file:///C:/Documents%20and%20Settings/said/Bureau/sara22/%D8%A3%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D9%87_%D8%AA%D8%B0%D9%83% D8%B1%D9%8A%20(1).htm
أختاه تذكري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أمّا بعد:
أختاه: أبث إليك بين قضبان حروفي ذكرى .. وأنسخ من ظلال القرآن ومعين السنة وعظا تكسبين به الأجر.. فاسمعي يا أختاه..
فما الحياة الدنيا بباقية.. وما الأحوال فيها ستبقى كما هي، فكلها بما فيها وما عليها إلي زوال ويبقى الله وحده ذو الجلال!
تذكري أنّك في رحلة منعطفها الموت، ومحطتها القبر، ومستقرها الجنّة أو النّار!
فانظري ماذا تركبين؟!
هل تركبين مركب الطاعة والامتثال فيسوقك إلي خير مآل.. {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (55)} [القمر:54-55].
أم تركبين مركب المعصية والغواية، فيسوقك إلي أسوا نهاية ..{فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ (43) لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (44)} [الواقعة :42-44]. فانظري أخية! ماذا ستركبين!
فالرحلة قصيرة.. ومراكبها أمامك جلية جلاء الشمس في كبد السماء الصافية!
أختاه.. كم ستعيشين في هذه الدنيا ؟ ستين سنة.. ثمانين سنة.. مائة سنة.. ألف سنة .. ثم ماذا؟! ثم موت .. ثم بعث إلي جنات النعيم أو في نار الجحيم!
تيقني حق اليقين أن ملك الموت كما تعداك إلي غيرك فهو في الطريق إليك! وأعلمي أن الحياة مهما أمتدت وطالت فإن مصيرها إلي الزوال وما هي إلا أعوام أو أيام أو لحظات فتصبحين وحيدة فريدة لا حبيبات ولا أموال ولا صاحبات.
تخيلي نفسك وقد نزل بك الموت، وجاء الملك فجذب روحك من قدميك!
تذكري ظلمة القبر ووحدته، وضيقه ووحشته، وهول مطلعه، وسوء مصرعه! آه له من بيت جمع الأضداد والمتفرقات.. فإمّا نعيم وإمّا حميم! لا فرق أن يدخله لئيم أو كريم، أو رفيع أو رضيع، أو داعية أو أبله، أو ملك أو مملوك، أو معسر أو موسر!
تذكري هيئة الملكين، وهما يقعدانك ويسألانك .. تذكري كيف يكون جسمك بعد الموت؟ تقطعت أوصالك، وتفتت عظامك وبلى جسدك وأصبحت قوتا للديدان!
ثم ينفخ في الصور.. إنّها صيحة العرض علي الله، فتسمعين الصوت، فيطير فؤادك، ويشيب رأسك، فتخرجين مغبرة حافية عارية، قد رجت الأرض، وبست الجبال، وشخصت الأبصار لتلك الأهوال، وطارت الصحائف، وقلق الخائف. فكم من عجوز تقول واشيبتاه ! وكم من كبيرة تنادي واخيبتاه! وكم من شابة تصيح واشباباه.
برزت النّار فأحرقت، وزفرت النّار غضبا فمزقت، وتقطعت الأفئدة وتفرقت.. والأحداق قد سالت.. والأعناق قد مالت، والألوان قد حالت، والمحن قد توالت..
تذكري مذلتك في ذلك اليوم، وانفرادك بخوفك وأحزانك، وهمومك وغمومك وذنوبك، وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلّا همسا! قد ملئت القلوب رعبا.. وذهلت المرضعة عما أرضعت واسقطت الحامل حملها.. وتتبرئين حينها من بنيك، وأمك وأبيك وزوجك وأخيك..
تذكري تلك المواقف والأهوال.. يوم ينسى المرء كل عزيز وحبيب..
تذكري يوم توضع الموازين، وتتطاير الصحف كم في كتابك من زلل، وكم في عملك من خلل!
تذكري يوم يقال لك: هيا اعبري الصراط!
