تخطى إلى المحتوى

مدفع الجزائر العملاق 2024.

مدفع الجزائر العملاق بابا مرزوق

تمكنت الجزائر أواخر العهد العثماني من صنع أضخم وأخطر مدفع في العالم أطلقت عليه تسمية "بابا مرزوق". وقد صادره المحتل الفرنسي سنة 1830 وأخذه إلى فرنسا أين وضعه كنصب في إحدى ساحات مدينة "بيرست" إلى غاية اليوم.

*الجزائريون يطالبون باسترجاعه بعد قرن و79 عاما من الأسر

ورغم محاولات استعادته إلا أن البحرية الفرنسية ترفض ذلك باستمرار خوفا من أن ينكشف عار الفرنسيين الذي تسبب فيه هذا المدفع العملاق. فكم من فرنسي وضع في فوهته وأطلق كقذيفة إلى البحر وكم من مفخرة حققها للأسطول الجزائري على مدار سنوات طويلة. إن "بابا مرزوق" سيد مدافع المحروسة ما زال في غربته يتوق لأهله، فهل تتظافر جهود الجزائريين لتعيده من أسره؟

المدفع أرعب الأعداء ودافع عن الجزائر

قبل قرنين من الآن كانت الجزائر في العهد العثماني قوة ضاربة في البحر الأبيض المتوسط، بفضل أسطولها البحري الذي وقف في وجه الأعداء، كما كان نصيرا للضعفاء وسيفا قاطعا يربك قراصنة البحر.

بعد تمكن "عروج بربروس" من طرد الاسبان سنة 1529، أصبح حتميا تحصين مدينة الجزائر من خطر اعتداءات الصليبيين المفاجئة، فقام "حسن باشا" بتنفيذ مخطط عسكري دقيق لحمياتها يشتمل على العديد من الإنجازات منها بناء الحصون والقلاع في زوايا الجزائر العاصمة، ولعل أهمها إشرافه على صناعة مدفع عملاق تحول بمرور الوقت إلى أسطورة، نظرا للوظائف العسكرية الكثيرة التي برهن فيها على قوته. هذا المدفع العملاق المسمى "بابا مرزوق" يبلغ طوله 07 أمتار وبإمكانه إيصال قذيفته إلى حوالي 4872م، أي حوالي 05 كيلومتر، ويشرف عليه أربعة من رجال المدفعية الأقوياء.

وعلى مدار سنين طويلة استخدم في عدة معارك ضارية واجهت فيها الجزائر أعداءها المتربصين. ولعل أهمها المعارك التي دافع فيها الجزائريون عن بلادهم خلال حملة لويس الرابع عشر تحت قيادة الأميرال أبراهام دوكيسن سنة 1671، وكذلك حملة الأميرال إيستري سنة 1688.

حسن باشا وضع القنصل الفرنسي في فوهة المدفع وقصف به سفينة فرنسية

كان هذا المدفع الذي يعد فخر الصناعة الحربية الجزائرية يحمي خليج الجزائر لغاية الرايس حميدو حاليا (بوانت بيسكاد). ويروي بعض المؤرخين أن أحد دايات الجزائر الذين جاؤوا بعد وفاة حسن باشا غضب من القنصل الفرنسي وهو" الأب فاشر" سفير الملك لويس الرابع عشر بالجزائر الذي ساعد بتقاريره الاستخبارية الاميرال ابراهام دوكاسن في حملته الفاشلة لغزو الجزائر فوضعه أمام فوهة مدفع بابا مرزوق وقصف به السفينة التي تقل قائد الحملة، ومن هنا أصبح الفرنسيون يسمون مدفع بابا مرزوق "لاكونسيلار".

