فن الأكل يهم كل امراة ارجوو التثبيت
——————————————————————————–
|
معروف إن كل ما يخاطب النفس و الوجدان لابد و أن يكون راقياً، إنسانيا و رائعاً، يندرج تحت التصنيف الواسع لكلمة "الفن".
فكما هو معروف و متداول و متفق عليه بأن الفن " غذاء" الروح بالطبع، معه يحلق الإنسان و يسمو بنفسه و يجردها من شوائب الماديات.
و هذا المفهوم نفسه ينطبق تماماً على "الأكل" ، فيمكن أن نرتقي "بالأكل" لنصل به للمفهوم الأنسانى الرائع "الفن" و بمكن أن نتعامل معه بالمفهومات المادية و الحسية التي تخرجنا أساساً من إنسانيتنا ، و ترمى بنا بعيداً في دوائر الشره التي تبدأ و لا تنتهي .. و أين الحل؟
عندما نتكلم عن الحلول، فمعنى ذلك إن هناك مشكلة ما تحتاج لحل أو لأكثر من حل، نعم هناك مشكلتنا مع الطعام.
خبراء التغذية و أيضاً علماء النفس يحددون و بدقة كيفية و أهمية التعامل مع الطعام، فماذا يقولون؟
يوضحون بأن الطعام و طريقة الأكل و الدوافع إليها لابد و أن ترتقي بالإنسان ، إبتداءاً لابد من تهيئة النفس لأوقات الطعام المناسبة ، فحذف الإفطار الصباحي يؤدى إلى ارتباك اليوم كله ، و يؤكدون على أهمية هذه الوجبة التي تتحكم في مزاجيات الإنسان طوال اليوم و أيضاً في آلية جسمه تجاه الطعام طوال اليوم أيضاً .
فلابد أولاً من الانتهاء من المراسم الصباحية التي تشكل ساعة الذروة بالنسبة للعائلة ، بعدها لابد و أن تكون هناك مساحة من الوقت معها يجتمع كل أفراد العائلة لتناول الإفطار معه يعرض كل فرد برنامجه اليومي ، هنا فقط تكون وجبة الأقطار و صلت من مجرد شرائح الخبز و الحبوب باللبن و أقداح الشاي أو القهوة إلى مرحلة إنسانية عالية عملت على تجميع الأسرة حول مائدة واحدة و التقارب النفسي فيما بينهم عندما يلقون الضوء على برنامجهم اليومي.
و كذلك لابد و أن يتكرر مع كل الوجبات أثناء اليوم ، حتى و إن كانت الوجبة الرئيسية – كما يحدث في كثير من بلدان العالم- هي العشاء ، فله طقوسه الخاصة جداً ، فهي وجبة تأتى بعد يوم منهك سريع ضاغط ، فلما لا نجعلها الوجبة التي معها يسترخى الإنسان وسط أجواء جميلة و خلفية موسيقية ربما تساعده على المزيد من تذوق الطعام و احترافه ، يتخللها حديث يلخص اليوم كله، هنا فقط يكون الأكل خرج من مفهوم الحس الذي يخاطب المعدة إلى مفهوم أكثر رقياً ليجعله ينحدر تحت مسمى الفن.
و إذا كنا قد أوضحنا كيفية تحويل الأكل إلى "فن الأكل" فهناك أيضاً العديد من السلبيات لابد و أن نبتعد عنها تماماً أثناء التعامل مع الأكل أو حتى مع التسوق الخاص بقائمة الطعام.
من هذه السلبيات أن يكون لكل فرد من أفراد العائلة حمل وجبة سريعة في طريق عودته من العمل أو الجامعة ،و ينفرد بها داخل حجرته و على أذنيه الموبايل ، فيأكل و يأكل و يأكل دونما وعى واضعاً العلاقات الأسرية في آخر اعتباراته ، فهذا السلوك المنفرد بعلبة كرتونية تطيح بالأسرة كلها.
كذلك لابد من الابتعاد عن تناول الطعام خلال نوبة عصبية حادة، هنا يتحول الطعام معها لما يعرف "بالطعام التعويضي"الذي من الصعب السيطرة على وضع نهاية له ، و النتيجة معروفة ..بدانة،عسر هضم ،مزاجيات رمادية و تأنيب ضمير .
إذا استثنينا هذه السلبيات و غيرها الكثير ، نكون قد حولنا الأكل لمعزوفة جميلة هي الفن بعينه.
بارك الله فيك مشكووووووور اخي
جزاك الله خيرا