تخطى إلى المحتوى

قصص الزهد متجدد 2024.

رجل هو الزهد، والزهد هو
إليكم سير علم من أعلام الصالحين وإماماً من أئمتهم ورجلاً من رجالاتهم، ما إن يذكر اسمه إلا ويذكر الزهد – وما إن يذكر الزهد إلا ويذكر اسمه. رجل هو الزهد، والزهد هو. غير أنه لم يدرك النبي وإنما كان على درجة من الفطنة والزكاة، والخشية والإنابة والعقل والورع، والزهد والتقوى ما جعله يشبه الصحابة الكرام بل قال عنه علي بن زيد لو أدرك أصحاب رسول الله وله مثل أسنانهم ما تقدّموه.

قال عنه أحد العلماء: كان جائعاً عالماً عالياً رفيعاً فقيها ثقة مأموناً عابداً ناسكاً كبير العلم فصيحاً جميلاً وسيماً. قال عنه أحد الصحابة: لو أنه أدرك أصحاب رسول الله لاحتاجوا إلى رأيه. كانت أمه خيرة مولاة لأم سلمة زوج النبي وكان مولده قبل نهاية خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بسنتين. وكانت أمه تخرج إلى السوق أحياناً فتدعه عند أم سلمة فيصيح جوعاً فتلقمه أم سلمة ثديها لتعلله به، إلى أن تجيء أمه – وإذا برحمة الله تنزل على الثدي فيدر لبناً فيرضع الطفل حتى يرتوي. فإذا هو يرتوي حكمة وفصاحة وتقى، فما إن شب صاحبنا إلا وينابيع الحكمة تنبع من لسانه وجمال الأسلوب ورصانة العبارة وفصاحة اللسان تتحدر من كلامه. إنه الحسن بن أبي الحسن يسار، الإمام شيخ الإسلام أبو سعيد البصري المشهور بالحسن البصري، يقال: مولى زيد بن ثابت، ويقال: مولى جميل بن قطبة. وأمه خيرة مولاة أم سلمة، نشأ إمامنا في المدينة النبوية وحفظ القرآن في خلافة عثمان. وكانت أمه وهو صغير تخرجه إلى الصحابة فيدعون له، وكان في جملة من دعا له عمر بن الخطاب. قال: اللهم فقهه في الدين، وحببه إلى الناس. فكان الحسن بعدها فقيهاً وأعطاه الله فهماً ثابتاً لكتابه وجعله محبوباً إلى الناس. فلازم أبا هريرة وأنس بن مالك وحفظ عنهم أحاديث النبي ، فكان كلما سمع حديثاً عن المصطفى ازداد إيماناً وخوفاً من الله. إلى أن أصبح من نساك التابعين ومن أئمتهم ومن وعاظهم ودعاتهم، وصار يرجع إليه في مشكلات المسائل وفيما اختلف فيه العلماء، فهذا أنس بن مالك ، سُئل عن مسألة فقال: سلوا مولانا الحسن، قالوا: يا أبا حمزة نسألك، تقول: سلوا الحسن؟ قال: سلوا مولانا الحسن. فإنه سمع وسمعنا فحفظ ونسينا. وقال أنس بن مالك أيضاً: إني لأغبط أهل البصرة بهذين الشيخين الحسن البصري ومحمد بن سيرين. وقال قتادة: وما جالست رجلاً فقيهاً إلا رأيت فضل الحسن عليه، وكان الحسن مهيباً يهابه العلماء قبل العامة، قال أيوب السختياني: كان الرجل يجالس الحسن ثلاث حجج (سنين) ما يسأله عن مسألة هيبة. وكان الحسن البصري إلى الطول أقرب، قوي الجسم، حسن المنظر، جميل الطلعة مهايباً. قال عاصم الأحول: قلت للشعبي: لك حاجة؟ قال: نعم، إذا أتيت البصرة فأقرئ الحسن مني السلام، قلت: ما أعرفه، قال: إذا دخلت البصرة فانظر إلى أجمل رجل تراه في عينيك وأهيبه في صدرك فأقرئه مني السلام، قال فما عدا أن دخل المسجد فرأى الحسن والناس حوله جلوس فأتاه وسلّم عليه. وكان الحسن صاحب خشوع وإخبات ووجل من الله، قال إبراهيم اليشكري: ما رأيت أحداً أطول حزناً من الحسن، وما رأيته قط إلا حسبته حديث عهد بمصيبة. وقال علقمة بن مرثد: انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين، فأما الحسن بن أبي الحسن البصري. فما رأينا أحداً من الناس كان أطول حزناً منه، وكان يقول أي الحسن: نضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا. فقال: لا أقبل منكم شيئاً، ويحك يا ابن آدم، هل لك بمحاربة الله طاقة؟ إن من عصى الله فقد حاربه، والله لقد أدركت سبعين بدرياً، لو رأيتموهم قلتم مجانين، ولو رأوا خياركم لقالوا ما لهؤلاء من خلاق، ولو رأوا شراركم لقالوا: ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب. قال مطر الوراق: الحسن كأنه رجل كان في الآخرة ثم جاء يتكلم عنها، وعن أهوالها. فهو بخبر عما رأي وعاين. وقال حمزة الأعمى: وكنت أدخل على الحسن منزله وهو يبكي، وربما جئت إليه وهو يصلي فأسمع بكاءه ونحيبه فقلت له يوماً: إنك تكثر البكاء، فقال: يا بني، ماذا يصنع المؤمن إذا لم يبكِ؟ يا بني إن البكاء داع إلى الرحمة. فإن استطعت أن تكون عمرك باكيا فافعل، لعله تعالى أن يرحمك. ثم ناد الحسن: بلغنا أن الباكي من خشية الله لا تقطر دموعه قطرة حتى تعتق رقبته من النار. وقال حكيم بن جعفر قال لي من رأى الحسن: لو رأيت الحسن لقلت: قد بث عليه حزن الخلائق، من طول تلك الدمعة وكثرة ذلك النشيج. قال يزيد بن حوشب: ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز، كأن النار لم تخلق إلا لهماً. وعن حفص بن عمر قال: بكى الحسن فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن يطرحني غداً في النار ولا يبالي. لله ما أطهر هذه القلوب، ولله ما أزكى هذه النفوس، بالله عليك قل لي: هل أرواحهم خلقت من نور أم أطلعوا على الجنة وما فيها من الحور أو عايشوا النار وما فيها من الدثور أم إنه الإيمان يكسى ويحمل فيكون كالنور نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء. سبحان الله لا إله إلا الله، ما الذي تغيّر هل لهم كتاب غير كتابنا أم أرواح غير أرواحنا أم لهم أرض غير أرضنا، لا والله لكنها القلوب تغيرت والنفوس أمنت والأجساد تنعمت، غيرتها الذنوب وقيدتها المعاصي حتى أصبحنا لا نرى هذه الصور الإيمانية ولا النفوس القرآنية وصرنا نذكرها كفقير يذكر غناه أو بئسٍ ينادي فرحة دمناه، أين إخبات الصالحين، أو خشوع المؤمنين أو دموع التائبين أو أنين الخائفين. أين أهل الإيمان، كمدتُ ألا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب. وكان الحسن البصري صاحب مواعظ وتذكير، ولكلامه أثر في النفوس وتحريك للقلوب. قال الأعمش: ما زال الحسن يعي الحكمة حتى نطق بها. وكان أبو جعفر الباقي إذا ذكره يقول: ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء. ومن كلامه رحمه الله: روى الطبراني عنه أنه قال: إن قوماً ألهتهم أماني المغفرة، رجاء الرحمة حتى خرجوا من الدنيا وليست لهم أعمال صالحة. يقول أحدهم: إني لحسن الظن بالله وأرجو رحمة الله، وكذب، ولو أحسن الظن بالله لأحسن العمل لله، ولو رجا رحمة الله لطلبها بالأعمال الصالحة، يوشك من دخل المفازة (الصحراء) من غير زاد ولا ماء أن يهلك. عن حميد قال: بينما الحسن في المسجد تنفس تنفساً شديداً ثم بكى حتى أرعدت منكباً ثم قال: لو أن بالقلوب حياةً، لو أن بالقلوب صلاحاً لأبكتكم من ليلةٍ صبيحتها يوم القيامة، إن ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة ما سمع الخلائق بيوم قط أكثر من عورة بادية ولا عين باكية من يوم القيامة. وجاء شاب إلى الحسن فقال: أعياني قيام الليل (أي حاولت قيام الليل فلم استطعه)، فقال: قيدتك خطاياك. وجاءه آخر فقال له: إني أعصي الله وأذنب، وأرى الله يعطيني ويفتح علي من الدنيا، ولا أجد أني محروم من شيء فقال له الحسن: هل تقوم الليل فقال: لا، فقال: كفاك أن حرمك الله مناجاته. وكان يقول: من علامات المسلم قوة دين، وجزم في العمل وإيمان في يقين، وحكم في علم، وحسن في رفق، وإعطاء في حق، وقصد في غنى، وتحمل في فاقة (جوع) وإحسان في قدرة، وطاعة معها نصيحة، وتورع في رغبة، وتعفف وصبر في شدة. لا ترديه رغبته ولا يبدره لسانه، ولا يسبقه بصره، ولا يقلبه فرجه، ولا يميل به هواه، ولا يفضحه لسانه، ولا يستخفه حرصه، ولا تقصر به نغيته. وقال له رجل: إن قوماً يجالسونك ليجدوا بذلك إلى الوقيعة فيك سبيلاً (أي يتصيدون الأخطاء). فقال: هون عليك يا هذا، فإني أطمعت نفسي في الجنان فطمعت، وأطعمتها في النجاة من النار، فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلاً، فإن الناس لم يرضوا عن خالقهم ورازقهم فكيف يرضون عن مخلوق مثلهم؟ وسُئل الحسن عن النفاق فقال: هو اختلاف السر والعلانية، والمدخل والمخرج، ما خافه إلا مؤمن (أي النفاق) ولا أمنة إلا منافق، صدق من قال: إن كلامه يشبه كلام الأنبياء. توفي الإمام الحسن البصري وعمره 88 سنة عام عشر ومائة في رجب منها. بينه وبين محمد سيرين مائة يوم. رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جنانه وجمعنا وإياه في دار كرامته.

