بوسعادة مدينة جزائرية تقع على بعد 242 كلم جنوب العاصمة الجزائرية. من مسمياتها مدينة السعادة وكذا مدينة العظماءوبوابة الصحراء نظرا لكونها أقرب واحة إلى الساحل الجزائري.
عرفت بوسعادة منذ القدم كمركز تجاري مهم ينتج ويسوق فيها الحلي والمجوهرات الفضية والسجاد والصناعات التقليدية أخرى كالخناجر (الموس البوسعادي) التي حمل اسم المدينة. إضافة لكونها مركزا تجاريا للرحالة، فهي موقع سياحي وطني خاصة في فصل الشتاء.وتشتهر في الصيف بجمال منظر الواد المسمى واد بوسعادة واهم مناطق الواد هي فريرو قلتة القائد جنان الرومي الحجرة الطايحة المقطع
ترتبط المدينة جيدا مع مدن أخرى بفضل الطرق. فهي على بعد 70 كم من المسيلة عاصمة الولاية جنوبا و 175 كم عن بسكرة و130 كم عن برج بوعريريج و 120 كم عن الجلفة. و تعتبر من أقدم الدوائر في الجزائر
التقسيم الإداري
تتبع بوسعادة إداريا ولاية المسيلة وهي من أكبر دوائرها وتضم دائرة بوسعادة بلدية الهامل التاريخية
[عدل]السكان
قدر عدد سكان البلدية بـ 134000 نسمة(إحصائيات 2024).
التطور التاريخي لتعداد السكان[1]
السنة عدد السكان
1954 66,800
1966 26,300
1977 46,800 (المدينة)
50,100 (البلدية)
1987 68,700
1998 99,800
2024 104,800
2024 134,000
وتضم المدينة أحياءا شعبية كثيرة منها أحياء الموامين والدشرة القبيلة والقصر بوسط المدينة قرب ساحة الشهداء واحيائه الضيقة وأحياءالكوشة والقيسة وحي 20 أوت وسيدي سليمان ذو الكثافة السكانية العالية حيث يعتبر أكبر حي في الجنوب من حيث عدد السكان 000 54 نسمة.
[عدل]منطقة بوسعادة الثورية
شهدت منطقة بوسعادة ابان ثورة التحرير الكبرى معارك هامة وساهم أبناء المنطقة في حرب التحرير الكبرى ومن أهم المعارك التي شهدتها بوسعادة والمناطق المجاورة لها معركة جبل بوكحيل 55 كلم جنوب المدينة في مدينة عين الريش ومعركة جبل ثامر جنوب بوسعادة كما توفي بالمنطقة قائدي الثورة الكبيرين العقيد عميروش وسي الحواس في مدينة عين الملح
.
تاريخ بوسعادة كما يقدمه علماء الآثار والباحثون يضرب في أعماق التاريخ يحكي شواهد هذه الواحة التي يقول المؤرخون أنها كانت آهلة بالسكان منذ عصور ما قبل التاريخ وقد تم العثور على مسافة 4 أو 5 كلم جنوب المدينة على العديد من الآثار التي تدل على وجود سكان على ضفاف وادي بوسعادة منذ العهد «الايبيروموريزي» أي منذ حوالي ثمانية آلاف أو عشرة آلاف سنة. كما تم العثور على كمية كبيرة من الأدوات المصنوعة من معدني الليتيوم واستخرجت المكاشط والصفيحات وقطع الصوان من طبقات المعادن المحاذية للوادي بالإضافة إلى بقايا جثث حيوانات ذلك العهد. وعلاوة على ذلك فقد لاحظ المؤرخون والباحثون وجود اثر حيوانات رباعية الأقدام على جدران صخرية تبعد بعض الكيلومترات شمال غرب واحة بوسعادة وكانت هذه الحيوانات محل اصطياد وعيش أناس ما قبل تاريخ عصر المنطقة. فعلى طول سلسلة جبال سلات وفي أعالي طريق سيدي عامر ما زالت تلاحظ رسومات صخرية هي أشبه برسوم البيسون أما الرسوم الصخرية فتذكر الزائر بصور التاسيلي الجدرانية التي تشابهها اشد الشبه ولكن الباحثين لا يعلمون الشيء الكثير عن المدة التي تفصل بين حياة أولئك الذين عاشوا في عصر ما قبل التاريخ وبين حياة سكان الحضنة الذين يشهد التاريخ بأنهم من أوائل سكان هذه المنطقة غير انه قبل الاحتلال الروماني لأماكن محددة من السهب كانت هذه الأخيرة آهلة «بالجيتول» وهؤلاء البرابرة الرحل كانوا في تنقل مستمر في الهضاب العليا بحثا عن المراعي.
