قصيدة في بيان قدر العقيدة الإسلامية عند أهلها للشيخ زيد المدخلي حفظه الله
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد:
فهذه قصيدة لفضيلة الشيخ زيد المدخلي حفظه الله تعالى في بيان قدر العقيدة الإسلامية عند أهلها وموقف الأعداء منها يقول فيها:
إن العقيدة أسٌ في الحياة وإن ::: ضاعت فكل حياةٍ بعدها عدم
نادى بها المصطفى في بدء دعوته ::: فحاد عنها ذوو الإشراك فانهزموا
وعصبةٌ من خيار الخلق إذ سمعوا ::: ذاك النداء فلبت منهم الهمم
قالوا رضينا بذا الإسلام يحرسنا ::: أكرم به منهجاً للناس معتصم
فيه السعادة والحسنى لمعتبرٍ ::: والعز فيه ورغد العيش والنعم
فيه السناء وفيه اليمن مزدهراً ::: والأمن فيه فنعم الذخر يا أمم
فيه الوئام وحسن الخلق مكتملاً ::: لكن أعداءه في سمعهم صمم
فيه السهولة والخيرات أجممعها ::: فيه الهناء فلا ظلم ولا عتم
ما ضر موكبه المفضل أن طرحوا ::: صخراً على دربه فالصخر ينحطم
وهل يعوق ضياء الشمس إن سطعت ::: غيمٌ على جنبات الشمس يزدحم
كلا ولا حجبت أنوارها سحب ::: كثيفةٌ بل ضياء الفجر يقتحم
تلك العقيدة بالبشرى أقدمها ::: ظل ظليلٌ وبالإخلاص تتسم
تلك العقيدة لا نبغي بها بدلاً ::: لها ضياءٌ كنور الشمس يا أمم
تلك العقيدة ما أغلى معالمها ::: لا ريب فيها وفيها العدل والحكم
تلك العقيدة يا أحباب مصدرها ::: وحيٌ كريمٌ ألا سوأى لمن كتموا
تلك العقيدة مفتاحٌ بلا جدل ::: لجنة الخلد في روضاتها نعم
تلك العقيدة منجاةٌ ومرحمةٌ ::: يوم القدوم على المولى ومعتصم
ثمَّ الصلاة على الهادي مباركةٌ ::: ما أسفر الصبح وانزاحت به الظلم
والآل والصحب والأتباع قاطبة ::: ومن أتى بعدهم بالحق يلتزم
معها سلامٌ كعد الرمل أبعثه ::: مع الكرام إلى من دينه قيم
خير الورى وإمام الخلق ذي شرفٍ ::: أكرم به مرسلاً بالدين معتصم
يتبع ان شاء الله
أنا الظلـوم لنفسى وهي ظالمتي * * * * والخيـر إن يأتنا من عنـده ياتى
لا أستطيع لنفسـى جلب منفعة * * * * ولا عـن النفس لى دفع المضرات
وليس لي دونه مـولى يـدبرني * * * * ولا شفيع إذا حاطـت خطيئاتى
إلا بإذن مـن الـرحمن خالقنا * * * * إلى الشفيع كما قد جا في الآيات
ولست أملك شيئا دونه أبـدا * * * * ولا شـريك أنا فـى بعض ذرات
ولا ظهيـر له كي يستعيـن به * * * * كما يكـون لأرباب الـولايات
والفقر لى وصْفُ ذاتٍ لازم أبدا * * * * كما الغنى أبدا وصْـف له ذاتي
وهـذه الحال حال الخلق أجمعهم * * * * وكلهـم عنـده عـبد له آتى
فمـن بغى مطلبا من غير خالقه * * * * فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمـد لله ملء الكـون أجمعه * * * * ما كان منه وما من بعد قد ياتى
شكراااااااا جزيلا على ما قدمت وبارك الله فيك
أبيات شعرية توضح العقيدة السلفية الشيخ العلامة المحدث :
( محمد ناصر الدين الألباني )
رحمه الله رحمة واسعة وجمعني واياه بالفردوس الاعلى
وهي مماراقت لي من ادب شيخنا… وأتمنى أن تكون محط أعجاب الجميع والفائدة ….
عقيدتنا سلفية الأفكار والإيمان أصل الصواب على مدى الأزمان
تفنى العقائد والشعوب وتمتحي وتظل دعوتنا بكل مكان
حفظ الإله لنا عقيدة أحمدٍ بالحفظ من مكلوم والقرآن
لا زيغ فيها لا انحراف يمسهـا سلمت من التحريف والنقصان
خلبت على الأيام دعوة أحمدٍ عمت جميع الأرض والعمران
هي للبرايا رحمةٌ من ربهم جلت وعزت رحمة الرحمن
أخذ الصحابة ما أتاهم من هدى واستسلموا لعقيدة الفرقان
ما أولوا أو عطلوا أو شبهـوا بل صدقوا ما جاء في إذعان
لم يعملوا أفكـارهم في ذاتـه أو في صفات الخالق الحنَّان
فهموا من الأوصـاف معنىً واضحـاً في الوهلة الأولى مدى الأذهان
مرت كما جاءت على أفهامهم من دونما لفٍ ولا دوران
قالوا: سميع ذاك سمعٌ لائقٌ بجلاله لا السمع بالآذان
