تخطى إلى المحتوى

شرح حديث: «ليس مِنَّا مَنْ تَطير أَو تُطير له» 2024.

  • بواسطة

شرح حديث
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

«ليس مِنَّا مَنْ تَطير أَو تُطير له»

[ المتن ]

وعن عمران بن الحصين مرفوعاً : « ليس مِنَّا مَنْ تَطير أَو تُطير له ، أَو تَكهن أو تُكهن له ، أَو سَحر أَو سُحر له ، ومن أَتىٰ كاهناً فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد صلَّى الله عليه وسلَّم » . رواه البزار بإسنادٍ جيد .
[ الشرح ]

هذا الحديث اشتمل على المسائل . والصحيح أَنه حسن . والمقصود أَنَّهُ مِنْ أَحاديث الوعيد . فقوله : " ليس مِنَّا " أَي : ليس على ديننا الكامل ؛ الذي يُعتبر صاحبهُ كامل الإِيمان . وكما تعلمون أَنَّ أَحاديث الوعيد تُمَرُّ كما جاءت ، ولا يُتعرضَ لها بأَيِّ تأَويل . وإِنما نؤمنُ بها على مُراد الله – تَبارك وتَعالىٰ – مع الإِعتقاد أَن ما دون الإِشراك بالله والكفر تحت مشيئة الله – سبحانهُ وتعالىٰ – . والمقصود " من تكهن " أَي : من تعاطى الكِهانة ؛ الذي يباشرها سواءًا كان الكاهن نفسه ، أَو الذي يتكهن عنده ، ويطلب منهُ بعض معرفة المُغيَّبات ونحو ذلك . أَو وسَّطَ أَحداً يذهب إِلىٰ كاهنٍ ليحصل له علىٰ المطلوب ؛ من جَرَّاءِ التَّعامل مع ذلك الكاهن من الحصول عَلىٰ مرغوبٍ أو نحو ذلك . وقوله : " من تطير " سيأَتي الكلام في الطِّيرَة . وهي : التَّشاءم للسَّوانح والبوارح والنَّاطح والقعيد ونحو ذلك . و بخاصةٍ إِذا وصل هٰذا التشاءم إِلىٰ حد أَنه يُمضيك ، أَو يَردك ، يجعلك تُحجم أَو تُقدم . فإِذا وصلت إِلىٰ هٰذا الحال فهي شرك . وسيأتي تفصيل الكلام في " الطِّيَرَة " – إِن شاء الله تعالى – . ومعنى " تطير " يعني : باشر فِعل التَّطير بنفسه ؛كالذين يتشاءمون بصوت البومة ، أَو ببعض الأَشهر ، أَو ببعض الأَيام ، أَو ببعض الأُمور ، أَو بصوت الذُّباب ، أَو نحو ذلك . وسواءٌ كان طلب مَنْ يتطير له لأَنَّ بعضهم ينظرون إِلىٰ الطَّائر ، أَو يُكَلِّفونَ مَنْ ينظر ماذا يفعل الطَّائر ؟! هل يأَتي من اليمين ؟ أَو من اليسار ؟ أَو من الخلف ؟ أَو من الأَمام ؟ أَو كل نوعٍ من ذٰلك له وجهٌ عندهم مِنْ ما يحمل علىٰ الإِقدام أَو الإِحجام . " ومَنْ سَحَرَ أَو سُحِرَ لهُ " يعني : باشر السِّحر بنفسه ، أو طلب مَنْ يسحر لهُ . كأَن يتوجه إلى السَّاحر ويطلب منهُ أَنْ يسحر لهُ مِنْ أَجل تحقيق غرضٍ معين ، أو الحصول علىٰ هدفٍ محدد . وقد تبَرأَ النَّبي – صلى الله عليه وسلم – من كُلِّ أُولٰئك . والبَراءَةُ هي : وعيد شديد لمن سلك هٰذه المسالك المشينة . ثُمَّ ختمه … بما جاء على نحو ما تقدَّم « من أَتىٰ كاهناً أو عَرَّافًا وصدَّقهُ بما يقول ؛ فقد كفر بما أُنزل علىٰ محمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم » . والمقصود علىٰ التَّفصيل الذي ذكرناهُ في الحديث الذي قبله .

[ المتن ]

ورواه الطَّبراني في « الأوسط » بإسنادٍ حسن من حديث ابن عباسٍ – رضي الله عنهما – دون قوله « ومن أَتىٰ … إِلخ » .

[ الشرح ]

يعني : الرواية مختصرٌ على ثلاث النقاط : ليس منا من تَكهن أَو تُكهن له أَو تَطير أَو تُطير له أَو سَحر أَو سُحر له . دون اللَّفظ الأَخير . واللَّفظ الأَخير قد دلَّت نصَّت عليه الأَحاديث السَّابقة . اهــ.
————————————————-
تفريغًا من:
([شرح "كتاب التوحيد" / لفضيلة الشَّيخ الدُّكتور / صالح بن سعد السحيمي – حفظه الله تعالى –])

الجيريا

شكرا على الموضوع المقدم

جزاكم الله خيرا

♪♫♪♪♫♪♪♫♪♪♫♪


الجيريا

الجيريا


█║▌│▌║║█│║▌║║▌│▌

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.