50 قصة من قصص إخلاص السلف
الدين النصيحة

الحديث عن أخبار السلف الصالح حديث شيّق يجذب النفوس .. وترق له القلوب .. وفيه عبرة لمن يعتبر .. قد يتقاصر الإنسان أمام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ويقول : هؤلاء أيدهم الله بالوحي ،لكن هؤلاء ممن نذكر أخبارهم لم يكن الوحي ينزل عليهم ، وعامة هؤلاء الذين اخترت لكم خبرهم لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم وإنما ممن جاء بعدهم ..
وقد صدق ابن القيم حيث قال (وقد جرت عادة الله التي لا تتبدل وسنته التي لا تتحول أن يلبس المخلص من المهابة والنور والمحبة في قلوب الخلق وإقبال قلوبهم إليه ما هو بحسب إخلاصه ونيته ومعاملته لربه ويلبس المرائي ثوبي الزور من المقت والمهانة والبغض وما هو اللائق به …

1- كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي في بيته فإذا شعر بأحد قطع صلاة النافلة ونام على فراشه – كأنه نائم – فيدخل عليه الداخل ويقول : هذا لا يفتر من النوم ، غالب وقته على فراشه نائم ، وما علموا أنه يصلي ويخفي ذلك عليهم .

2- وجاء رجل يقال له حمزة بن دهقان لبشر الحافي العابد الزاهد المعروف ، فقال أحب أن أخلوا معك يوماً ، فقال : لا بأس تُحدد يوما لذلك ، يقول فدخلت عليه يوماً دون أن يشعر فرأيته قد دخل قبة فصلى فيها أربع ركعات لا أحسن أن أصلي مثلها فسمعته يقول في سجوده " اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل – يقصد بالذل عدم الشهرة – أحب إلي من الشرف ..اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إلي من الغنى .. اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لا أُوثر على حبك شيئا " يقول فلما سمعته أخذني الشهيق والبكاء ، فقال : " اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن هذا هنا لم أتكلم "

3- قال الأعمش : كنت عند إبراهيم النخعي وهو يقـرأ في المصحف ، فاستأذن عليه رجل فغطّى المصحف ، وقال : لا يراني هذا أني أقرأ فيه كل ساعة .

