العلامة العثيمين رحمه الله
يقول الشيخ رحمه الله في شرحه
( ولا تباغضوا )
فإن قال قائل : البغضاء هي انفعال في النفس , والأشياء الانفعالية قد لا يطيقها الإنسان كالحب مثلاً , فالحب بما يملك الإنسان أن يحب شخصاً أو أن يقلل من محبته أو أن يزيد من محبته إلا بأسباب , ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام , وهو يقسم بين زوجاته اللهم هذا قسمي فيما أملك , فلا تلمني فيما لا أملك يعني في المحبة , ومن المعلوم أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يحب عائشة رضي الله عنها أكثر من غيرها من زوجاته , لكن هذا بغير اختيار .
فإذا قال قائل : الغضب انفعال لا يمكن أن يسيطير عليه ,
فالجواب : الانفعال يحصل بفعل , فأنت مثلاً لا تحب شخصاً إلا لأسباب : إيمانه , نفعه للخلق , حسن خلقه , خدمته لك , أو غيرها من الأشياء الكثيرة , تذكر هذه الأسباب فتحبه , ولا تكره شخصاً إلا لسبب , تذكر الأسباب التي توجب الكراهه فتكرهه , لكن مع ذلك ينبغي للإنسان أن يعرض عن الأسباب التي توجب البغضاء مع أخيه , لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" لا تباغضوا " .
لكن أقول : إن البغضاء لها أسباب والمحبة لها أسباب , فإذا أعرضت عن أسباب البغضاء وتناسيتها وغفلت عنها زالت بإذن الله , وهذا هو الذي أراده النبي عليه الصلاة والسلام بقوله :
لا تباغضوا ,
وهو نظير قوله للرجل الذي قال : يا رسول الله , أوصني قال : لا تغضب قال : أوصني , قال : لا تغضب قال : أوصني , قال :
لا تغضب ردد مراراً قال :لا تغضب
قد يقول الإنسان :
إن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم كما جاء في الحديث , فلا سبيل إلى اخماده .
ونقول : بل له سبيل , افعل الأسباب التي تخفف الغضب حتى يزول عنك الغضب .
انتهى
المصدر
شرح رياض الصالحين
لابن عثيمين
الجزء الأول
بارك الله فيك و نفعنا بهذه الكلمات لشيخنا رحمه الله
بارك الله فيكم جميعا
وفقكم الله لكل خير
بارك الله فيك و جزاك كل خير
شكرا لك
بارك الله فيك
وجزاك الله خير الجزاء
بارك الله فيك
كلام نافع بارك الله فيك