فالذات ليست كالذوات وسمعها لا يشبه الأسماع في الإنسان
وله يدٌ لا بل يـدان وأعيـنٌ ليست كعين الخلق والأعيان
من قال إن العين تعني حفظه أو قال إعطاء العطاء يدان
مبسوطتان يداه جـل جلالـه بالخير والإكرام والإحسان
الله فوق العرش فـوق عبـاده هو مستوٍ لا كاستوا إنسان
قالوا بل استولى لتأويل استوى قلنا: أكان العرش غير مصان
أم كان مملوكاً لربٍ غيره فأتى الإله منافساً للثاني
قالوا: استوى جهةٌ وحصـرٌ عندهـا والله موجودٌ بكل مكان
جعلوا المكان لمن بغاه حاويـاً والله فوق مكانهم وزمان
ليس العلو لربنـا كجهاتهـم هو ظاهرٌ فوق العباد وداني
الله خالق كل شـيءٍ عالـمٌ وهو المحيط بكل خلقٍ ثان
الأمر أمر الله حكمٌ نافذٌ لا يكره الإنسان في الأديان
أقداره خيرٌ ولا يرضـى لنـا كفراً وكسب الشر فعلٌ جاني
أفكارنا من أعطيـات كتابنـا ليست بتأويلٍ ولا هذيان
من فهم أحمد ثم فهم صحابـه فلك الهدى والخير في الأكوان
من منهج الأصحاب نهج حياتنا في الفكر والأخلاق والإيمان
لا نرتضي بدعاً فكل ضلالـة في النار صاحبها مع الشيطان
من شرع الأحكام كان منافساً لله في التشريع والتبيان
لا نأخذ الأحكام من زيدٍ ولا من أي إنسان بلا برهان
قال الإله وقال خاتـم رسلـه برهاننا فالوزن بالميزان
بالحق نعرف قائلاً فنجله لا نعصم الإنسان عن نسيان
ما كثرة تعطي الصواب لكثرة لا توزن الأفكار بالقبان
لا نعبد الأشخاص في تقليدهم من دون فكرٍ مشية العميان
فإطاعة الأشخاص نوع عبادةٍ إن خالفوا هدياً من العدنان
ما طاعة مفروضة في شرعنـا إلا لرب العرش والأكوان
وله العبادة لا شريك لـه بهـا هو وحده المخصوص بالإذعان
لا نستغيث بغيره أو نرتـدي شيئاً من الطاغوت والكهان
كل التضرع والتذلل والرجا والخوف والإشفاق للديان
إن العبادة لا تجوز لغيره إن جوزت كانت إلى الأوثان
إن التوكل والخضوع عبـادةٌ وكذا الدعاء وطلبة الغفران
ثم الذبائح والنذور تقرباً بالأولياء وكل صاحب شان
من يسأل المقبور يشرك عامداً ما الشرك والإيمان يجتمعان
كل الذنوب يجوز غفران لهـا لا يغفر الإشراك بالرحمن
الشرك يخفى عن كثيرٍ أمـره أخفى دبيباً من دم الشريان
هذي عقيدتنا وهذا شأنها وبها نواجه منزل القرآن
في الله لا نخشى ملامـة لائـمٍ فاللوم بعض مصائب الشيطان
ندعو لكثرتنا ولا نخشى الردى لا يرهب الآجال غير جبان
لكننا لا ننثني عن عزمنا والله يعصمنا من الطغيان
مَنْظُومَةٌ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ
للعلامة الفقيه الشيخ ابن العثيمين
الْمُقَدِّمَةُ
مُعْـطِـي النَّوَالَ كُـلَّ مـَنْ يَسْتجْـدِي = الْحُــمْدُ لِلَّــهِ الْمُعِيـــدِ المُبْــدِي
مُعِيـنِ مَـنْ يَصبُـو إِلَـى الوُصُـولِ = مُثَبِّــــتِ الْأَحْكَـــامَ بِـــالْأُصُولِ
عَلَـى الَّـذِي أُعْطِــيَ جَـوَامِعَ الْكَلِمْ = ثُــمَّ الـصَّـلاةُ مـَعْ سـَلَامٍ قَـدْ أُتِمّ
وَخَــيْرِ هــادٍ لِجَـمِيـعِ مَـنْ دَرَى = مـُحَــمَّدِ الْمَبْعُـوثِ رَحْمَــةَ الْـوَرَى
لَــنْ يَبْلُــغَ الْكَـادِحُ فِيــهِ آخِـرَهْ = وَبَعْــدُ فَــالْعِلْمُ بُحُـــورٌ زَاخِِـرَهْ
لنَيْلِــهِ فَــاحْرِصْ تَجِــدْ سَـبِيـلَا = لَكِـنَّ فِـــي أُصُـولِــهِ تَسْـــهِيلَا
فَمَـنْ تَفُتْـــهُ يُحْــرَمُ الوُصُـــولَا = اِغْتَنِــمِ الْقَوَاعِــــدَ الْأُصُــــولَا
أَرْجُــو بِهَـا عَـالِ الْجِنَـانِ نُــزُلَا = وَهَــاكَ مِــنْ هَـذِي الْأُصُـولِ جُـمَلَا
وَلَيْسَ لِـي فِيهَـا سِــوَى ذَا النَّظْــمِ = قَوَاعِــدَ مِــنْ قَــوْلِ أَهْـلِ الْعِلْـمِ
الْقَوَاعِدُ وَالْأُصُولُ
وَلِانْتـِفـَاءِ الـشَّرِّ عَنْهـُمْ والـضّـَرَرْ = الـــدِّينُ جَـــاءَ لِسَـــعَادَةِ الْبَشَــرْ
وكُــلُّ مَــا يَضُرُّنَــا قَــدْ مَنَعَـهْ = فَكُــلُّ أمْـــرٍ نَــافِعٍ قَــدْ شَــرَعَهْ