4- للإمام الماوردي قصة في الإخلاص في تصنيف الكتب، فقد ألف المؤلفات في التفسير والفقه وغير ذلك ولم يظهر شيء في حياته لما دنت وفاته قال لشخص يثق به: الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي وإنما إذا عاينت الموت و وقعت في النزع فاجعل يدك في يدي فإن قبضت عليها فاعلم أنه لم يقبل مني شيء فاعمد إليها وألقها في دجلة بالليل وإذا بسطت يدي فاعلم أنها قبلت مني وأني ظفرت بما أرجوه من النية الخالصة، فلما حضرته الوفاة بسط يده ، فأظهرت كتبه بعد ذلك

5- وهذا عبد الواحد بن زيد يخبرنا بحديث عجيب حصل لأيوب وقد عاهده ألاَّ يخبر إلا أن يموت أيوب ـ إذ لا رياء يومئذ ـ ، قال عبدالواحد : كنت مع أيوب فعطشنا عطشاً شديداً حتى كدنا نهلك ، فقال أيوب : تستر علي ، قلت : نعم إلا أن تموت، قال : عبد الواحد فغمز أيوب برجله على حِراءٍ فتفجَّر منه الماء فشربت حتى رويت وحملت معي.
كانت بينهم وبين الله أسرار لو أقسم منهم على الله أحد لأبرَّه لإخلاصهم وصدقهم مع الله تبارك وتعالى .

6- وهذا أبو الحسن محمد بن أسلم الطوسي، يقول عنه خادمه أبو عبد الله ، كان محمد يدخل بيتا ويُغلق بابه ، ويدخل معه كوزاً من ماء ، فلم أدر ما يصنع ، حتى سمعتُ ابناً صغيراً له يبكي بكاءه ، فَنهتهَ أمُهُ ، فقلتُ لها : ما هذا البكاء ؟ فقالت إن أبا الحسن يدخل هذا البيت ، فيقرأ القرآن ويبكي ، فيسمعه الصبي فيحكيه ، فإذا أراد أن يخرج غسل وجهه ؛ فلا يُرى عليه أثر البكاء .

7- ودخل عبد الله ابن محيريز دكاناً يريد أن يشتري ثوباً ، فقال رجل قد عرفه لصاحب المحل هذا ابن محيريز فأحسن بيعه ، فغضب ابن محيريز وطرح الثوب وقال " إنما نشتري بأموالنا ، لسنا نشتري بديننا "

8- وقال ابن عيينة : كان من دعاء المطرِّف بن عبد الله : اللهم إني أستغفرك مما زعمت أني أريد به وجهك ، فخالط قلبي منه ما قد علمت .

9- وكان رحمه الله إذا حدَّث بحديث النبي صلى الله عليه وسلم يشتدُّ عليه البكاء وهو في حلقته ، فكان يشدُّ العمامة على عينه ويقول : ما أشدَّ الزكام.. ما أشدَّ الزكام..

10 – روى صاحب طبقات الحنابلة: أن عبد الغني المقدسي المحدث الشهير, كان مسجوناً في بيت المقدس في فلسطين , فقام من الليل صادقاً مع الله مخلصاً, فأخذ يصلي, ومعه في السجن قوم من اليهود والنصارى, فأخذ يبكي حتى الصباح, فلما أصبح الصباح, ورأى أولئك النفر هذا الصادق العابد المخلص, ذهبوا إلى السجان, وقالوا: أطلقنا فإنا قد أسلمنا, ودخلنا في دين هذا الرجل, قال: ولِمَ؟ أدعاكم للإسلام؟ قالوا: ما دعانا للإسلام, ولكن بتنا معه في ليلة ذكرنا بيوم القيامة..!

11- رأى ابن عمر رجلاً يُصلي ويُتابع قال له : ما هذا ؟ قال : إني لم أصل البارحة ، فقال ابن عمر : أتريد أن تخبرني الآن ! إنما هما ركعتان

12- يقول الحسن البصري : " إن كان الرجل جمع القرآن وما يشعر به الناس .. وإن كان الرجل قد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس ..وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزوار وما يشعرون به ..ولقد أدركت أقواماً ما كانوا على عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبداً "

13- كان شريح القاضي يخلو في بيت له يوم الجمعة لا يدري أحد من الناس ماذا يصنع فيه.

14- قيل لابن المبارك: إبراهيم بن أدهم ممن سمع ؟ ممن أخذ الحديث ؟ وممن أخذ العلم ؟
قال " قد سمع من الناس وله فضل في نفسه .. صاحب سرائر ما رأيته يظهر تسبيحاً ، ولا شيئاً من الخير ، ولا أكل مع قوم قط إلا كان آخر من يرفع يده – يتظاهر أنه ليس من أهل الزهد وإنما يأكل كما يأكل عامة الناس فلا يقوم أولهم – "

15- وهذا عبد الله بن المبارك حينما خرج في غزو بلاد الروم فالتقى المسلمون بالعدو ، وخرج عِلجٌ من العدو يطلب المبارزة ويجول بين الصفين ، فخرج له رجل من المسلمين فقتله العلج ، وخرج ثاني فقتله ، وخرج الثالث فقتله ، فبرز له رجل آخر ، فصاوله ثم قَتَلَ العلجَ ، فاجتمع الناس عليه ينظرون من هو ؟ فجعل يغطي وجهه بكمه لئلا يعرفه أحد ، فجاءه رجل يقال له أبو عمر فرفع كمه عن وجهه ، فإذا هو عبد الله بن المبارك ، فقال عبد الله بن المبارك : " وأنت يا أبا عمر ممن يُشنع علينا" – ماهذه الشناعة في نظر ابن المبارك رحمه الله ؟! الشناعة أنه أظهر أن هذا هو البطل الباسل الذي تمكن من قتل هذا العلج الذي قتل عدداً من المسلمين – كان يغطي وجهه بكمه يريد وجه الله تعالى – .

