تخطى إلى المحتوى

تذكير اللاهي بأدلة تحريم الغناء من القرآن و السنة و كبار علماء الأمة 2024.

الجيريا
حكم الغناء

من القرآن و السنة و كبار علماء الأمة

الجيريا
عناصر الموضوع :

أولاً : الأدلة من القرآن الكريم على تحريم الغناء وسماعه
ثانيًا : الأحاديث الدالة على تحريم الغناء وسماعه
ثالثا : بعض أقوال الصحابة والتابعين وكبار علماء الأمة .

رابعا : مذهب الأئمة الأربعة عليهم رحمة الله .

خامسا : كيف تتخلص من سماع الاغاني .

الجيريا

بمناسبة الموضوع يسعدني إستقبال المارين بالموضوع
بهذه الهدية:
– مطوية :
من أقوال المالكية في التحذير من سماع الموسيقى والغناء والرقص

التحميل https://www.ibnalislam.net/view.php?file=7631361a3c

الجيريا

الجيريا

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .. أما بعد :


قال تعالى إخبارًا عن عدوه إبليس لما سأله عن امتناعه عن السجود لآدم عليه السلام واحتجاجه بأنه خير منه ، وأن إبليس بعد ما أصابه غضب الله ولعنته سأل الله تعالى أن ينظره إلى يوم البعث فأنظره الله ، فقال عدو الله
((قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ))
[
سورة الأعراف (16-17) .] .

ومنذ هذه اللحظة وبدأ إبليس في الكيد والمكر لآدم عليه السلام وذريته ؛ ومن مكايد عدو الله ومصايده التي كاد بها من قل نصيبه من العلم والعقل والدين ، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين : سماع الغناء والمعازف وهي من أكبر المحرمات .. الغناء الذي يصد به القلوب عن القرآن .. ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان .

فالغناء قرآن الشيطان .. والحجاب الكثيف عن الرحمن عز وجل .. فمن انشغل بالغناء هجر القرآن ولا شك.

والغناء هو رقية الزنا واللواط .. وهو بريد العشاق والسفهاء والفساق .. وهو الرباط الذي يربط بين قلوبهم وأجسادهم في علاقات محرمة تنتهي بالفواحش ما ظهر منها وما بطن .. تنتهي بسخط الله وعقابه .

فالغناء يفعل بالقلوب والنفوس فعل الخمور .. بل أشد .. فيا حسرة على العباد .. ويا شماتة أعداء الإسلام في أمة تصبح وتمسي على الغناء واللهو .. دينهم الطبلة والمزمار .. وذكرهم العود والكمان .. وإذا تليت عليهم آيات الله ما اهتزت لهم شعرة ، وإذا تليت عليهم آيات الشيطان تراهم يضطربون ويرقصون ويهتزون ويتمايلون ، لا يكلون ولا يملون ، قال تعالى:
((وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ))
[
سورة الزمر (45) ] .

ولقد حرم الله عز وجل الغناء في كتابه الكريم ، وحرم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سنته المطهرة ، وحرمه الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان من علماء الأمة المعتبرين قديمًا وحديثًا بما فيهم الأئمة الأربعة رحمهم الله .

فعلى تحريم الغناء إجماع الأمة ، فاتفقت النصوص من قرآن وسنة وأقوال الصحابة والعلماء على تحريم سماع الغناء وتحريم سماعه وتحريم العمل به ، وتحريم الكسب الناتج عنه ، وتحريم شراءه ، وتحريم دفع الأجرة عليه.

فإلى من هجر القرآن ، واستهان بالمحرمات ، وبتعد عن الدين ، وانفلت من أحكام الله تعالى ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وجاهر بالفسق والمجون واتخذ اللهو والغناء مذهبًا ودينًا .. إلى الغافلين عما يراد بهم .. إلى الغافلين عن الموت وظلمة القبر وعذابه .. إلى الغافلين عن أهوال يوم القيامة .. إلى الهاربين من ربهم .. إلى الغافلين عن ذكر الله .. إلى الذين تركوا الصلوات وسائر العبادات .. أقدم لأهل الغفلة الأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقوال الصحابة وعلماء الأمة الدالة على تحريم الغناء والمعازف ..

لعل عاصٍ يهتدي .. ومفرط يتوب .. ألا وإن هذه الأدلة التي أقدمها لكم هي حجة الله على خلقه .. فلا عذر لأحد بعد سماعها .. وكل إنسان مسئول عن عمله يوم القيامة .. والحساب يوم الحساب .. يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولا يفلح إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرًا .

الجيريا
الجيريا

أحسنت أخي فتحون
جزاك الله خيرا
و فتح الله علي و عليك و على جميع المسلمين أبواب العلم و الخير.

أولاً :
الأدلة من القرآن الكريم على تحريم الغناء وسماعه

((1)) قال الله تعالى :
((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ ءَايَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ))[
سورة لقمان (6-7)] .
الجيريا

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لا تَبِيعُوا الْقَيْنَاتِ ، وَلا تَشْتَرُوهُنَّ ، وَلا تُعَلِّمُوهُنَّ ، وَلا خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ ، وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ ، فِي مِثْلِ هَذَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ "وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ .. الآية" ))
[
رواه الترمذي في كتاب البيوع باب ما جاء في كراهية بيع المغنيات (1203) ، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1031)]
وكذلك روى هذا الحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه .[السابق]

وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : (( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْمُغَنِّيَاتِ وَعَنْ شِرَائِهِنَّ وَعَنْ كَسْبِهِنَّ وَعَنْ أَكْلِ أَثْمَانِهِنَّ ))
[
رواه ابن ماجه في كتاب التجارات في باب ما لا يحل بيعه (2159) وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (2168) ] .

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال في هذه الآية : هو الرجل يشتري الجارية تغنيه ليلاً ونهارًا .

وسئل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية فقال : والله الذي لا إله غيره هو الغناء .. يرددها ثلاثًا .

وقال الحسن البصري رحمه الله : نزلت هذه الآية في الغناء .

وقال مجاهد : هو اشتراء المغني والمغنية بالمال والاستماع إليه ، وإلى مثله من الباطل . وهو قول مكحول .

وقال الواحدي : أكثر المفسرين على أن المراد بلهو الحديث : الغناء ، فهذه الآية تدل على تحريم الغناء وسأل ابن عمر رضي الله عنه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال : إنه الغناء .

وبهذا فسر الآية أئمة التفسير على أن المراد بلهو الحديث في الآية هو الغناء على رأسهم الطبري وابن كثير .

قال ابن القيم رحمه الله : ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء ، فهم أعلم الأمة بمراد الله عز وجل من كتابه ، فعليهم نزل ، وهم أول من خوطب به من الأمة ، فلا يعدل عن تفسيرهم .

والآيات لما بينت تحريم الغناء بينت حال أصحاب الغناء وإعراضهم عن كتاب الله ، فإذا تليت عليه آيات ولى عنها وأعرض وثقل عليه سماعها ، فإنك لا تجد أحدًا اعتنى بالغناء وسماع آلاته إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى وفيه رغبة عن سماع القرآن فلا يطيقه

((2)) قال تعالى :
((وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا))[
سورة الفرقان (72)] .
الجيريا

قال محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه المعروف بمحمد بن الحنفية : الزور ههنا الغناء ، وقاله مجاهد .

قال ابن القيم : لا يحضرون مجالس الباطل ، ويدخل في هذا أعياد المشركين والغناء وأنواع الباطل كلها .
وقال أيضًا : فمدح الله المؤمنين على ترك حضور مجالس الزور ، فكيف بالتكلف به وفعله ؟! والغناء من أعظم الزور .

((3)) قال تعالى :
((وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا))[
سورة الإسراء (81)]
الجيريا
الجيريا

استدل بهده الآية الكريمة ابن عباس رضي الله عنه على تحريم الغناء ، وذلك لأن الأمور في الآخرة تصير إلى أحد شيئين لا ثالث لهما : إما إلى الحق وإما إلى الباطل .
جاء رجل إلى ابن عباس فقال له : ما تقول في الغناء أحلالٌ هو أم حرام ؟ فقال له ابن عباس : أرأيت الحق والباطل إذا جاء يوم القيامة فأين يكون الغناء ؟ فقال الرجل : يكون مع الباطل ، فقال له ابن عباس : اذهب فقد أفتيت نفسك .
فهذا هو جواب ابن عباس عن غناء الأعراب الذي ليس فيه مدح الخمر والزنا واللواط ووصف الحسناوات ، ولم يكن معه المعازف والآلات المطربة ، فلم يكن عندهم شيئًا من ذلك ، فما بالكم لو شاهد ابن عباس هذا الغناء الماجن الذي مضرته أعظم من مضرة شرب الخمر .

وجاء رجل اسمه عبيد الله للقاسم بن محمد فقال له : كيف ترى في الغناء ؟ فقال القاسم : هو باطل ، فقال له : قد عرفت أنه باطل فكيف ترى فيه ؟ فقال القاسم : أرأيت الباطل أين هو ؟ قال في النار ، فقال : فهو ذاك .

((4)) قال تعالى :
((وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا))[
الإسراء (64)] .

