أهل العلم هم القائمون على أمر الله تعالى حتى تقوم الساعة، ويستدل لذلك بحديث معاوية رضي الله عنه، يقول: سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله )(رواه البخاري/كتاب العلم/باب من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين/ رقم 71) ، أي: يجعله فقيها في دين الله عز وجل والفقه في الدين ليس المقصود به فقه الأحكام العملية المخصوصة عند أهل العلم بعلم الفقه فقط، ولكن المقصود به هو علم التوحيد وأصول الدين، وما يتعلق بشريعة الله عز وجل ولو لم يكن من نصوص الكتاب والسنة إلا هذا الحديث في فضل العلم لكان كافياً في الحث على طلب علم الشريعة والفقه فيها.
وقد قال الإمام أحمد رحمه الله عن هذه الطائفة: (إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم). وقال القاضي عياض رحمه الله: (أراد أحمد: أهل السنة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث).
قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (فاطر/28)
اشتملت هذه الآية على جملة عظيمة، وهى: انحصار خشية الله سبحانه وتعالى في العلماء.
والخشية: هي الخوف مع تعظيم المخوف أي أنها خوف ناتج عن عظمة المخوف. والله سبحانه وتعالى أحق أن يخشى، وأحق أن يعظم، وأحق أن يخاف منه، لكن لا يخشاه إلا من كان عالمًا بما له من العظمة، والكبرياء، والقدرة، والعزة.
والعلماء هنا المراد بهم العلماء بالله، العلماء بأسمائه، وصفاته، وآياته، وليس المراد بهم علماء الصناعة والتكنولوجيا وما أشبه ذلك فإن هؤلاء علماء في الدنيا يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا، وذلك أن الخشية لا تكون إلا عن علم بحال المخشي، ومعلوم أن العلم بهذه الصنائع لا تعلق له بعظمة الله عز وجل؛ فهو مادي محض بخلاف المعرفة بالله وعظمته، فأهل المعرفة به هم أهل خشيته.
المصدر: مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى./ باختصار
بارك الله فيكم
رحم الله الشيخ الإمام