16- وهذا رجل مسلم وقع في حصار حاصره المسلمون للروم ، وطال هذا الحصار ، واشتد الإنتصار على المسلمين ، وأحرقتهم سهام العدو ، فعمد رجلٌ من المسلمين سراً إلى ناحية من الحصن ، فحفر نفقاً ثم دخل منه ، فهجم على الباب من الداخل وجعل يضرب في الأعداء حتى فتح الباب ودخل المسلمون ، واختفى ذلك الرجل فلم يعرفه أحد ، فصار قائد المسلمين – مَسلمَة – يقول ويستحلف الناس : سألتكم بالله أن يخرج إلي صاحب النفق ، فلما كان الليل جاء رجل فاستأذن على حارس مسلمة ، فقال الحارس من هذا ؟ قال : رجل يدلكم على صاحب النفق ، فاذهب إلى صاحبك – يعني مسلمة – وأخبره وقل له يشترط عليك شرطاً ، وهو ألا تبحث عن بعد ذلك اليوم أبداً ، ولا تطلب رؤيته بعده ولا الكلام معه أبدا ،فقال مسلمه : لهُ شَرطُه فأخبروني عنه من هو ؟ فدخل الرجل – نفسه – وقال أنا هو.. وليَ ما اشترطتُ ، لا تسألني .. لا تبحث عني .. لا تدعني إلا مجلسك .. فاختفى بين الجند .
فكان مسلمة بعد ذلك يقول : " اللهم احشرني مع صاحب النفق "

17- كان علي بن الحسين زين العابدين يحمل الصدقات والطعام ليلاً على ظهره ، ويوصل ذلك إلى بيوت الأرامل والفقراء في المدينة ، ولا يعلمون من وضعها ، وكان لا يستعين بخادم ولا عبد أو غيره .. لئلا يطلع عليه أحد .. وبقي كذلك سنوات طويلة ، وما كان الفقراء والأرامل يعلمون كيف جاءهم هذا الطعام .. فلما مات وجدوا على ظهره آثاراً من السواد ، فعلموا أن ذلك بسبب ما كان يحمله على ظهره ، فما انقطعت صدقة السر في المدينة حتى مات زين العابدين .

18- وهذا أيوب السخيتاني .. إمام كبير من أئمة التابعين .. وعابد من عبادهم .. ربما يحدث بالحديث فيرق ، فيلتفت ويتمخط ويقول " ما أشد الزكام "

19- يقول الحسن البصري : " إن الرجل ليجلس في المجلس فتجيؤه عبرته ، فإذا خشي أن تسبقه قام "

20 – وهذا شقيق بن سلمة رحمه الله كان يصلي في بيته ، وينشج نشيجا ً لو جعلت له الدنيا على أن يفعله وأحدٌ يراه ما فعل .

21- ووقف رجل يصلي في المسجد ، فسجد وجعل يبكي بكاءً شديدا ، فجاء إليه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه فقال " أنت .. أنت .. لو كان هذا في بيتك "

22- كان أيوب السخيتاني رحمه الله يقوم الليل كله ، فيُخفي ذلك ، فإذا كان الصبح رفع صوته كأنما قام تلك الساعة .

23- صحب رجل محمد بن أسلم فقال : لا زمته أكثر من عشرين سنة لم أره يصلي – حيث أراه – ركعتين من التطوع في مكان يراه الناس إلا يوم الجمعة ، وسمعته كذا وكذا مره يحلف ويقول : " لو قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت خوفاً من الرياء "

24- وهذا داوود بن أبي هند ذُكر في ترجمته أنه صام أربعين سنة لا يعلم به أهله ، كان يخرج في مهنته ، ويأخذ معه غداءه ، فيتوهمون أنه مُفطِر ، فيتصدق به في الطريق ، فيرجع آخر النهار إلى أهله فيأكل معهم .

25- اجتمع الفضيل بن عياض وسفيان الثوري يوماً ، فجلسوا يتذاكرون شيئاً من الرقائق فَرق كل واحد منهم وبكى ، فقال سفيان الثوري رحمه الله : " أرجوا أن يكون هذا لمجلس علينا رحمة وبركة " فقال الفضيل بن العياض : " ولكني أخاف يا أبا عبد الله ألا يكون أضرُ علينا .. ألست تخلصتَ من أحسن حديثك وتخلصتُ أنا إلى أحسن حديثي .. فتزينتُ لك .. وتزينتَ لي .. فبكى سفيان الثوري رحمه الله وقال " أحييتني أحياك الله "

26- وهذا عون بن عبد الله يقول " إذا أعطيت المسكين شيئاً فقال : بارك الله فيك ، فقل أنت : بارك الله فيك . حتى تَخلُصَ لك صدقتك "

27- وكان محمد بن يوسف الأصبهاني لا يشتري خبزه من خبّاز واحد ، يقول لعلهم يعرفوني ولكن إذا جئته لأول وهلة لا يعرفُ أني فلان الذي يسمع عنه فتقع لي المحاباة ، فأكون ممن يعيش بدينه .

28 – يقول إبراهيم بن أدهم : " ما صدق الله عبدٌ أحبَّ الشهرة "

29- وقل بشر بن الحارث : " لا يجد حلاوة الآخرة رجل يُحبُ أن يَعرفهُ الناس "

30- وكان مورق العجلي يقول : " ما أحِبُ أن يعرفني بطاعَتِه غَيرهُ "

31- ولم قدم عبد الله بن المبارك المصيصة سأل عن محمد بن يوسف الأصبهاني : فلم يعرفه أحد : فلما لقيه قال : " من فضلك يا محمد لا تُعرف " – رأى أن ذلك منقبة وأنه مغمور لا يعرفه أهل البلد – .

32- كان سفيان الثوري يقول : " وجدت قلبي يصلح بمكة والمدينة مع قوم غرباء أصحاب بتوت وعناء – عليهم أكسية غليظة – غرباء لا يعرفونني فأعيش في وسطهم لا أُعرف كأنني رجل من فقراء المسلمين وعامتهم " .

33- كان الإمام أحمد يقول : " أحب أن أكون بشعبٍ في مكة حتى لا أُعرف ، قد بُليتُ بالشهرة ، إنني أتمنى الموت صباحاً ومساءً " .