يَكُـونُ مَمْنُوعًــا لِــدَرْءِ الْمَفْسَــدَهْ = ومَــعْ تَســـاوِي ضَــرَرٍ وَمَنْفَعَــهْ
مِـنْ أَصْلِــهِ وعِنـدَ عــارضٍ طَــرَا = وَكُـــلُّ مَــا كَلفَــهُ قَـــدْ يُسِّــرا
فَلَيْسَ فِـي الـدِّينِ الْحَـنِيفِ مِـنْ شَطَطْ = فَــاجْلـِبْ لِتَيْـسِـيرٍ بِكـُـلِّ ذِي شَـطَطْ
وَاجْــتَنِبْ الكُـــلَّ مِــنَ الْمَحْــظُورِ = وَمَــا اسْــتَطَعْتَ افعَـلْ مِـنَ الْمَـأْمُورِ
دَلِيلُـــهُ فِعــلُ الْمُسِــيءِ فَــافْهَمِ = وَالشَّـــرْعُ لَا يَلْــزِمُ قَبْــلَ العِلْــمِ
فَــــذَا مَحـــلُّ نَظـــرٍ فَلْتَعْلَــمْ = لَكِــــنْ إِذَا فَــرَّطْتَ فِــي التَّعَلُّــمْ
يُبَــاحُ والْمَـكْـرُوهُ عِنــدَ الحـَاجَـةِ = وَكُــلُّ مَمْنُـــــوعٍ فَلِلضَّــــرُورَةِ
يَجُـــوزُ لِلْحَـاجَـــةِ كَالعَرِيَّـــةِ = لَكِـــنَّ مَـــا حُـــرِّمَ لِلذَّريعَــةِ
أَوْ غَـــيـْرِهِ أَفْسِــــدْهُ لا تَــرَدَّدِ = ومَــا نُـهِــيَ عَنــهُ مِـنَ التَّعَبُّـدِ
أَوْ لِلشُّـرُوطِ مُفْسِــــدًا سَــــيَاتِي = فَكُــلُّ نَهِــــيٍ عَـــادَ لِلـــذَّوَاتِ
فَلَـــنْ يَضِــيرَ فَــافْهَمنَّ العِلَّــهْ = وَإِنْ يَعُــــدْ لِخَــــارِجٍ كَالْعِمَّـــهْ
عِبَــــادَةً إِلَّا بِــــإِذْنِ الشَّـــارِعِ = وَالْأَصْـــلُ فِـي الْأَشْـيَاءِ حِـلٌّ وَامنَـعِ
لِلْأَصْــلِ فِـي النَّـوْعَيْـنِ ثُــمَّ اتَّبِـعِ = فَــإنْ يَقَـعْ فِـي الْحُـكْمِ شَـكٌّ فَـارْجَعِ
إِلَّا إِذَا النَّـــدْبُ أَوْ الكُـــرْهُ عُلِـــمْ = وَالْأَصْـــلُ أنَّ الْأَمْــرَ وَالنَّهْـيَ حُتِمْ
مِــنْ غَـيـرِ أَمْــرٍ فَهْـوَ نَـدْبٌ يَجْلُو = وَكُـــلُّ مَـــا رُتِّـبَ فِيــهِ الفَضْـلُ
عَــنْ أَمْــرِهِ فَغَــيرُ وَاجِــبٍ بَـدَا = وَكُـــلُّ فِعْـــلٍ لِلنَّبِـــيِّ جُــرِّدَا
فَــالْحُكمُ فِيــهِ حُـكمُ ذَاكَ الْأَمْـــرِ = وَإِنْ يكُـــــنْ مُبيِّنًــــا لِأْمْـــرِ
فِي صَــالِحٍ والعَكْــسُ فِـي الْمَظَـالِمِ = وقَــدِّمِ الْأَعْلَـــى لَــدَى التَّزَاحُـمِ
وَخُــذْ بِعَــالِي الفَـاضِلَيْنِ لَا تـَخَفْ = وَادْفَـــعْ خَفِيـفَ الضَّرَرَيْنِ بـِالْأَخَفّ
فَقَـدِّمْنَ تَغْلِيبًــا الَّـــذِي مَنَـــعْ = إِنْ يَجْـتَمِعْ مَـعَ مُبيـــــحٍ مَا مَنَعْ
إِنْ وُجِـــدَتْ يُوجَــدْ وَإِلَّا يَمْتَنِــعْ = وَكُـــلُّ حُـــكْمٍ فَلِعِلَّـــةٍ تَبِـــعْ
لَا شَــــرْطِهِ فَــادْرِ الفُرُوقَ وانْتبِهْ = وَأَلْـــغِ كُـــلَّ سَـــابِقٍ لِسَــبَبِهْ
شُرُوطَهُ وَمَـــانِعٌ مِنْـــهُ عُــدِمْ = وَالشَّــــيءُ لا يَتِــمُّ إِلَّا أَنْ تُتِـــمّ
ونَفْــسَ الْأَمْــرِ فِي الْعُقُودِ اعتَبَرُوا = وَالظَّــــنُّ فِــي الْعِبَـادَةِ المُعْتَـبَرُ
فَــابْرِئِ الذِّمَّــــةَ صَحِّــحِ الخَطَا = لَكِـــنْ إذَا تَبَيَّـــنَ الظَّــنَّ خَطَــا
فَلْيَعُـــدِ الـصَّلاةَ بَعْـــدَ الوَقـتِ = كَرَجُــلٍ صَلَّـــى قُبَيْـــلَ الْــوقْتِ
وَهَكَــذَا إِذَا الشُّـــكُوكُ تَكْــــثُرُ = وَالشَّـــكُّ بَعْـــدَ الفِعْـلِ لَا يُؤَثِّـرُ
لِكُـلِّ وُسْــوَاسٍ يَجِــي بِــهِ لُكَـعْ = أَوْ تَـــكُ وَهْمًــا ِمثـلَ وَسْواسٍ فَدَعْ
حُــكْمَ لَــهُ مَــا لَـمْ يُؤَثِّـرْ عَمَلَا = ثُـــمَّ حَـــدِيثُ النَّفْسِ مَعْفُــوٌ فَلَا
إِلَّا إِذَا دَلَّ دَليــــــلٌ فَاسْـــمَعَنْ = وَالْأَمْـــرُ لِلْفَـوْرِ فَبَــادِرِ الزَّمَـنْ
فَــــذَاكَ ذُو عَيْـنٍ وذَاكَ الفَـاضِلُ = وَالْأَمْــرُ إِنْ رُوعِــيَ فِيـهِ الفَـاعِلُ
عَــنْ فَــاعِلٍ فَــذُو كِفَايـةٍ أَثِـرْ = وَإِنْ يُــرَاعَ الْفِـعْلُ مَعْ قَطْـعِ النَّظَرْ