[عدل]ماذا قال المؤرخون عن بوسعادة
لقد عني كثير من المؤرخين بتاريخ بوسعادة وشخصياتها ولعل الشيخ أبوالقاسم محمد الحفناوي المعروف بابن عروس بن سيدي إبراهيم الغول وهو ابن بوسعادة قد أشار في كتابه المعروف «تعريف الخلف برجال السلف» إلى تاريخ المنطقة وأوضح يقول: على تبجح المتفيقهين الذين لا يقيلون عثار المخطئين وقريتهم في سفح جبل يسمى أبا العرعار من فروع جبل سالات المذكور أكثر مرة في تاريخ العلامة ابن خلدون وهو جبل شامخ كثير السواعد وفيه أثار للأولين وأقربهم إلينا في التاريخ بنو برزال المتنقلون إلى الأندلس، كما ذكره ابن خلدون ومن فروعه جبل القليعة وهو جبل رفيع قمته مربعة وفي سطحها ديار كانت لأحد رؤساء زناتة ثم صارت إلى بعض رؤساء العرب ومنهم قتيل ذئاب في محل الرمل واليراع ويعني بذلك كدية «بانيو» التي اكتشف فيها اليوم عنصر عجيب من صنع قدماء المهندسين.
وقال ابن خلدون: وكان مقامة بينهم سنة يختلف إلى بني برزال بسالات والى قبائل البربر بجبل أوراس يدعوهم جميعا إلى مذهب النكارية إلى أن ارتحل إلى أوراس واستبحر عمران هذا المصر واعتصم به بنو واركلا هؤلاء والكثير من ظواعن زناتة عند غلب الهلاليين اياهم على المواطن واختصاص الاثيج بضواحي القلعة والزاب وما إليها. ولعل بعض هذه الإشارات التاريخية تدل على ما فيه الكفاية على تاريخ بوسعادة وامجادها الماضية. لا تزال مدينة بوسعادة وهي مدينة العلم والفكر تشتهر برجالاتها المثقفين ممن بنوا صرح الجزائر الثقافي والفكري والعلمي فلقد برز بها مصلحون ومفكرون وعلماء ورجال دين كالشيخ الديسي وغيره الكثير بل ان بوسعادة لا تزال حتى اليوم موطن شعراء وموسيقيين جزائريين مجيدين ولعلها حالة من التواصل الفكري الذي يسري في نسيج المدينة ورجالاتها وعمرانها.
[عدل]الطبيعة المعمارية للمدينة
لقد اشتهرت بوسعادة مثل بقية المدن الجزائرية التاريخية بفنون العمارة الإسلامية وشهدت فيها المساجد والبناءان العمرانية نموا ملحوظا بل وبرز من خلال هذا العمران أهمية الروح الإسلامية والطراز الهندسي الفاخر الذي تميزت به مساجد بوسعادة كما هو حال مسجد زاوية الهامل ذي الطراز المعماري الرائع ومسجد النخلة والمسجد العتيق الذي بناه الشيخ العالم سيدي ثامر. وقد استعمل البناءون البوسعاديون في عمارتهم وسائل طبيعية كالنخيل والعرعار ووظفوا ما لديهم توظيفا موفقا في بناء المساجد التي تقدم النموذج الامثل في العمارة والبناء الإسلامي بفنونه وزخارفه وطرزه الرائعة ناهيك عن العلوم وفنون التحصيل المعرفي الذي تميزت به بوسعادة عبر تاريخها المجيد ولا تزال بهذا الصدد زاوية الهامل معلما دينيا وحضاريا وفكريا يشع على المنطقة بعلومه ورجاله ولا يزال دير الهامل غارقا في متاهة الزمن وفيا لتدريس المباديء القرآنية المتواصل على مر الأيام منذ تأسيس هذه الهيئة في عصر الأمير عبد القادر الجزائري ولا