34- يقول أيوب السخيتاني لأبس مسعود الجريري : " إني أخاف ألا تكون الشهرة قد أبقت لي عند الله حسنة .. إني لأمر بالمجلس .. فأسلم عليهم .. وما أرى أن فيهم أحداً يعرفني ، فيردون علي السلام بقوة ، ويسألونني مسألة كأن كلهم قد عرفني ، فأي خيرٍ مع هذا "

35- ويقول حماد بن زيد " كنا إذا ممرنا بالمجلس ومعنا أيوب فسلّم؛ ردّوا رداً شديد ، فكان يرى ذلك نقمة ويكتئب لذلك "

36- وخرج أيوب السخيتاني مرة في سفر فتبع أناس كثير ، فقال : " لولا أني أعلم أن الله يعلم من قلبي أني لهذا كاره لخشيت المقت من الله عز وجل "

37- قال الشافعي : " وددت أن الناس تعلموا هذا العلم على ألا ينسب إليَّ منهُ شيء "

38- قال سهل بن عبدالله التستري : " ليس على النفس شيءٌ أشقُّ من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب ".

39- وقد كان محمد بن سيرين رحمه الله يضحك في النهار حتى تدمع عينه ، فإذا جاء الليل قطّعه بالبكاء والصلاة ..
ومن خير الناس ( بسَّام بالنهار بكَّاءٌ في الليل )

44- روي عن ابن الجوزي عن الحسن أنه قال: كنت مع ابن المبارك فأتينا على سقاية والناس يشربون منها، فدنا منها ليشرب ولم يعرفه الناس، فزحموه ودفعوه، فلما خرج قال لي: ما العيش إلا هكذا، يعني حيث لم نعرف ولم نوقر.

45- روي عن مطرف بن عبدالله الشخير أنه قال: لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب اليّ من أن أبيت قائما فأصبح معجبا.

46- روي عن النعمان بن قيس أنه قال: ما رأيت عبيدة رحمه الله متطوعا في مسجد الحي

47- يقول علي بن مكار البصري الزاهد : (( لأن ألقى الشيطان أحب إلي من أن ألقى فلاناً أخاف أن أتصنع له فأسقط من عين الله))

48- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : كان أبي إذا خرج في يوم الجمعة لا يدع أحداً يتبعه ، وربما وقف حتى ينصرف الذي يتبعه

49- يقول محمد بن أعين وكان صاحب ابن المبارك في أسفاره : كنا ذات ليلة ونحن في غزو الروم ، فذهب عبد الله بن المبارك ليضع رأسه ليريني أنه ينام ، يقول فوضعت رأسي على الرمح لأريه أني أنام كذلك ، قال: فظن أني قد نمت ، فقام فأخذ في صلاته ، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا أرمُقُه ، فلما طلع الفجر أيقظني وظن أني نائم ، وقال : يا محمد ، فقلتُ: إني لم أنم ، فلما سمعها مني ما رأيته بعد ذلك يُكلمني ولا ينبسط إليّ في شيء من غزاته كلها ، كأنه لم يعجبه ذلك مني لما فطنت له من العمل ، فلم أزل أعرفها فيه حتى مات ، ولم أر رجلاً أسرَّ بالخير منه .

50 – قيل لسفيان الثوري : لو دخلت على السلاطين ؟ قال : إني أخشى أن يسألني الله عن مقامي ما قلتُ فيه ، قيل له : تقول وتتحفّظ ، قال : تأمروني أن أسبح في البحر ولا تبتل ثيابي .

اول هذه القصص….

( اني امنت بربكم فاسمعون )
كان احد الصالحين قد اعتاد ان يقرأ كل يوم عشرة اجزاء من القرآن الكريم وذات يوم كان يقرأ في سورة ياسين حتى اذا وصل الى قوله تعالى ( اني اذا لفي ضلال مبين ) ايه 24 صعدت روحه الى السماء فتعجب اصحابه ومن حوله وقالوا: كان رجلا صالحا فكيف يختم له بهذه الاية ؟!!!
فرآه احد الصالحين في منامه بعد دفنه فقال له يا فلان : انك قد ختم لك بقوله تعالى : اني اذا لفي ضلال مبين ". فكيف حالك اليوم مع الله ؟؟؟؟ فقال : لما دفنتموني وتركتموني جاءني الملكان وسألاني وقالا لي من ربك ؟؟؟ فاكملت لهم القرآة فقلت لهما ( اني امنت بربكم فاسمعون ) سورة ياسين ايه 25…..

القصة الثانية :
الامام مالك بن انس و ملك الموت
راى الامام مالك بن انس ملك الموت ذات ليلة في المنام فسأله سؤالا وقال له : يا ملك الموت كم بقي من عمري ؟؟؟ فأشار له ملك الموت باصابعه الخمس وسأله الامام سؤالا ثانيا عن هذه الخمس كم تكون اخمس سنوات ؟ ام خمس شهور ؟ ام خمس ايام ؟ لكن ملك الموت لم يجب عن هذا السؤال واستيقظ الامام مالك من نومه فزعا قلقا ماذا تكون هذه الخمسة وذهب الى الامام ابن سيرين عالم الرؤيا والتأويل وسأله عن معنى الخمس وأجاب ابن سيرين قائلا : " انما يريد ملك الموت ان يقول لك ان سؤالك من بين خمس امور لا يعلمهن الا الله ( ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي ارض تموت ان الله عليم خبير " ) سورة لقمان ايه 34

القصة الثالثة :

طاعة الزوج
يروى ان ابنة جاءت لزيارة ابيها فنزل في ذلك اليوم مطرا غزيرا فقال الاب : يا بنيتي الليلة نامي عندنا فالوقت شديد المطر فقالت البنت : لم يأذن لي زوجي في المبيت وانما اذن لي في الزيارة فقط فعلم الاب ان الذي قالته هو الواجب وان امتناعها عن اجابته في المبيت هو الصواب فقال لها اذا سيري في حفظ الله وستره فمضت الى زوجها ومنزله بعيد فأدركته والمطر يضرب بشدة ولم تقطر لها قطرة واحدة من المطر ولم تقع على ثيابها جزاء من الله على حسن فعلها … سبحان الله العظيم ( اين نساء اليوم من هذا كله ؟؟؟؟…)

القصة الرابعة :

على الله رزقها
روي ان رجلا جلس تحت اشجار من النخيل ثم استلقى على ظهره فاذا عصفورا بفمه ثمرة ينقلها من نخلة مثمرة الى اخرى غير مثمرة ثم راى هذا العمل يتكرر فتعجب لذلك وقال في نفسه : لاصعدن هذه النخلة لا تبين الامر فصعد فاذا به يرى داخل سعف النخلة حية عمياء فعجب من ذلك وقال صدق الله العظيم : ( وما من دابة الا على الله رزقها ) سورة هود اية 6.

