إستطلاع / نـوّارة لـحـرش
أبو طالب شبوب/ كاتب وصحفي
عندما تقرأ الحكومة سيقرأ الشعب
لماذا لا نقرأ ؟..سؤال محيّر، و الإجابة عليه صعبة، و كي لا نتوه بين السبل لنكن منهجيّين.
القراءة = قارئ+كتاب+مناخ صحّي. و إذن فإن غياب القراءة راجع لاختفاء بعض حدود هذه المعادلة !
بالنسبة لاختفاء القارئ فإن 7 ملايين جزائري لا يعرفون مسك القلم، ما يعني أن 21 بالمائة من شعبنا محرومون من نعمة القراءة، و سيستمر الأمر كذلك إذا استمر انهيار المنظومة المدرسية و ارتفاع نسبة التسرّب التعليمي.هذا سبب أوّل للامتناع عن القراءة.
بالنسبة للكتاب، فإن الجزائر الرسمية لا تحوز أي إحصائيات رسمية عن حجم ما يستورد و ينشر من كتب، فضلا عن عدد المقروء منها، أتحدّث عن وزارة الثقافة التي طلبت منها الإحصائيات شخصيًا ولم أحصل على أي حرف أو رقم ! لكن إحصائيات مديرية الجمارك تقول بأن الجزائريّين يستوردون سنويا ما قيمته 56 مليون دولار من الكتب ! رقم يبدو ضخمًا لكنه لا شيء قياسًا إلى ما يستورده الجزائريون من سلع لا تسمن و لا تغني بل قد تقتل…كالـ2017 كليو غرام من الكيف التي عثر على أحد "أبناء الحلال" وهو يهمّ باستيرادها من الجارة الشقيقة للغاية ..المغرب. مع ذلك، و مع 50 مليون كتاب مدرسي يطبع، و مع 433 دارًا للنشر ، على حدّ تصريح مدير المكتبة الوطنية مؤخّرًا، فإن الكتاب غائب، لأن سلسلة التوزيع غائبة، وبالتالي فهو يطبع ليبقى مكانه، هكذا تُطبع كتب لا يسمع بها سوى صاحبها، و لا يكلّف المسكين نفسه عناء التنقل لتوزيعها، أو لا يملك الوقت، لكنه يستطيع التباكي على غياب المقروئية. هذا هو السبب الثاني لعدم القراءة، أي غياب اهتمام رسمي بالكتاب و ضعف سلسلة توزيعه.
نأتي للجو الصحّي، ولا بد هنا من أن نتذكر بأننا شعب غني يبلغ عدد سكانه 33 مليون نسمة، منهم 14 مليونًا فقراء، و بضعة عشر ألفًا من أثرياء الحرب، و البقية مجموعة متسوّلين غير معلنين، فمن يقرأ بين هؤلاء؟ الفقير يفضّل الخبز على الكتاب، و ثري الحرب يحارب الكتاب، إذ لو قرأ الجزائريون جيّدًا لما سيطرت بينهم عصابات الدم و الذبح و الفئوية و الجهوية، أما مجموعة المتسّولين غير المعلنين، فهم ذات المجموعة التي تصرّ الحكومة على أن تسميها "العمال" و تمنحها أكثر من 10 أيّام من الأعياد و العطل الرسمية، لكنّها بذات الحين تستنكف أن تمنحها أجرًا مجزيًا..هكذا لا يجد "العمال" وقتًا للقراءة، لأنهم يخصّصون وقتهم لخبز العيال و لمشاغبة "أمّ العيال" و ما بقي من الوقت يوزّع بين الذهاب للملعب و الجلوس على مقهى الحي.! على مستوى القاعدة الشعبية كما على مستوى القمة السياسية لا توجد رغبة لتشجيع القراءة، فوزارة ثقافتنا التي تحتفل بكل شيء و أي شيء لم تجد وقتًا لتهنئة عمي الطاهر وطّار بإصدار مذكّراته، ولا وجدت وقتًا لتنفيذ ما وعدت به مرارا من الجائزة الوطنية للقراءة إلى قانون الكتاب…لكونها مشغولة بأشياء أهم،! وهذه الطريقة في ممارسة الثقافة الوطنية تسمى "احتقار الكتاب".هكذا نحن، مشاكلنا موزّعة بين "تغييب" الكتاب، "غياب الجو الصحي" و "انشغال" القارئ بأشياء أهم !