قَـوْلٍ لِـرَفْعِ النَّهْـيِ خُـذْ بِـهِ تَفِـي = وَالْأَمْــرُ بَعْـدَ النَّهْـيِ لِلْحِـلِّ وَفِـي
وُجُوهُهَـــا بِكُـلِّ مَـا قَـدْ وَرَدَتْ = وَافْعَــــلْ عِبَـــادَةً إِذَا تَنَــوَّعَتْ
وَتَحْـــفَظِ الشَّــرْعَ بِـذِي النَّوعَيْنِ = لِتَفْعَـــلَ السُّــنَّةَ فِـي الْوَجْـهَيْنِ
وَخُـــذْ بِقَـــوْلِ الرَّاشِـدِينَ الخُلَفاَ = وَالْـــزَمْ طرِيقَــةَ النَّبيِّ المُصْطَفَى
مَـا لَـمْ يُخَـالِفْ مِثلـَهُ فَمـَا رَجَحْ = قَـوْلُ الصَّحَـابِيْ حُجَّـةٌ عَلَـى الْأَصَّحّ
قُرْآنُنَــــا وَسُـــنَّةُ مُثَبَّتـَــهْ = وَحَجَّـــةُ التَّكْـلِيفِ خُذْهَـا أَرْبَعَـهْ
والـــرَّابِعُ القِيَـــاسُ فافْهَمنَّــه = مِـــنْ بَعْدِهَــا إجمَـاعُ هَذِي الْأُمَّهْ
واسْـــدُدْ عَلَـى المُحْتَـالِ بَابَ حِيلَتِهْ = واحْــكُــمْ لِكـلِّ عَـامـِلٍ بِنِيَّتِـهْ
كَمَا أتَـــى فِــي خَــبَرِ الثَّقَــاتِ = فَإِنَّمَـــا الْأَعْمَـــالُ بِالنِّيَّـــاتِ
إِلَّا بِحَــــجٍّ وَاعْتِمَــــارٍ أبَــدَا = ويَحْـرُمُ المُضِــيُّ فِيمَــا فَسَــدَا
حَجًّــا وعُمْــرَةً فَقَطْعُــهُ امْتَنَـعَ = وَالنَّفْــلُ جَـوِّزْ قَطْعَـهُ مَا لَـمْ يَقَعْ
بِــالجَهـْلِ وَالْإِكْــرَاهِ والنِّسْـيـَانِ = والْإِثْــمُ والضَّمَــانُ يَسْـــقُطَانِ
تُسْـقِطْ ضَمَانًــا فِـي حُـقُوقٍ لِلْـمَلاَ = إِنْ كَـانَ ذَا فِــي حَــقِّ مَوْلَانَا وَلَا
لَـمَ يَكُــنِ الْإِتْـلَافُ مِـنْ دَفْعِ الْأَذَى = وَكُـــلُّ مُتْلَـــفٍ فَمَضْمُـــونٌ إِذَا
لَيْسَ بِمِثْلَـي بِمَــا قَـــدْ قُوِّمَـــا = ويَضْمَـنُ الْمِثْلِــيُّ بِــالْمِثْلِ وَمَــا
فَلَيْسَ مَضْمُونًـا وعَكْسُــهُ ضُمِــنْ = وَكُـلُّ مَـــا يَحْـصُلُ مِمَّـا قَدْ أُذِنْ
وَعَكْسُـــهُ الظَّـالِمُ فَاسْمـَعْ قِيلِي = وَمَــــا عَلَـى الْمُحْسِـــنِ مِنْ سَبِيِلِ
فَحَرِّرَنْهَـــــا وَدَعِ الْمُخَـاطَـرَةَ = ثُـمَّ العُقُـودُ إِنْ تكُـــنْ معُـاوضَــةَ
فَــأَمْـرُهَا أَخَـفُّ فَــادْرِ التَّفْرِقَهْ = وَإِنْ تَكُــــنْ تَبَـرُّعًــا أَوْ تــَوْثِقَهْ
وَإِنْ تَفُــتْ فَلَيْسَ فِيهَــا مَغْــرَمُ = لَأَنَّ ذِي إِنْ حَـــــصَلتْ فَمَغْنــــمُ
بِالشَّـرْعِ كَـالحَرْزِ فَبِـالْعُرْفِ احْـدُدِ = وَكـُــلُّ مَــا أتَـــى وَلــمْ يُحـدَّدِ
ونَحْـوَهَا فِي قَـوْلِ مَـنْ قَـدْ حَقَّقَـا = مِـنْ ذَاكَ صِيغَـــاتُ العُقُــودِ مُطْلَقَـا
فَشَـرْطُنَا العُـرْفِيُّ كَــاللَّفْظِي يَـرِدْ = وَاجْـــعَلْ كَـلَفْظٍ كُــلَّ عُـرْفٍ مُطرِدْ
وَكُـــلُّ ذِي وِلَايَــةٍ كَالْمَـــالِكِ = وشَـــرْطُ عَقْــدٍ كَوْنُـهُ مِـنْ مَـالِكِ
كَمُــــبَرَّإٍ فَعِلُمُـــهُ لَا يُعْتَـــبَرْ = وَكُـــلُّ مَــنْ رِضَـاهُ غَـيْرَ مُعْتَـبَرْ
مَـعَ ادِّعَــاءِ صِحَّــةٍ لا تُجــدِي = وَكُــلُّ دَعَـــوَى لِفَسَـــادِ الْعَقْــدِ
سَــمَاعَ دَعْــوَاهُ وَضِـدَّهُ اسْـمَعَا = وكُــلُّ مَــا يُنكِــرُهُ الحِـسُّ امْنَعَـا
وَمُنكِـــرًا أَلْـــزِمْ يَمِينًــا تُطـِعِ = بَيِّنــــةً أَلْـــزَمْ لكُــلِّ مُــدَّعِي
مَـا لَـمْ يَكُـنْ فِيمَـا لَـهُ حَظٌ حَصَلْ = كُـــلُّ أمِيــنٍ يَـدّعِي الـرَّدَّ قُبِـلْ
وَكُــلُّ مَـــنْ يُقبَـلُ قَوْلُـهُ حَـلَفْ = وَأطْلِـــقِ القَبُــولَ فِي دَعْوَى التَّلَفْ =
وَلَا تَخــُنْ مـَنْ خَـانَ فَهـْوَ قَدْ هَلَكْ = أدِّ الْأَمَـــانَ لِلَّــذِي قَـــدْ أمَّنَـكْ
شَـرْعًا وَلَـوْ سِرًّا كَضَيْفٍ فَهُوَ حَـقّ = وَجَــائِزٌ أَخْـــذُكَ مَـا لا يُسـتَحِقّ
وَإِنْ يكُـــنْ لَــوْ اسْـتَقلَّ لَامْتَنَـعْ = قَـــدْ يَثْبـُـتُ الشَّــيءُ لِغَيْرِهِ تَبَعْ
