أمراض لا تظهر إلا في فصل الصيف
يلجأ عدد هائل من المصطافين إلى السواحل لنسيان الضغط والعناء والبحث عن الراحة والهدوء· ومن هنا تصبح حماية هذه المناطق والاعتناء بنظافتها وجمالها مسؤولية الجميع بداية بالمصطافين الذين من واجبهم الحفاظ عى هذه الأماكن على أحسن وجه والعمل من أجل بقائها على حالها طوال السنة، مثلما يأملون في أن يجدونها السنة المقبلة· وهذا الأمر لا يحتاج إلى العمل من أجل النظافة وتفادي رمي البقايا الناجمة عن الطبخ والأكل والشرب مثل بقايا الخبز والفواكه أو قارورات وعلب المشروبات أو كؤوس القهوة وأكياس البلاستيك·· إلخ في أي مكان، بل جمعها في كيس حتى يتم رميها في المكان المخصص لها والتحلي بالسلوك الحميدة·
والنظافة هي أساس القضاء على الأوبئة لأن نقطة انطلاق كل الأمراض هو الوسخ الذي هو مصدر المكروبات بمختلف أنواعها كالفيروسات التي تمثل سبب أغلب أنواع السرطان كسرطان عنق الرحم عند المرأة، سرطان الثدي عند الرجل، سرطان بوركيت، اللوسيميا·· الخ وأغلب الأمراض العدوية المميتة قبل عصر التلقيحات كالبوحمرون، الحميراء، الشلل، الكلب ، الزكام وزكام الطيور·· إلخ والتي تنشأ من الأوساخ وتغيّر قدراتها على التمريض بتغيير تركيبتها حسب تغيرات درجات الحرارة، ثم الجراثيم التي هي سبب الأوبئة كالسل، الكوليرا، التيفوييد والتهاب السحايا والمعدة وإصابة القلب والسمع والمفاصل·· إلخ·
ثم الطفيليات التي تسبب أمراضا طفيلية عديدة والمنتشرة عن طريق الأوساخ والمياه الملوثة وفضلات الحيوانات وغيرها مثل حمى المستنقعات أو الملاريا، الزحار، الجرب، القمل··· الخ إضافة إلى الفطريات التي تتسبب عن طريق تراكم الأوساخ وقلة النظافة المحيطية والجسدية في أمراض مثل القرع·· الأورام، التقرحات الجلدية وغيرها· كل هذه الأمراض تخلق أمراضا جانبية أخطر مثل الأنيميا، انسداد الأمعاء أو الموت·
يمكن الانقاص من هذه الأمراض وحتى القضاء عليها إذا تم القضاء على الأوساخ المنتشرة يمينا وشمالا، مع الاعتناء بنظافة الجسم وطهارة المياه والتغذية التي تمثل مصدرا لتزايد الأمراض في هذا الفصل الحار بالذات نظرا لتزايد الطلب على المياه والمشروبات الأخرى والمبردات التي تبقى معرضة للتعفن تحت أشعة الشمس، حيث تصبح الجراثيم أكثر عدوانية بسبب الحرارة من جهة والأوساخ التي تزيد من نشاطها وحيويتها من جهة أخرى وكذلك المأكولات المختلفة المعروضة في الهواء الطلق تحت الحرارة الحارقة والحشرات المتراكمة الناقلة للمكروبات المسببة للأمراض مثل الانسمام بالبخص الكثير الانتشار في أيام الصيف بسبب التعفن الذي يصيب الغذاء المعرض في الهواء الطلق كاللحوم، السوندويتشات، الحلويات·· الخ والذي يتطلب علاجا مكثفا واستشفاء المريض لعدة أيام وأحيانا بقاء الأعراض عدة شهور، أو أيضا حمى التيفوييد هي دائما موجودة ويزداد انتشارها أكثر في الصيف خاصة عن طريق المياه والمأكولات المشبوهة التي تفتقد إلى شروط النظافة ولا تتوفر على شروط التبريد المفروض في الصيف خاصة ولا على شروط الطهي الكافي أو باقي الأمراض الأخرى التي تسببها الأغذية الملوثة بالجراثيم التي تنقلها الذباب والبعوض وباقي الحشرات التي تنشأ من الأوساخ والتي يجب محاربتها إلى حد القضاء عليها نهائيا والقضاء على المطاعم المشبوهة والمتاجر غير اللائقة والأكواخ القصديرية وشبه السكنات على ضفاف الوديان الملوثة وقنوات المياه القديمة··