الجيريا

الجيريا

قال مجاهد : صوته : الغناء والباطل ؛ وعنه قال : صوته هو المزامير .
وعن الحسن البصري قال : وصوته هو الدف .
وقال ابن عباس : هو كل داع إلى معصية .

ومعلوم أن الغناء من أعظم دعاة المعصية ولهذا فسر صوت الشيطان به .

وروي في بعض الآثار : أن إبليس لما أهبط إلى الأرض قال : رب اجعل لي قرآنًا : قال : الشعر ، قال : فاجعل لي مؤذنًا ، قال : المزمار ، وفي آخر : قال إبليس فما صوتي : قال : المزامير .

((5)) قال تعالى :
((أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ، وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ ، وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ))[
سورة النجم (59-62) ] .
الجيرياالجيرياالجيريا

لقد كان من دأب المشركين لما بُعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصد عنه وعن سبيله وصرف الناس عن القرآن الذي جاء به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنزل الله فيهم هذه الآية .

قال ابن عباس : السمود : الغناء ، يقال : اسمدي لنا أي غني لنا .
قال أبو عبيدة : المسمود : الذي غني له .
قال عكرمة : وكانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا فنزلت هذه الآية .

فهذا حال المشركين مع القرآن .. يعارضونه بالغناء .. يشغلون الناس عن القرآن بالغناء .. يصرفون آذان الناس عن سماع القرآن بالغناء .. هذا دأب أهل الشرك ، لا دأب أهل الإسلام .

كان هناك رجلاً من المشركين اسمه عبدالعزى بن خطل لما ظهر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة وأنزل الله تعالى هذا القرآن العظيم ذهب ابن خطل فاشترى مغنيتين ليصد بهما الناس عن دين الله تعالى ، وقال : أصرف بهما الناس عن محمد ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولتغنيان بذم الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فلما كان يوم فتح مكة أحل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دمه وأمر بقتله هو والمغنيتين معه ، وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقتلوهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة ، فلما دخل المسلمون مكة طلبوا ابن خطل ففر ولجأ إلى الكعبة وتعلق بأستارها ظانًا بذلك أن التعلق بها سيعصم دمه فقتله الصحابة وهو معلق بأستار الكعبة وقتلت إحدى المغنيتين ، واشترك في قتل ابن خطل أبو برزة الأسلمي رضي الله عنه وسعيد بن حريث المخزومي رضي الله عنه .

الجيريا

الجيريا

ثانيًا :
الأحاديث الدالة على تحريم الغناء وسماعه

الأحاديث الواردة في تحريم الغناء كثيرة جدًا ، فهي من الكثرة التي تجعل من الواقف عليها يعلم بأن حكم الغناء والعزف على الآلات هو التحريم .
وجميع ما سنذكره من الأحاديث صحيح ثابت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كما أن ألفاظ الأحاديث صريحة في التحريم .

عن أبي مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ رضي الله عنه سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
(( لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ ، يَأْتِيهِمْ يَعْنِي الْفَقِيرَ لِحَاجَةٍ ، فَيَقُولُونَ : ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا ، فَيُبَيِّتُهُمْ اللَّهُ ، وَيَضَعُ الْعَلَمَ ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ )) رواه البخاري.[1]

وعند البخاري في تاريخه وأحمد وابن أبي شيبة
(( تغدو عليهم القيان وتروح عليهم المعازف )) .

قال ابن القيم والحافظ ابن حجر وغيرهم : أن المراد بالمعازف آلات اللهو كلها والغناء ، لا خلاف بين أهل العلم في ذلك ، ولو كان الغناء حلالاً لما ذم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من يستحلها ولما قرنها باستحلال الزنا والخمر .
كما أن الوعيد والعذاب الدنيوي رهيب وأليم ، فإن الله تعالى يهدم على رؤوسهم المباني التي يغنون ويعزفون فيها فيموت فيرق منهم ويهلك ، وفريق آخر ينجو من الموت ولكنه يمسخ إلى قردة وخنازير .

الجيريا

(( عَنْ أَبِي مَالكٍ الأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمْ الأَرْضَ ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ ))[2] .
وفي هذا الحديث صرح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلفظ المغنيات ، مع أن المغنيات هن القينات ، فمرة قال القينات ومرة قال المغنيات حتى لا يأتي متفلسف من الذين يحرفون الكلم عن مواضعه فيفسر القينات بشيء آخر .
قال الذهبي : المعازف : اسم لكل آلات الملاهي التي يعزف بها .
قال الألباني : فالمعازف والغناء هما من المحرمات المقطوع بتحريمهما .
وفي هذا الحديث عقوبة زيادة عن الحديث الماضي الذي فيه الموت والخسف فهنا أضاف الخسف .

