السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أود يا شيخنا الفاضل أن تفيدنا مما حباك الله من علم ومعرفه عن بعض الأحكام المتعلقة بدخولنا للإنترنت واستخدامنا له وذلك حرصاً على أن يكون هذا المنتدى خاصة منبر علم ومعرفه في شتى العلوم وتسلية مباحة حتى أكون قد فتحت باباً للخير وأن لا يكون هذا المنتدى باباً من أبواب الشيطان وأنا من فتحته فأتحمل وزري ووزر غيري ..
– شيخنا الفاضل سلمه الله أسئلتي كالتالي :
1= هل يجوز ما يحصل بمنتدى التسلية والتعارف خصوصاً أو غيره من الأقسام ما يحصل بين الرجل والمرأة من أعضاء المنتدى من مزاح ونقاشات جانبيه بعيده عن الموضوع المراد طرحه وما يتولد من ذلك من صداقات بريئة بينهم ؟
2 = هل يجوز التراسل الخاص بين الأعضاء من رجل وامرأة في المنتدى بعيداً عن مواضيع إدارة المنتدى أو الاستفسار عن شيء شرعي أو طبي .. بمعنى أن يكون هناك كلام عابر وسلام وتعارف فقط لا غير ؟
3 = هل يجوز أن يخاطب الرجل المرأة بالمنتدى بعبارة عزيزتي أو هي تخاطبه بعزيزي أو غيرها من العبارات المتلطفة ؟
4 = هل يجوز أن تتجاوز الفتاة والرجل من أعضاء المنتدى علاقة الكتابة في منتدى واحد إلى صداقات خارج إطار المنتدى .. أي إلى الماسنجر والبريد وأحياناً المحادثات الصوتية .. بدعوى الأخوة والمعزة والصداقة ؟
5 = هل يكون المرء آثماً إذا سمح لأخواته وزوجته بالمشاركة في المنتدى ؟
——————-
هذه الأسئلة التي تحضرني الآن وأرجو منك إفادتنا مشكوراً بأي نصائح تدعم جانب الخير بالمنتدى وتغلق أي باب من أبواب الشر الذي ممكن أن يحدث من قبل إنشاء هذا المنتدى وجزاكم الله عنا كل خير وبارك الله فيكم .
الجواب:
أما بخصوص هذه الأسئلة على وجه الخصوص فإليك الجواب :
1 – قلت – حفظك الله – : … وما يتولد من ذلك من صداقات بريئة بينهم !
فأقول : وأين البراءة في تلك العلاقات ؟!
إلا أن يكون ذلك في بدايتها ومن طرف واحد مُغرر به ؟!
وقد سـدّ الله الطرق المفضية والمؤدّية إلى الوقوع في الحرام .
فحرّم نظر الرجال إلى النساء .
وأمَر بغضّ البصر .
وحرّم الخلوة .
ومنع الاختلاط بين الجنسين .
وحرّم على النساء النظر إلى الرجال نظر شهوة وريبة .
ومنع المصافحة بين الجنسين إلا في المحارم .
ومنع من الخضوع بالقول .
كل هذه يصح أن نُسمّيها : احتياطات أمنية لمنع وقوع الفاحشة .
فلا يصحّ أن تُرتكب هذه الأشياء تحت شعار " حُسن النيّة " أو " براءة المقصد " أو تحت أي شعار من هذه الشعارات .
وقد كان عطاء بن أبي رباح يقول : لو ائتمنت على بيت مال لكنت أمينا ، ولا آمن نفسي على أمة شوهاء .
وعلّـق عليه الإمام الذهبي بقوله : صدق رحمه الله . ففي الحديث " ألا لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان " .
=======
2 – أما التراسل الخاص بين الأعضاء ، خاصة بين الرجال والنساء ، فيجوز بقدر الحاجة ، كأن يكون هناك إشكال وسؤال عنه ، أو يكون هناك تنبيه وتوضيح ، أو نصيحة لا يحسن أن تُقال على الملأ .
