الغظب أخي الغالي
من بين أكبر أسباب السهو و النسيان الإسراف في المعاصي و انشغال العقل الضيق المتحيز
المداومة على كأس من النعناع ومحلى بالعسل الحر مقوي ومنشط للذاكرة
والله أعلم
مد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نصحك من أرشدك إلى أن تشتت أمور الإنسان وعدم جريان أحواله على ما يرام سببها قلة التقوى ومقارفة الذنوب، بل وعواقب ذلك لا نستطيع سردها في هذا الجواب، ولكن مما ذكره العلماء من آثار الذنوب الوخيمة حرمان العلم النافع، فالعلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور، وحرمان الرزق، ووحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لا توازنها لذة، والمعاصي تجعل الأمور عسيرة، وتضعف القلب والبدن والعقل، وتمحق بركة العمر، وغير ذلك كثير مما فصله الإمام ابن القيم في كتابه (الجواب الكافي) فراجعيه.
وكما أن للمعاصي آثاراً وخيمة، فكذلك لاستقامة الإنسان على تقوى الله تعالى آثار محمودة وثمرات نافعة في العاجل والآجل، ومنها المخرج من كل ضيق والرزق من حيث لا يحتسب، وتيسير الأمور وسهولتها، وتيسير العلم النافع ومحبة الله تعالى والقبول في الأرض، والنجاة من عذاب الدنيا، والبشارة عند الموت، ثم ميراث الجنة ودخولها، وتحقيق التقوى يكون بالحرص على امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه ظاهراً وباطناً، وتحصيل أسباب الخشوع في الصلاة وملازمة الدعاء في قيام الليل والساعة الأخيرة من يوم الجمعة، وفي السجود وأدبار الصلوات، ولا سيما وصية النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال: إني لأحبك يا معاذ، فقلت: وأنا أحبك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا تدع أن تقول في كل صلاة رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. رواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الألباني.
كيف نتذكر الأمور….وما سبب عصف النسيان بذاكرتنا ؟.. قد نلتقي بشخص سبق أن رأيناه في الماضي ، و قد نكون عايشناه فترة طويلة ، ولكننا عندما نراه بعد سنوات نجهد الذاكرة في محاولة تذكر اسمه دون جدوى، .. …..قد تكون منسجما في حديث مَلكَ عليك حواسك وأخذ بلباب نفسك وفي وسط النقاش تنسى فجأة جوانب الحديث وتتسائل : ماذا كنت أقول ؟ أو عن ماذا كان يدور النقاش؟ قد ترفع سماعة الهاتف لتطلب رقماً وتنسى فجأة من ترغب طلبه ؟ أوقد تذهب لشراء سلعة وتجد نفسك قد اشتريت أخرى ونسيت ماجئت لشرائه؟ ….الكثير ولاشك يشتكون من مثل هذه الأعراض التي تحدث للذاكرة ويظنوها غير طبيعية ..ولكن في واقعنا الحالي أصبحت طبيعية ،تصيب أي شخص منا أحياناً كثيرة بمختلف الأجناس والأعمار. ..فما السبب الكامن وراء ذلك؟
لقد أرجح عماء النفس أن السبب الأساسي وراء فقد الذاكرة المؤقت (النسيان)..قد يرجع إلى عدة أسباب :
1: أسباب نفسية :قد ترجع لرفض العقل الباطن لتذكر بعض الأمور بسبب ارتباطها الوثيق بذكريات مؤلمة ..كأن يكون إسم شخص يرفض اللاوعي استرجاعه من ملفات الذاكرة بسبب اختفاء ذكريات مؤلمة خلفه..أوعدم تذكر مكان ما لارتباطه بحدث غير سار أوحزين أو مواقف مؤلمة مرت بالشخص فيه .
2: أسباب اجتماعية : نظراً لما يتسم به واقعنا الحاضر من مثيرات متعددة ، ونظراً لكثرة مشاغلنا وانشغال الفكر بأكثر من عمل واحد في وقت واحد ولما يتسم به عصرنا من السرعة والتطور في الأمور بشكل لايتمكن العقل فيه من استيعاب مجموعة من الأمور في وقت واحد .نجد أننا نرهق ذاكرتنا بتحميلها فوق طاقتها
حيث نجد أننا قد نسأل شخص عن إسمه ونحن نتحدث مع شخص آخر ..وهذا يجعل للذاكرة تهمل أمر تخزين الإسم لانشغالها بالمحادثة الهاتفية..ولو أن ظاهر الأمر أن رغبتنا في التذكر تكون واضحة
3: أسباب فسيلوجية: كالإرهاق الجسدي والنفسي اللذان يقللان من قدرة الفرد على استيعاب الأمور وبالتالي عدم القدرة على الاسترجاع لها.
ولايفوتنا أن نذكر أن النسيان ذكر في القرآن الكريم في أكثر من موقع وأكثر من آية
وإذا نسيت فاذكر الله *
وفي كل الأحوال فإن كل علماء النفس يؤكدون أن حالات النسيان هذه قد لا تحدث غالبا مع أناس نحبهم بإخلاص لذاتهم……..