تخطى إلى المحتوى

دفاع الشيخ إبراهيم الرحيلي عن الإمام الألباني وتلامذته -في ردعنهم- 2024.

سؤال سئله الشيخ في محاضرة بعنوان ضوابط التكفير
https://www.firedrive.com/file/4AE0709DF52D0479

**** التفريــغ ****
أولاً -قبل الإجابة-:
يجب على المسلم أن يكون مُتثبتًا في نسبة رجل من أهل السُّنة إلى البدعة فضلًا عن علماء الأمة -كالشيخ الألباني-رحمه الله-؛ فإن رميَ الرجل بالبدعة شديد -كما قال بعضُ الأئمة-.
وكما قلتُ -واللهِ هذه موعظة لنا-أيها الإخوة-: نحن في هذه الحياة نتكلم بكلامٍ كثير، ونُطلق الأحكام، وهذه كلُّها مرصودةٌ علينا، مدوَّنة في صحائفِنا.
فالإنسان إن لم يَعلم العلمَ يكف لسانَه، كما قال الله -عز وجل-: {ولا تقفُ ما ليس لك به علم}.
الشيخ الألباني -رحمه الله- بريء من الإرجاء.
وأنا مرة في تجربة بأن أُرسل إليَّ رسالة وطُلب مني إجابة على شريط تَعرَّض للشيخ الألباني بالرمي بالإرجاء، ثم عكفتُ على كتبِ الشيخ ومن المواطن التي ذُكر أن الشيخَ نُسب فيها للإرجاء، فوجدتُه -بحمد الله- بريئًا من هذه التهمة.
والشيخ -رحمهُ الله- يُصرِّح في كتبِه بأن الإيمان اعتقادٌ وقولٌ وعمل، وأنَّ الإيمان يزيد وينقص، ويقول بالاستثناء في الإيمان.
الشيخ الألباني -رحمه الله- هو أوَّل مَن نشر كتاب "الإيمان" لابن أبي شيبة، و"الإيمان" لأبي عبيد القاسم بن سلام، و"الإيمان" لشيخ الإسلام ابن تيمية، ولو كان مرجئًا ما نَشَر كتب الإيمان. هذا أمر.
الأمر الآخر: كلام الشيخ -رحمه الله- بيِّن وظاهر في تقرير عقيدة أهل السُّنة في الإيمان، حتى إنه أجابه عن نفسه وعن هذه المسألة وقال: أنا أقول المرجئة لا تَقبَلني، كما قال ابن المبارك: المرجئة لا تَقبَلني؛ لأني أقول أن العمل من الإيمان، والمرجئة تقول إن العمل ليس من الإيمان.
وقد يسَّر الله جمع رسالة في هذا بعنوان: "تبرئة الإمام المُحدِّث من قول المُرجئة المُحدِث" وهو -واللهِ- ممَّا أدَّخرهُ لنفسي يوم القيامة في الذبِّ عن هذا الإمام العالِم مع أنه لا تربطني به علاقة ولا نسب، بل إني لم أرَ الشيخ بعيني، فأثناء زيارته في المدينة لم أظفر بلقائه؛ لأن لقاءاته كانت خاصة، وكنت [مشغولاً] في وقتها برسائلي ودراستي.
ومع هذا: الذب عن أهل العلم قُربة يتقرب بها المسلم لله.
وقد أجاب العلماء عن هذه الشبهة؛ فسئل الشيخ ابن عثيمين عن هذا؛ فقال: مَن زعم أن الألباني مرجئ فهو إما أنه لم يعرف الألباني، أو لم يعرف الإرجاء.
وصدق؛ فإن الذي ينسب الألباني للإرجاء: إما أنه ما عرف الإرجاء، أو ما عرف الألباني.
وأما من عرف الإرجاء.. وأنا متخصص في العقيدة، درستُ الإرجاء، وأعلم معنى قول المرجئة، وأعلم حقيقة الإرجاء وسبب التسمية، ولا أجد -بحمد الله-وهذا من الشيء الذي يفرحُ به المسلم- أن الألباني مرجئ، ولو كان -واللهِ- مرجئًا لصدعنا بها ولا نبالي بأحد، كما أنَّا حكمنا على بعض أهل البدع بالبدع لما وجدنا هذا في كلامهم.
وأما تلاميذ الشيخ؛ فهم -إن شاء الله- على طريقه، لا شكَّ أنهم ليسوا في منزلة الشيخ في علمه وفضله، ولكنهم على سبيله في الاتِّباع، وهم إخوة لنا في الله، لهم جهود طيبة ومباركة في الدعوة إلى الله -عز وجل-، وقد يَرِد عليهم ما يَرد على غيرهم من بعض الإطلاقات ومن بعض العبارات، ولكن هذا الأمر لا يُخرجهم من أهل السُّنة.
فأقول: كلنا ذلك الرجل، كما قال الإمام مالك: ما منا إلا ويؤخذ من قوله ويُرد إلا صاحب هذا القبر -عليه الصلاة والسلام-.

بارك الله فيك

جزاك الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.