وبشرط أن لا تتعدى تلك العلاقات هذا القدر إلى التعارف المُشار إليه ، أو تصل إلى إعطاء أرقام الهواتف ، أو تبادل الصور ، كل ذلك بحجة التعارف للزواج !
===========
3 – أكره التخاطب بمثل هذه العبارات ( عزيزتي – أختي الغالية – … ) ونحوها من عبارات التلطف التي ربما كسرت قلوب القوارير ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : رفقاً بالقوارير . لا تكسر القوارير . قال ذلك لمن يحدو ويُنشد بصوت حسن .
ويكتفي بالتخاطب بمثل عبارة : أختي الفاضلة / الكريمة / … ونحو ذلك .
ومثل هذه العبارات بعض الوجوه التعبيرية التي لا تمتّ للحياء بِصِلـة .
============
4 – لا يجوز للفتاة أو للشاب تجاوز علاقة الكتابة في منتدى واحد إلى صداقات خارج إطار المنتدى ، أو المحادثة عبر الماسنجر ، أو التراسل عبر البريد ؛ سـدّاً للذريعة ، وإغلاقاً لِباب الفتنة .
ويُستثنى من ذلك التراسل لأجل النصيحة أو السؤال عما أشكل ونحو ذلك .
===========
5 – لا يأثم طالما أنها مشاركات مُنضبطة بالأُطـر الشرعية .
وعليك أخي الحبيب الحرص على نشر الخير ، ومُناصحة الأعضاء ، خاصة من يظهر منه التقصير ، أو من تلحظ عليه ارتكاب منكر في المنتدى .
والتنبيه على الأعضاء – رجالا كانوا أو نساءً – على التقيّد بشروط المنتدى
والتذكير بأن من تأتيه رسائل خاصة أو بريدية عبر المنتدى بقصد التعارف بين الجنسين أو يتعرّض لمضايقات ورسائل غرام أن عليه إخبارك لتقوم بما تراه حيال الموقف في حينه .
والله يحفظك ويرعاك
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
إقتباس
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نسأل الله أن يكتب أجركم ويعلي منزلتكم
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
ما رأيكم في مثل هذه الكلمات بين الجنسين:
دمتِ بود، تقبلي ودي قبل ردي، صح لسانك ، صح بدنك أو سلمت يمناك ، تقبل طلتي ، أو تسلمين، لك مني أرق التحايا ، تحياتي وتقديري ، تقبلي تحياتي
ومن أمثالها من الكلمات التي تكون بين الجنسين .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
ورَفَع الله قَدرَكم ، ونَفع بكم .
لا تجوز مثل هذه الكلمات ؛ لأنها تفعل فِعْل السِّحر في نفوس البنات ، ولأن الحيّ لا تُؤمَن عليه الفِتْنَة .
ومَن قرأ قصص الواقع في الشبكة ( الإنترنت ) عَلِم حقيقة ما أقول ، فَكَم مِن البنات خُدِعَت بِكلمات ، أو سُلِب قَلْبها بِعِبارات برّاقة ؟
وما لا يرضاه الناس لأخته وابنته ومحارمه عموما ، فَكَيف يَرْضَاه للناس ؟
وقد قال عليه الصلاة والسلام : مَن أحب أن يُزَحْزَح عن النار ويَدْخُل الجنة فَلْتَأتِه مَنِيّته وهو يُؤمِن بالله واليوم الآخر ، وليأتِ إلى الناس الذي يُحِبّ أن يُؤتَى إليه . رواه مسلم .
فليُعامِل الناس بِما يُحِبّ أن يُعامَل به .
وما أشد ما يفتتن الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، وقد أدّب الله أمهات المؤمنين – وهُنّ بِمْنَزِلة الأمهات في الاحترام والتحريم – بِعدم لِين القول ، فقال عَزّ وَجَلّ : (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا) .