الفرنسيون يتمسكون به لأنه يفضح عارهم

يحتفظ الفرنسيون بـ "بابا مرزوق" المدفع العملاق النادر، لأنه لو أعيد إلى الجزائر فسيجلب فضول الباحثين الذين سيكتبون قصصا حقيقية عن ذكريات سيئة سببها لهم "بابا مرزوق". فاستيلاؤهم عليه كان بمثابة انتصار نفسي ومحاولة محو عار التصق بهم.

في الربع الأخير من القرن السابع عشر هاجم الأميرال الفرنسي فرانسوا دوكان مدينة الجزائر دون جدوى، وبعد عدة محاولات في سنوات متتالية عاد إلى الانتقام بأسطول كبير فدمر جزءا من المدينة، وعندما فشل حاكم الجزائر العثماني في إقناع الأميرال بوقف العدوان أحضر أعضاء السلك الدبلوماسي الفرنسي في الجزائر حينها وعددهم 13 وقذفهم من فوهة المدفع بابا مرزوق الواحد تلو الآخر، وتكررت مأساة الدبلوماسيين الفرنسيين مع هذا المدفع الذي أطلقوا عليه اسم "القنصلي" ربما انطلاقا من تلك الذكريات السيئة. وعام 1688 ذهب الماريشال الفرنسي "ديستري" إلى الجزائر انتقاما لذكرى الدبلوماسيين، وقيل بأنه تمكن من تدمير جزء معتبر من المدينة بمدافعه، ولما عجز حاكم الجزائر مرة أخرى عن وقف العدوان أعاد حكاية الدبلوماسيين فوضع 40 فرنسياً من بينهم قنصل فرنسا "الأب فاشر" الذي تحدثنا عنه سابقا. ومن ساعتها دخل هذا المدفع الذاكرة الفرنسية السوداء.

المدفع العملاق أخذ كغنيمة حرب سنة 1830

بعد حادثة المروحة الشهيرة سنة 1827 وتحديدا في ماي 1830 جهز "شارل العاشر" أسطولا مشكلا من 675 باخرة حربية على متنها 37000 عسكري وشن حملة عسكرية على الجزائر سماها بالعقابية، حيث نزل الغزاة بساحل سيدي فرج وتمكنوا من احتلال مدينة الجزائر بعد فترة طويلة من المقاومة. وبهمجية حاقدة قام المحتل بمصادرة أملاك الجزائريين وكان من بينها المدفع الأسطورة "بابا مرزوق" الذي قام الأميرال فيكتور غي دوبيري بنقله خلال شهر أوت من نفس السنة إلى فرنسا وقدمه هدية لوزير البحرية الذي أهداه بدوره إلى الملك كرمز للنصر. وأمر هذا الأخير بوضعه كنصب تذكاري في إحدى ساحات مدينة "بيرست"، وثبت على فوهته تمثال الديك الذي يرمز للقوة الفرنسية وبقي على هاته الحال إلى وقتنا الحاضر بالرغم من مطالبة الدولة الجزائرية باسترجاعه مرارا باعتباره رمزا من رموز تاريخنا المجيد.
[/color][/b][/size][/color][/color][/size]
https://quizworld4.blogspot.com/

