الحج له أركان أربعة وهي :
1 .الإحرام
2 . الوقوف بعرفة
3 . الطواف أي طواف الإفاضة.
4 . السعي بين الصفا و المروة .
ومن ترك ركنا لم يتم الحج إلا به
و واجبات الحج سبعة وهي :
1 ـ الإحرام من الميقات .
2 ـ الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس .
3 ـ المبيت بمزدلفة
4 ـ المبيت بمنى ليالي أيام التشريق
5 ـ رمي الجمار .
6 ـ الحلق أو التقصير .
7 ـ طواف الوداع.
من ترك واجبا عليه بدلا عنه دم شاة يذبحها في مكة و يوزعها على فقرائها و لا يأكل منها.
فبعد هذا التعريف الموجز للحج فما هي مقاصد الحج :
لاشك أن مقاصده كثيرة منها :
1 ـ إتمام آخر ركن من أركان الإسلام فعن أبى عبد الرحمن عبد الله ابن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:
" بنى الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و صوم رمضان و حج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا "
رواه البخاري ومسلم .
ومن خلال الحديث يتضح أن الإسلام كالبناء و أن الحج من أحد دعائمه الخمسة التي على المسلم أن يرتكز عليها لإتمام بنائه و المحافظة عليه من معاول الهدم وإبراز إتمام آخر ركن في البناء الذي يبين به كمال بناء الإسلام في آخر ركن له حتى يشعر بالطمأنينة وأنه تمكن من أركان الإسلام الخمسة و لم يهمل أي منها .
2 ـ من مقاصد الحج تطبيق لكلام الله و إعلان عن الإنتماء إلى الدين الإسلامي ودليل ذلك أن في القرآن الكريم قال الله تعالى في الآية 97 سورة آل عمران :
" ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " فمن حج فقد طبق ما أمره الله به لأنه ميز نفسه و برهن على أنه ينتمي إلى الإسلام حتى يتقبل الله منه فقد قال الله تعالى في الآية 85 سورة آل عمران :"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" .
ومن خلال الآية يتضح أن هناك من يتبع ديانة غير الإسلام مثل البوذية أو المسحية أو اليهودية أو الهندوسية فلا يقبل الله منه وهناك من في ديانته حج
لا يشبه شعائر المسلمين فلا يقبل الله حجه لأنه ليس مسلم و لا ينتمي إلى الإسلام وحجه لا يشبه حج المسلمين بل هو مخالف ومن الكفرة و المشركين و الملحدين ومن الخاسرين في الآخرة كما في ختام الآية القرآنية .
3 ـ من مقاصد الحج تحسين أخلاق المسلم وتهذيب سلوكاته ومنها لسانه و طلب المغفرة من الذنوب و الخطايا فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.
هذا الحديث رواه البخاري (1521) ومسلم (1350)وفي رواية للترمذي (811) :" غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ " صححه الألباني في صحيح الترمذي .
ومن خلال ما سبق من حديث نبوي شريف أن الحج يتعلم المسلم الامتناع عن قول الفاحش و المتمثل في الرفث و يتحاشى أن يكون من أهل الفجور و الفسق ويتمكن من محو خطاياه كأنه جنين ولدته أمه صحيفته خالية من السيئات كما أن الحج المبرور يغفر الذنوب و يدخل الجنة.
والحاج يجب أن يعرف أن الأخلاق الحسنة لها وقع و ثقيلة جدا في الميزان الذي يوضع يوم الآخرة فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ ". رواه أبو داود(4799) وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود.وعَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"يَقُولُ مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ" رواه الترمذي(2017) وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي.
لهذا إذا أردت أن تكون صاحب خلق حسن فالحج مدرسة يكثر فيه الزحام و الإمتحان لأنك حتما سوف تضطر لمخالطة أشخاص تتعرض لمواقف كثيرة يجب أن تصبر و تتحكم في نفسك و لا تترك العنان لسانك أو يدك وكن تلميذا ناجحا في مدرسة الأخلاق و الإمتحانات التي تتعرض لها في الأراضي المقدسة وعليك أن تعرف أنه لا رفث و لا قول فاحش ولا عراك باللسان و لاشجار بالكلام أو اليد فقد قال الله عز وجل في محكم تنزيله :الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ.
4 ـ من مقاصد الحج اتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه و سلم فقد أخرج الخمسة من حديث ابن عباس قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "إن الله كتب عليكم الحج "فقام الأقرع ابن حابس فقال أفي كل عام يا رسول الله قال :"لو قلتها لوجبت الحج مرة فما زاد فهو تطوع"
ومن خلال الحديث يتضح أن الرسول يحبنا وأراد التيسير لنا فأمرنا أن نحج مرة في العمر حتى لا يصعب علينا الحج لهذا من حج مرة واحدة فقد اتبع سنة الحبيب محمد الذي هو قدوتنا لهذا علينا البعد عن البدع والضلالات التي هي من صنع البشر والإبتعاد عن المغاليين في الدين والمتشددين واتباع رسولنا الكريم في كل صغيرة وكبيرة في أداء مناسك الحج و العمرة .