الجيريا

3ـ (( عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَمَتَى ذَاكَ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا ظَهَرَتْ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَشُرِبَتْ الْخُمُورُ ))[3] .
وفي هذا الحديث مزيد عقوبة وهي القذف بالحجارة من السماء كما فعل بأصحاب الفيل ، فكما أن أصحاب الفيل أردوا هدم الكعبة وصد الناس عن سبيل الله قذفهم الله بالحجارة ، فكذلك أصحاب الغناء الذين يصدون الناس بالغناء عن القرآن سيقذفون أيضًا بالحجارة من السماء ، فليبشر أرباب الغناء بعذاب الله تعالى ، فإن ذلك كائن لا محالة ، لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ذلك وهو الصادق المصدوق .

الجيريا

(( وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( يمسخ قوم من هذه الأمة في آخر الزمان قردة وخنازير ، قالوا يا رسول الله أليس يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بلى ويصومون ويصلون ويحجون ، قيل : ما بالهم ؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اتخذوا المعازف والدفوف والقينات ، فباتوا على شربهم ولهوهم فأصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير ))[4] .

الجيريا

(( عن أنس رضي الله عنه قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ليبيتن رجال على أكل وشرب وعزف ، فيصبحون على أرائكهم ممسوخين قردة وخنازير )) .

الجيريا

(( عن أبي أمامة رضي الله عنه قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ليبيتن أقوام من أمتي على أكل ولهو ولعب ثم ليصبحن قردة وخنازير ))[5] . ‌
فهذه الأحاديث قد تظاهرت أخبارها بوقوع الخسف والمسخ والقذف والهدم في هذه الأمة بسبب المعازف والغناء والخمر والمخدرات .

قال سالم بن الجعد : ليأتين على الناس زمان يجتمعون فيه على باب رجل ينتظرون أن يخرج إليهم ،فيخرج إليهم وقد مسخ قردًا أو خنزيرًا ، وليمرن الرجل على الرجل في حانوته يبيع فيرجع إليه وقد مُسخ قردًا أو خنزيرًا .
وهذه العقوبة من الله لأن أرواحهم قد غرقت في نجاسات الغناء واتصفوا بصفات القبح والرذيلة ، فمسخهم الله على هذه الصورة القبيحة ، وقد صرحت أن أحق الناس بالمسخ هم أهل الغناء ومحبيه ومستمعيه .

الجيريا

(( عن جابر رضي الله عنه قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَهَيْتُ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ : صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان ، وصَوْت عِنْدَ مُصِيبَةٍ خَمْشِ وُجُوهٍ وَشَقِّ جُيُوبٍ وَرَنَّةِ شَيْطَانٍ ))[6] .

الجيريا

(( عن أنس رضي الله عنه قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة ، مزمار عند نعمة ، ورنَّة عند مصيبة ))[7] .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : هذا الحديث من أجود ما يحتج به على تحريم الغناء ، فنهى عن الصوت الذي يفعل عند النعمة ، والصوت الذي عند النعمة هو الغناء ا.هـ[8]

الجيريا

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْكُوبَةُ ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ )) قَالَ سُفْيَانُ فَسَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ بَذِيمَةَ عَنْ الْكُوبَةِ ؟ قَالَ : الطَّبْلُ .[9]

الجيريا

10ـ (( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْكُوبَةِ وَالْغُبَيْرَاءِ وَقَالَ كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ )) وعند أحمد (( إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى أُمَّتِي الْخَمْرَ وَالْمَيْسِرَ وَالْمِزْرَ وَالْقِنِّينَ وَالْكُوبَةَ وَزَادَ لِي صَلاةَ الْوَتْرِ )) [10]
الغبيراء : خمر يتخذ من الذرة ، والمزر : يتخذ من الذرة أوالشعير أو القمح .
قال العلماء : الكوبة : الطبل ويدخل في معناه كل وتر ومزهر ونحو ذلك من الملاهي والغناء .

الجيريا

11ـ (( عن ابن عباس رضي الله عنه قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ثمن الخمر حرام ، ومهر البغي حرام ، وثمن الكلب حرام ، والكوبة حرام ، وإن أتاك صاحب الكلب يلتمس ثمنه فاملأ يديه ترابًا ))[11] . ‌

الجيريا

12ـ (( عن أبي أمامة رضي الله عنه قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا يحلُ بيع المغنيات ولا شراؤهن ولا تجارة فيهن وثمنهن حرام ، إنما نزلت هذه الآية في ذلك "ومن الناس من يشتري لهو الحديث" ، والذي بعثني بالحق ما رفع رجل عقيرته بالغناء إلا بعث الله عز وجل عند ذلك شيطانين يرتقيان على عاتقيه ، ثم لا يزالان يضربان بأرجلهما على صدره ، حتى يكون هو الذي يسكت ))[12] .