يزال يتميز بتجديد حسن الضيافة وبالهدوء في ممراته المظللة والقبة التي تمثل قبر المؤسس والذي يرجع لها الفضل في تذكيرنا بعصور أخرى لا تزال تجيء دائما محملة بالإشعاع والعلم والفكر. لمدينة بوسعادة عالمها الخاص رائحة التراث وعبق الماضي، السيوف والبرانس، الفضة والذهب وحلي العرس وهدايا تذكارية لا تنسى ولا شك أن «الحلية -الحرز» تشكل أكثر لغزا من بين حلي هذه الواحة وهي التي تضطلع بوظيفتين: وظيفة واقية من الأمراض ووظيفة جمالية وان الطلسم ذا العلبة الفضية هو في الواقع وقبل كل شيء مجمع لآيات قرآنية يفترض أنها تبعد كل العناصر المرضية وأولها الشياطين. ففي مجتمع تقليدي بدائي ما زالت الأداة التي تبعدالشيطان عن الناس هي علاج واق يجله الناس ويقدرونه هذا على كل حال يتعلق بالمحتوى، أما بخصوص الحاوي «العلبة» فانه إذا كانت العلبة صغيرة مصنوعة من الفضة المنحوتة فهو يزيد من جمال الشخص الذي يحمله وان الحلية التي تحصن الإنسان غالبا ما يكون حجمها «4 سم في 3 سم» فيلبسها المحصن في غاب الأحيان من سلسلة فضية جميلة وهو ما يزيد حاملها جمالا وزينة. وأما علبة الجلد الأحمر «فيلالي» فما هي إلا رد على صندوق الفضة الصغير وهما متشابهان في الواقع. غير ان العادة جرت بين سكان الواحة على استعمال حجاب الفضة أفضل من استعمال تميمة الجلد وحتى المشبك «أو المجحن البسيط» فيصلح لان يكون أداة زينة نفسه الوقت فهو أداة نفعية وفائدة هي ربط جانبي هدبي اللباس الصوفي، واشهر أنواع المشابك المعروفة عند سكان الواحة هو «الشياط» الذي هو عبارة عن قطعة من الحلي مثلثة الشكل ومرصعة وبها مسننة رقيقة كما يمكن أن نذكر «المساك» الذي يصلح أيضا لشد أطراف الثياب. ويعد كل من الحزام «السبتة» واليد «خمسة» من نفس فئة الحلي ذات المنفعة المباشرة.
[عدل]الصناعات التقليدية والتراث
ما زالت صناعة الحلي ببوسعادة تتوارث أبا عن جد وهي الصناعة التي ساعدت سكان الواحة على العيش والتأقلم مع ظروف البيئة ففي القدم كان الحرفي يستعمل موقدا يحفر له في الأرض واليوم يستعمل وعاء قدره بعض الليترات وسندنا حجمه 30 في 10 سم وقوالب حجمها 10 في 5 سم ومطرقة وملقطا وحصبة وقطعة حديدية ليساوي ويصقل محتوى القالب وكذلك مبردا وأحيانا زقا أو منفاخا.
الخيل هو عنوان اخر لمدينة تضرب في أعماق التاريخ والفحولة العربية، البوسعاديون خيالة بطبعهم وعندما تستمع إلى أحمد بختي الشريف ممثل الديوان السياحي لبوسعادة تشعر بالراحة والتلقائية التي تغمر قلبك وانت تجلس داخل الخيمة البوسعادية حيث الشاي الأخضر والفول السوداني ولذة الصحراء التي تختزل زمن الشعر والغناء والفلكلور الشعبي الذي تشتهر به بوسعادة ويرتفع عاليا مدويا جميلا اخاذا صوت المطرب الكبير خليفي أحمد بصوته وشدوه الذي يجيء جميلا عذبا مع صوت شابة بوسعادية ساحرة لقد كانت الخيمة دليل الكرم والضيافة العربية……….
