وكلماته, ومن ثم تشجيعه على التصرف في كثير من أمور الأسرة واتخاذ القرارات فيها، حتى إذا غاب هذا الطرف في المنزل عرف الطرف الآخر كيف يتصرف في أمور الأسرة.
والعكس تمامًا إذا لم يكن هناك ثقة في قدرات وقرارات وتصرفات الطرف الآخر, فالطرف المتضرر من هذا سيتخذ كل التدابير لتصريف الأمور بشكل صحيح وبدون خسائر وخصوصًا الخسائر المادية.إذا توفرت الثقة بين الزوجين, فإن ذلك يكفي بالنسبة إليهما تحقيق الأمن والأمان في الحياة الزوجية، وخاصة الثقة في الزوج في قراراته وتصرفاته وحكمته لأنه هو ربان السفينة والقائد للحياة الزوجية, فإن الشعور العام في الأسرة سيكون الشعور بالأمان والأمن (وهو من الحاجات النفسية الضرورية، لكي يسعد الإنسان في حياته وينعم، ولو تخيلنا أن إنسانًا يملك العقار والدينار والطعام, وبينه وبين هذه الملذات أسد جائع فاغرًا فاه ينتظر قدومه، فهل يهنأ هذا الإنسان بهذه النعم, أم يكون تفكيره في الأسد وكيفية النجاة منه؟
لا شك أن الأمن إن فُقد فإن الإنسان لا يهنأ بعيش أبدًا، وهذا ما يحدث لأحد الطرفين في الحياة الزوجية، إذا لم يتوفر له الأمن النفسي من الطرف الآخر حتى لو أغدق عليه المال والعقار، فإنه يبقى محتاجًا إلى الاهتمام به ليشعر أنه آمن، يبقى محتاجًا إلى اللمسة الحانية, وإلى النظرة الرحيمة, وإلى مشاركته في الأحزان والأفراح, ويبقى محتاجًا إلى الجلوس معه والحديث إليه عن الأحلام والأماني المشتركة, حينها يشعر أن الطرف الآخر مهتم به ويقدره ويحترمه….ولهذا لا بد أن يُسمع الزوج زوجته بعض الكلمات التي تشعرها بالأمان في حياتها معه, وكذلك الزوجة تسمع زوجها بعض الكلمات التي يشعر الزوج بعد سماعها بأنها تحافظ عليه وعلى أبنائه وأمواله وبيته فيطمئن ويستقر) [الحروف الأبجدية في السعادة الزوجية, جاسم محمد المطوع, ص5 بتصرف].
وتأثير الفعل بالطبع أوقع من الكلام, فإذا وجد الزوجان الأفعال التي تدل على توفير الأمن والأمان لحياتهما الزوجية، فإن تمسُّك كل منهما بالآخر يزيد، ويزيد الحب بينهما يومًا بعد يوم.
أما إذا لم يتوافر الشعور بالأمان لدى كلا الزوجين فإن الولاء للمؤسسة الزوجية سينتهي حتمًا، وذلك لعدم شعور أحدهما بالأمان تجاه الآخر والاطمئنان لتصرفاته.
ومن علامات الأمان أن يبث كل من الزوجين همومه للآخر ويتحدث كل منهما عن طموحه وأحلامه, ويردد بين حين وآخر أنه بحاجة للطرف الآخر, وأنه يشكر الله تعالى أن جمع بينهما في علاقتهما الزوجية وهذا من الإشعار بالأمان في القول.
فدفاع كل واحد منهما عن الآخر عن ماله واسمه وسمعته وعمله, بل وحتى عن عيوبه وأخطائه, هذا مما يزيد شعورهما بالارتياح وتحقيق الأمن منقول
موضوع مميز
بارك الله فيك
السلام عليكم
جميل ما طرحت ، تقريبا كل المشاكل التي يقع فيها الازواج لعدم الوثوق في بعضهما
شكرا على مرورك المميز تميز كلماتك بوركت
السلام عليكم
جميل ما طرحت ، تقريبا كل المشاكل التي يقع فيها الازواج لعدم الوثوق في بعضهما |
شكرا بارك الله فيك على المرور المميز
شكرا
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا لكل من مر بالموضوع وباركه
بارك الله في الجميع
شكرا بارك الله فيك
السلام عليكم ورحمة الله
وفيك بركة أختي الكريمة على مرورك الكريم
يعطيك ألف عافية