الجيريا

13ـ (( عَنْ نَافِعٍ قَالَ : سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ مِزْمَارًا قَالَ فَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ وَنَأَى عَنْ الطَّرِيقِ ، وَقَالَ لِي : يَا نَافِعُ هَلْ تَسْمَعُ شَيْئًا قَالَ فَقُلْتُ : لا ، قَالَ : فَرَفَعَ إِصْبَعَيْهِ مِنْ أُذُنَيْهِ وَقَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ مِثْلَ هَذَا فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا ))[13] .

الجيريا

14ـ (( عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ، وَأَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بِمَحْقِ الْمَعَازِفِ وَالْمَزَامِيرِ وَالأَوْثَانِ وَالصُّلُبِ وَأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ ، وَحَلَفَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بِعِزَّتِهِ لا يَشْرَبُ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي جَرْعَةً مِنْ خَمْرٍ إِلا سَقَيْتُهُ مِنْ الصَّدِيدِ مِثْلَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْفُورًا لَهُ أَوْ مُعَذَّبًا وَلا يَسْقِيهَا صَبِيًّا صَغِيرًا ضَعِيفًا مُسْلِمًا إِلا سَقَيْتُهُ مِنْ الصَّدِيدِ مِثْلَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْفُورًا لَهُ أَوْ مُعَذَّبًا وَلا يَتْرُكُهَا مِنْ مَخَافَتِي إِلا سَقَيْتُهُ مِنْ حِيَاضِ الْقُدُسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلا يَحِلُّ بَيْعُهُنَّ وَلا شِرَاؤُهُنَّ وَلا تَعْلِيمُهُنَّ وَلا تِجَارَةٌ فِيهِنَّ وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ يَعْنِي الضَّارِبَاتِ ))[14] .

الجيريا

فاعلم أخي المسلم أن الأحاديث المتقدمة بل والآيات جاءت صريحة الدلالة وواضحة على تحريم الغناء وتحريم آلات الطرب بجميع أشكالها وأنواعها ، وأما العقوبة على سماع الغناء والموسيقى عظيمة
وقد قال ابن القيم : أن من لم يمسخ في الدنيا فسوف يمسخ في قبره أو في عرصات يوم القيامة .

[1] رواه البخاري في كتاب الأشربة باب ما جاء فيمن يستحل الخمر .
[2] رواه البخاري في تاريخه ، وابن ماجه في الفتن باب العقوبات (4010) .وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (3247) .
[3] رواه الترمذي في الفتن باب ما جاء في علامة حلول المسخ والقذف (2138) وابن أبي الدنيا وغيرهم وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1776) .
[4] رواه ابن أبي الدنيا
[5] رواه الطبراني وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5354) .
[6] رواه الترمذي في الجنائز باب ما جاء في الرخصة في البكاء علىالميت (926) وقال : حسن صحيح ، والحاكم والبيهقي وابن أبي الدنيا والآجري والبغوي والطيالسي وغيرهم وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (804) .
[7] صججه الألباني في تحريم آلات الطرب (ص51-52) وقال : رواه البزار وأبو بكر الشافعي في الرباعيات والمقدسي في الأحاديث المختارة .
[8] الاستقامة (1/292) .
[9] رواه أبو داود في الأشربة باب في الأوعية (3210) ، وأحمد (2347) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7336) .
[10] رواه أبو داود في الأشربة باب النهي عن السكر (3200) ، وأحمد (6190) ، ورواه الطبراني والبيهقي وصححه الألباني في صحيح الجامع (1747) .
[11] قال السيوطي : رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع (3076) .
[12] رواه الطبراني وأصله عند الترمذي وقد سبق ، وذكره الألباني في الشواهد وصحح منه سبب نزول الآية .
[13] رواه أبو داود في كتاب الأدب باب كراهية الغناء والزمر (4278) وصححه الألباني في صحيح أبي داو (3/207)
[14] رواه أحمد (21275) وقال الزين في المسند (16/266) : إسناده حسن .

الجيريا
الجيريا

ثالثا :
بعض أقوال الصحابة والتابعين وكبار علماء الأمة .