أي حل في الأفق؟..الحل بسيط، عندما تسن الحكومة قانونا يمنع على غير الحائزين على شهادات جامعية عليا أن يكونوا نوّابا و وزراء و ولاة و رؤساء بلديات و رؤساء دوائر …الخ، يومها فقط سيعود الناس للقراءة…..بفعل فاعل !
الطيب لسلوس / شاعر
حال المقروئية في الجزائر معقد و ينقصه التنظيم والإتصال
لقد جاء سؤالك هذا مرادفا لبداية المعرض الدولي للكتاب .. شخصيا وخلال المعرض الوطني للكتاب الفائت قمت بإعداد ورقة أراء تتضمن سقف المبيعات لدور النشر التي شاركت وبغض النظر عن سقف سبر المبيعات ، و ما إذا كان المعرض في وقت ملائم أم لا فإن مؤشرات القراءة تقول أن القاريء الجزائري منفتح على القراءة بكل أنواعها ، بحيث تنفي المبيعات على من ادعى أن القاريء منكب على الكتاب الديني والطبخ . لكن مع كل هذا فإن هناك تقصير عام ينتفي خلق مؤسسة تهتم برغبات القاريء وتلبيها عبر ضخ معلومة الرغبات إلى الناشر الذي سيكون بلا شك على علم مسبق برغبات القاريء الجزائري وما يقرأ و إذا أردنا أن نتأكد من ذلك لنسمع أو نشاهد حجم المبيعات خلال المعارض الدولية رغم أن هناك عوائق كبيرة تقف أمام هذا القاريء وعجزه عن جعل الكتاب ضمن اقتصاد الأسرة . أخيرا أعتقد أن القراءة في الجزائر مهمة كغيرها في دول العالم غير أن هناك تقصير واضح في غياب مؤسسات تدرس الأسواق وتسهل آليات الاستهداف كإنشاء مرصد وطني للكتاب يحدد رغبات القراءة عبر طلبات القاريء في المكتبات العمومية والخاصة لتجمع هذه المعلومات محددة حاجيات الجزائري بالضبط من المعارض الدولية كما يستعين بها الناشر في هموم القاريء وتلبية حاجياته. إن العشوائية التي تتصف بها السوق الجزائرية للكتاب هي التي تجعل الناشر متذبذب لأن الكتاب في النهاية هو سلعة وتكاليفه يمكن أن تؤدي إلى إفلاس الناشر وعليه فالناشر يستغل بعض التجارب التي بدت ناجحة فلننظر مثلا إلى إغراق السوق بالكتاب الشبه مدرسي وأحيانا دون العودة إلى بعض المقاييس مثلا كتاب الطفل الذي يخرج أحيانا عن كونه موجها للطفل. الكتاب الديني وما يحدث كل عام من حجوزات من هذه المؤسسة أو تلك ، لما كل هذا ؟ أليس التفكير في خلق مرصد وطني يصنف على مدار السنة مليون رغبة طلب عنوان و التي ينظم حقول قرائتها ويضعها تحت تصرف الناشر والمكتبات العمومية والتي يمكنها فيما بعد تحديد حقول الإنتقاء . على أي حال ، حال المقروئية في الجزائر معقد و ينقصه التنظيم والإتصال .
عبد الكريم قذيفة / شاعر
الجزائري يقرأ متى نجحنا في إقناعه باقتناء ما نقدمه له
يخطأ من يعتقد أن الجزائري لا يقرأ ، أو على الأقل لا يهتم ولا يقتني الكتاب ، ذلك أن الأرقام والمعطيات في مختلف المعارض المخصصة للكتاب ودور المطالعة تؤكد إقبال الجزائري على الكتاب ، وتعطشه للمعرفة ، المشكلة تكمن في أن الجزائري يحتاج دائما إلى من يقدم له ما يقرأه ، إلى من يشير عليه بقراءة كذا ، أي أن العمل الإشهاري مهم جدا ، وهذا بالذات الجزء الغائب في منتوجنا الثقافي بصفة عامة ، فالإعلام ، ورغم الجهود الفردية المبذولة ، إلا أنه يبقى بعيدا عن تقديم كل المنتوج للقارئ والمهتم ، كما أن طرق التقديم لا تتضمن في الغالب ما يغري بالقراءة والمتابعة ، لا زلنا نقدم الكتاب بطريقة تقليدية ، كذكر المؤلف وعدد الصفحات وعناوين الفهرس ..
