أخبار وطرائف عن بيع الكتب..(أيام الأندلس)
كانت أسواق الوراقين تزخرببيع الكتب، ووكانت تحدث خلال ذلك طرائف وعجائب.. فهيا نبحر معها:
ذكر صاحب نفح الطيب عن الحضرمي قال: أقمت مرة بقرطبة ولازمت سوق كتبها مدة أترقب فيها وقوع كتاب كان لي بطلبه اعتناء إلى أن وقع وهو بخط جيد وتسفير (تجليد) مليح ففرحت به أشد الفرح فجعلت أزيد في ثمنه فيرجع علي المنادي بالزيادة إلى أن بلغ فوق حده، فقلت له: يا هذا أرني من يزيد علي في هذا الكتاب حتى بلغه إلى ما لا يساوي، قال فأراني شخصاً عليه لباس رياسة فدنوت منه وقلت له أعز الله سيدنا الفقيه إن كان لك في هذا الكتاب حاجة تركته لك فقد بلغت به الزيادة بيننا حده، فقال لي: لست بفقيه ولا أدري ما فيه ولكني أقمت خزانة كتب واحتفلت فيها لأتجمل بها بين أعيان البلد وبقي فيها موضع يسع هذا الكتاب فلما رأيته حسن الخط جيد التجليد استحسنته ولم أبال بما أزيد فيه والحمد لله على ما أنعم من الرزق فهو كثير. قال الحضرمي فأحرجني وحملني على أن قلت له: نعم لا يكون الرزق كثيراً إلا عند مثلك وأنا أعلم ما في هذا الكتاب وأطلب الانتفاع به يكون الرزق عندي قليلاً وتحول قلة ما بيدي بيني وبينهن. (نفح الطيب:463 -1).
بارك الله فيك.
اخي هذا ما يحدث عندنا في المعرض الدولي للكتاب حيث يقدم اليه اناس لا علاقة لهم بالكتب ليقيسوا المجلدات بالمسطرة .