ـ قال ابن مسعود رضي الله عنه : الغناء ينبت النفاق في القلب .
الجيريا

ـ قال ابن عباس رضي الله عنه : الدف حرام ، والمعازف حرام ، والكوبة حرام ، والمزمار حرام .
الجيريا

ـ قال الضحاك : الغناء مفسدة للقلب ، مسخطة للرب .
الجيريا

ـ قال الحسن البصري : ليس الدفوف من أمر المسلمين في شيء ، وأصحاب ابن مسعود رضي الله عنه كانوا يشقونها .
الجيريا

ـ قال الشعبي : لُعن المغني والمغنى له ، وإن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع ، وإن الذكر ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء الزرع .
الجيريا

ـ وكتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى عمر بن الوليد كتابًا فيه : وإظهارك للمعازف والمزمار بدعةٌ في الإسلام ، ولقد هممتُ أن أبعث إليك من يَجزُ جُمتك جُمةَ السوء .
الجيريا

وكتب عمر بن العزيز لمؤدب ولده : "ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان ، وعاقبتها سخط الرحمن ، فإنه بلغني من الثقات من أهل العلم : أن صوت المعازف واستماع الأغاني واللهج به ، ينبت النفاق في القلب كما ينبت العشب على الماء" .

الجيريا
الجيرياإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.الجيريا

رابعا :
مذهب الأئمة الأربعة عليهم رحمة الله .

ـ مذهب أبي حنيفة :

فمذهبه تحريم الغناء ، وقد جعله من الذنوب ، بل إن مذهبه من أشد المذاهب في ذلك وقوله أغلظ الأقوال ، وقد صرح الحنفية بتحريم سماع الملاهي كلها حتى قالوا بتحريم الضرب بالقضيب وصرحوا بأنه معصية توجب الفسق ورد شهادة صاحبه ، وقالوا أن السماع فسوق ويجب على من مر به أن يجتهد في أن لا يسمعه ، بل إن من علماء الحنفية من قال : إن السماع فسق والتلذذ به كفر .

الجيريا

ـ مذهب الشافعي :
فهو من أشد الأقوال كذلك ، حيث قال : "خلفت ببغداد شيئًا أحدثته الزنادقة يسمونه التغبير يصدون به الناس عن القرآن" والتغبير هو شعر يقال في الزهد يصاحبه الضرب بالقضيب أو العصا على جلد أو مخدة .

وقال رحمه الله عن الغناء : هو دياثة فمن فعل ذلك كان ديوثًا . وعنده أن المغني ترد شهادته ويحكم بفسقه ، وأن كسبه حرام ومن أكل أموال بالباطل ، وقال النووي : هو من شعار شاربي الخمر .
الجيريا

ـ مذهب مالك :
سئل عن الغناء فقال : إنما يفعله عندنا الفساق ، ونهى رحمه الله عن الغناء واستماعه وقال : إذا اشترى جارية فوجدها مغنية كان له أن يردها بالعيب .

الجيريا

ـ مذهب أحمد :
قال ابنه عبدالله : سألت أبي عن الغناء فقال : الغناء ينبت النفاق في القلب ، ثم قال : إنما يفعله عندنا الفساق ، وقال رحمه الله بتحريم الغناء وسماعه وبتحريم آلات الطرب ، ونص على تكسيرها ؛ وسئل الإمام أحمد عن التغبير فقال : بدعة وقال : إذا رأيت إنسانًا منهم في طريق فخذ في طريق أخرى .

الجيريا

ـ وحكى عمرو بن الصلاح الإجماع على تحريم السماع وأن المذاهب الأربعة على تحريمه

ـ وقال أبو بكر الطرطوشي : وهذه الطائفة مخالفة لجماعة المسلمين لأنهم جعلوا الغناء دينًا وطاعة وليس في الأمة من رأى هذا الرأي .

ـ وسئل إبراهيم بن المنذر وهو من شيوخ البخاري فقيل له : أنتم ترخصون في الغناء ؟ فقال : معاذ الله ما يفعل هذا عندنا إلا الفساق .

ـ قال ابن القيم : الغناء يفسد القلب ، وإذا فسد القلب هاج في النفاق .

ـ وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إجماع الأئمة الأربعة على تحريم السماع والغناء .
الجيريا

وقد ادعى البعض ممن لا علم عنده أن هناك من أحل الغناء من الأئمة الأربعة ، فقال ابن تيمية : "وهذا من الكذب على الأئمة الأربعة ، فإنهم متفقون على تحريم المعازف التي هي آلات اللهم كالعود ونحوه ، ولو أتلفها متلف عندهم لم يضمن صورة التالف بل يحرم عندهم اتخاذها"
[
منهاج السنة (3/439) .]

