تخطى إلى المحتوى

هل يمكن فصل السياسةعن الأخلاق ؟ 2024.

هل يمكن فصل السياسةعن الأخلاق ؟
إذا كانت السياسة تهتم بتلك القواعد و القوانين التي تتبعها الدولة من اجل التأمل مع أفرادها و الدول الأخرى و إذا كانت الأخلاق هي تنظيم لحياه الإنسان في المجتمع و فقا لمبادىء و قيم و مثل عليا تفرض علينا أن يفعل الخير و يتجنب الشر و من هنا تظهر إشكالية العلاقة بين السياسة و الأخلاق فيما ترى هل يمكن أن تخضع سياستنا للأخلاق أم يجب أن تفصل بينهما ؟بتعبير أخر هل نؤ خلق السياسة أم نسيء الأخلاق ؟
يجب فصل السياسة عن الأخلاق أي أنه لا يمكن أن تخضع كل سياساتنا للأخلاق و من المؤكدين على ذلك نجد "ميكافيلي" الذي يرى أنه يجب فصل السياسة عن الأخلاق فغاية الحاكم من سياسته أن يحافظ على الدولة و يعمل على ازدهارها و المهم هو تحقيق هذه الأهداف و لا تهم الوسائل حتى و لو لم تكن أخلاقية و في هذا الصدد ألف" ميكافيلي" كتابا أسماه "الأمير" و فيه يدعو الحاكم إلى إتباع القوه و المصلحة و الحيلة في سبيل الوصول إلى أهدافه و أن يتصف بصفات الأسد، و الثعلب، و الذئب " فالغاية تبرر الوسيلة " وفي نضره عالم السياسة تنعدم فيه الأخلاق و القيم و أي حاكم يضع سياسته للأخلاق سرعان ما تنهار دولته و قد كان رأي "ميكافيلي دور كبير فساعد على نمو الأنظمة الاستبدادية و هذا ما عبر عنه "موسولوني" زعيم الفاشية قائلا " إن السلام الدائم لا هو بالممكن و بالمفيد إن الحرب وحدها بما تحدثه من توتر هي التي تبعث أقصى نشاطات الإنسان و هي التي تضع وسام النبل و الشرف على صدور أولئك الذين لديهم الشجاعة لمواجهتها "
و كذلك نرى الولايات م أ اليوم تستعمل كل الوسائل حتى غير المشروعة لتحقيق أهدافها و مصالحها في العالم .
لكن التاريخ يشهد أن كل الأنظمة التي قامت على القوه و الأخلاق في الحكم كانت نهايتها الفشل كما أنه إذا ما حلت المصلحة و القوة و الحيلة محل الأخلاق و السلم و التعاون فإن ذلك سيؤدي إلى نتائج و خيمة تتحملها شعوب العالم في نزاعات و صرا عات و حروب أهلية .

يجب أن لا تفصل السياسة عن الأخلاق أي أنه يجب أن تخضع سياستنا للأخلاق و من المؤكدين على ذلك نجد "كانط" الذي يرى أنه يجب أن تربط بين الأخلاق و السياسة نظرا إلى وظيفة الدولة نظرة إنسانية لا أثر فيها للعبودية و الاستغلال فالغرض من وجود الدولة هي مساعدة الفرد و تحسين ظروفه و إسعاده لا للاستغلال ذاته " و يجب على الإنسان أن يتجنب كل أنواع الصراع لأن التطور الصحيح للحياة يستلزم تضييق الخناق على دائرة العنف و توسيع دائرة السلم و في هذا الصدر ألف " كانط "كتابا و فيه يخص نظريته سماه "مشروع السلام الدائم "و أكد فيه أن ظاهرة الاستعمار الحديث يعود إلى الحكم الفردي المطلق لذلك دعا إلى تأسيس تكتل عالمي أو إتحاد فيدرالي بين الدول ترتكز فيه العلاقات بينهما على الديمقراطية و نبذ العبودية .
أما "بيردراندسل " فإنه دعا إلى نبذ الحروب و الصراعات لانهما يهددان أمن و سلامه البشرية كلها و قد أكد أن السعي و راء التسلح سيؤدي إلى حرب عالمية ثالثة تكون نتائجها وخيمة لذلك يجب أن نستبدل الحقد و الجشع و الإظطهاد بالعمل و التعاون و في هذا يقول" راسل " الشيء الوحيد الذي يحرر البشر هو التعاون نفسه غير أن تمنى المرء الخير لنفسه في عالمنا هذا لا يجدي لأنه لم يصحبه تمنى الخير للآخرين و هذا مبدأ قديم يشير به رجال حكماء في مختلف العصور .
لكن في الوقت الحاضر الدول التي ترجح الأخلاق على السياسة فأفرادها يجدون الحرية في التصرف بذلك تنتشر مختلف الآفات الاجتماعية كالسرقة و الرشوة و غيرها
إذا كانت الأخلاق بدون قوه ضعف و القوه بدون أخلاق ظلم فالدولة القوية و القيادة الناجحة التي توازن بينهما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.