القصة الخامسة :
لا تقل فيما لا تعلم
بينما كان عبدالله بن عمر رضي الله عنه جالسا مع جماعة من المتعلمين جاء رجل فقال : يا ابا عبد الرحمن تركت في المسجد رجلا يفسر برأيه هذه الايه ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) الدخان ايه 10
فقال : ياتي الناس يوم القيامة دخان فيأخذ الكفار ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام فقام عبدالله رضي الله عنه غاضبا ةقال : يايها الناس اتقوا الله من علم منكم شيئا فليقل بما علم ومن لم يعلم فليقل الله اعلم ….

القصة السادسة :
اخلاص امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
احضر بين يدي عمر رجل سكران فأمر الفاروق ان يحد اي يطبق عليه حد شرب الخمر فشتمه ذلك السكران فرجع عمر عن ضربه فقيل له لم تركته يا امير المؤمنين حين شتمك ؟؟؟؟
فقال : انه لما شتمني غضبت فلو ضربته لكان ذلك لغضبي لا لربي …
( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ) الانبياء ايه18.

القصة السابعة:
واين مكوكبها ؟؟؟؟
قال ابو عبد الرحمن العتبي خرجت ليلة فاذا انا بجارية جميلة فأردتها فقالت : ويلك اما لك من زاجر من عقل ان لم يكن لك ناه من الدين ؟؟؟؟؟
فقلت لها : لا يرانا الا الكواكب . فقالت : واين مكوكبها ؟؟؟
سبحان الله نامت عيون الخالقين وعين نجمك لا تخون

اذا ما خلوت يوما بريبة في ظلمة والنفس داعية الى العصيان
فاستح من نظر الاله وقل لها ان الذي خلق الظلام يراني …

اكتفي احبتي بهذا القدر من هذا الاسبوع على أمل ان التقي بكم في سلسلة قادمه …..
لا اقول الا لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين …………….

على الله رزقها

روي ان رجلا جلس تحت اشجار من النخيل ثم استلقى على ظهره فاذا عصفورا بفمه ثمرة ينقلها من نخلة مثمرة الى اخرى غير مثمرة ثم راى هذا العمل يتكرر فتعجب لذلك وقال في نفسه : لاصعدن هذه النخلة لا تبين الامر فصعد فاذا به يرى داخل سعف النخلة حية عمياء فعجب من ذلك وقال صدق الله العظيم : ( وما من دابة الا على الله رزقها ) سورة هود اية

القصة الثامنة :

الحجاج بن يوسف الثقفي يجادل فتى العقيدة

كان الحجاج جالسا بين الحاشية فدخل عليهم صبي فلما دخل لم يعبأ به الحجاج وبعد فترة التفت الحجاج ورأى ذلك الصبي فقال له : يا فتى احفظت القرآن ؟؟؟ فقال الغلام : او خفت عليه من الضياع حتى احفظه وقد حفظه الله تعالى !!! قال الحجاج : افجمعت القرآن ؟؟؟ قال الغلام : او كان مفرقا حتى اجمعه ! قال الحجاج : افأحكمت القرآن ؟؟؟ قال الغلام : اليس الله انزله محكما. قال الحجاج : استظهرت القرآن ؟؟ فقال الغلام : معاذ الله ان اجعل القرآن وراء ظهري !!!فقال الحجاج وقد ثار غضبا : ويلك قاتلك الله ماذا اقول ؟ قال الغلام : الويل لك ولقومك قل : اوعيت القرآن في صدرك . فقال الحجاج : اقرأ شيئا من القرآن فاستفتح الغلام : بسم الله الرحمن الرحيم " اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس ( يخرجون ) من دين الله افواجا …. فقال الحجاج : ويحك انهم يدخلون : فرد عليه الغلام : كانوا يدخلون اما اليوم صاروا يخرجون فقال الحجاج : ولماذا ؟؟؟ قال الغلام : لسوء فعلك بهم فقال الحجاج : ويلك يا غلام هل تعرف من تخاطب ؟؟ قال الغلام : نعم شيطان ثقيف الحجاج . فقال الحجاج : من رباك ؟؟؟ قال الغلام : الذي زرعني فقال الحجاج فمن امك ؟؟؟ فقال الغلام : التي ولدتني قال الحجاج : فأين ولدت ؟ فقال الغلام : في بعض الفلوات … قال الحجاج أمجنون انت فأعالجك ؟ قال لو كنت مجنونا لما وصلت اليك ووقفت بين يديك فقال الحجاج : فما تقول في امير المؤمنين عبد الملك بن مروان ؟ قال الغلام : فاسق فاجر قال الحجاج : ويحك لما استحق اللعنة امير المؤمنين ؟ قال الغلام : اخطأ خطيئة ملات ما بين السماء والارض . قال الحجاج : وما هي ؟ قال الغلام : استعماله اياك على رعيته تستبيح اموالهم وتستحل دماءهم فالتفت الحجاج الى جلسائه وقال ما تشيرون علي في هذا الغلام ؟؟؟
قالوا : اسفك دمه فقد خلع الطاعة وفارق الجماعة فقال الغلام : يا حجاج جلساء اخيك فرعون خير من جلسائك حيث قالوا لفرعون من موسى واخاه " ارجه واخاه " وهؤلاء يأمرون بقتلي .. فقال الحجاج : هذب الفاظك وقصر من لسانك فاني أخاف عليك القتل وقد أمرت لك بأربعة آلاف درهم فقال الغلام : لا حاجة لي بها بيض الله وجهك واعلى كعبك فالتفت الحجاج الى جلسائه وقال هل علمتم ما اراده بقوله السابق ؟؟؟ قالوا : امير المؤمنين اعلم فقال الحجاج : اراد بقوله بيض الله وجهك : البرص والعمى وبقوله اعلى كعبك التعليق والصلب ثم التفت الى الغلام وقال له : ما تقول فيما قلت . قال الغلام : قاتلك الله ما افهمك فامتزج الحجاج غضبا فأمر بقتله فقال احد الحاضرين هبه لي يا امير المؤمنين … قال هو لك لا بارك الله لك فيه وبعد فترة امر الحجاج بدس السم لهذا الفتى فقتل مسموما….

