الولاء والبراء
والصلاة والسلام على رسولنا صل الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ملأت في الآونة الأخيرة الشوارع العربية لافتات كبيرة لافتة للنظر مخطوط عليها شعار : لا ولاء إلا للوطن وذلك تناسبا مع ما تعيشه الدول العربية من أزمة سياسية تتضافر الجهود لحلها بإيجاد أرضية مشتركة تجمع الشركاء المتشاكسين على أرضية واحدة للحوار والتشارك والتوافق .
التعليق :
الحمد لله أن جعلنا مسلمين وأن جعل ولاءنا خالصا لوجهه الكريم ولرسوله والمؤمنين ، أن الغرب بعدائه الظاهر والباطن للإسلام وأهله، عمل على حصر ولاء المسلمين في الرقعة الترابية التي ينتمون إليها بعد أن أوجد بينهم حدودا وصنع لهم أوطانا ودفعهم للحفاظ عليها بالتنازل والرضا بالقليل وهكذا نراهم المسلمون يتنازلون عن شريعة الرحمان في تونس وليبيا ومصر وتركيا وأند ونسيا وفي الجزائر والسودان والمغرب وموريتانيا حجتهم الإخوان في ذالك التدرج ثم يقولون ، الوطن من الإيمان ، ونسب القول إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم وهو لم يقله ، ولكن معناه صحيح ، عندما فوجئ الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالوحي الإلهي ، وأصابه ما أصابه من الخوف ، وأراد أن يعرف سرّ ما رأى في غار حراء ، فذهب بصحبة زوجه خديجة رضي الله عنها ، إلى ابن عمها ورقة بن نوفل ، وكان نصرانياً ، كبير السن ، وعنده علم بالكتاب فقالت : اسمَعْ مِنِ ابْنِ أخِيكَ ، فأخْبَرْتُهُ خَبِري، فَقالَ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلى مُوسَى عليه السلام ، لَيْتَنِي فِيها جَذَعٌ لَيْتَنِي أكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، قُلْتُ: أوَ مُخْرِجيَّ هُمْ ؟ قال: نَعَمْ ، إنَّهُ لَمْ يَجِىءْ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا جِئْتَ بِهِ، إلاَّ عُودِيَ، وَلَئِنْ أدْرَكَنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرا مُؤَزَّرا . ، إن مفارقة الوطن أمر فطري حاصل للإنسان ، ولما خرج { الرسول صلى الله عليه وسلم } من مكة المكرمة مهاجراً إلى المدينة المنورة ،فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة ، فتوقف وتوجه إلى الكعبة قائلاً {أنت أحب بلاد الله إلى الله، وأنت أحب بلاد الله إلي، ولولا أن المشركين أخرجوني لم أخرج منك }، وهذا معناه أن قداسة الدين فوق الأرض ،والأهل ، والعشيرة ، وكل شيء ، لأن أمر الله مقدم على كل شيء وهذا ما فسره الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين رضوان الله عليهم جميعا في فتوحاتهم وكيف كانت عندهم طموحات كبيرة في التوسع إلى أقصى الحدود وهذا هو الفرق بيننا وبينهم . ثم أمام تنامي الصحوة الإسلامية في فترة ما بعد الثورات، ابتكر الغرب لتكريس نفس الحدود بين الأمة الواحدة فكرة التوافق والحل التشاركي بما يمكّن العلمانيين من المشاركة في الحكم إلى جانب الإسلاميين المتنازلين فينغمسان سويا في ما تعلق بشؤون الرقعة الجغرافية الموجودين عليها وهل يتفق الحق والباطل إلا إذا تنازل أحدهم للأخر وهذا ما لمسناه في الإخوان سريعي التنازل ، وهكذا ينتهج المسلمون بفعل فاعل اليوم مسارا جديدا بعنوان قديم خادع هو الولاء للوطن هذا الولاء الذي جعلهم يملئون خزائن أوروبا وأمريكا من أموال المسلمين وحجتهم في ذالك الوطنية لا يفقهون الوطنية إلا في النهب وفي الكرة المنفوخة بالهواء بئس القوم هم .