مخرج فرنسي يتهيأ لإنجاز شريط وثائقي عن مدفع بابا مرزوق

"من جهة أخرى فإن مفاجأة سارة كانت تنتظره، بابا مرزوق أصبح جاهزا لمغادرة دار النحاس، يجره 24 رهينة و12 حصانا، المعلقون في ذلك العهد تساءلوا كيف لهذا المدفع ذي سبعة امتار من طول وبوزن 11 طن موضوع على قاعدة من ستة أمتار من العرض، موضوعة على 16 عجلة، استطاع الخروج من زقاق من 30 متر طولا (الشارع موجود حتى الآن يبدأ من ثانوية الأمير عبد القادر إلى باب الوادي، هناك حيث يوجد الباب المؤدي إلى مقبرة الباشوات (حديقة مارنڤو سابقا)، بابا مرزوق وصل تغمره تحيات المواطنين ووسط زغاريد النساء الواقفات على الأسطح، إحتفال غير عادي منح للعاصميين، مدفع عملاقا يحمله عشرات الرجال وأحصنة تمر أمامهم، نبيل وفخور بالذهاب والتموقع في واجهة البحر للدفاع عن الجزائر .
مواطنو الجزائر، اعتبروه رزقا من الله وأطلقوا عليه إسم بابا مرزوق (أب الحظ) وتم تنصيبه على مغارة رأس عمار لخديم قرب ضريح القديس رئيس البحارة سيدي براهيم السلامي وموجه نحو الشمال الغربي، الطلقات التدشينية ارعبت المدينة وزرعت في نفوس المواطنين مخاوف بحدوث زلزال سرعان ما تلاشت واستبدلت بالزغاريد والتحايا ".
هذا النصب مأخوذ من كتاب ملحمة بابا مرزوق آلفه المؤرخ والأستاذ الباحث بلقاسم باباسي والذي يوجد الآن تحت الطبع تناول فيه الكاتب كل الجوانب والظروف التاريخية التي رافقت صنع هذا المدفع الذي هزم جيوش فرنسا وصد هجومات قادها أميرالات كانت لهم مكانتهم في البحرية الفرنسية على الجزائر، كان لسنوات الحارس الأمين للمحروسة، هذا المدفع الذي استغرقت عملية صنعه ثماني سنوات، توارث السهر على انجازه باشاوات، مدفع مصنوع من مادة البرونز بهندسة اعدها مهندس إيطالي، يزن 11 طنا ويبلغ طوله سبعة أمتار، كان في وقته تحفة نادرة وقف بشموخ يفشل في كل مرة عناد الفرنسيين ويردهم خائبي الرجاء في احتلال مدينة هو حارسها وحاميها، لم يرفع الراية البيضاء ولم يستسلم إلى أن قدرت ظروف الكر والفر أسره في أوت 1830 بعد شهر من احتلال المحروسة.
منذ ذلك الوقت وبابا مرزوق يقبع في زاوية من ساحة الترسانة في مدينة هي مسقط رأس دوبري الأميرال الذي أقسم على الانتقام من هذا الجندي الذي يعادل آلاف الجنود الفرنسيين، وصل إلى حد وضع الديك رمز الفرنسيين فوق فوهته في إيحاء لكسر شوكته والإساءة إليه، لكن حان الوقت الآن ليعود الأسير بابا مرزوق إلى أحضان وطنه وحان الوقت للعمل على فك قيوده، وفي هذا الشأن نجحت اللجنة التي يرأسها بلقاسم باباسي في حصد أكثر من ألف توقيع من مواطنين من مختلف الشرائح يؤيدون استعادة بابا مرزوق.
وكشف بابا سي للمستقبل عن مساندة تلقاها من رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي السابق، بالإضافة إلى مراسلات وجهها إلى النواب الفرنسيين للتحسيس. وأضاف أن أستاذ التاريخ والمخرج السينمائي الفرنسي بتريك ديشون أبدى إستعداده لإنجاز شريط وثائقي حول المدفع بابا مرزوق وسيكون متواجدا بالجزائر لهذا الغرض خلال الأيام القادمة، ويعكف الأستاذ بابا سي على وضع اللمسات الأخيرة على كتابه الذي يحمل عنوان "ملحمة بابا مرزوق" والتحضير أيضا لندوة بمقر نادي المجاهد تخص هذا الموضوع، وأضاف أن خلال هذه الندوة سيوزع الكتاب الذي يكون باللغتين العربية والفرنسية مع عرض صور له .https://quizworld4.blogspot.com/

"بابا مرزوق" فخر البحرية الجزائرية
عنوان المحجوزات التاريخية في فرنسا
تمسك فرنسا اليوم برفض تسليم ما يمكن أن نسميه في وقته المدفع العملاق "بابا مرزوق" بحجة أن "البحرية الفرنسية تبدي ارتباطا خاصا بهذه القطعة الحربية الهامة التي تخلد مساهمة البحرية الفرنسية في مرحلة مجيدة في تاريخها العسكري.