القصة التاسعة :

ملك في زي مسكين
سئل بعض التابعين : هل رايت ابا بكر ؟؟؟ قال : نعم رأيت ملكا في زي مسكين …. رضي الله عنهم اجمعين .

القصة العاشرة :

دعوة المصطفى عليه الصلاة وازكى السلام للجعدي
انشد الجعدي ابيات بحضرة رسول الله فقال له عليه الصلاة السلام : اجدت لا فض الله فاك اي ( لا يخلو فوك من الاسنان ) قال النابغة الجعدي : ولقد اتت علي نيف ومائة سنة وما ذهب لي سن وكان اذا سقط لي سن نبت آخر … سبحان الله …

القصة الحادية عشر:

يعقوب عليه السلام مع ملك الموت
كان يعقوب عليه السلام مؤاخيا لملك المةت فزاره يوما فقال له يعقوب يا ملك الموت : ازائرا جئت ام قابض روحي ؟ فقال بل زائرا قال فاني اسألك حاجة قال : وما هي ؟ قال : ان تعلمني اذا دنا اجلي واردت ان تقبض روحي فقال : نعم ارسل اليك ثلاثة رسل فلما انقضى اجله اتى اليه ملك الموت فقال : ازائرا جئت ام قابضا روحب ؟؟ فقال : لقبض روحك فقال اولست كنت قد اخبرتني انك ترسل الي رسولين او ثلاثة ؟ قال : قد فعلت بياض شعرك بعد سواده وضعف بدنك بعد قوته وانحناء جسدك بعد استقامته فهذه رسلي يا يعقوب الى بني آدم……

القصة الثانية عشر:

عبدالله بن الزبير ومؤذن الحجاج
لما كان عبدالله بن الزبير محاصرا من قبل الحجاج .. كان عبدالله بن عمر يصلي مع ابن الزبير فاذا فاتته صلاة معه وسمع مؤذن الحجاج انطلق فصلى معه فقيل له تصلي مع ابن الزبير ومع الحجاج ؟!!!
فقال : اذا دعونا الى الله اجبناهم واذا دعونا الى الشيطان تركناهم …

القصة الثالثة عشر :

الفاروق يطلب دعوة من طفل
خرج عمر بن الخطاب مع بعض الصحابة فرأى ابن الخطاب طفلا يمشي في احد الشوارع في المدينة فانحنى عمر الى ذلك الطفل فقال له : يا غلام ادع الله لنا بالرحمة فتعجب الصحابة من فعل عمر وقالوا له اتسأل طفلا ؟ فقال نعم اسأله الدعاء لانه لم يبلغ الحلم ولم يجر عليه القلم فدعاؤه مجاب اما نحن قد بلغنا الحلم وجرى علينا القلم ….

القصة الرابعة عشر :

( ولا يحيق المكر السيء الا بأهله )
روي ان رجلين سعيا الى فرعون وقالا ان فلانا دخل في دين موسى فأمرهما فرعون بأحضاره فلما احضراه قال لهما فرعون من ربكما ؟ فقالا : انت ثم قال للمؤمن من ربك ؟ فقال : ربي ربهما فتةهم فرعون انه قصده بهذا القول فقال للساعيين : سعيتما برجل هو على ديني لاقتله ثم صلبهما وسلم الرجل المؤمن ….

القصة الخامسة عشر :

اعمل لها في الجنة :
يروى عن خالد بن صفوان انه نظر الى الى جماعة في المسجد بالبصرة فقال : ما هذه الجماعة ؟ قالوا : على امرأة تدل على النساء فأتاها فقال له : ابغي امرأة قالت : صفها لي . قال : اريد بكرا كثيب اوثيبا كبكر حلوة من قريب فخمة من بعيد كانت في نعمة فأصابتها فاقة فمعها ادب النعمة وذل الحاجة فاذا اجتمعنا كنا اهل آخرة قالت : قد اصبتها لك . قال : اين ؟ قالت : في الرفيق الاعلى من الجنة فاعمل لها ….

سبحانك اللهم لا اله الا انت اني كنت من الظالمين….

القصة الثامنة :