وَلَـوْ تُبــاعُ حَـامِلًا لَـمْ يَمتَنِــعْ = كَحَــامِلٍ إِنْ بِيــعَ حَمْلَهَـا امتَنَــعْ
بِذِكْــــرِه يُفسِـــدُهُ بِـــالقَصْدِ = وَكُــلُّ شَـــرْطٍ مُفْسِـــدٍ لِلْعَقْــدِ
ومَـنْ نَـــوَى الــطَّلَاقَ لِلرَّحِــيلِ = مِثْــــلُ نِكَــاحٍ قـاصِـدِ التَّحْـلِيلِ
فَـالْعَقـْـدُ غـيرُ فاسِـدٍ مِـنْ جَانِبِهْ = لِكِــنَّ مَــنْ يَجْـهَلُ قَصْـدَ صاحِبَـهْ
فَـأَجَرَى العَقْــدَ عَلَـى مَـا قدْ ظَهَرْ = لَأَنَّــهُ لَا يَعْلَـــمُ الَّـــذِي أسَــرّ
مُحرَّمًـا أَوْ عَكْسُــهُ لَــنْ يُقْــبَلَا = وَالشَّـرْطُ وَالصُّلْــحُ إِذَا مَـا حَـــلَّلَا
بِمُسْـــقِطٍ لِمَــا بِــهِ يَنْشَــغِلُ = وَكُـــلُّ مَشْـــغُولٍ فَلَيْسَ يُشْــغَلُ
وَرُبَّ مَفْضُــولٍ يَكُــونُ أَفْـــضَلَا = كمُبْـــدَلٍ فِــي حُكْمِــهِ اجْعَلْ بَدَلَا
فِي مِثـْلِ طِيـبِ مُحْـرِمٍ ذَا قَــدْ بَـدَا = كُـــلُّ اسْـتِدَامَةٍ فَـأَقْوَى مَـنْ بَـدَا
فَـالَأْصـْلُ أنْ يَبقَـى عَلَـى مَا قَدْ عُلِمْ = وَكُــلُّ مَعْلُــومٍ وُجُــودًا أَوْ عَــدَمْ
ثُــمّ الكَمَــالُ فَارْعَيـَنَّ الرُّتْبَـــةْ = وَالنَّفْـــيُ لِلوُجُــودِ ثُــمّ الصِّحةْ
لِغَــيْرِهِ كَكَشْـــفِ تَعْلِيــلٍ جُـهِلْ = وَالَأصْــلُ فِــي القَيـْدِ احْتِرَازٌ وَيَقِلّ
لَغَــالِــبِ الظَّــنِّ تَكُـــنْ مُتَّبِعًـا = وَإِنْ تَعَـــذَّرَ اليَقِيــــنُ فَارْجِعَـا
مِــنْ غَـيْرِ مَـيْزٍ قُرْعَـةٌ تُوَضِّحُـهْ = وَكُــلُّ مَـــا الَأْمْــرُ بِـه يَشْـتَبِه
وجْــهٍ مُحَــرَّمٍ فَمَنْعُــهُ جَــلَا = وَكُـلُّ مَـنْ تَعَجَّـلَ الشَّـيءَ عَلَـى
عُقُوبَــةٌ عَلَيْــهِ ثُــمَّ سَـقَطَـتْ = وَضَـاعِـفِ الغُـرْمَ عَلَـى مَنْ ثَبَتَتْ
مُحَــرِّزٍ وَمَــنْ لِضَــالٍّ كَتَمَــا = لِمَـانِعٍ كَسَــارِقٍ مِـنْ غَـيْرِ مَـا
كَمَيْتَـةٍ فِـي حُكْمِــهِ طُهْـرًا وَحـِلّ = وَكُـلُّ مَـا أُبِيـنَ مِـنْ حَـيٍّ جُـعِلْ
وَلَيْسَ ذَا بِلَـــازِمٍ مُصَاحِبَـــــا = وَكَــانَ تَــأْتِي لِلــدَّوَامِ غَالِبًـا
وَالشَّـرْطُ وَالْمَوْصُـولُ ذَا لَـهُ انْحَـتَمْ = وَإِنْ يُضَـفْ جَـمْعٌ وَمُفَــرَدٌ يَعُـمْ
فَمُطْلَـــقٌ وَلِلْعُمُـــومِ إنْ يَــرِدْ = مُنكَّـــرٌ إنْ بَعْــدَ إِثْبَـاتٍ يَـرِدْ
شَــرْطٍ وَفِــي الْإِثْبـَاتِ لِلْإِنْعَــامِ = مِـنْ بَعْــدِ نَفْـيِ نَهْـيِ اسْـتِفْهَامِ
أَمَّـا خُـصُوصُ سَـبَبٍ فَمَـا اعْتُبــِرْ = وَاعْتَـبِرِ الْعُمُومَ فِــي نَــصٍّ أَثِـرْ
يُفِيــدُ عِلَّــةً فَخُــذْ بِــالْوَصْـفِ = مَــا لَـمْ يَكـنْ مُتَّصِفًـا بِـوَصْـفِ
كَقَيْـــدِ مُطْلَـقٍ بِمَـا قَـــدْ قُيّـدَا = وَخَـصِّصِ العَــامَّ بِخَــاصٍّ وَرَدا
مِـنَ العُمُـومِ فَـــالعُمُومُ أَمْضِــي = مَـا لَـمْ يَكُ التَّخْصِيصُ ذِكْرُ البَعْـضِ
قصيدة كان شيخنا مقبل بن هادي الوادعي يحبها ويكثر من ذكرها , وهي من قول الشاعر محمد الأسمر : ضاق على الضرغام يوما غابه….. وانقطعت من رزقه أسبابه.
فقال للفهد : أشر بما ترى …. فقال: إن الخير فى ترك الشرى.
فمشيا فى الأرض حتى وجدا…. غابا حوى من الوحوش عددا.
وبصرا بالقرد وهو يحكم..!! … يومئ باللحظ ولا يكلم…
منتفخ كالليث وهو قرد! …. منفرد بالحكم مستبد..
له بطانة بها ال ….. مدخر للرأى مستشار..!!
والبغل فيها الشاعر المقدم…. وقنفذ الجحر الكمى المعلم.
والبوم للبشرى بكل خير..! والببغاوات لحفظ السر.
والضفدع الصداح والمغنى…. والذئب قائم بأمر الأمن..!
والجرذ القائم بالإصلاح…. والهر طاهى اللحم فى الأفراح..
والدب للزمر وقرع الطبل …. والفيل للألعاب فوق الحبل!
رأى الهزبر ما رأى فزأرا… وقال للفهد: أحق ما نرى؟!
فقال: يا مولاى حق صدق… جميع ما يفعل هذا الخلق..
