عائلات آفلو ساهمت في تكسير الحصار المفروض على الشيخ الإبراهيمي
كلما ذكر اسم المفكر مالك بن نبي والشيخ البشير الإبراهيمي بآفلو، إلاّ وذكرت معهما عائلة القاضي عزوزي بن عزوز التي احتضنتهما طيلة إقامتهما بآفلو. الأول موظفا مترجما بالمحكمة سنة1927، والثاني منفيّا إليها من طرف الاستعمار سنة .1940
ولازال أفراد العائلة يحتفظون بالكثير من الذكريات التي جمعتهم معهما. ورغم ضآلتها إلا أنها تكشف عن الإرث التاريخي للمنطقة خلال الفترة الاستعمارية، ولئن كان الكثير من نشاط الرجلين قد دفن مع الجدّ القاضي بن عزوز وابنه عبد الحفيظ، فلازالت الحاجة فاطمة عزوزي بنت عبد الحفيظ (78عاما) تحتفظ بذكرياتها مع عائلة الشيخ الإبراهيمي، حيث كشفت لـ”لخبر” في لقاء معها بمنزل والدها ـ الذي كان يتردد عليه الإبراهيمي ـ أنّ والده كان عضوا بجمعية العلماء المسلمين وتمكّن من كسر الحصار المفروض على الإبراهيمي عند نفيه لآفلو، وأصبح يلازمه ويزوده بالطعام يوميا.
وبعد التحاق عائلته به تعرّفت الحاجة فاطمة على زوجته حليمة وابنتيه رشيدة وزينب الصغرى التي ولدت بآفلو، وابنة أخته بدرة، بينما اصطحب أخوها محمد مع ابنه أحمد. وتذكر أن أحمد (في إشارة للدكتور أحمد طالب الإبراهيمي) الذي كان يتردد على منزلهم، كان يحمل لوالده دوما أكلة البغرير بالعسل والسمن، التي تقوم بطهيها أم فاطمة وتضعها له في قفة وتخفيها، بينما تتردد هي على عائلته بعد صلاة الظهر لتتبادل معهم الأخبار وتتعلم على يد بناته وبنت أخته صناعة الصوف، ويقدمون لها ”خبز الطّاجين”.
وتتذكر فاطمة بعض النساء الأخريات اللواتي كن يزرن عائلته، وتوطدت العلاقة بينهما حيث كان والده يقوم بحجز حمام سيدي حمزة ليلا لعائلة الشيخ، وهذا خوفا من عين الرقابة التي يفرضها الاستعمار عليه وعلى عائلته.
كما تضيف، بأنه خرج في إحدى المرات في جنازة عمّها عمر، الذي دفن بمدينة الغيشة التي تبعد عن آفلو بـ40 كلم ولم يصل إليها، وكانت الاتصالات بالبشير الإبراهيمي شبه منعدمة ماعدا البعض الذين كانوا يتسللون إلى بيته ليلا عبر الشوارع المظلمة فيلقي عليهم دروسا، من أمثالهم: أحمد بن داود، الشيخ العناية دهصي، والشيخ بوعود والجودي والحاج المشري والحاج عبد الحفيظ والدها الذي كان يتبادل معه الزيارات.
ولازالت تذكر حتى المكان الذي كانت تفرّش له فيه زربية أمام منزل والدها يجلسان فيه يتبدلان أطراف الحديث. كما أخبرتنا أنّ محمد الأخذاري والحاج بوزوينة، أعضاء جمعية العلماء جاءوا لفتح مدرسة قرآنية فمنعهم الاستعمار. وأبدت تأثرا كبيرا من مفارقتهم لعائلة الإبراهيمي، وتتمنى أن تجمعها الأيام بالأحياء منهم قبل موتها. ولازالت عزوزي تحتفظ برسالة بعثها لها مالك بن نبي سنوات الأربعينات بخط يده، يعزّيهم فيها بموت عمهم عمر الذي ترك ولدا سمّاه مالك لازال على قيد الحياة.
شكرا على المعلومات————————————————————-سلام———————-
ألف شكر لك أخي على الموضوع وللأخ نورين وهدا يدل على التاريخ المجيد لمدينة أفلو ولكل الوطن الجزائري من تضحيات ونضال ثم مجد وعزه بفضل الله أولا ثم الرجال المخلصين والأوفياء