الجيريا

فليحذر أهل الإسلام من اتباع خطوات الشيطان فيزهد في كتاب الله ويكون له من الهاجرين ، فيهجر سماع القرآن وتلاوته فبقول ممن قال تعالى فيهم (( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا))

قال ابن كثير في تفسيرها :
يقول تعالى مخبرا عن رسوله ونبيه محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال:
"يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا"
وذلك أن المشركين كانوا لا يصغون للقرآن ولا يستمعونه
كما قال تعالى:
"وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه" الآية
فكانوا إذا تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره حتى لا يسمعونه فهذا من هجرانه وترك الإيمان به وترك تصديقه من هجرانه وترك تدبره وتفهمه من هجرانه وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه والعدول عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره من هجرانه فنسأل الله الكريم المنان القادر على ما يشاء أن يخلصنا مما يسخطه; ويستعملنا فيما يرضيه من حفظ كتابه وفهمه والقيام بمقتضاه آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يحبه ويرضاه إنه كريم وهاب .ا.هـ

الجيريا

هذا ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى ويعصمنا من الفتن والزلل إنه جواد كريم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الجيريا
– منقول للفائدة-

الجيريا

بمناسبة الموضوع يسعدني إستقبال المارين بالموضوع
بهذه الهدية:
– مطوية :
من أقوال المالكية في التحذير من سماع الموسيقى والغناء والرقص

التحميل https://www.ibnalislam.net/view.php?file=7631361a3c

الجيريا

الجيريا

خامسا :
كيف تتخلص من سماع الاغاني

إن التعلق بسماع الأصوات الحسنة والمقامات الموسيقية من أعظم الفتن التي يبتلى بها قلب المؤمن من وقع بها صد قلبه عن سماع الحق وأعمال الإيمان ومشاهد الخشوع وصار قلبه مرتعا لصوت الشيطان.

وإن المتأمل اليوم يجد كثيرا من شبابنا وفتياتنا أضحوا صرعى للهوى وضحية لصوت الشيطان والافتتان بالأغاني أيما فتنة والإعلام الفاسد يلعب دورا خطيرا في هذه الظاهرة.
ولا شك أن الغناء محرم في الكتاب والسنة وكلام الصحابة وأقوال الأئمة المعتبرين ولا يعرف عن أحد منهم الرخصة فيه إلا ماحكي قولا شاذا مهجورا عن أهل الظاهر ولا يلتفت إليه إلا جاهل أو سيء القصد ولذلك ثبت في البخاري تعليقا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف).

اعلم يا مبتلى بسماع الأغاني أن ثمة أمور إذا تأملت فيها وتدبرتها علمت قبح وخطر الأغاني على دينك وفكرت في التخلص منها:
أولا: أن تعلم أن سماع الأغاني ينبت في قلبك شعب النفاق كما قال الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود: (الغناء ينبت النفاق في القلب). وذلك أن القلب يصبح مظلما لا بصيرة له ولا يميز بين الحق والباطل بل يكره الحق ويفرح بالباطل.
ثانيا: أن سماع الأغاني يوقعك في نوع قلق واكتئاب وعذاب نفسي دايم كمن يأكل ولا يشبع وتشعر أنك غير مرتاح البال كما قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا). وكثير ممن تركوا الغناء شعروا براحة بال وأنس وطمأنينة قلب كانوا فاقدينها في زمن الغفلة.
ثالثا: أن سماعك للأغاني يطرد عن قلبك سماع القرآن والتلذذ به كما هو مشاهد لأن قلبك إذا امتلأ بصوت الشيطان لم يهنأ بصوت الرحمن قال ابن القيم: (فإن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبدا لما بينهما من التضاد فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى ويأمر بالعفـّة ومجانبة شهوات النفس وأسباب الغي وينهى عن اتباع خطوات الشيطان والغناء يأمر بضدّ ذلك كله ويحسنه).
رابعا: أن سماعك للأغاني يبعدك وينأى بك عن حضور مجالس الإيمان وحلق الذكر وينفرك عن صحبة الصالحين ويكرهك لأهل الخير ويحبب لقلبك صحبة أهل الهوى والبطالة كما قال تعالى: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ).

خامسا: أن إدمانك على الأغاني يزين لك المعصية ويغريك بالشهوة المحرمة ويحرك مشاعرك نحو الهيام والعشق والفجور وإقامة العلاقات المحرمة ولذلك قال الفضيل بن عياض: (الغناء رقية الزنا). وأحوال المغنين وفضائحهم لا تخفى على أحد.
سادسا: أن سماعك للأغاني يجعلك من أهل الغفلة عن ذكر الله والمواظبة على الفرائض والسنن والمسابقة في الخيرات ويجعلك حريصا على فعل المنكرات والسيئات. قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ). قال ابن مسعود رضي الله عنه: (قال هو والله الغناء).

