تخطى إلى المحتوى

في مشروعية رقية حالات الغيبوبة والإنعاش 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

في مشروعية رقية حالات الغيبوبة والإنعاش

السـؤال:
هل رقية المريض الذي يكون في حالة غيبوبة أو تحت المراقبة الطبية في الإنعاش مشروعةٌ؟ وهل ينتفع بها؟ وبارك الله فيكم.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فالمريضُ تحت المراقبة الطبية في الإنعاش إذا كان من أهلِ الاستقامة على الدِّين والبُعد عن المعاصي والمحرَّمات فإنَّ الرقيةَ الشرعيةَ بالآيات والأدعية القرآنيةِ والنبويةِ تنفعه بإذن الله تعالى، وخاصَّةً إذا قَدِرَ على الاستماع إلى القرآن الكريم مصحوبًا باعتقادٍ جازمٍ منه بأنه علاجٌ نافذٌ، فإنَّ الرقية الشرعية تؤتي نتائجَها سريعًا، أمَّا إن عجز عن الاستماع إليه لحالة الغيبوبة ونحو ذلك، فإنها تجوز وتؤثِّر -أيضًا- بتقدير الله تعالى؛ لأنَّ الرقية الشرعيةَ أدعيةٌ لله بالشفاء، والدعاءُ للمريض يجوز في كلِّ أحواله، فإن صدرت من راقٍ أهلٍ لها كان في دعائه مطمع للاستجابة.
ولا يخفى أنَّ الاستعاذة والاستعانةَ من دعاء العبادة لذلك كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ»(١)، و«مِنْ كلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ»(٢)، وقال: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ بِاسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِر»(٣)، وقال: «إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ أَلَمًا فَلْيَضَعْ يَدَهُ حَيْثُ يَجِدُ أَلَمَهُ ثُمَّ لِيَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ»(٤)، وما إلى ذلك.
وهذا بخلاف أهل المعاصي والتكبُّر والظلم والعدوان فإنَّ الرقية الشرعية لا تؤثِّر فيهم بالنفع غالبًا، وقد أخبر اللهُ عزَّ وجلَّ أنَّ القرآن شفاء للأمراض البدنية والأسقام القلبية لأهل الهدى والتقى، أمَّا أهل الزيغ والضلال فلا يبصرون به رشدًا ولا يستفيدون منه خيرًا، قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا﴾ [الإسراء: ٨٢]، وقال تعالى: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى﴾ [فصلت: ٤٤]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: ٥٧].
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٣٠ المحرم ١٤٢٩ﻫ
الموافق ﻟ: ٠٧/ ٠٢/ ٢٠٠٨م


(١) أخرجه مسلم في «الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار» (٢٧٠٨) من حديث سعد بن أبي وقاص عن خولة بنت حكيم السلمية.

(٢) أخرجه البخاري في «أحاديث الأنبياء» باب قول الله تعالى: ﴿وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً﴾ (٣٣٧١)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

(٣) أخرجه مسلم في «الآداب» (٢٢٠٢)، من حديث عثمان بن أبي العاص الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه.

(٤) أخرجه أحمد (٢٧١٧٩)، من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه، والحديث صحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (٣/ ٤٠٣) رقم: (١٤١٥).موقع فضيلة الشيخ فركوس حفظه الله

جزاك الله خيرا

و الله يشفيك و ترجعي بالسلامة

يرفع للتذكير………

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.