هذه قصيدة الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى ينسف فيها طريقة الصوفية وعقيدتهم ،والقصيدة ذكرها في ( إغاثة اللهفان :1/ 231-237 ) ،
:
يقول رحمه الله :
ذهب الرجال وحال دون مجالهم ****** زمر من الأوباش والأنذالِ
زعموا بأنهم على آثارهم ***** ساروا ولكن سيرة البطالِ
لبسوا الدلوق مرقعاً وتقشفوا ****** كتقشف الأقطاب والأبدال
قطعوا طريق السالكين وغوروا ***** سبل الهدى بجهالة وضلال
عمروا ظواهرهم بأثواب التقى ***** وحشوا بواطنهم من الأدغال
إن قلت : قال الله قال رسوله ***** همزوك همز المنكر المتغالي
أو قلت : قد قال الصحابة والأولى ***** تبعوهم في القول والأعمال
أو قلت : قال الآل آل المصطفى ***** صلى عليه الله أفضل آل
أو قلت : قال الشافعي : وأحمد ***** وأبو حنيفة والإمام العالي
أو قلت : قال صحابهم من بعدهم ***** فالكل عندهم كشبه خيال
ويقول : قلبي قال لي عن سره ***** عن سرّ سري عن صفا أحوالي
عن حضرتي عن فكرتي عن خلوتي ***** عن شاهدي عن واردي عن حالي
عن صفو وقتي عن حقيقة مشهدي ***** عن سر ذاتي عن صفات فعالي
دعوى إذا حققتها ألفيتها ***** ألقاب زور لفقت بمحال
تركوا الحقائق والشرائع واقتدوا ***** بظواهر الجهال والضلال
جعلوا المرا فتحا وألفاظ الخنا ***** شطحا وصالوا صولة الإدلال
نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم ***** نبذ المسافر فضلة الأكال
جعلوا السماع مطية لهواهم ***** وغلوا فقالوا فيه كل محال
هو طاعة هو قربة هو ***** سنة صدقوا لذاك الشيخ ذي الإضلال
شيخ قديم صادهم بتحيل ***** حتى أجابوا دعوة المحتال
هجروا له القرآن والأخبار ***** والآثار إذ شهدت لهم بضلال
ورأوا سماع الشعر أنفع للفتى ***** من أوجه سبع لهم بتوال
تالله ما ظفر العدو بمثلها ***** من مثلهم واخيبة الآمال
نصب الحبال لهم فلم يقعوا بها ***** فأتى بذا الشرك المحيط الغالي
فإذا بهم وسط العرين ممزقى ***** الأثواب والأديان والأحوال
لا يسمعون سوى الذي يهوونه ***** شغلا به عن سائر الأشغال
ودعوا إلى ذات اليمين فأعرضوا ***** عنها وسار القوم ذات شمال
خروا على القرآن عند سماعه ***** صما وعميانا ذوي إهمال
وإذا تلا القارى عليهم سورة ***** فأطالها عدوه في الأثقال
ويقول قائلهم : أطلت وليس ذا ***** عشر ذو إملال
هذا وكم لغو وكم صخب وكم ***** ضحك بلا أدب ولا إجمال
حتى إذا قام السماع لديهم ***** خشعت له الأصوات بالإجلال
وامتدت الأعناق تسمع وحى ***** ذاك الشيخ من مترنم قوال
وتحركت تلك الرءوس وهزها ***** طرب وأشواق لنيل وصال
فهنا لك الأشواق والأشجان ***** والأحوال لا أهلا بذي الأحوال
تالله لو كانوا صحاة أبصروا ***** ماذا دهاهم من قبيح فعال
لكنما سكر السماع أشد ***** من سكر المدام وذا بلا إشكال
فإذا هما اجتمعا لنفس مرة ***** نالت من الخسران كل منال
يا جهلتم لعبت بدين نبيها ***** كتلاعب الصبيان في الأوحال
أشمتمو أهل الكتاب بدينكم ***** والله لن يرضوا بذي الأفعال
كم ذا نعير منهم بفريقكم ***** سرا وجهرا عند كل جدال
قالوا لنا : دين عبادة أهله ***** هذا السماع فذاك دين محال
بل لا تجىء شريعة بجوازه ***** فسلوا الشرائع تكتفوا بسؤال
لو قلتمو فسق ومعصية وتزيـ ***** ـين من الشيطان للأنذال
ليصد عن وحى الإله ودينه ***** وينال فيه حيلة المحتال
كنا شهدنا أن ذا دين أتى ***** بالحق دين الرسل لا بضلال
والله منهم قد سمعنا ذا إلى الـ ***** آذان من أفواههم بمقالِ
قال الإمام الذهبي رحمه الله:
أنبأني أحمد بن سلامة، عن الحافظ عبد الغني بن سرور، أنشدنا
أبو طاهر السلفي لنفسه
في رجب سنة ست وستين وخمس مئة:
دعوني عن أسانيد الضلال * **وهاتوا من أسانيد عوالي
رخاص عند أهل الجهل طرا *** وعند العارفين بها غوالي
عن أشياخ الحديث وما رواه *** إمام في العلوم على الكمال
كمالك (3) أو كمعمر (4) المزكى *** وشعبة (5) أو كسفيان (6) الهلالي وسفيان (7) العراق وليث (8) مصر** * فقدما كان معدوم المثال
والاوزاعي (9) فهو له بشرع ال.**.* نبي المصطفي أوفى اتصال
ومسعر (10) الذي في كل علم *** يشار كذا إليه كالهلال
وزائدة (11) وزد أيضا جريرا (12) *** فكل منهما رجل النضال
وكابن مبارك (13) أو كابن وهب (14) *** وكالقطان (15) ذي شرف وحال
وحماد (16) وحماد (17) جميعا * *** وكابن الدستوائي (18) الجمال وبعدهم وكيع (19) وابن مهدي (20) **** المهدي في كل الخلال ومكي (21) ووهب (22) والحميدي **** عبد الله (23) ليث ذي صيال
وضحاك (24) عقيب يزيد (25) أعني *** * ابن هارون المحقق في الخصال
كذاك طيالسيا البصرة (26) اذكر ***** فما روياه من أثر لآلي
وعفان (27) نعم وأبو نعيم (28) ***** حميدا الحال مرضيا الفعال
ويحيى (29) شيخ نيسابور ثم ال ***** إمام الشافعي المقتدى لي
كذاكم ابن خالد (30) المكنى ***** أبا ثور وكان حوى المعالي
وأيضا فالصدوق أبو عبيد (31) ***** فأعلام من أرباب المقال
كيحيى (32) وأبن حنبل المعلى ***** بمعرفة المتون وبالرجال
وإسحاق(33) التقي وفتى نجيح(34) ***** وعبد الله(35). ذي مدح طوال
وعثمان (36) الرضي أخيه أيضا ****** وكالطوسي (37) ركن الابتهال وكالنسوي (38) أعنيه زهيرا ****** ويعرف بابن حرب في المجال وكالذهلي (39) شمس الشرق عدل ****** يعدله المعادي والموالي
وأصحاب الصحاح الخمسة اعلم ****** رجال في الشريعة كالجبال وكابن شجاع البلخي (40) ثم ال..* ***** سمرقندي (41) من هو رأس مالي وبو شنجيهم (42) ثم ابن نصر (43) ****** بمرو مقدم فيهم ثمال
وبالري ابن وارة (44) ذو افتنان ****** وترباه (45) كذاك على التوالي
كذاك ابن الفرات (46) وكان سيفا **** على البدعي يطعن كالالال
كذا الحربي (47) أحربه وحرب **** ابن إسماعيل خير ذو منال
ويعقوب ويعقوبان (48) أيضا*** سواه وابن سنجر (49) الثمال
وصالح الرضى وأخوه منهم **** كذاك الدارمي (50) أخو المعالي
