يمكن تعريف مرض تليف الكبد بشكل بسيط على أنه حالة مرضية يحل فيها نسيج ليفي لا يؤدي أي وظيفة تذكر مكان خلايا الكبد الطبيعية، مما يؤدي إلى ظهور أنسجة الكبد على شكل أنسجة مليئة بالندبات، ويؤدي تقدم المرض إلى نقص في حجم نسيج الكبد الطبيعي وزيادة في النسيج الليفي الذي ينقبض بمرور الوقت بحيث يصبح الكبد أصغر حجما وأكثر صلابة.
للكبد دور شديد الأهمية في حياة الإنسان؛ فهو مسؤول عن إزالة سمية المواد الضارة التي يتناولها الإنسان وتجهيزها لطرحها خارج الجسم، وله دور هام في تنظيم مستوى السكر في دم الإنسان، وكذلك فهو ينتج العصارة الصفراء المسؤولة عن هضم المواد الدهنية وامتصاصها من الجهاز الهضمي، ناهيك عن دوره في إنتاج العوامل المخثرة المسؤولة عن التئام الجروح وتوقف النزيف، وعندما تفقد خلايا الكبد قدرتها على أداء هذه الوظائف بشكل عام فحدث ولا حرج عما يمكن أن يلم بالمريض من أمراض واضطرابات صحية!!
مسببات مرض تشمع الكبد:
. إدمان شرب الخمور بشكل مزمن.
. الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن من النوعين باء وجيم.
. بعض أمراض الجهاز المناعي، وإن كان هذا السبب نادراً.
. تلوث البيئة بالسموم.
. بعض الأمراض الوراثية التي تسبب تراكم الحديد والنحاس في جسم الإنسان بشكل عام وفي الكبد بشكل خاص.
أما عن أعراض تشمع الكبد فتشمل المراحل التالية:
أولاً:المرحلة الأولية: لا تظهر أعراض المرض الشديدة خلال هذه المرحلة، أما الأعراض التي من الممكن أن تظهر على المريض فهي ما يلي
• الإحساس بالإرهاق والضعف العام.
• فقدان الشهية والشعور بالغثيان والقيء.
• آلام في البطن.
• نقصان في الوزن.
• الاستسقاء وتراكم الماء في منطقتي الأرجل والبطن.
• الحمى.
• الإصابة بالصفراء.
• الحكة.
• ضعف القدرة على التركيز الحكة.
• ضعف القدرة على التركيز.
ثانياً: المرحلة المتأخرة من المرض: عند ضمور خلايا الكبد يصبح غير قادر على تنقية الدم من السموم بشكل كلي، وهذا يؤدي إلى تراكم السموم في جسم الإنسان بشكل عام وفي الدماغ بشكل خاص، وينتج عن ذلك الأعراض التالية:
. الحساسية المفرطة للعقاقير والأدوية.
. حدوث تغيرات سلوكية على المريض مثل الارتباك والإهمال والنسيان وقلة التركيز.
. فقدان الوعي والغيبوبة.
. ارتفاع الضغط في الوريد الكبدي البابي الذي يحمل الدم من أعضاء الجهاز الهضمي والطحال إلى الكبد، مما يسبب تضخم الأوعية الدموية في المعدة والمريء الأمر الذي يؤدي إلى قيام الجسم بإعادة بناء أوعية جديدة لكي تغذي الكبد، وهذه الأوعية المتضخمة تسمى بالدوالي ولها جدار رفيع وإذا انفجرت إحداها تسبب نزيفا يؤدي إلى الموت، ولذلك فإنه إذا تقيأ المريض دما عليه أن يراجع قسم الطوارئ بأسرع ما يمكن.
وعلاج مرض تشمع الكبد يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار الصحي للمريض قدر الإمكان ومنع حدوث حالة التدهور السريع للمرض، ذلك أن هذا المرض مرض سريع التطور ولا يمكن علاجه أو الشفاء منه، ويصبح الأمل الوحيد للمرضى الذين يعانون منه القيام بعملية زرع الكبد وبالرغم من صعوبة هذه العملية إلا أن نسبة نجاحها تتراوح بين80%- 90%.