تخطى إلى المحتوى

ما حكم ما يسمى بالحملة المليونية للصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام؟ 2024.

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله وبياكم مشايخنا الاعزاء

كثيرا ما تصلني رسائل من اشخاص على الجوال او على الايميل تتكلم عن حملة مليونية للصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام فتقول صلي على النبي عشر مرات وارسلها الى عشر اشخاص.

فارجو منكم مشايخنا الاعزاء ان تتكلموا عن حكم هذه المسألة فيما اذا كانت مستحبة فعلا ام انها ليست الا بدعة لا تقود الا الى الضلال؟

واخيرا وصلني كلام احد يقول:الرجل الثاني الذي رسم الكاريكاتير المسئ للرسول مات محروقا والدنمارك لا تزال متكتمة على هذا الخبر , أرجو أن تنشر هذا الخبر فهناك اخت من فلسطين رأت رؤيا ان الذي سينشر هذا الخبر فان الله سيفرحه بعد اربع ساعات)

فانا كمسلم هل يجوز ان اؤمن بهذا الكلام ام الافضل ان اتجنبه؟

ارجو التفصيل في المسألة فهي شائعة ولا أجد من استفتيه عنها.

وجزاكم الله خير الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السائل: ناصر السنة
المجيب: اللجنة الشرعية: أبو المنذر الشنقيطي
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين :

الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – واجبة, وقد أمر الله تعالى بها في قوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } والأصل في الأمر الوجوب لكن لم يدل الأمر في الآية على التكرار فكان وجوب الصلاة مرة في العمر على الأقل وتكرارها مستحبا لما ورد من الترغيب في ذلك.

قال ابن جزي : (الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرض إسلاميّ ، فالأمر به محمول على الوجوب ، وأقله مرة في العمر ،) التسهيل لعلوم التنزيل (ص: 1565).

وإذا كان الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم داخلا في الندب فإن التذكير بهذا الندب بشكل عام أمر مشروع إن خلى عن المحذور .

ولا ضير أن يكون ذالك عن طريق رسائل الجوال فهذه من الوسائل المستجدة الحديثة ولا حرج في الاستعانة بها في أمور الدين كما يستعان بها في أمور الدنيا .

لكن المندوب لا ينبغي أن يأخذ اكثر من حجمه حتى لا يكون سببا في الانشغال عن الواجب الذي هو قطعا افضل منه لأن الله تعالى يقول في الحديث القدسي : (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه) .

والشيطان يفتح على الإنسان سبعين بابا من أبواب الخير ليصده عن باب واحد أفضل منها جميعا ..

وهذا الباب دخل منه الخلل على الكثير من الصوفية حيث بالغوا في الاعتناء بالأذكار والأوراد حتى اخلوا بالفرائض والواجبات !!

والحق أن الناس اليوم في أحوج ما يكونون إلى تعليمهم بعض الأحكام التي يجهلونها أو تحذيرهم من بعض المنكرات التي قد يقعون فيها أو تحريضهم على بعض الواجبات التي يقصرون فيها ..

او إطلاعهم على بعض أخبار الإسلام والمسلمين التي لا يعلمونها ..

وهذا كله داخل في باب الواجبات والتذكير به أولى من التذكير بالمستحبات .

ولا شك أن توجيه الحملة المليونية إلى المستحبات قبل الواجبات فيه هدر للطاقات وتضييع للأولويات .

***

أما الحديث في الشائعات والمساهمة في ترويجها دون بينة فهو مما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم .

عن المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه – ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات ومنعاً وهات ووأد البنات، وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال".

و (قيل وقال): معناه: الحديث بكل ما يسمعه فيقول: قيل كذا وقال فلان كذا مما لا يعلم صحته ولا يظنها.

وقال صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء – كذباً أو إثماً – أن يحدث بكل ما سمع " .

فتذكر أخي أنك محاسب على كل كلمة تقولها , قال تعالى : { وإن عليكم لحافظين ..}.وقال : { وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } .

وقال مالك لابن وهب : اعلم أنه ليس يسلم رجل حدّث بكل ما سمع ولا يكون إماماً أبداً وهو يحدث بكل ما سمع.

وقال عبد الرحمن بن مهدي : ( لا يكون الرجل إماماً يقتدي به حتى يمسك عن بعض ما سمع ).

خذ ما رأيت ودع شيئا سمعت به… في طلعت الشمس ما يغنيك عن زحل .

والرؤية في المنام أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها من المبشرات لكنه لا يجب تصديقها ولا يتعين العمل بمقتضاها ,وليست مصدرا شرعيا لمعرفة مواطن الأجر والثواب ,ولو كانت كذالك لما وجد فرق بينها وبين الوحي .

والله اعلم
والحمد لله رب العالمين .

أبو المنذر الشنقيطي

الجيريا
بارك الله فيك على الموضوع

جزاك الله خيرا على الفتوى.

قال الله تعالى على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم اللهويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم"

وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم

شكرا لكم على الدعاء
والمرور الطيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.