وزارة الثقافة ومختلف الجمعيات تصدر سنويا عشرات الكتب دون أدنى مجهود إشهاري يقدمها لقارئ مفترض ، لقد قمت بتجربة بسيطة على مستوى نادي الجاحظية ببسكرة حين كنت مسيرا له ، جلبت مجموعة دواوين لشعراء جزائريين مجيدين ، وقدمت مختارات منها عبر إذاعة الزيبان ، كما عرفت بها زوار النادي من الطلاب ، والنتيجة أنني فوجئت بحجم الطلب والإقبال على هذه المؤلفات ..نفذت النسخ ، واضطررت للبحث عنها لتوفيرها لطلابها ..
أيضا ، معظم أصحاب دور الكتاب و موزعوه وباعته لا يملكون لغة تقديم الكتاب ، بل يجهلون عن معظم الكتب التي يبيعونها كل شيء ..إنهم يتعاملون معها كما لو أنها بطاطا أو طماطم ..
الجزائري يقرأ متى نجحنا في إقناعه باقتناء ما نقدمه له ، لقد قمت ببيع 280 نسخة من مجموعتي الأولى – لو أنت تدري كم أحبك – عن طريق المراسلة ، كما بعت 168 نسخة خلال 03 أيام بمهرجان محمد العيد آل خليفة ، كيف بعد ذلك نقول أن الجزائري لا يقرأ ، مأساتنا ، وفي كل المستويات ، أننا نفتقد للثقة في أنفسنا وفي منتوجنا ، ونحتاج ليد خضراء من الجنة لنقنع مسؤولا أميا بأننا مبدعون وقادرون على المنافسة .
محمـد العيـد بهلولي/ كاتب
عاصمــة الثقافــة العربيـة لا تقـرأ
مؤلمُ و جارحٌ الخوض في قضايانا الحيوية المبعدة أو المنسية، في دّوامة الخواء و تبخيس أبجديات المعرفة ، فيما نمارسه أو يمارس علينا سرا و علانية .. في عدم تنمية المخيال و تأثيث الذاكرة.. في تجفيف الاكتساب المستمر لمنابع التربية الحِقّة، و التعليم الصحيح الواعي، المثقف. في ظل خيبات النشوء و الإرتقاء تَظل حياتنا منقوصة منقوصة..نهاراتنا بلا طعم و ليالينا موحشة موحشة – حتى أَمسَيْنا غرباء مجزئين، نتلذّذ بجلدِ الذات و أصبحنا فرقا و متناحرين.. كل يوم نفقد ماهية الأشياء، و يتموضع وزرُ الغباء على كواهلنا المبتورة….ويلُ لنا من المدّْ القادم، و يل لمن لا يجدون بصماتهم في مستقبل المعرفة..!
