الجزائر: زبير فاضل/ الجلفة: بن جدو محمد
اكتشف مواطنون في ولاية الجلفة مصحفا لبنانيا منقوصا من 15 حزبا، قامت لجنة مراقبة ومراجعة طباعة المصحف الشريف بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف بإقرار صحته ودقة رسمه. كما تم اكتشاف مصاحف في باتنة على غلافها نجمة داود.
ذهل مواطنو الجلفة كيف لمصحف ”محرف” أن يتم تداوله وبيعه في المكتبات وعلى رفوف المساجد. وتبين نسخة المصحف الصادر عن ”دار القرآن الكريم” ببيروت في لبنان، بأن هناك تداخلا في السور القرآنية وعملية بتر كامل لـ15 حزبا، رغم أنه مطبوع على أساس أنه يحوي 60 حزبا. وأكثـر من هذا كتب في نهايته ملاحظة أن وزارة الشؤون الدينية بالجزائر قامت بمراجعته ومراقبته وأقرت بصحته وأعطت قرارا طبعه.
المصحف الذي يحمل الطبعة الثانية 1445/1429 هجري الموافق لسنة 2024 برواية الإمام ورش عن الإمام نافع، نال شرف خطه الخطاط ”محفوظ خرابي” من الجزائر. وتظهر نفس النسخة بأن المصحف راجعه ودققه الشيخ ”إبراهيم بويجري”.
وأظهر تصفح ”الخبر” لنسخة المصحف، أن السور والصفحات تبدو عادية وفق الترتيب المعروف في سور القرآن الكريم، وحتى في ترقيم الصفحات إلى غاية سورة ”الأحزاب” في الصفحة 387 عند الحزب 43 عند الآية 51 يتم انقطاع هذه السورة ليجد القارئ نفسه مباشرة في سورة ”الرعد” رغم أنها في المصحف تبدأ من الآية 19 وحتى رقم الصفحة يحمل رقم .228 وتتواصل السور الموالية لسورة الرعد لتعاد من جديد رغم أنها مرت من قبل بالمصحف من سورة إبراهيم إلى ”الحجر” إلى ”النحل” إلى ”الإسراء” وفي سورة ”الإسراء في الصفحة 259 عند الحزب 29 في الآية 48، حيث ينتقل مباشرة إلى الصفحة 420 من سورة ”الصافات” في الحزب 46 بداية من الآية 66 وفي هذه الصفحة تدخل سورة ”الزمر”. بما يعني أن جميع السور التي وردت بعد الأحزاب غير موجودة في المصحف، وهناك تداخل بين سورة وأخرى في هذه النسخة وتداخل بين الأرقام وعدم مراعاة الترتيب رغم أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف كتبت تقريرها في نهاية النسخة. ووافقت على طبع المصحف برواية ورش عن نافع برخصة تحمل رقم 414 بتاريخ 13 ماي .2017 كما أنه تم العثور داخل مسجد على مصحف صادر عن دار ابن الهيثم على غلافه نجمة داود وتحديدا في ولاية باتنة، وقررت الوزارة. ويظهر هذا الأمر إساءة للقرآن الكريم والمصحف الشريف.
وأوضح نائب مدير التعليم القرآني بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الأستاذ محمد إيدير مشنان لـ”الخبر”، أنه ”لم نعلم بالأمر” مشيرا إلى أن الخطأ الوارد في المصحف اللبناني ليس خطأ علميا، بل مطبعيا، حيث تتداخل الصفحات أثناء عملية تجميع الصفحات المطبوعة.
وأكد المتحدث بأن ”على المواطن أن يتصل بمديرية الشؤون الدينية أو دار النشر لاسترجاع النسخة الصحيحة”. وأضاف ”اللجنة المكلفة بمراقبة المصاحف تتحفظ على أي نسخة إلى غاية تصحيحها، من حيث الأخطاء العلمية والرسم وتضبط ضبطا شرعيا، ولو كان الأمر يتعلق بمجرد بشدة”.
وتقرر سحب المصاحف ”المحرفة” من السوق والمساجد، تجنبا لتشويه المصحف الشريف، وإعلام دار النشر اللبنانية بالخطأ والتحفظ عليه حتى تصحيحه.