هذا كان موقف وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال أليوت ماري في وقتها (2017) وهو رد يؤكد أن الأفكار الاستعمارية مازالت معششة في أذهان بعض الأوساط الفرنسية الرسمية وغير الرسمية التي تعمل بمناسبة وبغير مناسبة للترويج لفكرة تمجيد الاستعمار والتغطية على المآسي التي تسبب فيها للشعوب المستعمرة وعلى رأسها الشعب الجزائري، الذي جاء استعماره نتيجة اطماع توسعية واستغلال خيرات البلد والإعتداء على ممتلكات سكانه ونهبها بدءا بالأموال وانتهاء بالأملاك العقارية مرورا بكل ما هو ثمين وذو قيمة كما هو حال جوهرة المنظومة الدفاعية البحرية مدفع "بابا مرزوق".

وقد جاءت صناعة هذا المدفع تتويجا لتحصين مدينة الجزائر في 1542 في عهد حسن باشا ومن مميزات المدفع العملاق بابا مرزوق أن طوله سبعة أمتار ومداه يصل إلى حوالي خمسة كيلومترات وبالتحديد 4872 مترا.

وعلى مدى عقود صنع "بابا مرزوق" مجد البحرية الجزائرية ودفاعات مدينتها حيث تكسرت أمامه كل محاولات غزو المدينة بدءا من حملة لويس الرابع عشر بقيادة الأميرال أبراهام دوكيسن في 1671، ثم حملة ثانية على المدينة سنة 1688وهذه المرة بقيادة الأميرال "إيسترى" بدون جدوى.

وبعد قرن ونصف تقريبا عززت فرنسا ترسانتها العسكرية البحرية واغتنمت حادثة المروحة في 1827 ليبعث شارل العاشر بحملة سماها بالعقابية في ماي 1830 قوامها 675 باخرة حربية و37000 عسكري نزلوا بغرب العاصمة بساحل سيدي فرج واحتلت العاصمة في الخامس من جويلية 1830.

وفي عام 1833 قرر الأميرال فيكتور غي دوبري نقل "بابا مرزوق" إلى فرنسا وبالتحديد إلى مسقط رأسه بمدينة بريست حيث نصب في إحدى الساحات وقد نقش عليه"إفريقيا المحررة، المنعشة والمنارة بأفضال فرنسا والحضارة"، كما وضعت على فوهته كرة تحت قدم "ديك" (رمز فرنسا) يبينها وهي تهيمن على العالم.

غير أن تمسك الجزائريين بهذه التحفة لم ينقطع ولم يفتر حيث كان موضوع مطالبة من خلال عريضة تقدم بها محاربو شمال افريقيا في 1912 وتلتها المطالبات من خلال جمعيات وشخصيات جزائرية وغير جزائرية رأت بأن مكانه الطبيعي والتاريخي هو الجزائر العاصمة.

وتأتي هذه المطالبة بإعادة "بابا مرزوق" بعدما استعادت ألمانيا تمثال أبولون الذي كان منصبا عند مدخل براندبورغ بمدينة برلين وكان استولى عليه نابليون وأخذه إلى فرنسا.

ومن هنا فإن تصفية الإرث التاريخي بين الجزائر وفرنسا يمر حتما عبر تفهم فرنسا لحقوق الشعب الجزائري ولمخلفات الماضي الاستعماري بالجزائر على المستويات المادية والمعنوية والثقافية والاعتذار على ما اقترفته في هذه الحقبة المظلمة من تاريخ فرنسا الاستعماري.
https://quizworld4.blogspot.com/

الجيريا
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

شكرا جزيلا على الموضوع الرائع و اتمنى لك مزيدا من التالق

الجيريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.