لم يكن من اليسير أن أتحدث هادئًا عن – المقروئية – بمحيط الغوغاء و جيشان البضاعة المستوردة ، بين عولمة القتل و هروب الأوطان و تجارة الجنس و تطاحن ذوي القربى في المشرق و المغرب.. إن الحديث عن هذه السارية العظيمة في مثل هذه الظروف لا يقاس عليه و لا يعتًّد بنتائجه أبدا ، فالكتابة عن المقروئية و مدى ما وصلت إليه، لا يحدث إلا بعد التشبُّع من قراءة عيون الكتب، أي بعد الاطلاع الجدّي، المتعدد المشارب، هذا الشرط الصّعب هو ما نفتقر إليه على امتداد الخريطة الجزائرية للأسف..! لذا أكتفي بما توفر لدي من ملاحظات بسيطة حول – القراءة – كما ورثناها ، حول المطالعة و مزاياها المثمرة، و لكي يتسنًّى لنا الحديث و التحليل كان لابدًّ من المرور الحتمي على فعل القراءة/ المطالعة، كلبنة أساسية في صرح المقروئية المأمول ، و في خطها البياني نزولا و صعودا، ثم نتمكن من استبيان مستواها سلبا أو إيجابا بأوساط القراء.قد لا نذيع سرا، في أن القراءة فعل حركي ديناميكي، منتج للتراكم المعلوماتي في التنوع و الغنى، فهي تساهم المساهمة الفريدة في التوغل والكشف عن الذات و الآخر، و من هناك
تدفع على التّدبّر في أعماق النفس و أسرار الكون و صانع الكون، و العلّة من الوجود
كمعضلة لا تتضح أبعادها إلا عن طريق البحث و الدرس و الاستقراء، بهذا المفهوم المتقدم الذي حققته أغلب شعوب الأرض. يبدو فعل القراءة/ المطالعة فعلا إنسانيا حضاريا راقيا ، منه تنشأ أبجديات الفهم و الإدراك و الحكمة، و بتبنيه يتحقق إطار الرؤيا الشاملة العارفة ، البانية للتلاحم و السلم و العدالة و الحرية، هنا نتمعن بطاقة ذلك المثل المشهور: " شعب يقرأ شعب لا يجوع و لا يستعبد" أما حين نلتفت للأثر الحميد بمرجعياتنا الدينية العالية ، يوم خاطب الله ابن آدم ، خاطبه بفعل القراءة- إقرأ – فعل أمر آمر بالتنفيذ ، الفعل النور الحاسم.. الفعل الذي لا يقبل مداورة و لا تأويلا أو تأجيلا، في سطوع ذلك الضوء الباهر يوم احتضنت الأمة فعلها المرسل وضعت أولى خطاها على عتبات الحضارة والمدنية، حين حفظته عن ظهر قلب و صار هاجسها اللحظي. صنعت مجدها ، و أبدعت فكرها و علمها و فلسفتها في الحياة، يوم قرأت النجوم و أبعادها، فسّمتها و قدمتها إلى العالم نظرية ناجزة ..أما في راهننا الضّرير ، فالخيبة تغمرنا و الرّماد يعكّّر صفو عيوننا ، حين نطلّ على ما نحن فيه من خزي و جهالة و تخلّ يكاد يكون تاما عن حياض الفعل المجيد – إقرأ – حين نقف على التدنّي القرائي بهذه الدّيار ، نعبّر عنه بالكارثي طولا و عرضا، ما يبعث على اليأس ، المؤدي بدوره إلى موت ثقافي، شرع منذ مدة في بسط أحنحته السوداء على السقوف و الرؤوس.. عكس ما بشر به الرسميون من أن سنة 2024 ستكون فيها الجزائر عاصمة للثقافة العربية..!- كم هو مضحك و مبك رفع هذا الشعار..!- نحن لم نعد نولي ضرورات القراءة و المطالعة أدنى إلتفات، في عصر انتشرت فيه وسائط المعرفة و التّعلم، وتعددت وسائل الطبع و البثّ و الإشعاع ..فمن النشر الورقي المتطور حداثة و تقنية، إلى النشر الالكتروني العائم،إلى التحصيل عن بعد، إلى آخر ما يجد و يستجد.إن مجرد إحصائية بسيطة لما يصدر عند غيرنا من كتب و نشريات، و دوريات و ملحقات و مجلات مغرية و معارض للعناوين الجديدة و مناقشة محتوياتها و الإشهار لها، ثم ما يجري بالفضاء الحر – للانترنت – إن المتتبع لذلك يصاب في نظري بالإحباط إن لم نقل بالصّرع أو الجنون…!…أين نحن من هذا يا عاصمة الثقافة العربية ؟ و ما مصير مخطوطة بمؤسسة وطنية للطبع تصدر بعد أن تنام بمخازنها سبعة أعوام كاملة تحت الغبار و النّسيان..!.. عند هذا المنعطف الضّيّق من السّوداوية المتجولة بشوارعنا أحشر صوتي مع القائلين بموت القارئ في الجزائر، نتيجة الغياب و التغيب لفعل القراءة في حالتيها العامة و الخاصة، اللهم إلا من رحم ربك من أهل الفكر و أهل الذّكر..حين نعدّد أسباب هذا الفقدان نجدها كثيرة و جذرية بالأساس ، بعضها مستعص ، ربما هو في حاجة لجهود استثنائية، و بعضها متروك للصدف و المزاجيّة تفعل به ما تفعل حمّى المناسبات حيث يركن الأمر هنا أو هناك مباشرة بعد قصّ شريط التدشين ثم يبترد و يموت ..! البعض من هذه الأسباب لا يثبت أمام الحجج الدّمغة، بعضها واه أو مقصود بإيعاز من سياسات التعمية و التجهيل و التكميم الخائف من بزوغ الكلمة الحرّة قراءة و كتابة..و أخطرها على الإطلاق هو التبلّد و اللاّمبالاة، و تفضيل المضغ البيولوجي على شفافية الغذاء الروحي السّيّد…
غير أن السبب الوجيه في كلّ ذلك يعود بالدرجة الأولى و باللاّئمة الحادّة للدولة الوطنية و مشروع بناء المجتمع ، فالفعل كما يرى بعض عقلاء هذا البلد فعلا استراتيجيا، لا يتأتى حدوثه بصفة فردية معزولة، إنما تسن له القوانين و الطرائق كخطة ذات أولوية تتبناها النخبة المستنيرة و تطبقها الدولة عبر مؤسساتها مجتمعة ، بداية من الأسرة ، إلى المدرسة إلى المراكز و دور الثقافة إلى المحيط عبر التحسيس بأهمية الكتاب و سهولة الوصول إليه، إلى الإعلام حينما ينحاز في بعض برامجه إلى المعرفة بدل الإسفاف و الميوعة.. إستدراكا لما ذكر ، أنّ عدم التركيز في تربية النّشء على الحبّ و الحظ على المكتوب من أسباب العزوف عن الكتب، مع الإنتشار الفظيع للأمية بشقيها ، الثقافي و الجاهل بحروف الهجاء.. ثم إليك السّريان المرضي لتلك القيّم الاستهلاكية التي بات نجاح الفرد يقاس و يثمّن بها كنجم من نجوم المجتمع ، خلافا لقيّم التعليم و التثقيف، لقد ضيع أغلب هؤلاء سبيل الثراء المعرفي و راحوا يدورون داخل هوّة تتسع في الفراغ ، غايتها أكداس الخردة و أعمدة الاسمنت و أعوام اللهاث الهستيري و بئس المصير المؤدي حتما إلى الهزيمة النكراء و السقوط الكبير المؤكّد..! و تظل النقيصة المشينة كامنة بمؤسسات التربية و التعليم، التي تكاد تكون خالية على عروشها في عدم الاهتمام بالمكتبات المدرسية و تطويرها لتكون المنهل الكريم لقاصديها ، ثانيا عدم تكريس عادات القراءة مع التحفيز و الإغراء، حتى و إن وجدت هذه المكتبات فأغلبها يظل مغلقا طوال السنة المدرسية منطويا على عناوين متحفيّة ما عادت مادتها تفي بالغرض المطلوب. إنّ صناعة القارئ المستقبلي تبدأ من هناك، لدى الأمم المعافاة، في المدرسة، كمكان طبيعي للتلقي ، خاصة بالأطوار التحضيرية، أين يتم ضخ الفعل المشرق بأساليب شيقة و سليمة، كي ينمو الجهد مع الزمن و يستمر في الحياة و الناس..ذلك هو الهدف و تلك هي الغاية للوصول بالفعل القرائي إلى فضاء الاتساع و إنتاج المعرفة. خلاصة الحديث هو أنه: – ما لم تعجّل الوزارات المختصة و الجامعات و الأساتذة والمعلمون و المربون و المؤطرون و محبو المعرفة ، ما لم يعاد النّظر الدقيق الجدّي في نشر الكتاب و التخطيط له نصّا و شكلا و ثمنا و تقديرا و احتفاءً.. ما لم تهيئ المكتبات في كل مجموعة سكنية و تدعم بأمناء أكفاء.. ما لم يغزو الكتاب البيوت والنوادي والحدائق العامة و قاعات الانتظار والمقاهي.. ما لم نسارع و نعي خطورة هذا الوضع ، ما لم نقتنص اللحظة الفريدة في شبه حملة جماعية فاعلة فمآلنا المحتم دون ريب هو السقوط لأقصى دركات العدم…!
