تخطى إلى المحتوى

شرح الأربعين . وتتمة الخمسين 2024.

فكرة راودتني…….رأيت موضوعا جميلا للأخ youcef550 " بارك الله فيه " قام فيه بذكر كل أحاديث الاربعين النوية.
فأردت أن اكمل ما بدأه ونساهم كلنا في شرح الأربعين حديثا .ونكمل العشرة ونتم بذلك الخمسين.
وبذلك يتم لنا……..ذكر كل الاحاديث….مع الشرح وتكون الافادة باذن الله للجميع.

فللإمام النووي قدم راسخة في السنة المطهرة ، آثاره فيها حميدة ، ومكانته فيها مكانة الراسخين في العمل ، فقد خدم صحيح مسلم أجل خدمة ، وساق إلى من يريد الإصلاح كتابه (( رياض الصالحين )) ، ثم استخلص من الصحاح الأربعين حديثا المشهورة التي أنزلها العلماء منزلة القبول والاستحسان ، لاشتمالها على أصول الأحكام وشرائع الإسلام فتعهدوها بالشرح والبيان ، ومن أجل شروحها هذا الشرح الوجيز ، الذي ألفه أستاذنا الشيخ إسماعيل الأنصاري _ وفقه الله _ فقد أحسن الجميل إلى طلبة العلم ، وأبدع التنسيق في بيان مقاصد الحديث ، حيث سار على الطريقة الإستنتاجية بعد شرح المفردات اللغوية ، وكانت الأغراض التي تستنبط منكل حديث خير ما امتاز به هذا الشرح المفيد.

سائلين الله تعالى أن يجعله عملا صالحا خالصا لوجه الكريم . وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم ،

الحديث الأول


عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول : (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه )). رواه إماما المحدثين : أبو عبد الله محمد ابن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة البخاري ، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة .

المفردات :
إنما : للحصر ، وهو إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما عداه .
الأعمال : الشرعية المفتقرة إلى النية .
بالنيات : بتشديد الياء وتخفيفها جمع نية وهي عزم القلب.
وإنما لكل امريء ما نوى : فمن نوى شيئا لم يحصل له غيره .
فمن كانت هجرته : إنتقاله من دار الشرك إلى دار الإسلام .
إلى الله ورسوله : بأن يكون قصده بالهجرة طاعة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم .
فهجرته إلى الله ورسوله : ثوابا وأجرا .
لدنيا : بضم الدال وكسرها من الدنو، أي القرب سميت بذلك لسبقها للأخرى ، أو لدنوها إلى الزوال ، وهي ما على الأرض مع الهواء والجو مما قبل قيام الساعة . وقيل : المراد بها هنا المال بقرينة عطف المرأة عليها .
يصيبها : يحصيها .
ينكحها : يتزوجها .
فهجرته إلى ما هاجر إليه : كائنا ما كان ، فالأول تاجر والثاني خاطب

يستفاد منه :

1- الحث على الإخلاص ، فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان صوابا وابتغي به وجهه . ولهذا استحب العلماء استفتاح المصنفات بهذا الحديث تنبيها للطالب على تصحيح النية.
2- أن الأفعال التي يتقرب بها إلى الله عز وجل إذا فعلها المكلف على سبيل العادة لم يترتب الثواب على مجرد ذلك الفعل وإن كان صحيحا ، حتى يقصد بها التقرب إلى الله .
3- فضل الهجرة إلى الله ورسوله . وقد وقعت الهجرة في الإسلام على وجهين : الأول _ الانتقال من دار الخوف إلى دار الأمن ، كما في هجرتي الحبشة ، وابتداء الهجرة من مكة إلى المدينة ، الثاني _ الهجرة من دار الكفر إلى دار الإيمان ، وذلك بعد أن استقر النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهاجر إليه من أمكنه ذلك من المسلمين . وكانت الهجرة إذ ذاك تختص بالانتقال إلى المدينة ، إلى أن فتحت مكة فانقطع الاختصاص . وبقي عموم الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام لمن قدر عليه واجبا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.