الحجاج بن يوسف الثقفي يجادل فتى العقيدة

كان الحجاج جالسا بين الحاشية فدخل عليهم صبي فلما دخل لم يعبأ به الحجاج وبعد فترة التفت الحجاج ورأى ذلك الصبي فقال له : يا فتى احفظت القرآن ؟؟؟ فقال الغلام : او خفت عليه من الضياع حتى احفظه وقد حفظه الله تعالى !!! قال الحجاج : افجمعت القرآن ؟؟؟ قال الغلام : او كان مفرقا حتى اجمعه ! قال الحجاج : افأحكمت القرآن ؟؟؟ قال الغلام : اليس الله انزله محكما. قال الحجاج : استظهرت القرآن ؟؟ فقال الغلام : معاذ الله ان اجعل القرآن وراء ظهري !!!فقال الحجاج وقد ثار غضبا : ويلك قاتلك الله ماذا اقول ؟ قال الغلام : الويل لك ولقومك قل : اوعيت القرآن في صدرك . فقال الحجاج : اقرأ شيئا من القرآن فاستفتح الغلام : بسم الله الرحمن الرحيم " اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس ( يخرجون ) من دين الله افواجا …. فقال الحجاج : ويحك انهم يدخلون : فرد عليه الغلام : كانوا يدخلون اما اليوم صاروا يخرجون فقال الحجاج : ولماذا ؟؟؟ قال الغلام : لسوء فعلك بهم فقال الحجاج : ويلك يا غلام هل تعرف من تخاطب ؟؟ قال الغلام : نعم شيطان ثقيف الحجاج . فقال الحجاج : من رباك ؟؟؟ قال الغلام : الذي زرعني فقال الحجاج فمن امك ؟؟؟ فقال الغلام : التي ولدتني قال الحجاج : فأين ولدت ؟ فقال الغلام : في بعض الفلوات … قال الحجاج أمجنون انت فأعالجك ؟ قال لو كنت مجنونا لما وصلت اليك ووقفت بين يديك فقال الحجاج : فما تقول في امير المؤمنين عبد الملك بن مروان ؟ قال الغلام : فاسق فاجر قال الحجاج : ويحك لما استحق اللعنة امير المؤمنين ؟ قال الغلام : اخطأ خطيئة ملات ما بين السماء والارض . قال الحجاج : وما هي ؟ قال الغلام : استعماله اياك على رعيته تستبيح اموالهم وتستحل دماءهم فالتفت الحجاج الى جلسائه وقال ما تشيرون علي في هذا الغلام ؟؟؟
قالوا : اسفك دمه فقد خلع الطاعة وفارق الجماعة فقال الغلام : يا حجاج جلساء اخيك فرعون خير من جلسائك حيث قالوا لفرعون من موسى واخاه " ارجه واخاه " وهؤلاء يأمرون بقتلي .. فقال الحجاج : هذب الفاظك وقصر من لسانك فاني أخاف عليك القتل وقد أمرت لك بأربعة آلاف درهم فقال الغلام : لا حاجة لي بها بيض الله وجهك واعلى كعبك فالتفت الحجاج الى جلسائه وقال هل علمتم ما اراده بقوله السابق ؟؟؟ قالوا : امير المؤمنين اعلم فقال الحجاج : اراد بقوله بيض الله وجهك : البرص والعمى وبقوله اعلى كعبك التعليق والصلب ثم التفت الى الغلام وقال له : ما تقول فيما قلت . قال الغلام : قاتلك الله ما افهمك فامتزج الحجاج غضبا فأمر بقتله فقال احد الحاضرين هبه لي يا امير المؤمنين … قال هو لك لا بارك الله لك فيه وبعد فترة امر الحجاج بدس السم لهذا الفتى فقتل مسموما….

القصة التاسعة :

ملك في زي مسكين
سئل بعض التابعين : هل رايت ابا بكر ؟؟؟ قال : نعم رأيت ملكا في زي مسكين …. رضي الله عنهم اجمعين .

القصة العاشرة :

دعوة المصطفى عليه الصلاة وازكى السلام للجعدي
انشد الجعدي ابيات بحضرة رسول الله فقال له عليه الصلاة السلام : اجدت لا فض الله فاك اي ( لا يخلو فوك من الاسنان ) قال النابغة الجعدي : ولقد اتت علي نيف ومائة سنة وما ذهب لي سن وكان اذا سقط لي سن نبت آخر … سبحان الله …

القصة الحادية عشر:

يعقوب عليه السلام مع ملك الموت
كان يعقوب عليه السلام مؤاخيا لملك المةت فزاره يوما فقال له يعقوب يا ملك الموت : ازائرا جئت ام قابض روحي ؟ فقال بل زائرا قال فاني اسألك حاجة قال : وما هي ؟ قال : ان تعلمني اذا دنا اجلي واردت ان تقبض روحي فقال : نعم ارسل اليك ثلاثة رسل فلما انقضى اجله اتى اليه ملك الموت فقال : ازائرا جئت ام قابضا روحب ؟؟ فقال : لقبض روحك فقال اولست كنت قد اخبرتني انك ترسل الي رسولين او ثلاثة ؟ قال : قد فعلت بياض شعرك بعد سواده وضعف بدنك بعد قوته وانحناء جسدك بعد استقامته فهذه رسلي يا يعقوب الى بني آدم……

القصة الثانية عشر:

عبدالله بن الزبير ومؤذن الحجاج
لما كان عبدالله بن الزبير محاصرا من قبل الحجاج .. كان عبدالله بن عمر يصلي مع ابن الزبير فاذا فاتته صلاة معه وسمع مؤذن الحجاج انطلق فصلى معه فقيل له تصلي مع ابن الزبير ومع الحجاج ؟!!!
فقال : اذا دعونا الى الله اجبناهم واذا دعونا الى الشيطان تركناهم …

القصة الثالثة عشر :

الفاروق يطلب دعوة من طفل
خرج عمر بن الخطاب مع بعض الصحابة فرأى ابن الخطاب طفلا يمشي في احد الشوارع في المدينة فانحنى عمر الى ذلك الطفل فقال له : يا غلام ادع الله لنا بالرحمة فتعجب الصحابة من فعل عمر وقالوا له اتسأل طفلا ؟ فقال نعم اسأله الدعاء لانه لم يبلغ الحلم ولم يجر عليه القلم فدعاؤه مجاب اما نحن قد بلغنا الحلم وجرى علينا القلم ….

القصة الرابعة عشر :

( ولا يحيق المكر السيء الا بأهله )
روي ان رجلين سعيا الى فرعون وقالا ان فلانا دخل في دين موسى فأمرهما فرعون بأحضاره فلما احضراه قال لهما فرعون من ربكما ؟ فقالا : انت ثم قال للمؤمن من ربك ؟ فقال : ربي ربهما فتةهم فرعون انه قصده بهذا القول فقال للساعيين : سعيتما برجل هو على ديني لاقتله ثم صلبهما وسلم الرجل المؤمن ….

القصة الخامسة عشر :

اعمل لها في الجنة :
يروى عن خالد بن صفوان انه نظر الى الى جماعة في المسجد بالبصرة فقال : ما هذه الجماعة ؟ قالوا : على امرأة تدل على النساء فأتاها فقال له : ابغي امرأة قالت : صفها لي . قال : اريد بكرا كثيب اوثيبا كبكر حلوة من قريب فخمة من بعيد كانت في نعمة فأصابتها فاقة فمعها ادب النعمة وذل الحاجة فاذا اجتمعنا كنا اهل آخرة قالت : قد اصبتها لك . قال : اين ؟ قالت : في الرفيق الاعلى من الجنة فاعم

سبحانك اللهم لا اله الا انت اني كنت من الظالمين…..

[/font]

أعجبتني النبذة عن الحسن البصري رحمه الله ،، شكرا لك

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.