وصالح الملقب (51) وابن عمرو **** دمشقي (52) حليم ذو احتمال
ونجل جرير (53) إذ توفي وتربي **** مناقبه على عدد الرمال
كذا ابن خزيمة (54) السلمي ثم اب **** ن مندة (55) مقتدى مدن الجبال
وخلق تقصر الاوصاف عنهم **** وعن أحوالهم حال السؤال
سموا بالعلم حين سما سواهم **** لدى الجهال بالرمم البوالي
ومع هذا المحل وما حووه **** فآلهم كذلك خير آل
مضوا والذكر من كل جميل **** على المعهود في الحقب الخوالي
أطاب الله مثواهم فقدما **** تعنوا في طلابهم العوالي
وبعد حصولها لهم تصدوا ****كذلك للرواية والامالي
وتلفي الكل منهم حين يلقى **** من آثار العبادة كالخلال
وها أنا شارع في شرح ديني **** ووصف عقيدتي وخفي حالي
وأجهد في البيان بقدر وسعي **** وتخليص العقول من العقال
بشعر لا كشعر بل كسحر **** ولفظ كالشمول بل الشمال
فلست الدهر إمعة وما إن **** أزل ولا أزوال لذي النزال
فلا تصحب سوى السني دينا **** لتحمد ما نصحتك في المآل
وجانب كل مبتدع تراه **** فما إن عندهم غير المحال
ودع آراء أهل الزيغ رأسا **** ولا تغررك حذلقة الرذال
فليس يدوم للبدعي رأي **** ومن أين المقر لذي ارتحال
يوافي حائرا في كل حال **** وقد خلى طريق الاعتدال
ويترك دائبا رأيا لرأي **** ومنه كذا سريع الانتقال
وعمدة ما يدين به سفاها **** فأحداث من ابواب الجدال
وقول أئمة الزيغ الذي لا * يشابهه سوى الداء العضال
كمعبد (56) المضلل في هواه **** وواصل (57) آو كغيلان (58) المحال
وجعد (59) ثم جهم (60) وابن حرب (61) **** حمير يستحقون المخالي
وثور (62) كاسمه أو شئت فاقلب ** وحفص (63) الفرد (64) قرد ذي افتعال وبشر (65) لا رأى بشرى فمنه * *** تولد كل شر واختلال
وأتباع ابن كلاب (66) كلاب **** على التحقيق هم من شر آل
كذاك أبو الهذيل (67) وكان مولى **** لعبد القيس قد شان الموالي
ولا تنس ابن أشرس المكنى **** أبا معن ثمامة (68) فهو غالي
ولا ابن الحارث البصري ذاك ال **** مضل على اجتهاد واحتفال
ولا الكوفي أعنيه ضرار بن **** عمرو فهو للبصري تالي
كذاك ابن الاصم (69) ومن قفاه **** من اوباش البهاشمة (70) النغال
وعمرو هكذا أعني ابن بحر (71) **** وغيرهم من أصحاب الشمال (72) فرأي أولاء ليس يفيد شيئا **** سوى الهذيان من قيل وقال
وكل هوى ومحدثة ضلال **** ضعيف في الحقيقة كالخيال
فهذا ما أدين به إلهي **** تعالى عن شبيه أو مثال
وما نافاه من خداع وزور **** ومن بدع فلم يخطر ببالي
صدق الناظم رحمه الله، وأجاد، فلان يعيش المسلم أخرس أبكم
خير له من أن يمتلئ باطنه كلاما وفلسفة !.
سير أعلام النبلاء(
************21/29)__________
(1، سبق له قبل قليل نقله رواية السيف ابن المجد ورواية ابن الحاجب.
(2) شيخ الذهبي أحمد بن سلامة بن إبراهيم بن سلامة بن معروف، أبو العباس الدمشقي الحنبلي الحداد ثم الخياط المناوي المقرئ (588 – 678) الذهبي: (معجم الشيوخ) 1 / الورقة: 6 من نسخة الدكتور بشار المصورة.
أئمة أهل السُنة
(3) هو مالك بن أنس صاحب المذهب، المتوفى سنة 179.
(4) معمر بن راشد الازدي، مولاهم، أبو عروة البصري، المتوفى سنة 154.
(5) شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي، مولاهم، أبو بسطام الواسطي البصري، المتوفى سنة 160.
(6) يعني سفيان بن عيينة الهلالي الكوفي ثم المكي، المتوفى سنة 198.
(7) أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري إمام أهل الكوفة، المتوفى سنة 161.
(8) أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمان الفهمي المصري، المتوفى سنة 175.
(9) الامام المشهور أبو عمرو عبد الرحمان بن عمرو، المتوفى سنة 157.
(10) يعني مسعر بن كدام الهلالي الكوفي الثبت الثقة، المتوفى سنة 153 أو سنة 155.
(11) هو أبو الصلت زائدة بن قدامة الثقفي الكوفي، المتوفى سنة 160.
(12) جرير بن عبدالحميد بن قرط الضبي الكوفي، نزيل الري، المتوفى سنة 188.
(13) يعني عبد الله بن المبارك الامام المشهور، المتوفى سنة 181.
(14) عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي، مولاهم، أبو محمد المصري الفقيه، المتوفى سنة 197.
(15) يحيى بن سعيد بن فروخ التميمي، أبو سعيد القطان المصري، المتوفى سنة 198.
(16) حماد بن زيد بن درهم الازدي الجهضمي البصري، المتوفى سنة 179.
(17) حماد بن أسامة القرشي الكوفي، المتوفى سنة 201.
(18) أبو بكر هشام بن أبي عبد الله الدستوائي البصري البكري، المتوفى سنة 153 أو سنة 154.
(19) وكيع بن الجراح الرؤاسي، أبو سفيان، الكوفي، المتوفى سنة 196.
(20) عبد الرحمان بن مهدي بن حسان العنبري، مولاهم، أبو سعيد البصري الثقة الثبت، المتوفى سنة 198.
(21) أبو السكن مكي بن إبراهيم بن بشير التميمي البلخي، المتوفى سنة 215.
(22) وهب بن جرير بن حازم بن زيد، أبو عبد الله الازدي البصري، المتوفى سنة 206.
(23) عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدي القرشي صاحب الشافعي، المتوفى سنة 219.
(24) لا ريب أنه يريد الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني، وهو أبو عاصم النبيل، المتوفى سنة 212.
(25) يزيد بن هارون بن زاذان السلمي، مولاهم، أبو خالد الواسطي، المتوفى سنة 206.
(26) طيالسيا البصرة هما: أبو داود سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي الفارسي الاصل البصري، المتوفى سنة 203، وأبو الوليد هشام بن عبدالملك الطيالسي، مولى باهلة المتوفى سنة 227.
(27) عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلي، أبو عثمان الصفار البصري، المتوفى سنة 219.
(28) الفضل بن دكين الكوفي الاحول، أبو نعيم الملائي، المتوفى سنة 218 أو سنة 219.
(29) نظنه يريد أبا زكريا يحيى بن بكير بن عبدالرحمن التميمي النيسابوري، الامام الثقة الثبت، المتوفى سنة 226.
(30) إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي، أبو ثور الفقيه صاحب الشافعي، ثقة، مات سنة 240.