زكية علال/ قاصة
المقروئية في الجزائر تتراجع عاما بعد آخر
كم يصعب على الإنسان أن يجلد نفسه أو يكشف عيوبه أمام الآخرين ، لكن لا بأس من هذا أو ذاك ، فإن كان جلد الذات يطهرها ، وكشف عيوبها يجعلها أكثر نقاء فلا بد أن نمارسهما كسلوك حضاري … إن المقروئية في الجزائر تتراجع عاما بعد آخر لتترك خدوشا في وجه الحركة الثقافية … المواطن الجزائري إما غارق في دمه … أو غارق في عرقه وهو يجتهد لتحصيل قوت يومه، لكن لو توقف الأمر عند المواطن البسيط لكان هينا ويمكن أن نستسيغه … الكارثة أن المثقف أيضا أصبح عازفا عن القراءة لأنها فوق طاقته، فهو مسئول عن عائلة وأطفال ومن غير المنطقي أن يضحي بقوتهم في سبيل شراء كتاب قد يكلفه وجبة فرد من أفراد العائلة .. ألا تلاحظين أننا لم نعد نبيع كتبنا ، بل نهديها لأصدقائنا كباقة ورد أو كعلبة شوكولاطة ، بل الأوجع من ذلك أننا قد نقرأ الإهداء في الصفحة الأولى ثم نطويه لينام في مكتبتنا المنزلية ، من النادر أن تجد كاتبا أهديته كتابك وكتب لك بعد مدة يبدي وجهة نظره في الأفكار المطروحة ، ليبين لك أنه قرأه .
أسباب تراجع المقروئية في الجزائر عديدة ومتشعبة …قد يكون السبب الرئيسي ماديا ، لكن هناك أسباب لا تقل أهمية عن الأول ، وهو عدم الترويج للكتاب، فالكثير من الكتب الهامة تصدر ولا يعرف عنها المواطن شيئا لأن وسائل الإعلام لم تلتفت إليها ولم تقدمها للناس . إن صناعة الكتاب أصبحت كأي صناعة أخرى تحتاج إلى إشهار وترويج ، ولن تنجح بغير ذلك … فكم من كتاب حمل أفكارا بسيطة لكنه انتشر بين الناس وحقق مقروئية كبيرة لا لشيء إلا لأنه وجد من يروج له وكم من كتاب قيم ظل حبيس غرفة صاحبه لأنه لم يجد من يقدمه للناس .
نـوارة لـحـرش
هناك من غيّر مكتبته وحولها الى اكل خفيف ( الفصول الاربعة)
نحن شعب أكول ولانحب القراءة..
الدليل على ذلك : ادخل بمشاركة فيها عنوانها يدل على الفريكات تجد المشاهدات تجاوزت المائة في ظرف دقائق والردود تتهاطل عليك من كل حدب وصوب.
وشارك بموضوع ثقافي أو حكمة أو أي شيء ، تراهم يمرون عليه مرّ الكرام ………
نعم شعب أكووووووووووووووووووووول بداية من رؤساء البلديات نحن في قمار الكمتبة تسير بشبان وفتيات لايعرفون حتى كيف سيرون قد هجرها ولن ادخلها مرة اخرى ورئيس بلديتنا الذي يملك شهادة المازوت لايكاد يهتم بها بل يحتقرها هذا رئيس بلدية متعلم فكيف بالذي لايملك لاشهادة كارثة
الله اكبر / الله اكبر
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله ومن والاهم الى يوم الدين
[color="rgb(112, 128, 144)"]
[/color]
المقروئية في يلادنا متدنية خاصة الأجيال الصاعدةو السبب يعود الى تطور وسائل الإتصال في عصر السرعة الحاسوب الأنترنيت و كذا غلاء الكتاب …………..
نحن كأساتذة ومربيين يقع على عاتقنا تحفيز التلاميذ وتوجيههم نحو القراءة
قد لا نفلح بسبب الجو الغير صحي،’ لكن علينا المحاولة.