سابعا: أن تعلم أن سماع الأغاني من شعار الفساق الذين لم يراعوا حرمة الشرع والإعراض عن الأغاني من شعار الكمل من أهل الإيمان والمروءة ولذلك قال الإمام مالك في الغناء: (إنما يفعله عندنا الفساق). فاختر أنت ممن تحب أن تكون.
ثامنا: أن الأغاني تجعل على قلبك غشاء وغطاء يمنعك من التفكر في عظمة الله وفهم كلامه ومن كمال محبة النبي صلى الله عليه وسلم وفهم كلامه والاتعاظ بالعبر والزواجر فلا يتأثر فلبك بموعظة ولا يتلذذ بالعبادة ولا يفكر بالآخرة ويفتتن بالدنيا ويطيل الأمل فيها.

فإذا علمت أخي واستيقنت بخطر الأغاني ثم عزمت على تركها
فثمة وسائل مهمة تعينك على التخلص من هذا البلاء:


1- الاقبال على التوبة النصوح التي تشتمل على الإقلاع عنها والندم والعزم على عدم العود إليها.
الجيريا
2- الإكثار من الاستغفار في آناء الليل والنهار فإن الاستغفار يمحو أثر الذنوب ويطهرها.
الجيريا
3- المداومة على الذكر سائر الأحوال فإن ذلك يبعد الشيطان عن الروح ويشرح الصدر للخير.
الجيريا
4- الإقبال على سماع القرآن من أصوات القراء المعروفين بحسن الصوت خاصة أول النهار وآخر الليل والإكثار من ذلك فإن سماع الحق يثبت في القلب ويسكن في الفؤاد ويزهد في صوت الشيطان.
الجيريا
5- الحرص على حضور مجالس العلم والإيمان لأنها تورث السكينة والخشوع وصلاح الباطن.
الجيريا
6- مدارسة أحوال السلف والتأمل في زهدهم وعبادتهم وإقبالهم على الله وترك اللهو والباطل.
الجيريا
7- الاشتغال في محاسبة النفس في التفريط في كل وقت تمضيه في سماع اللهو والباطل وتذكر ما يورثه من الحسرة والندامة يوم القيامة.
الجيريا
8- الحرص على الدعاء بهداية قلبك في ترك الأغاني واستعن بالله واسأل الله أن يكرهها إليك ويبغضها لك ويبعدها عنك كما بين المشرق والمغرب.

وأنصحك أخي ألا تيأس من المجاهدة في ترك الأغاني فالشيطان حريص على إحباطك فكلما ضعفت نفسك وسمعت شيئا منها فاستغفر الله واشغلها بسماع القرآن والحديث والعلم وهكذا حتى تتخلص منها بالكلية.

وأسأل الله أن يهدي ضال المسلمين من الشباب والفتيات عن سماع الأغاني ويحبب لهم سماع القرآن ومجالس الإيمان ويبطل كيد المفسدين ويكفي المسلمين شرهم ويفشل مشاريعهم

الجيريا
– منقول للفائدة-
إنتهى بإذن الله وتوفيقه و عونه
الجيريا

بمناسبة الموضوع يسعدني إستقبال المارين بالموضوع
بهذه الهدية:
– مطوية :
من أقوال المالكية في التحذير من سماع الموسيقى والغناء والرقص

التحميل https://www.ibnalislam.net/view.php?file=7631361a3c

الجيريا

الجيريا
الجيريا
الجيريا
الجيريا
الجيريا
الجيريا
الجيريا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخ رضا الجيريا
أحسنت أخي فتحون
جزاك الله خيرا
و فتح الله علي و عليك و على جميع المسلمين أبواب العلم و الخير.

الجيريا

بارك الله فيك ’’’’اللهم نور درب الفاضل فتحون بنورك و اجعله من الذين تظلهم يوم لا ظل الا ظلك ’’’’’’’واهد المسلمين الى ما تحب و ترضى و اهدني معهم

الجيريا بارك الله فيك والله ان الموضوع يهم شريحة كبيرة من المسلمين

الجيريا

الجيريا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hadi amalou الجيريا
بارك الله فيك ’’’’اللهم نور درب الفاضل فتحون بنورك و اجعله من الذين تظلهم يوم لا ظل الا ظلك ’’’’’’’واهد المسلمين الى ما تحب و ترضى و اهدني معهم

الجيريا

الجيريا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bouda 10 الجيريا
الجيريا

بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.