(31) من المؤكد أنه يقصد القاسم بن سلام البغدادي الامام المشهور، المتوفى سنة 224.
(32) هو يحيى بن معين، أبو زكريا البغدادي، الثقة الحافظ المشهور إمام الجرح والتعديل، مات سنة 236.
(33) إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي، أبو محمد بن راهويه المروزي، قرين أحمد ابن حنبل، مات سنة 238.
(34) يعني علي بن المديني الناقد المحدث المشهور، المتوفى سنة 234.
(35) عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان الواسطي الاصل الكوفي صاحب التصانيف، المتوفى سنة 235.
(*)
(36) هو أخو عبد الله المقدم ذكره، توفي سنة 239.
(37) أبو هاشم زياد بن أيوب بن زياد البغدادي، أبو هاشم الطوسي الذي لقبه الامام أحمد بشعبة الصغير، توفي سنة 252.
(38) زهير بن حرب بن شداد، أبو خيثمة النسائي، نزيل بغداد، المتوفى سنة 234.
(39) محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري الثقة الحافظ، المتوفى سنة 258 على الصحيح.
(40) الحسن بن شجاع، أبو علي البلخي، المتوفى سنة 244.
(40) الحافظ العلم أبو محمد رجاء بن مرجى السمرقندي مفيد بغداد، توفي سنة 249.
(42) ما نظنه قصد غير محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي.
المتوفى سنة 290، فهو وإن تأخرت وفاته فقد روى عنه البخاري وعاش بضعا وثمانين سنة، وكان حافظا فقيها ثقة.
(43) الامام الحافظ أبو عبد الله أحمد بن نصر القرشي النيسابوري، المتوفى سنة 245.
(44) أبو عبد الله محمد بن مسلم بن عثمان بن وارة الرازي، الحافظ الثبت، المتوفى سنة 270.
(45) . ترباه هما: أبو زرعة عبيدالله بن عبد الكريم الرازي الناقد المشهور، المتوفى سنة 264.و أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، المتوفى سنة 277.
(46) أحمد بن الفرات، الحافظ الحجة أبو مسعود الرازي صاحب التصانيف، المتوفى سنة 258.
(47) أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق البغدادي الحربي، المتوفى سنة 285.
(*)
(48) في الاصل: ويعقوبين.** يعقوب بن شيبة مات سنة 262. **، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، ويعقوب مات سنة 252**و يعقوب بن سفيان،. الفسوي: صاحب التاريخ المشهور، توفي سنة 277.
(49) الحافظ الكبير محمد بن سنجر، المتوفى سنة 258، وكان في الاصل من أهل جرجان ثم سكن مصر.
(50) أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي المتوفى سنة 280.
(51) في الأصل: (وصالح الملقب جزرة) ولا يستقيم البيت بها، وكأن (جزرة)، وهو لقب صالح بن محمد بن عمر البغدادي، المتوفى سنة 293، قد أضيف إلى النص للتوضيح، ولم يكن من الأصل، والسلفي إنما أراد القول ب (الملقب): جزرة، لانه مشهور بذلك.
(52) ) لم نجد دمشقيا عرف بابن عمرو من طبقة صالح جزرة، ولكن يحتمل أنه قصد الحافظ العلامة أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري المعروف بالبزار، صاحب المسند المشهور، المتوفى سنة 292، والبزار قد سكن الشام آخر عمره، وتوفي بالرملة
(53) يعني محمد بن جرير الطبري صاحب (التاريخ) و (التفسير)، المتوفى سنة 310.
(54) إمام الائمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري، المتوفى سنة 311.
(55) ) آل مندة العبديون الاصبهانيون من بيوتات العلم المشهورة التي خرجت العديد من العلماء، والذي أشار السلفي إليه هنا هو أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة، المتوفى سنة 301.
أهل البدع
(56) معبد بن عبد الله الجهني البصري، أول من قال بالقدر في البصرة، قتل سنة 80.
(57) واصل بن عطاء الغزال، رأس المعتزلة والمتكلمين، وتنسب إليه طائفة (الواصلية) من المعتزلة. مات سنة 131.
(58) أبو مروان غيلان بن مسلم الدمشقي، وإليه تنسب فرقة (الغيلانية) من القدرية، قتله الخليفة هشام بن عبدالملك.
(59) الجعد بن درهم الذي كان مؤدبا لمروان بن محمد آخر الامويين، وكان من القائلين بخلق القرآن، قتله خالد القسري.
(60) جهم بن صفوان، وهو مشهور بآرائه التي أثرت في تكوين آراء المعتزلة، ومات سنة 128.
(61) جعفر بن حرب الهمداني، من أئمة معتزلة بغداد، مات سنة 236.
(62) ثور بن يزيد الكلاعي، أبو خالد الحمصي، وكان قدريا، مات سنة 153.
(63) أحد المبتدعة كما في (ميزان) الذهبي 1 / 564.
(64) في الميزان: (القرد) بالقاف، ولعل الذي ورد هنا هو الصحيح، وانظر الفهرست لابن النديم: 255.
(65) لدينا اثنان يعرفان بهذا الاسم من كبار المعتزلة: الاول: بشر بن المعتمر البغدادي، المتوفى سنة 210، وإليه تنسب الطائفة (البشرية)، والثاني هو: بشر بن غياث بن عبد الرحمان المريسي، المتوفى سنة 218، وإليه تنسب الطائفة (المريسية)، ولعله هو المقصود هنا.
(66) عبد الله بن سعيد بن كلاب – بضم الكاف وتشديد اللام – البصري المتكلم، رئيس الطائفة المعروفة بالكلابية، وضبطه الذهبي في (المشتبه): 555.
(67) أبو الهذيل العلاف شيخ المعتزلة البصريين، المتوفي سنة 226.
(68) كان ثمامة بن أشرس من كبار المعتزلة، ومات سنة 213.
(69) البصري وضرار بن عمرو القاضي وابن الاصم من كبار المعتزلة.
(70) نسبة إلى أبي هاشم عبد السلام بن أبي علي الجبائي، رئيس معتزلة البصرة بعد أبيه، والمتوفى سنة 321، وتسمى فرقته (البهشمية) وأتباعها: البهاشمة.
(71) يعني الجاحظ الاديب المشهور، وكان معتزليا كما هو معروف.
(72) إشارة إلى قوله تعالى: * (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال.
في سموم وحميم. وظل من يحموم. لا باردولا كريم) * [ الواقعة: 41 – 43 ].
وقوله تعالى: * (وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه) * [ الحاقة: 25 ].
__________________
على كل مؤمن أن يقف مع الحق