وقال تعالى في شأن أطهر نساء العالمين : (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) .
قال ابن جرير في تفسيره : يقول تعالى ذِكْره : سؤالكم إياهن المَتاع إذا سألتموهن ذلك من وراء حجاب أطهر لقلوبكم وقلوبهن من عوارض العين فيها التي تعرض في صدور الرجال مِن أمْر النساء ، وفي صدور النساء مِن أمْر الرجال ، وأحرى مِن أن لا يكون للشيطان عليكم وعليهن سبيل . اهـ .
وقال البغوي : (ذَلِكُمْ أَطْهَر، لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) مِن الرَّيب .
وقال القرطبي : (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) أي : ذلك أنْفَى للرَّيبة ، وأبعد للتهمة ، وأقوى في الحماية . اهـ .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : خُلِق الرَّجُل مِن الأرض فَجُعِلَتْ نِهْمَته في الأرض ، وخُلِقَتْ المرأة مِن الرَّجُل ، فَجُعِلَتْ نِهْمَتها في الرَّجُل ، فاحبسوا نساءكم .
أي : عن الرجال .
ولا أحد يُنكِر مَيل الرجل إلى المرأة ، ومَيل المرأة إلى الرجل .
وقال عطاء : لو ائتمنت على بيتِ مالٍ لكنت أمينًا ، ولا آمَن نفسي على أمَة شَوهاء !
وليس هناك مِن فتنة أضرّ على الرجال مِن النساء .
قال عليه الصلاة والسلام : ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء . رواه البخاري ومسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء . رواه مسلم.
ولا أحد يُنكِر مَيل الرجل إلى المرأة ، ومَيل المرأة إلى الرجل .
والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم . كما أخبر مَن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.
وقد سدّ الله الطرق المفضية والمؤدّية إلى الوقوع في الحرام . فحرّم نظر الرجال إلى النساء .
وأمَر بغضّ البصر . وحرّم الخلوة . ومَنَع الاختلاط بين الجنسين . وحرّم على النساء النظر إلى الرجال نَظَر شهوة ورِيبة . ومَنَع المصافحة بين الجنسين إلاَّ في المَحارم . ومَنَع مِن الخضوع بالقول.
فعلى المسلم أن يحفَظ قَلْبَه وقلوب أخواته مِن بنات المسلمين ، وأن يعلَم أن الكلمة ربما تفعل فِعْل السحر .
قَدِمَ رَجُلَانِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَخَطَبَا ، فَعَجِبَ النَّاسُ لِبَيَانِهِمَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا ، أَوْ : إِنَّ بَعْضَ الْبَيَانِ لَسِحْرٌ . رواه البخاري .
قال الفيروزآبادي : والسِّحرُ كلُّ ما لَطُفَ مأخَذُهُ ودَقَّ … و " إِنَّ من البيانِ لَسِحْرا " معناهُ – والله أعْلَمُ – أنه يَمْدَحُ الإِنسانَ فَيَصدُقُ فيه حتى يَصْرِفَ قُلوبَ السامِعِينَ إليه ، ويَذُمُّه فَيصْدُقُ فيه حتى يَصْرِفَ قُلوبَهُم أيضا عنه . اهـ .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
السلام عليكم
تأتيني الغرابة الشديدة من انسان يستفتي مثل الشيخ السحيم وامثاله عن موضوع كهذا لأن فتاواهم واضحة بعدم الجواز
بارك الله فيك على الافادة جزاك الله خيرا
و بارك الله في شيخنا الجليل عبد الرحمن السحيم و جزاه عنا الخير كله
و يجب على كل واحد منا الحرص كل الحرص مثل هذه الهفوات و ان نلتزم الادب و عدم الخضوع بالقول في كل المنتديات المختلطة خاصة
بارك الله فيك حبيبتي على التنبيه
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول و يتبعون احسنه