تذكري يوم يقررك الله بذنوبك ليس بينك وبينه ترجمان! ماذا تجيبين، أم كيف ستعتذرين!
أخية: حاسبي نفسك قبل أن تحاسبي! وعدي ذنوبك قبل أن تكون عليك يوم الحشر حسرات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر:18].
كان توبة بن الصمة من المحاسبين لأنفسهم، فحسب يوما، فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم، فصرخ وقال: يا ويلتي! ألقى ربي بأحد وعشرين ألف ذنب؟ كيف وفي كل يوم آلاف من الذنوب؟!!
واحذري أختاه: من معصية الله، فإنّها نكد في العيش، وقلق في النفس، ومنقصة للرزق وما حقه للعمر، وتعاسة في المعيشة وضنك في القلب.
مساكين أهل الذنوب أطاعوا الشيطان، وعصوا الرحمن .. وحلت كروبهم وعظمت خطوبهم، وكبرت عيوبهم، وأحصيت عليهم في الكتاب ذنوبهم.. مساكين أهل الذنوب عصوا الجبار باللّيل والنّهار، وبذلوا مهجهم لعذاب بالنّار، وسودوا صحفهم بالخطايا والأوزار..
مساكين أهل الذنوب غفلوا عن الطاعة، وخسروا أنفسهم قبل قيام الساعة!
أختي المسلمة: فاجعلي من لحظات عيشك طاعات، واعتقي نفسك من مغبة الحسرات {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} [النحل:111]. يوم تنظرين أيمن منك فلا ترين إلا ما قدمت ! وتنظرين أشمل منك فلا ترين إلا ما قدمت .. عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يحشر النّاس يوم القيامة حفاة عراة غرلا» قلت يا رسول الله النّساء والرجال جميعا ينظر بعضهم إلي بعض ؟ قالت: قال: «يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلي بعض » [رواه البخاري ومسلم].
في ذلك اليوم ..يتبرأ منك القريب والبعيد والصديق والعدو .. {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم} [إبراهيم : 22]. في ذلك اليوم {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ(37)} [عبس:34-37].
أخية: ألا فاعملي لتلك اللحظات.. ألا فاتقي النّار بامتثال الطاعات، واجتناب المحرمات قال صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من النّاس: الصحة والفراغ». فابذلي الجهد – حفظك الله – في المسارعة إلي ما ينجيك من النّار ، واستثمري وقتك وشبابك فيما يرضي الله، وكوني حافظة لله في الدنيا يحفظك في الدنيا والآخرة!
وتجنبي ما يغضب الله من النواهي والمحرمات، واحذري من الفجور والسفور، والغيبة والنميمة، والجدال والعجب، والكذب والخيانة وسائر المحرمات والموبقات.
وكوني حريصة على الإستزادة من الخير، ببذل المعروف، والكلمة الطيبة، والنفقة والصدقة، وإغاثة الملهوف، وإكرام الضيف، والرحمة بالضعفاء، والدعوة إلي الله جل وعلا وبر الوالدين والإحسان إليهما. والمداومة على الأذكار، والتقرب إلي الله بالرواتب والنوافل، وقراءة القرآن. واحرصي علي أداء الواجبات والفرائض، ومن أهمها الصلاة، فإنّها عمود الدين، وركنه الركين، والزمي الحشمة والوقار، والستر والحجاب، والعفاف والحياء، وطاعة الزوج في المعروف.
فهذه كلمات ناصحة.. جمعتها لك تذكرة وتبصرة، وخير ما أختم به المقال، وصية جامعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها، وحفظت فرجها وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنّة من أي الأبواب شئت» [رواه الحاكم وصححه الألباني].
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول
دار ابن خزيمة
اسفة على تكرار الموصوع لقد حدث خطا
شكرااا اخي سترافقني هذه النصائح مدى الحياة
اخي لك مني كل الاحترام والتقدير جزاك الله خيراا..
شكرا لك أختي على هذه النصائح القيمة
سوف تبقى في ذهني طوال حياتي
وامنى ان يعم الخير والفائدة من موضوعك الجميل
وششششششششششششككككككككككككككككككككرررا
شكرا على ردكم