[عدل]بوسعادة والمركز الجامعي
يلح سكان مدينة بوسعادة في مطلب إنشاء مركز جامعي يكون بمثابة منارة علمية في المدينة، حتى أن البعض أقام تجمعا دوريا للمطالبة بهذا المركز، غير أن تواجد كل من الجامعة والقطب الجامعي المتوفران على مختلف التخصصات العلمية والخدمات الجامعية بعاصمة الولاية حال دون تحقق هذا المطلب، كون كل من الجامعة والقطب الجامعي يعدان ملتقى علميا لمختلف أبناء مدن ولاية المسيلة من مدينة المسيلة إلى بوسعادة، ومن سيدي عيسى وحمام الضلعة إلى بني سرور وسيدي عامر وعين الملح وأولاد دراج…الخ، هذا مع ذكر تناقص نسبة الطلبة من خارج الولاية، خصوصا في تخصصات العلوم الاجتماعية.
لكن يبقى تحقق هذا المطلب مرهونا باستيفاء الشروط التي تدرسها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع السلطات التنفيذية المختصة.
[عدل]الرسام الفرنسي اتيان ديني
نصر الدين دينات (بالفرنسية: Alphonse-Étienne Dinet ولد باسم ألفونس إتيان دينية) (28 مارس 1861 – 24 ديسمبر 1929، باريس) هو رسام فرنسي
ولد في باريس سنة 1861م في وسط عائلة برجوازية، كان والده قاضيًا فرنسيًا بارزًا.[1] في عام 1865 ولدت شقيقته جين، التي ستكون كاتبة سيرته الشخصية، أما جده فقد كان مهندسا، وأمه تدعى ماري لويز اديل وهي ابنة محامي
العاشق المسلم هو عاشق بوسعادة وفنانها الكبير الذي يسمى بيته اليوم بمتحف نصر الدين ديني جاء من باريس من تلافيف الحضارة المادية وضيق الأيديولوجيات التي لا تريح مزاج المبدع فخرج يطوي الأرض نحو بوسعادة حيث حط الرحال واستراحت نفسه للإسلام فدخل فيه فردا مؤمنا كأعذب ما تكون روح المسلم وتلقب باسم نصر الدين ديني المولودبباريس عام 1861ميلادي والمعتنق للإسلام عام 1913م بعد أن قضى فترة طويلة في واجهة بوسعادة يستلهم من جمالها لوحاته وابداعاته تمثل صورة الحياة الصادقة الصافية في وجوه نساء جميلات يعتمرن اللباس التقليدي ويمشين إلى الواحة فيسحرن الناظر اليهن ويأخذن بنياط قلبه لقد عبر نصر الدين الفنان المسلم حدود الجمال الطبيعي وذهب بعيدا في غور الروح فاذا هو يصوم ويصلي.
بعد انتهاء موسم الحج في 2 أبريل 1929م سافر الحاج نصر الدين إلى باريس حيث توفي هناك بعد أشهر قليلة في 24 ديسمبر 1929م، ونقل جثمانه بعدها إلى مدينة بوسعادة في ضريح ليستريح في المدينة التي لطالما عشقها.
في الثلاثينيات من القرن الماضي أنشا في بوسعادة متحف نصر الدين دينات لا زال لحد اليوم موجودا وهو من أكبر المتاحف.
المقارنة مع الرسامين الحداثيين مثل هنري ماتيس، الذي زار أيضا شمال أفريقيا في العقد الأول من القرن العشرين، فإن لوحات دينية جد متحفظة للغاية، فهو يحب التمثيل والمحاكاة والواقع الاثنوغرافي، في تعامله مع الموضوع.
درايته وفهمه للثقافة واللغة العربية ميزته عن الفنانين المستشرقين الآخرين، مما مكنه العثور على نماذج عارية في الجزائر الريفية، وهو أمر صعب في هذه المجتمعات العربية الآمازيغية. يمكن وصف معظم أعماله قبل سنة 1900 بأنها "مشاهد بشرية واقعية ومعاصرة"كما زاد اهتمامه بالإسلام، وبدأ برسم الموضوعات الدينية. وكان نشطا في ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الفرنسية، من بين أعماله ترجمة لقصيدة ملحمية لعنترة بن شداد سنة 1898.
شكرا على المعلومات المفيدة
مشكور على المعلومات و اظنها مدينة جميلة بنظري
شكرا على المعلومةوخطوطك مفهومة