السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الإمام محمد الأمين الشَّنْقِيطِيِّ: " فعلينا معاشر المسلمين أن نعلم أن الشيطان عدونا فنعاديه، ولا ننجرّ معه
إلى ما يريد أن يجرَّنَا إليه من المعاصي والهلكات؛
لأنه عَدُوٌّ طَالِبُ ثَأْرٍ، يريد أن ينتقم منا، فالمسلم الفاهم إذا قَرَأَ آية في سورة سبأ – إن كان يَفْهَم عن الله – عرق جبينه
من الخَجَل إن كان يتبع الشيطان؛
لأن الشيطان احتقرنا معاشر الآدميين احتقاراً عظيماً لا مثيل له، حيث إنه عدونا، واعتقد فينا أن عندنا من سَذَاجة العقول،
وعدم الفهم، وعدم عمق العقل أنه إذا أراد أن يجرنا إلى المَهْلَكة بوساوس، وتزيينات وزخارف فاضية أننا نبلغ من
سذاجة العقول وعدم التفكير وسوء النظر أننا ننجَرُّ معه حتَّى يُدْخِلَنَا في المهلكة، ويشفي غَيْظَهُ مِنّا، وينتقم منا، ظن هذا
في بني آدم اعتقاداً منه سوء عُقُولهِم، وعدم نظرهم، إلا القليل منهم؛ لأن قوله: {لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ظَنٌّ منه؛ ولذا قال:
{إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ} [الحجر: الآيتان 39، 40] زعموا أنه خاف أن يَظْهَرَ عليه الكذب. ومن هنا قال بعض العلماء: لا
خصلة أقبح مِنَ الكَذِب؛ لأن الشيطان تحرَّزَ عنها حيث قال:
{إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ} وما قال هذا إلا ظنّاً ببني آدم
ضَعْفَ العقول، وضَعْفَ النظر، وعدم التفكير، ومع هذا يقول الله في سورة سبأ، وهي الآية التي تُحزن المؤمن المتبع
للشيطان: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ} [سبأ: الآية 20] هذه الآية إذا تَأَمَّلَها المسلم الذي
يعلم من نفسه أنه يتبع الشيطان عرق جبينه من الخجل،حيث يكون الشيطان يعتقد فيه من السذاجة وضعف العقل، وعدم النظر والتفكير أن عدوه إذا أراد أن يقوده حتى يوقعه في مَهْلَكَة ويشفي غيظه منه
ويأخذ بثأره وينتقم انقاد معه، قال هذا ظنًّا، ومع هذا يصدق هذا الظن!! فهذا شيء يُحْزِن المؤمن،
وينبغي التنبّه له: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ} وفي القراءة الأخرى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً}
هم الذين قال فيهم: {إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ} [الحجر: الآية 40]. وكان حُذّاق العلماء يقولون: علينا معاشر الآدميين أن
نعتقد أن الشيطان عدونا، وأنه سبانا من دار الكرامة التي كان فيها الأبوان: الجنة، التي قيل لآدم فيها:
( إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى (119))
[طه: الآيتان 118، 119] فأخرجنا الشيطان من دار
الكرامة، فنحن سبي الشيطان، أخرجنا من تلك الدار إلى هذه الدار، التي هي دار الشقاء والمصائب والأحزان والبلابل،
لا يكاد إنسان يسلم يوماً ولا ليلة من أذيّة من أذاياها، وكان العلاّمة ابن القيم (رحمه الله) يقول في هذا الموضوع :
حكم الله أنه لا يُدخل أحداً من ذريتهما جنته إلا بعد الامتحان في الأوامر والنواهي، وهذا معنى قوله: {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}
فلا تتبعوا خطواته."
العَذْبُ النَّمِيرُ مِنْ مَجَالِسِ الشَّنْقِيطِيِّ فِي التَّفْسِيرِ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هم الذين قال فيهم: {إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ} [الحجر: الآية 40]. وكان حُذّاق العلماء يقولون: علينا معاشر الآدميين أن
ولكنَّنَا سَبيُ العدوِّ فهل تُرَى … نُرَدُّ إِلَى أَوْطَانِنَا وَنُسَلَّمُ
فعلينا أن نجاهد العدو ونعاديه، حتى يمكننا الرجوع إلى الوطن الأول؛ لأنه لما وقعت الزلة من الأبوين – آدم وحواء –
حكم الله أنه لا يُدخل أحداً من ذريتهما جنته إلا بعد الامتحان في الأوامر والنواهي، وهذا معنى قوله: {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} فلا تتبعوا خطواته." العَذْبُ النَّمِيرُ مِنْ مَجَالِسِ الشَّنْقِيطِيِّ فِي التَّفْسِيرِ |
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و جزاكم خيرا على الكلمات القيمة
أردت فقط التنبيه على ما تحته خط , ربما حدث الخطأ عند النقل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و جزاكم خيرا على الكلمات القيمة أردت فقط التنبيه على ما تحته خط , ربما حدث الخطأ عند النقل |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على التّنبيه ،تمّ التّصحيح بحمد الله تعالى.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أعاننا الله على الشيطان وعلى أنفسنا الأمارة بالسوء
جزاكم الله خيرا أخي المحب لأهل السنة على هذا النقل القيم والمفيد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أعاننا الله على الشيطان وعلى أنفسنا الأمارة بالسوء جزاكم الله خيرا أخي المحب لأهل السنة على هذا النقل القيم والمفيد |
أحسن الله لك أخي الحبيب
أسأل الله لك التّوفيق والسّداد بورك فيكم ..
وفقكم الله على هذا الموضوع وجعله الله في ميزان أعمالكم
بارك الله فيكم
وفقكم الله على هذا الموضوع وجعله الله في ميزان أعمالكم
بارك الله فيكم |
وفيكم يبارك الله تعالى أسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياكم به إنّه سميع مجيب..
جزاكم الله خيرا